أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد السودي - للنكبة مفاعيل تتوالد !















المزيد.....

للنكبة مفاعيل تتوالد !


محمد السودي

الحوار المتمدن-العدد: 4452 - 2014 / 5 / 13 - 13:31
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



ليس تاريخ الخامس عشر من أيارسنة 1948 م سوى تتويجاً للجريمة النكراء التي يندى لها جبين الإنسانية يوم اكتوى شعبٍ بأكمله بنيران النكبة المشؤومة وساد منطق طغيان الإمبراطوريات الإستعمارية على لغة العدالة وحقوق الشعوب ، تجلـّت مرارتها بإقدام مجلس عصبة الأمم في الرابع والعشرين من تموز عام 1922م إصدارصك الإنتداب على فلسطين الذي يحتوي ثمانٍ وعشرين مادة تمّت المصادقة عليه ثم أضحى موضع التنفيذ في التاسع والعشرين من شهر سبتمبر عام 1933م . مُنحت بمقتضاه بريطانيا صك الإنتداب على فلسطين لغاية تنفيذ التصريح المشؤوم الذي أصدرته حكومة "صاحب الجلالة " في الثاني من تشرين الثاني سنة 1917 وأقرته دول التحالف لصالح إنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين على حساب أصحاب الأرض الحقيقيين بينما حصلت فرنسا على انتداب سوريا ولبنان وضمنت مصالحها التجارية والملاحية في أماكن النفوذ البريطاني من خلال تفاهمات وتوقيع بروتوكولات اقتصادية وسياسية تنظـّم العلاقات بينهما ، وكانت هذه الدول تتفاوض سراً من أجل تقاسم تركة الدولة العثمانية المتهالكة قبل سقوطها ، فهل كان يتوقع طواغيت العصر أن يندثر شعباً عريقاً متجذراً على هذه الأرض منذ الأزل مقابل خرافات وأساطير مصطنعة جاءت مكمّلة للغزو الإستعماري وزرع كيان دخيل لغرض السيطرة على المنطقة وثرواتها وحماية المصالح الإمبريالية لما تمثله فلسطين من موقع جيو استراتيجي من بين أمور أخرى ؟ إذ تجسد الظلم التاريخي بأبشع صوره الوحشية على أيدي العصابات الصهيونية المتحالفة مع سلطة الإنتداب البريطاني .
لقد لامس الشعب الفلسطيني مبكـّراً خطورة التطلعات الإستعمارية للحركة الصهيونية نهاية القرن التاسع عشر اثر اعلان المؤتمر الصهيوني في مدينة "بازل سويسرا " إنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين بالرغم من حالة المدّ والجزر الذي شاب مسار عمل قيادة الحركة الوطنية الفلسطينية الفتية حيث لم تكن قادرة في ذلك الوقت لأسباب بنيوية على بناء مشروع وطني مجتمعي متكامل يستطيع درء المخاطر الجسيمة ، تارة بالرهان والمبالغة على العوامل القومية العربية من ناحيه وأخرى بالوعود الخارجية المُظلِلة مما أدخلها نفق المتاهة بين المؤتمرات ولجان الوساطة والضغوطات والتقارير الدولية التي خلصت إلى توصية التقسيم وعملاً بهذه التوصية تم إصدار قرار بتاريخ التاسع والعشرين من نوفمبر يحمل رقم "181" عام "1947"صادر عن الجمعية العامة للامم المتحدة ينهي انتداب بريطانيا على فلسطين ويقسّمها إلى دولتين وابقاء الأماكن المقدسة تحت الوصاية الدولية حيث رفضت الدول العربية والإسلامية محتوى القرار واعتبرته مُجحِفاً وينتقص من الحقوق العربية والإسلامية ، ثم ذهبت المواقف أدراج الرياح وأضحت طي النسيان مع مرورِِ الوقت بل ساهمت بشكلٍ أو بأخر بإنجاح المشروع الصهيوني في فلسطين .
غير أن الشعب الفلسطيني خاض كفاحه الوطني بعزيمة وإصرار عبر الإنتفاضات والإضرابات ضد المستعمرين قبل عشرينات القرن الماضي مطالباً باستقلاله وإنشاء دولته الوطنية وتصاعد أوج نضاله أبان ثورة فلسطين الكبرى 1936-1939 م بعد تنامي الروح الوطنية والقومية فور حصول مصر وسوريا ولبنان على استقلالهما ماأجـّج المشاعر ضد إنشاء وطن قومي لليهود وضرورة وقف سيل الهجرة الصهيونية المتسارع فضلاً عن وضع حدٍ لاستيلاء اليهود على مفاصل الحياة الإقتصادية وحمّى شراء الأراضي إضافة إلى تشكيل حكومة وطنية ، وهكذا بدأت الثورة في مرحلتها