أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مهند عبد الحميد - فصل مدرسة العلوم في رام الله بتهمة شرح نظرية داروين















المزيد.....

فصل مدرسة العلوم في رام الله بتهمة شرح نظرية داروين


مهند عبد الحميد

الحوار المتمدن-العدد: 4453 - 2014 / 5 / 14 - 22:10
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


قررت إدارة مدارس المستقبل في رام الله إنهاء خدمة معلمة "الفيزياء والعلوم" أرب الكيلاني للاسباب التالية : الخروج عن المنهاج المقرر وتدريس طلاب الصف الثامن معلومات غير موجودة في المنهاج المقرر والتي تتعارض مع المعتقدات الدينية والفكرية. عدم احترام جلسة مناقشة المشكلة والخروج من الجلسة واتهام الادارة بالجهل. شتم الذات الإلاهية ودين المدير ونائبه. إثارة الفوضى أمام الطلاب والعاملين. الخروج من الصف. ورفض تعليمات الادارة.
وللمعلمة أرب رواية أخرى نقيضة، وبخاصة للتهم الادارية كالشتم والسب، تقول : ان كل التهم الادارية غير صحيحة ومفتعلة يشهد على ذلك ان تجربتي طوال السنوات الستة الماضية لم تسجل اي مشكلة إدارية، وان علاقتها بطلبة الصفوف الثانوية التي تدرسهم العلوم جيدة جدا، وهي تواصل استقبالهم في المدرسة وفي منزلها لمساعدتهم في فهم واستيعاب دروس العلوم. بعيدا عن التهم الادارية التي تحتاج الى تدقيق فإن الموضوع المركزي كان الخلاف حول نظرية داروين. تقول أرب انها شرحت نظرية داروين المقررة في منهج كامبردج المعتمد في مدارس المستقبل، وتعتبر أن نقاش نص عن نظرية داروين في حصة الاحياء لا يعتبر خروجا عن المنهج، كما ان التوسع في تقديم المعلومات واعتماد مراجع يعتبر فضيلة في عصر ثورة المعلومات وداخل مدرسة تتبنى منهج كامبردج. وتضيف، كان طلبة الصف منسجمين ولم يعترضوا. وفي اليوم التالي جاء ولي امر احد الطلبة مستفسرا عن وجود نظرية داروين في منهج المدرسة. ردا على هذا الاستفسار قام نائب المدير باستدعاء طلبة صف ثامن واحدا بعد الاخر وطرح الاسئلة عليهم حول شرح نظرية داروين من قبل المعلمة. وبعد ان أنهى نائب المدير التحقيق مع الطلبة، متجاوزا تقليد الاستفسار والاستماع أولا من زميلته في طاقم التدريس وأخذ رأيها بعين الاعتبار، واحترامها كمعلمة لدى الطلبة وليس التحقيق الذي ينطوي على تحريض تلامذتها في غيابها. بعد هذا الانتهاك الفادح لابسط حقوقي كمعلمة تم استدعائي للادارة تقول المعلمة أرب . قالوا لي : هل شرحت نظرية داروين؟ أجبت، نعم. هذا ممنوع ويعتبر كفرا ردوا بغضب. رددت، هذا ليس كفرا واستشهدت بآيات من القرآن الكريم. قال نائب المدير بغضب: هذا الحكي كفر وانت كافرة وأنا لا أسمح بوضع معلومات من هذا النوع في عقول الطلاب! وإذا الطلاب سكتوا فأنا لن اسكت. أنا مش كافرة انتم جاهلين بالقرآن وبالاديان وبنظرية داروين وبالعلوم، أجبت. قال المدير انت تتهميننا بالجهل وانا لا أريدك في المدرسة!
تواصل نقاشي مع زميلاتي المعلمات اللواتي قلن : كان من الخطأ شرح نظرية داروين، لان شرحها يعد كفرا. شرحت لهن رأيي، وتساءلت : إذا كان شرح داروين كفرا لماذا يتم اعتماد منهج كامبردج ولماذا لم تطلب مني الادارة عدم شرح نظرية داروين على اقل تقدير؟
طالبت مجلس إدارة مدارس المستقبل بإعادتي للتدريس وإلا فإنني سأرفع قضية على المدرسة، وسأخاطب جامعة كامبردج. قالوا إن هذا تهديد غير مقبول. تبين لي أن المجلس جاء متبنيا كل التهم الموجهة لي من قبل المدير ونائبه. قالوا لي : أنتِ شتمت المدير ونائبه واللجنة والدين والإله وخرجت عن المنهاج وغادرت الصف والمدرسة. وأضافوا من الصعب مواجهة "كل أهالي" الطلبة الذين أخذوا فكرة بأنك "كافرة". من حرضهم سألت ؟ وختموا بالقول : نقترح عليك تقديم الاستقالة بدلا من قرار الفصل، وسنعطيك تزكية للعمل في مكان آخر وسنكون بهذا قد انقذنا سمعتك!! وانتهى الامر الى الفصل، والى منعي من دخول المدرسة لمصاحبة ابنائي بعد الدوام وحرمت كأم من حضور احتفال صف ابني، ورفعت إدارة المدرسة قضية الاعتداء على احد زملائي المدرسين! وحضرت جلسة أولى من التحقيق في الاعتداء المزعوم.
أولا : ما حدث شيء خطير يمس فلسفة التعليم في هذا البلد ويستدعي تدخلا من أعلى المستويات المختصة تربويا وقانونيا. تدخل يعيد النظر في هذه القضية التربوية التي لم تعد تقتصر على معلمة الفيزياء والعلوم أرب كيلاني بل انها تمس قطاعا مهما من النخبة الاكاديمية والثقافية والمجتمعية والسياسية.
ثانيا : إلغاء قرار الفصل وعودة معلمة الفيزياء والعلوم أرب كيلاني الى مدرستها، وتشكيل لجنة مستقلة تستمع لكل أطراف المشكلة بالاستناد الى معايير موضوعية ومهنية ودونما تدخلات وتحريض وصولا الى حل مبدئي مقنع، تؤخذ فيه مصلحة الطلبة العلمية في المقدمة.
ثالثا : لا أحد يرغب في تكرار مشهد "شيطنة" المختلف واستخدام سلاح التكفير وخلق رأي عام ضد المختلف بالاستناد لتهمة الكفر، فلا أحد لديه الحق بوصم البشر بالكفر من داخل صرح علمي. هذه وصفة سحرية لقطع الطريق على التقدم العلمي والتعليم، وهذا موقف يتناقض مع فلسفة التربية والتعليم التي من المفترض ان تفتح العقول على كل النظريات والبحوث ومصادر العلوم في عصر ثورة المعلومات التي اسقطت كل انواع المنع والحجب.
رابعا : اختلفت المرجعيات الدينية حول نظرية داروين هناك من يرى انها غير متناقضة مع الدين أمثال د. عبد المعطي بيومي استاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الازهر، والاستاذه أمينة نصير استاذة العقيدة والفلسفة الاسلامية في جامعة الازهر، وعبد الصبور شاهين اشهر الدعاة وخطيب مسجد عمرو بن العاص، والداعية الاسلامي الكبير جمال البنا وغيرهم. وهناك اتجاه أصولي إسلامي متشدد، يرى ان نظرية داروين متناقضة مع الدين ويرفضها ويكَفِّر كل من يتعامل معها. وهناك من يرى أنها متعارضة مع الدين ولكن من المهم معرفتها ونقاشها استنادا للحق في الاختلاف وهي تفيد الايمان ولا تضره. ولم يكن من باب الصدفة تنظيم مؤتمر عالمي احتفالا بالذكرى ال 150 لنظرية داروين، تحاور خلاله علماء وفلاسفة ورجال دين حول نشوء الكون مدشنا طورا جديدا من حوار العقيدة والعقل والعلم. ما يهم انه لا يجوز لاي اتجاه ديني أن يفرض رأيه باعتباره حقيقة مطلقة غير قابلة للنقاش. ومن المؤسف ان تحاكم المعلمة في فلسطين بتهمة شرح نظرية دارون وكأننا نعود الى عصور الظلام.
خامسا : فلسطين بلد التعدد الديني والسياسي والثقافي يشهد على ذلك الوحدة المسيحية الاسلامية الفلسطينية ضد الصليبيين وضد العثمانيين والاستعمار البريطاني والمشروع الصهيوني، كذلك فإن تركيبة الحركة السياسية التي ضمت على الدوام اتجاهات قومية ويسارية وعلمانية ورجال دين اسلاميين ومسيحيين ويهود، والان ينضم الاسلام السياسي. لنتصور ان طرفا قام بتكفير اليساريين والعلمانيين والوطنيين (فتح من العلمانيين) والمسيحيين وطالب بطردهم من التربية والتعليم وكل المؤسسات! طبعا سيكون هذا إعلانا لحرب اهلية ودينية مدمرة. ختاما، شكرا لثورة الشعب التونسي التي وضعت في الدستور بندا يحظر التكفير، لان التكفير دعوة صريحة للقتل.




