أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ميساء البشيتي - هنا موطني القدس














المزيد.....

هنا موطني القدس


ميساء البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 4452 - 2014 / 5 / 13 - 21:20
المحور: الادب والفن
    


هنا القدس
هنا موطني وموطن كل العرب ..
هنا ولدت .. وسأبقى من القدس .. حتى لو حمّلتُ ألف عنوان ..
هنا مربط قلبي .. ومعقل روحي .. وبوصلة فؤادي .. وهوية لا تغيرُّ مساراتها الرياح القادمة من براثن الشر ..
هنا كان بيتي .. ولا يزال .. حتى لو سكنته قبائل الغجر .. وهذه طريق مدرستي .. طاهرة .. عفيفة .. مهما داستها نعال غريبة .. ومشت عليها أقدام لا تعرف معنى الطهر والنقاء ..
هذا الحيُّ حيِّنا .. فيه بيتنا الصغير الكبير الممتد على شرفات الزهر .. وإلى الأمام منه بيت جارتنا أم الوفاء .. منه كانت تصلنا رائحة قهوتها وهي تغلي وتفور في مراجل الصباح ..
وإلى اليمين كانت تسكن جارتنا أم الفداء .. كانت ثائرة .. قوية .. لا تعرف للهدوء ولا للراحة طعماً .. كنتُ صغيرة جداً .. أقتربُ بفضول طفلة من باب بيتها لأستمع إلى تلك الأغنية القديمة الجديدة التي عشقتها أذني قبل قلبي وهي تنداح من مذياعها العتيق .. وصوت أم الفداء يصدح معها .. وقد يعلو عليها .. كان صوتها جميلاً جداً .. قوياً .. ثائراً .. وكنتُ أحبُ أن أسمع غناءهما معاً ..
وعلى كتف حيِّنا كان يقع بيت أم الأمل .. كانت جميلة ودافئة وحنونة .. لم ترزق بالأولاد فكانت تعتبرنا أولادها .. كانت في كل صباح تخرج إلينا محملة بقطع البسكويت المحلاة وتمدُّنا بها .. وكنا بسذاجة الأطفال نعيد على مسامعها نفس السؤال ..
" هل عندك أولاد " ؟
فتجيب والحسرة تكسو ملامحها .. لم يرزقنا الله بعد .. نهزُّ رؤوسنا مع أننا لم نفهم بالضبط ماذا يعني قولها هذا ..
وفي أسفل حيِّنا كان هناك بيت جميل تسكنه عجوز هنية .. رضية .. يملأ الإيمان قلبها .. ويفيض النور من عينيها .. كانت دائماً تجلس على عتبة بيتها .. تحمل مسبحتها بيدها .. تسبِّح بيد .. وبالأخرى تمسح على شعرات الصغار الذي يقتربون منها يشتهون جلسة هادئة وادعة في حضنها .. كان كلامها قليلاً بترنيمة الدعاء .. ورائحة البركة .. قالوا إنها ماتت .. تركت بيتها فارغاً إلا من روحها الطاهرة .. ومن أطفال صغار لا يزالون يلعبون في ذلك الفناء ..
وكان بيت هنا .. وبيت هناك .. كلها بيوت تحمل عناوين وأسماءً .. كلها تملك هوية واحدة .. وقِبلة واحدة .. هي القدس ..
القدس .. ستبقى القدس قدسنا .. بحيِّنا .. بطريق مدرستي .. ببيتي .. وأشجار الليمون .. والبرتقال .. وفناجين القهوة تحت ظلال الياسمين .. وبغناء أم الفداء ..
" فدائي فدائي فدائي يا أرضي يا أرض الجدود

فدائي فدائي فدائي يا شعبي يا شعب الخلود

بعزمي وناري وبركان ثاري

وأشواق دمي لأرضي وداري

هنا القدس .. قدسي .. وستبقى إلى الأبد .



#ميساء_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- على شرفات الذبول
- ارحل .. يا نيسان .
- ماذا أهديك ؟
- ابن القمر
- أشياء لا تموت
- لستِ وحدك .. مهداة إلى شقيقتي د. ميسون البشيتي
- جاهلية 6
- - رواية - .... - صفحة بيضاء - رواية بقلم : ميساء البشيتي
- لكنَّها فارغة !
- همسات نورانية .. 14
- بين حاجبيك ألف قصيدة
- همسات نورانية 13
- الثامن من آذار .. والكثير من اللطم !
- أوراق أيلولية .. الورقة العشرون والأخيرة .
- أحلامي .. كزبد البحر !
- أوراق أيلولية .. الورقة التاسعة عشر .
- سأكتب إليك ...
- علب الأيام
- إلى أشعار آخر
- حينما تغفو الفراشات


المزيد.....




- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...
- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...
- تابع HD. مسلسل الطائر الرفراف الحلقه 67 مترجمة للعربية وجمي ...
- -حالة توتر وجو مشحون- يخيم على مهرجان الفيلم العربي في برلين ...
- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة
- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ميساء البشيتي - هنا موطني القدس