الأولى بأطول إضراب عام وعصيانٍ مدني دام أكثر من ستة أشهر ولم يتوقف إلا بمناشدات بعض الدول العربية التي دعت إلى حقن الدماء والثقة بوعود الصديق البريطاني لكن الأمور سارت عكس ماالتزمت به سلطات الإنتداب إذ تبيّن أنها تمارس المكر والخداع مادعا إلى دفع الثورة بانتهاج طريق الكفاح المسلح عمّت فلسطين كلها وألحقت خسائر فادحة بقوات الإنتداب والعصابات الإجرامية الصهيونية فضلا عن الخسائر الإقتصادية إلى أن أخمدت نتيجة القمع الوحشي والملاحقات واحتلال القرى وعوامل ذاتية أخرى ترتبط باستشهاد عدد من قادتها وخروج أخرين وضعف أدائها وغياب الدعم العربي الحقيقي .
ماأشبه اليوم بالبارحة فالنكبة الكبرى التي الحقت أيضاً الهزيمة بالجيوش العربية وتركت علامات استفهام كبرى حول إرهاصات هذه الحرب كانت نتائجها كارثية وأدت إلى تشريد وتهجير سكانها الأصليين خارج ديارهم بانتظار العودة اليها ولم يحن أوانها بعد مرور ستٍ وستين عاماً ، كما أضافت هزيمة الخامس من حزيران نكسةً أجهزت على ماتبقى من أراض الضفة الغربية وقطاع غزة الأمر الذي زاد من تفاقم معاناة الشعب الفلسطيني بالهجرة والتشريد إلى مخيمات اللجوء العنوان الصارخ للإذلال والمهانة الإنسانية لازالت أثاره ماثلة حتى يومنا هذا بل أخذ ابعاداً خطيرة يمس جوهر القضية الفلسطينية ، حينها أدرك جيل النكبة على نطاق واسع أن الحقوق الفلسطينية لاتـُستعاد إلا بسواعد أهلها ثم طليعة الجماهير العربية التي فقدت الثقة بالنظام الرسمي العربي ورأت في انطلاقة الثورة الفلسطينية المعاصرة الشرعية الثورية البديلة للهزائم المتلاحقة التي منيت بها جيوش الأنظمة لإنجاز أهدافها التحررية نحو مجتمع عربي متكامل يجد له المكانة اللائقة بين الأمم الأخرى ، لكن هذا التعاطف الشعبي العربي والإنخراط الواسع بصفوف الثورة الفلسطينية نبّه الأنظمة إلى خطورة المدّ الثوري الذي سينقلب عليها وبالاً مالم تضع حداً له وإجهاضه بكافة السبل والأشكال أخذ في غالب الأحيان منحى الصدام العسكري .
ان مفاعيل النكبة الفلسطينية تتوالد بأشكالٍ أخرى ليست مختلفة عن مضامين الماضي فما زال العالم يصمت عن الجريمة التي ارتكبت أزاء حقوق الشعب الفلسطيني في الإستقلال والحياة الحرة الكريمة ويقف عاجزاً أمام العربدة الصهيونية وعدوانها الوحشي على الإنسان وممتلكاته ومقدساته وتكريس قوانين التمييزالعنصري ونشرالكراهية للعرب الأخذة بالإتساع عاموديا وأفقياً ويضرب عرض الحائط كافة القرارات الدولية ذات الصلة بالقضية الفلسطينية دون مسائلة في ظل الإنحياز السافر للإدارة الأمريكية وضعف التأثير الدولي ، كما يدفع الشعب الفلسطيني اللاجيء أثمان باهضة قتلاًً واعتقالاً وخطفاً هي بمثابة نكبة جديدة جراء المتغيرات التي تشهدها المنطقة العربية ومحاولات زجّهم بالصراعات الداخلية بالتهجير إلى اللامكان وصدمة قوانين المنع من الدخول حين يتعلق الأمر بالإنسان الفلسطيني ليس أولها ولا أخرها قرار السلطات اللبنانية المُعنون إلى شركات الطيران ، ومع كل الوجع الفلسطيني المزمن ينهض شامخاً كلما اشتدت التحديات وتتعاظم فعالياته لحقّ العـودة إلى القرى المهجرة إلى لوبية والطيرة وطبريا ويرفض سياسة الإقتلاع والتهجيرمن النقب إلى عكا وكل الأرض الفلسطينية ويُسقط مقولة أن الكبار يموتون والصغار ينسون ، لعلهم شاهدوا الأطفال والفتية والشباب الجارف الذين وقفوا في مقدمة الصفوف يحملون راية العودة والحرية.
في ذكرى النكبة وأخواتها يبقى الأمل معقود على المخزون النضالي للشعب الفلسطيني الذي لاينضب معينه ، فوحدته الوطنية هي السياج الحامي للمشروع الوطني والسلاح الأمضى الذي يعيد الثقة بحتمية الإنتصار وزوال الإحتلال وتحقيق حلم العودة وتجسيد قيام الدولة الفلسطينية المستقلة بعاصمتها القدس طال الزمن أم قصر ............
كاتب سياسي