#مهند_عبد_الحميد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خطاب ديني : النساء فيه عدو أول
- بين فيروز وبتهوفن
- هل هزمت المرأة السعودية ؟
- ضد العدوانين الداخلي والخارجي في سورية
- عار التبرع بالدم لجيش يقتل شعبه
- محاكمة محمد رشيد بداية مشجعة
- مع مصر الشعب ..ضد الثنائية
- يوم قتلت الطفولة في -الحولة-
- من يحمي الشعب السوري ؟
- قمة بغداد والتحدي المستحيل
- الأدب هو الاشجع في كشف المستور وطرح الاسئلة
- خديعة صناديق الاقتراع
- سقط الطاغية ونظامه الجملكي وبدأت مرحلة البناء
- الشعب يريد : محاكمة من قتل جوليانو ؟
- الحراك الاسرائيلي .....الى اين؟
- ارفعوا ايديكم عن حماة!
- من هم اصدقاء النظام السوري؟
- إنطفاء .....اليسار !
- نداء آية براذعية * ما زال يطن في الأذن!!
- اللا معقول في تصفيق الكونغرس ....ومبايعة نصر الله


المزيد.....




- -المقاومة الإسلامية في العراق- تعرض مشاهد من استهدافها لموقع ...
- فرنسا: بسبب التهديد الإرهابي والتوترات الدولية...الحكومة تنش ...
- المحكمة العليا الإسرائيلية تعلق الدعم لطلاب المدارس الدينية ...
- رئيسي: تقاعس قادة بعض الدول الإسلامية تجاه فلسطين مؤسف
- ماذا نعرف عن قوات الفجر الإسلامية في لبنان؟
- استمتع بأغاني رمضان.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على ا ...
- -إصبع التوحيد رمز لوحدانية الله وتفرده-.. روديغر مدافع ريال ...
- لولو فاطرة في  رمضان.. نزل تردد قناة وناسة Wanasah TV واتفرج ...
- مصر.. الإفتاء تعلن موعد تحري هلال عيد الفطر
- أغلق باب بعد تحويل القبلة.. هكذا تطورت أبواب المسجد النبوي م ...


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مهند عبد الحميد - فصل مدرسة العلوم في رام الله بتهمة شرح نظرية داروين