أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فارس محمود - امنيات واوهام!














المزيد.....

امنيات واوهام!


فارس محمود

الحوار المتمدن-العدد: 4452 - 2014 / 5 / 13 - 01:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هلل الكثيرون من رافضي العملية السياسية الجارية في العراق، من يسار المجتمع، من مثقفيه، علمانييه ومدنييه، اناس اقل ما تقوله عنهم من "شرفاء" المجتمع والناشدين لعالم اكثر انسانية وكرامة لدخول قائمة التحالف المدني الديمقراطي الانتخابات. لقد دخلت الانتخابات بشكل نشط وواسع نوعا، بحسب امكانياتها وبذل دعاتها والمشرفين على الحملة وشخصياتها المرشحة جهود كبيرة من اجل تحقيق فوز انتخابي. لقاءات مع الناس، ندوات، مقابلات تلفزيونية والخ.
ولكن السؤال المطروح من قبل اناس من مثلي هو التالي: لو افترضنا ان جاسم الحلفي وهيفاء الامين واثنين وثلاثة مرشحين فازوا بالانتخابات (من بين 375 قومي وطائفي وعشائري و...)، مالذي سيجري؟ مالذي سيتغير؟ هل من يتصور ان هذا سيغير من الوضعية السياسية للمجتمع، وضع امانه، رفاهه؟ هل نستطيع عبرها ان نفرض ضمان البطالة؟ هل يقل الفساد؟ هل يسحب امثال الشمري القانون الجعفري؟ هل تتحسن اوضاع العمال؟ هل يفرض التراجع على الحركة الطائفية والرجعية والعشائرية وغيرها؟ هل تتحسن اوضاع النساء بوجود الحلفي والامين وغيرهم. اتمنى من صميم قلبي هذا، ولكن للاسف، كلا.
ماذا سيفعلوا وسط العامري وعبعوب والصدريين و بدر والدعوة وغيرهم من بلطجية ومافيات نهب وسلب وفساد وجماعات مليشياتية عديمي الضمير والقيمة مخضبة اياديهم بدماء عشرات الالاف من العراقيين؟! هل بوسعهم ان يقولوا كلامهم صريحاً وواضحاً؟! هل يستطيع ان يعبروا عن امال من انتخبهم؟! لا اعتقد!
طبعا هذا اذا افترضنا انهم حققوا فوزاً انتخابياً، وهو ما اتمناه! ولكن انتخابات العراق، هي اللانتخابات، تصلح ان تطلق عليها اي شيء الا انتخابات! انها فاقدة لابسط معايير الانتخابات، لابسط فرص ابداء الانسان لرايه الحر والواعي. ليس الحرية ولا الوعي هما عنصرين حاضرين في هذه الانتخابات. انها اكثر العناصر تغييباً.
البعض يرى صحة الانتخابات وتمثيليتها بعدم حدوث التزوير او التلاعب بالصناديق. بيد ان هذه هي اصغر حلقات عملية سلب حق المواطن لرايه. ان عملية تزوير ارادة الناخب تبدء من العملية ككل. هي العملية بحد ذاتها عملية تزييف ارادة المواطن. من مفوضية الانتخابات، واعمال الابعاد والاقصاء لصالح من هم في السلطة، لصالح دولة القانون، من القضاء برفع التهم او الصاق التهم بالاخرين وابعدهم عن المشاركة في الانتخابات، الى شراء الذمم، توظيف امكانيات الدولة ومواردها، ابتزاز المواطنين بسندات تمليك اراضي، ورمي مدن كبيرة في اتون حروب وغيرها والتي تكفي اي واحدة منها لافشال الف انتخابات لانعدام نزاهتها وعدم توفر اجواء سليمة لها.
