أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جمعة السمان - قراءة في رواية العسف














المزيد.....

قراءة في رواية العسف


جمعة السمان

الحوار المتمدن-العدد: 4454 - 2014 / 5 / 15 - 09:12
المحور: الادب والفن
    


قراءة في رواية العسف
:جمعة السمان

العسف رواية جميل السلحوت الصادرة مؤخرا عن دار الجندي للنشر والتوزيع في القدس وهي رواية اشترك فيها جميع شرائح الشعب الفلسطيني.. قديمها رحمه الله وحديثها أطال الله في عمره. كلٌ أدلي بدلوه.. وقال كلمته.. وعبّر عن رأيه.. مُجتهدا للوصول الى هدفه.. ونشر مبادئه.. مُتفانيا من أجل تحقيقها.. فاختلط الحابل بالنابل.. القديم والحديث.. العالم والجاهل.. السطحي البسيط.. والمُتجذّر
في أمور وطنه.. الواعي المُتابع لأحداثه.. والسلفي والعلماني.. والمسيحي والمسلم.. هذا بالإضافة الى كل ما أفرزه الإنتداب البريطاني.. والإحتلال الإسرائيلي من خونة وعملاء.. فكان العميل أبو سالم الجاهل أسير المال.. وعبد السلطة والمركز والجاه.. ولسان حال شريحة
مُعتنقي مبدأ "أنا وبعدي الطوفان وكان الأستاذ داود المناضل المُتفهم لخطورة وضع بلده.. والدارس لكيفيّة مقاومة الإحتلال بعقل واع مستنير.
وكان أبو فهمي العلماني الدارس المواكب لأحداث وطنه.. الحذر الواعي لألاعيب
المحتل وشرور فتنه.. المُتفاني من أجل لمّ الشمل..ورصّ الصف.. ووحدة الكلمة.. والسعيّ لظهور المُعتقلين كأنهم جسم واحد.. لا تُفتّته فتنة.. ولا يعبث به لئيم محتل.
وكان أبو موسى السلفي المنحاز دوما الى رأيه وفكره.. دون مُراعاة لمصلحة عامة .. أو وحدة صف. وكان محمد البدوي .. ومصطفى وطارق وأبو غسان.. وغيرهم من شخوص الرواية الذي كان يُمثّل كل واحد منهم شريحة من شرائح الشعب الفلسطيني.
أما الإبداع فكان في إختيار الكاتب لخليل الأكتع بطلا للرواية.. الذي ظهر فيها الإنسان الذي يصعُب حاله على أشد القلوب قسوة .. وأشدها تعسفا وظلما.. لينتهي قارئ هذه الرواية والحقد والكره موغر في عمق صدره على الإحتلال.. وفي نفس الوقت سلّط الكاتب الضوء على الجهل والتخلف الذي كان منتشرا في ذلك الزمن .. والذي كان سببا بقطع يده.
هنا أرجو المعذرة في كلمة تُجسّدُ الحقيقة.. ولا أجد بديلا عنها
لقد كان في دقة تفاصيل عذاب ومعاناة بطل الرواية خليل الأكتع "ستربتيز" حقيقي عرّى المحتل.. وكشف عن عوراته حيثما وجدت هذه الرواية.. وتصفحها قارئ.. وبذلك تكون قد أدّت الغرض.. وأظهرت واضحا اشمئزازه وحقده وكرهه للإحتلال أينما كان على سطح هذا الكوكب؛ لنستنتج من كل ما سبق أن ألسنة جميع شرائح الشعب الفلسطيني قد اشتركت.. وكان لها رأي وكلمة سجلتها على صفحات هذا الكتاب.. في فترة تنحصر تقريبا ما بين نهاية الحرب العالمية الأولى.. وهزيمة الدولة الهثمانية ورحيلها عن أرض فلسطين.. حتى يومنا هذا.. وأبو سالم يتكرر منذ ذلك الزمن.. والأستاذ داوود يتكرر.. وكذلك خليل الأكتع.. وأبو فهمي.. وأبو موسى.. وكل من شارك في هذه الرواية من شخوص، لأقول في النهاية أنّ قلم الكاتب كان جريئا .. خاض غمار حرب مع جهل وعادات وتقاليد متوارثة منذ عشرات السنين .. والذين ما زال لهم أعوان كثيرين.. وسلطة فعّالة.. يُحسب لها حساب حتى عند كبار القادة والمسؤولين.. فالجهل والعادات والتقليد الباليية ما زالت تعيش في مجتمعنا كألأفعى الأسطورية التي كلما قطعت لها رأسا.. نبت بدلا منه سبع رؤوس.
