|
دماؤهم على أكُفّهم !! عمال هاربون من الحصار ..
قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا
الحوار المتمدن-العدد: 4452 - 2014 / 5 / 13 - 08:41
المحور:
الحركة العمالية والنقابية
دماؤهم على أكُفّهم !! عمال هاربون من الحصار .. ساحمل روحي على راحتي وأهوي بها في مهاوي الردى فإما حياة تسر الصديق وإما ممات يغيظ العدى . عبد الرحيم محمود الشاعر الفلسطيني الثائر الشهيد ، دفاعا عن وطنه ، قال هذه الأبيات ، مُعبرا عن موقفه من الحياة والموت ، فللحياة معنى وللموت معنى أيضا . وللمعنيان رابط مُشترك ألا وهو الكرامة ، كرامة الإنسان في وطنه ، والحياة الكريمة هي مطمح كل إنسان ، أينما كان . لكن ، وحينما يتحول البقاء حيا هو الهدف ، وليس من أجل ذات نرجسية ، بل من أجل إطعام أفواه جائعة وملء بطون خاوية ، تتحول هذه الرغبة في الحياة إلى تضحية وإيثار ، تضحية بالروح ، بل وحتى "تنازل" عن إسعاد الصديق أو "إغاظة " العدو ، من أجل هدف أسمى وأعظم . إسعاد طفل بلباس جديد أو لعبة جديدة في العيد ، بل ووجبة من اللحم تكفي .!! وبالأمس أوردت وسائل الاعلام الاسرائيلية خبرا عن سيدة يهودية حاولت عبور حاجز عسكري بين الضفة الغربية واسرائيل ، لكن الجنود على الحاجز لاحظوا بأن الجزء الخلفي للسيارة منخفض جدا ، مما أثار ريبة الجنود على الحاجز !! طلب منها الجنود التوقف للتفتيش ( عادة لا يتم تفتيش اليهود على الحواجز العسكرية ، وهم في الغالب من المستوطنين ) ، لكن ، محاولتها الهرب وتخطي الحاجز باءت بالفشل !! تبين وبعد التفتيش بأنها تحاول "تهريب " عاملين فلسطينيين في الصندوق الخلفي للسيارة ، إلى إسرائيل !! (كيف يتم إدخال رجلين في صندوق السيارة الخلفي !!؟؟ لم نعد نستغرب ، ففي سيارة ترانزيت ذات حمولة الثمانية ركاب يتم تهريب ثلاثين عاملا) تم إلقاء القبض على العاملين الفلسطينيين والتي تُطلق عليهم قوات الأمن إسم ، مُقيم غير قانوني ، وقامت بإعادتهم إلى الضفة الغربية . ذكرتني قصة إعادتهم هذه ،بما جرى للعامل الذي كتبتُ عنه في مقالتي :" إنهم -يخترقون - جُدران ألخزّان . مُهداة إلى روح غسان كنفاني" ، وهذا رابطه : http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=413630 بعد يوم العمل في حديقة منزلنا ، أعدتُ العامل الى حيث ينام ، رغم أن شريكة حياتي ، دعتهُ لقضاء الليلة مع إبننا ، لكي يعمل أو يُكمل العمل في الحديقة ليوم أخر . ودعته على أمل اللقاء به صبيحة الغد لأُحضره الى بيتنا ، لم يحضر إلى مكان اللقاء في الوقت المحدد ، حاولنا الإتصال به ، لكن ما من مُجيب . وقبل الظهيرة بقليل رن جرس الهاتف ، وكان على الطرف الأخر . حكى لنا ، بأنه وحينما كان متوجها الى مكان اللقاء ، لحقت به سيارة شرطة ، حاول الهروب الى كرم زيتون قريب وتسلق شجرة ، تبعهُ الشرطي متسلقا الشجرة ايضا ، وألقى القبض عليه !! تعرض لضرب مبرح ، ولم يخفف عنه أنه قام بضرب نفسه بنفسه من الغيظ وللحصول على التعاطف ، لقد ضربه الشرطي العربي أكثر من الشرطي اليهودي ، إنه وكما قال مُصاب بجروح وكدمات . "وأعادوني الى ما وراء الحاجز العسكري ، إنني في الضفة الأن !!" ، هكذا أنهى مكالمته معنا . لكن متى سيعود ليتقاضى أُجرة يوم عمله في حديقتنا ، فهذا ما لا يعرفه ... متى سيتمكن من "إجتياز" الحدود والحواجز العسكرية جالسا على أرضية سيارة ترانزيت في ظلمة الليل ، بعد أن يكون قد دفع ثمن التذكرة ما بين ال 80 إلى ال-100 دولارا أمريكيا . كان يُخطط للبقاء ما بين الشهر والنصف الى الشهرين ، يعمل فيها في كل عمل مُتوفر ، ليُوفر ما يكفي من المال لعائلته (زوجة حامل واربعة أطفال ) !! هكذا هو حال من يحملون دمائهم على أكُفهم ، ليحصلوا على فرصة عمل ، تقيهم شر الجوع !! فالكرامة أصبحت ترفا ، عند من لا يجد قوت يومه !!
