أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نايف عبوش - حسين اليوسف الزويد..وحسن الجار ونكتة اقتدار تكامل نظم الزهيري














المزيد.....

حسين اليوسف الزويد..وحسن الجار ونكتة اقتدار تكامل نظم الزهيري


نايف عبوش

الحوار المتمدن-العدد: 4453 - 2014 / 5 / 14 - 16:26
المحور: الادب والفن
    



احتل الزهيري والعتابة نظما، وتداولا، مكانة خاصة، واهتماما بالغا في اوساط بيئة الريف، والبادية، بما هما افراز تراثي لثقافة تلك البيئة، سواء في منحى تجسيمهما المرموزات المعنوية بما تركه الاهل من تراث الكرم، والشجاعة، والمروءة، وغيرها من تقاليدهم الحميدة،او ما يتعلق منهما بنوازل الحال، او الحب، او التعايش مع الطبيعة، مما يتساكن في الذاكرة الجمعية الشعبية للقوم منها، ويستوجب من ابن الريف من ثم، التغني باحساسه المرهف بنفحاتها عتابة، او زهيريا.لذلك نجد ان ابن الريف يظل مغرما بالعتابة، والزهيري الى حد العشق، ويتملكه الاعتزاز بما ينظمه منهما،باعتبارهما تجليات وجدانية لمشاعره المرهفة، تستولدها لحظة التفاعل مع الحال في حينه.وبسبب بلاغة العتابة والزهيري في التراث،فقد شاع تداولهما بين الناس، ورددهما الكثير ممن تعرضوا لحال مشابهة لحال قائلهما ،او حتى لمجرد التذوق بجودة النص، وحلاوة مدلولاته.ولهذا فقد اديتا على الرباب، والناي،وخاصة منها تلك النصوص عالية النظم،ورفيعة المعاني،وسامية المدلولات.
ولكل ما تقدم فقد كان مؤلف النص من ابناء الريف يحرص على ان ينفرد بالنظم، ولا يشاركه فيه احد، لان النص هو هوية قائله،وينتشر بين الناس باسمه.ولكن يصادف احيانا ان تخون القريحة الشاعر في الاستيلاد في اللحظة، فيتعطل اللسان عن القول تماما، بعد ان يكون الشاعر قد قال نصف البيت، او ثلثيه،فيضطر عندئذ لانتظار لحظة استيلاد المتبقي،وما لم تسعفه الذاكرة، فعندئذ لا مناصة له من ان يستعين بأقرانه الفطاحل من الشعراء لاستكمال البيت،حيث التخاطر الوجداني، والاحساس المرهف بوحدة المقصد،وتماثل ارهاصات الحال، يجعله يستكمل الاشطر الناقصة بنفس الحس، والدرجة من البلاغة من دون تكلف،ومن دون منقصة على القائل فيما شاع من عرف، وهو ما حصل مع الشاعر المبدع الدكتور حسن اليوسف الزويد عندما نظم بيت الزهيري التالي، في لحظة من التأمل، حيث قال في سياق تأسيه على حال اعمدة القوم عندما تجري الرياح عكس سفينتهم:
الوكت مصلف على الطيبين ومجافي
صاروا حيارى شبيه لحالها ام جافي
وهموم نكثة ركدهن صابها ام جوفي
لكنهم للأبد ما دنكروا هامة
ظلوا حمايل ولا لانت لهم هامة....
وخانته القريحة فجأة، ولم تسعفه في اكمال الشطرين الاخيرين،وعندها استنجد بشاعر الزهيري الفحل حسن الجار، شقيق الملا ضيف الجبوري، الذي بادر حالا لاستكمال الشطرين بإحساس مرهف متطابق القصد تماما مع مراد الشاعر حسين اليوسف الزويد في بيت الزهيري فقال:
علمثل ذوله عويلي ولوعتي وهمه
ذخري ومرهم لجرحي النوسر وجافي..
وهكذا تم اكمال نظم البيت ليكون نصه كاملا كالآتي:
الوكت مصلف على الطيبين ومجافي
صاروا حيارى شبيه لحالها ام جافي
وهموم نكثة ركدهن صابها ام جوفي
لكنهم للأبد ما دنكروا هامة
ظلوا حمايل ولا لانت لهم هامة
علمثل ذوله عويلي ولوعتي وهمه
ذخري ومرهم ال
جرحي النوسر وجوفي......
ومع ان الشاعر الشيخ الدكتور المهندس حسين يوسف المحيميد الزويد ذو اختصاص اكايديمي، ويحمل شهادة عليا في الهندسة،الا انه امتاز بقدرته العالية على نظم الشعر بأنواعه العمودي، والشعبي،بتلقائية سلسة، وانسيابية رشيقة،وحس مرهف،وتمكن من استنبات مرموزاته الشعرية المتنوعة،من خلال نجاحه في توظيف المفردات التراثية الشعبية في داخل بنية النص بكل دلالاتها،الايحائية باقتدار واضح، كما يلاحظ من نص بيت الزهيري اعلاه،وما ترتب على تلك الميزة من تجليات متدفقة في أذهان متلقيه،حيث انعكست وهجا في استفزاز وجدان زميله الشاعر المبدع حسن الجار بنفس الاتجاه دون عناء،وفجرت قريحته لاستكمال نظم البيت.