كما أنني أظن أنه ما كان لهذا الكتاب من وجود .. لولا إنفجار ريشة قلم حر
فجّره معاناة شعب يجلس على كرسي قيادته رؤوس مليئة بالجهل والعصبية، وعادات وتقاليد ونواميس عفا عليها الزمن.. هذا بالإضافة الى ظلم مُحتل ما عاد يحتمله بشر.
بعض الملاحظات
- عنصر التشويق عالٍ .. يمتاز بجمالية اللغة.. سهل ممتنع.. لا ضياع.. ولا توهان بين سطورهذه الرواية.. أو أحداثها.
- الحلم.. صفحة 21 أشعر أن الحلم كان دخيلا.. هزيلا ذاب أمام قوة أحداث الرواية.. ومتانة بنائها.
- التهديد باغتصاب زينب: رسم الكاتب المشهد بشهامة وأخلاق الإنسان العربي الغيور على الشرف والعرض.. واختار الكلمات التي تُشعل غضب أيّ إنسان حتى ولو كان مجردا من الحسّ واشعور.
- تكاتف المعتقلين وتوحّدهم منبعث من روح النضال.. كان منعشا لروح القارئ الفلسطيني.. مليئا بالأمل والتفاؤل في يوم نصر قريب..كما أن تماسكهم كأسرة واحدة أمر مهم.. يدخل الطمأنينة الى قلوب ذويهم.. ويريح نفس كل من كان خارج السجن ويهمه أمرهم .. كأبطال ضحوا بأنفسهم من أجله.. وأجل وطنهم.. ولا ينسى الكاتب أن يدلي بنصيحة لأهل الأسرى والمعتقلين.. " الزيارة مهمة جدا فالأسير يطل على العالم الخارجي من خلال زائريه.
- حدبث المساجين له طعم آخر.. فهو دائما يكون مختلطا بالأحلام.. باليأس.. بالدموع..بالتشاؤم.. بالأمل والتفاؤل.. ويمتاز عن أي حديث آخر بأن الصورة والكلمة.. لا تذهب من الذاكرة أبدا.. وكأن الكلمة حُفرت بإزميل.. وكأن حبر الصورة لامعا واضحا.. لا يزول .. ولا يبهُت أبدا.
- سيطر على الأسرى ضحك هستيري صفحة 87 حين تأكدوا أن المرأة التي وصفوها بملكة جمال.. كانت عجوزا في السبعين من عمرها.. تُرى هل الوحدة والإنعزال تصل بالإنسان حدّ الخلط بين الواقع.. وما يشتهيه في الخيال..؟
الفلعوص مستشار هتلر.. جعلني أتساءل إذا كانت الوحدة تصل بالإنسان حدّ الجنون أيضا..؟
- اللواط صفحة 95 لا بدّ أنها ساعة يأس .. وكفر بالقيم والأخلاق وعادات وتقاليد المجتمعات الفاضلة.. لسوء تعامل السجّان الإسرائيلي مع المساجين.
- صفحة 99 .. سيناريو التحقيق مع المعتقلين كان مُقنعا .. متمشيا مع أحداث الرواية.. وبشاعة المُحقق المحتل.
- كان الكاتب مُقنعا جدا في تحليله النفسي لردود فعل المحقق والمعتقل معا.
- صفحة 101 كانت صفحة المضحك المُبكي في الرواية.. يصف فيها الكاتب حرب الفئران مع سجين .. حذاؤه السلاح الوحيد للدفاع عن نفسه.
- صفحة 112 كانت الصفحة الواعية التي فيها نصيحة التشجيع على تعليم لغة المحتل .. الذي حثنا عليها رسولنا الكريم " من عرف لغة قوم أمن شرهم.



#جمعة_السمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة في رواية 6000 ميل لمحمد مهيب جبر
- ملاحظات حول رواية -هوان النعيم-.. للكاتب جميل السلحوت.


المزيد.....




- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...
- -جوابي متوقع-.. -المنتدى- يسأل جمال سليمان رأيه في اللهجة ال ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جمعة السمان - قراءة في رواية العسف