أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - محمد جميل - حين تصير القاعدة استثناءا














المزيد.....

حين تصير القاعدة استثناءا


محمد جميل

الحوار المتمدن-العدد: 1261 - 2005 / 7 / 20 - 11:45
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


منذ زوال الاتحاد السوفييتي على الاقل,وهبوب رياح التغيير الداعية الى الديمقراطية وحقوق الانسان والتداول السلمي للسلطة عبر انتخابات ديمقراطية ونزيهة وعادلة,اعتقدت شعوبنا ان رياح التغيير هذه ستهب ايضا على منطقتنا العصية على التغيير دوما والتي تعيش خارج التأريخ,ولكن هذا الاعتقاد والامل سرعان ما تبخر حيث دبجت اطنان من الصحائف التي تبرر خصوصياتنا وازماتنا التي لن تستطيع كل رياح التغيير القادم من خارج رحم المنطقة اقتلاعها ,مرة كونها لاتتوافق مع قيمنا وعاداتناوتقاليدنا الاجتماعية والسياسية التي فطرنا عليها , ومرة كون شعوبنا لن تستطيع هضم هذه الافكار لقصور لديها في التكوين الخلقي السياسي وثالثة كون هذه الشعوب عاجزة عن ادراك المنظومة القيمية التي تستدعيها الديمقراطية و و و الخ.
وليس من الانصاف ان لانشير الى المحاولات الحثيثة والجهود الكبيرة التي بذلتها النظم الحاكمة في بلداننا من اجل ان تأخذ بيد هذه الشعوب كي تعلمها الحبو على طريق الديمقراطية فأخذت بتجريعها مفردات الديمقراطية بالقطارة لكي يتلاءم جسمها شيئا فشيئا مع هذا الدواء المر,في حين تحدت نظم اخرى الديمقراطيات العريقة فبادرت الى اثبات ترسخ الديمقراطية لدى شعبها ففازت بنسب سجلها لها التاريخ ب99,9%وجعلها الدكتاتور المقبورصدام حسين 100% واقلمت اخرى وضعها بأن ابتدعت للبشرية نظام التوريث الرئاسي كي تثبت للعالم قدرتها على الابداع الديمقراطي.
ولد وتخرج من المدرسة وحتى الجامعة جيلا او جيلان في بعض دولنا العربية ولم يسمعوا طيلة حياتهم الا باسم رئيس واحد اصطفاه الله بان منحه صفات لم يمنحها لغيره فتربع على عرش السلطة في بلده لما يزيد عن الربع قرن متعلما من الذين اطاحت بهم الانقلابات العسكرية ممن سبقوه كيف يدرأ عن نفسه خطر غدر زميل له وأخذ مكانه والجلوس محله على كرسي الحكم الذي قد على مقاسه فاطال الجلوس عبر كل الوسائل المتاحة ومااكثرها وكثير منهم صنع احزابا تلهج بأسمه وتنفذ خططه الرامية الى النهوض بهذه البلدان التي لن تنهض بدونهم كما يزعمون ويحققون الانجاز تلو الانجاز لتقدم شعوبهم فلا دساتير ولا اجهزة رقابة ولا تداول للسلطة ولا هم يحزنون لان هذه اولا مفردات وقيم غريبة عن مجتمعاتنا, والقول لهم ,او ان مشاريعهم للاخذ بايدي هذه الاوطان تحتاج الى مدد لاتقل عن خمسين عاما كي تتحقق ولذا فأن مبدأ مثل تحديد زمن ولاية الرئيس سوف يحد من امكانيات عملهم الدوؤب في خدمة اوطانهم ,فضلا عن العقم الذي اصاب هذه المجتمعات وعدم مقدرتها على الاتيان بهكذا قادة تاريخيين يجعل من مسالة التداول السلمي للسلطة مسألة عصيية بجميع المقاييس في بلداننا,بينما حسمت المجتمعات المتقدمة هذه الامور منذ زمن بعيد بأن تفهمت ان الاوطان للجميع وان السلطة ليست الا وسيلة لتحقيق عيش كريم للناس خاضعة دوما للمسائلة والمحاسبة والتنحية على وفق ماتنجزه لشعوبها ,وهكذا نرى دوما التجديد من خلال الانتخابات وتقنين فترة بقاء الرؤساء في الحكم ومحاسبتهم واحزابهم دوما عبر اليات الديمقراطية على ماانجزوه من برامجهم.
هذا المبدأ الذي هو قاعدة في كل الديمقراطيات يتحول عندنا الى استثناء حيث فاجأالرئيس اليمني علي عبد الله صالح الجميع ومنهم اقرب مقربيه بنيته عدم ترشيح نفسه في الانتخابات القادمة ,بعد ان حكم اليمن 27 عاما كي يعلم اليمنيين ,وهو المعلم المشهود له,على التداول السلمي للسلطة,ولكي يضخ دماء جديدة الى الحياة السياسية اليمنية كي يدرأ عنها خطر الركود وليفتح صفحة جديدة وليجترح سابقة استثنائية في تخلي قائد من قادة هذه الامة الميامين طواعية عن كرسي الحكم.
لقد تلقف الكثيرون هذه البادرة بترحاب شديد واعتبروها بداية مشجعة وبادرة غير مسبوقة من رئيس عربي ,رغم وجوب بديهيتها في الحياة السياسية ,ومع ذلك فلا تزال الخشية قائمة من تراجع الرئيس اليمني عنها نتيجة لضغوط حزبية وشعبية هائلة سيتعرض لها ولايمكنه وهو المحب لشعبه,والذي قاد مسيرته لسبع وعشرون عاما الا الرضوخ لها, فهي قدره الذي لامناص منه انذاك حين يتنادى الشعب والجيش والبرلمان لثنيه عن قراره هذا ,او ربما تعرض ايضا الى ضغط من زملاءه القادة العرب الذين يتعرضون الى ضغوط من شعوبهم كي يواصلوا مسيرتهم المديدة كما يحدث لزميله الرئيس المصري.
او ربما لن يخيب الرئيس اليمني رجاء من راى في هذه الخطوة بداية غير مسبوقة لابد من الترحيب بها.لانها ستفتح عهدا جديدا في تأريخ هذه الامة,ولربما حذا قادة اخرون حذو الرئيس اليمني وبذلك يكون الرئيس الذي دق المسمار في مفهوم ولاية مدى الحياة العربي بأمتياز.
والايام دول