#محمد_السودي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مرحلة الصمت التفاوضي !
- قمّة الشكليّات !
- المجازفات الأمريكية !
- سياسات التدمير الذاتي !
- هجوم التفاوض ودفاع الثوابت.!
- عام الكوارث المفتوح
- سياسات خارج الزمن
- ارادة البقاء ستنتصر على الإحتلال
- اتفاق جنيف النووي والإستيطان !
- الإستيطان الذكي ..!
- النموذج الأمريكي يتهاوى..!
- أوبريت الهروب إلى الهلاك !
- ما وراء المفاوضات الراهنة !
- المخيمات... السؤال المشروع
- الأمم تنبذ الحروب
- خريف الجامعة العربية !
- الشراكة تعني مغادرة الإنقسام
- العزف المنفرد على وتر المفاوضات...
- سقوف السياسات التائهة
- جاذبية التهويل !


المزيد.....




- الرئيس الإماراتي يصدر أوامر بعد الفيضانات
- السيسي يصدر قرارا جمهوريا بفصل موظف في النيابة العامة
- قادة الاتحاد الأوروبي يدعون إلى اعتماد مقترحات استخدام أرباح ...
- خلافا لتصريحات مسؤولين أمريكيين.. البنتاغون يؤكد أن الصين لا ...
- محكمة تونسية تقضي بسجن الصحافي بوغلاب المعروف بانتقاده لرئيس ...
- بايدن ضد ترامب.. الانتخابات الحقيقية بدأت
- يشمل المسيرات والصواريخ.. الاتحاد الأوروبي يعتزم توسيع عقوبا ...
- بعد هجوم الأحد.. كيف تستعد إيران للرد الإسرائيلي المحتمل؟
- استمرار المساعي لاحتواء التصعيد بين إسرائيل وإيران
- كيف يتم التخلص من الحطام والنفايات الفضائية؟


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد السودي - للنكبة مفاعيل تتوالد !