#قاسم_حسن_محاجنة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
كيف يتحول الإنسان إلى -وحش- ؟؟
-
الحوار والتحوير !!المشاكسة قبل الأخيرة ..
-
-عاموس عوز- : نيو- نازية يهودية !!
-
يوم النصر على النازية !!
-
-ألتسطيح- أفيون الجماهير ..
-
إستقلالهم نكبتُنا ؟!ماذا عن التزمت والأوهام ، أيضا !؟
-
دكتور جايكل ومستر هايد !!
-
إنهم -يخترقون - جُدران ألخزّان . مُهداة إلى روح غسان كنفاني
-
أهلا بكم في دولة الشريعة اليهودية .
-
ألإلحاد ألسلفي (ألإسلامي) ..!!
-
البيدوفيليا الدينية
-
دافيد -النحلاوي - يُثير بلبلة في صفوف الجيش الإسرائيلي .
-
-مع- ياسر برهامي ..و-ضد- فاطمة ناعوت!!
-
حماس : -قميص عُثمان - أليمين الإسرائيلي ..!!
-
الأول من أيار : يوم للوحدة أم يوم ذكرى إحتفالية ؟!
-
الهولوكوست والفلسطينيون ..
-
ألربيع ألعربي – الفُرصة الضائعة للطبقة العاملة .
-
فَرّق تَسُد ، رمز ألنجاح..!!
-
أنماط البيدوفيليين
-
اليسار الفلسطيني ، وشُباك جو –هاري !!
المزيد.....
-
WFTU-APRO Circular No 2 dated 28th of March, 202
-
EUROF: reiterates its support for Jean-Paul Delescaux, Gener
...
-
البطالة بين السعوديين عند أدنى مستوى على الإطلاق
-
متقاعدو -الفوسفات- يعتزمون العودة للاعتصامات بنيسان
-
على أجندة اجتماعات الربيع لصندوق النقد والبنك الدوليين- أحمد
...
-
المعاشات زادت…الان استعلام عن الزيادة الجديدة على رواتب المت
...
-
تزايد العنف ضد العمال من آسيا الوسطى بعد هجوم موسكو
-
انطلاق جولات الحوار الاجتماعي لسنة 2024
-
لبنان.. -الأونروا- تتخذ إجراءات عقابية بحق موظفين اثنين بسبب
...
-
“من هنا”: خطوات الإستعلام عن سلم رواتب المتقاعدين في العراق
...
المزيد.....
-
تاريخ الحركة النّقابيّة التّونسيّة تاريخ أزمات
/ جيلاني الهمامي
-
دليل العمل النقابي
/ مارية شرف
-
الحركة النقابيّة التونسيّة وثورة 14 جانفي 2011 تجربة «اللّقا
...
/ خميس بن محمد عرفاوي
-
مجلة التحالف - العدد الثالث- عدد تذكاري بمناسبة عيد العمال
/ حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
-
نقابات تحمي عمالها ونقابات تحتمي بحكوماتها
/ جهاد عقل
-
نظرية الطبقة في عصرنا
/ دلير زنكنة
-
ماذا يختار العمال وباقي الأجراء وسائر الكادحين؟
/ محمد الحنفي
-
نضالات مناجم جبل عوام في أواخر القرن العشرين
/ عذري مازغ
-
نهاية الطبقة العاملة؟
/ دلير زنكنة
-
الكلمة الافتتاحية للأمين العام للاتحاد الدولي للنقابات جورج
...
/ جورج مافريكوس
المزيد.....
|