#محمد_جميل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حين تخلق الموسيقى حركة تضامن عالمي جديد
- العدالة الاجتماعية مطلب ملح لابد من تظمينه في الدستور
- مايوحد هو اوضح مما يفرق
- نحو لجنة تنسيق لقوى التيار الديمقراطي العراقي
- هل ستكرس المحاصصة الطائفية والقومية في العراق
- اعداء الحرية والديمقراطية يهاجمون مقرا للشيوعيين العراقيين
- لنتضامن ضد فارضي الحجاب على النساء العراقيات
- التيار الديمقراطي العراقي والتنسيق المطلوب


المزيد.....




- مكالمة هاتفية حدثت خلال لقاء محمد بن سلمان والسيناتور غراهام ...
- السعودية توقف المالكي لتحرشه بمواطن في مكة وتشهّر باسمه كامل ...
- دراسة: كل ذكرى جديدة نكوّنها تسبب ضررا لخلايا أدمغتنا
- كلب آلي أمريكي مزود بقاذف لهب (فيديو)
- -شياطين الغبار- تثير الفزع في المدينة المنورة (فيديو)
- مصادر فرنسية تكشف عن صفقة أسلحة لتجهيز عدد من الكتائب في الج ...
- ضابط استخبارات سابق يكشف عن آثار تورط فرنسي في معارك ماريوبو ...
- بولندا تنوي إعادة الأوكرانيين المتهربين من الخدمة العسكرية إ ...
- سوية الاستقبال في الولايات المتحدة لا تناسب أردوغان
- الغرب يثير هستيريا عسكرية ونووية


المزيد.....

- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - محمد جميل - حين تصير القاعدة استثناءا