#نايف_عبوش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في ذكرى النكبة
- شجرة الزعرور
- العرب..والتعددية القطبية الدولية الناشئة
- تداعيات الربيع العربي على الحركة العمالية العربية
- الاستاذ زهير جلميران في ذاكرة الجيل الاول من طلابه
- القمر.. والليل.. والسهر.. في ذاكرة ايام زمان
- الكمأ.. والربيع في ذاكرة الماضي
- في ظاهرة الحنين الى الماضي
- اقتيات على ذكريات الماضي
- الشاعر معد الجبوري.. وجدل التوحد مع درة المدن ام الربيعين
- الشاعر الدكتور حسين يوسف محيميد الزويد يتواشج مع رعيل البردة
- النهوض باللغة العربية.. مخاطر الانزلاق الى العامية وتحديات ا ...
- المستهلك..وتنمية حس تدقيق صلاحية استعمال السلع
- الشاعر احمد علي السالم يتسلل الى مصاف الرعيل الاول من المداح ...
- مفتاح علي السالم..طبيب وأديب وفنان
- مجالس الدواوين..موروث اجتماعي رمزي بحاجة تفعيل
- تجليات الصبر في مرثية (الصبر هو الملاذ) للشاعر ابو يعرب
- التواصل الوجداني بين المبدع والمتلقي
- التوظيف الابداعي للمفردة الشعبية في نظم الازهيري
- الهجرة النبوية.. تجربة البطولة والتطلع المؤمن


المزيد.....




- شاهد: فيل هارب من السيرك يعرقل حركة المرور في ولاية مونتانا ...
- تردد القنوات الناقلة لمسلسل قيامة عثمان الحلقة 156 Kurulus O ...
- مايكل دوغلاس يطلب قتله في فيلم -الرجل النملة والدبور: كوانتم ...
- تسارع وتيرة محاكمة ترمب في قضية -الممثلة الإباحية-
- فيديو يحبس الأنفاس لفيل ضخم هارب من السيرك يتجول بشوارع إحدى ...
- بعد تكذيب الرواية الإسرائيلية.. ماذا نعرف عن الطفلة الفلسطين ...
- ترامب يثير جدلا بطلب غير عادى في قضية الممثلة الإباحية
- فنان مصري مشهور ينفعل على شخص في عزاء شيرين سيف النصر
- أفلام فلسطينية ومصرية ولبنانية تنافس في -نصف شهر المخرجين- ب ...
- -يونيسكو-ضيفة شرف المعرض  الدولي للنشر والكتاب بالرباط


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نايف عبوش - حسين اليوسف الزويد..وحسن الجار ونكتة اقتدار تكامل نظم الزهيري