يحدو اصحاب هذا التيار امل بما يمكن تسميته التطور الارتقائي، التطور التدريجي، اليوم نحصل على خمسة مقاعد، وبعدها (طبعا بعد اربع سنوات!!)، على 15 مقعد وبعدها..... والخ من دورة لاتعرف نهايتها. ولكن السؤال المطروح هو: كيف سيكون حال المجتمع في هذه الفترة، اي الى ان يحصلوا على مقاعد بحيث يكون لهم ثقل في البرلمان، بحيث يوفر لهم فرصة فرض جزء من المجتمع الذي ينشدوه؟ ماذا سيكون عليه حال المراة الداعية للحرية والمساواة؟ وماذا يكون عليه حال الطفولة والشباب والمدنية والرفاه وغيره؟!! هذا اذا افترضنا المسار التصاعدي التدريجي والارتقائي لازدياد المقاعد الانتخابية لهذا التيار والتحرك. وهو امر مستبعد برايي كثيراً.
ان هذا التصور هو تصور غير صحيح لحركة المجتمع ولتغييره، لمحو وضعية مرفوضة واحلال اخرى منشودة. لاتتغير المجتمعات بهذا الشكل. لان لا احد يضمن هذا المسار اساساً. وان الاصوات الانتخابية والانتخابات تحددها عوامل متنوعة جدا جدا، لايعد صوت المواطن سوى نتيجة او تابع سلبي في احيان كثيرة لهذه العملية، لايتعدى صوت المواطن سوى عامل من عوامل متنوعة وشائكة. اذ ببساطة، من الذي قلب هذا المجتمع المتمدن والعصري كل هذا القلب. ان ظواهر مثل الطائفية والعشائرية والعبائة والحجاب والدين وغيرها كانت ظواهر على وشك الافول لحد الامس القريب، ومن يتصور ان افكار وتقاليد من هذا القبيل، يمكن ان تعود الي المجتمع بهذه السرعة وبهذا الشكل القبيح؟!!
من جهة اخرى، وبغض النظر عن النيات الطيبة دون شك لاصحاب هذا التيار، ان هذا التصور هو باعث للاوهام ايضاً. اي انتظار تقدم هذه العملية وتطورها الارتقائي الى ان ياتي "اليوم الموعود"، ولا احد يعرف هل سياتي ومتى سياتي! انه انتظار وترقب مهدي منتظر مدني وعلماني! انه تقديس العملية السياسية الراهنة، وايهام الجماهير بان التغيير ياتي عبر هذه القناة، وبعدها هذا وذاك يضفون الشرعية على عملية بالية ومتهرئة ومخادعة ومعادية للانسان والمجتمع. فلا البرلمان يصبح برلمان اخر، ولا الحكومة تصبح حكومة اخرى!
ان تغيير الوضعية الراهنة ينطلق من صفحة اخرى ليس لها علاقة بتاتاً بعملية سلب حق القرار من الانسان حول مصيره ومستقبله باسم الانتخابات. انها صفحة الحراك الجماهيري، الحراك من الاسفل والقاعدة، من اجل فرض الحقوق. انها اليات تنظيم الاحتجاج الاجتماعي (الذي ما اوسعه واعرضه في عراق اليوم) وارشاد هذا النضال بافق تحرري وراديكالي، افق لايهادن، بوصلته خوض النضال الجماهيري، نضال العاطلين، نضال مناهضي الفساد وسلب مقدرات المجتمع، نضال من اجل الخدمات، وضد الجوع والفقر وانعدام الكرامة، والارتقاء بهذه النضالات الى حركة سياسية مقتدرة ومؤثرة تفرض التراجع تلو التراجع على الهيئة والسلطة الحاكمة، ومن هناك ترسي اركان مجتمع مرفه وحر ومتساوي.



#فارس_محمود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عاشت ام عبد الله!
- -سن التكليف الشرعي- اسم رمزي لانتهاك حقوق الاطفال!
- -الريس ضحية والشعب غلطانين- .... وهم يبرر للديكتاتورية!
- -ينبغي ان لانخلي الميدان- ....و وهم ابتلاع الطعم!
- ليس للانحطاط قاع!
- ثمة شيء اخر ينبغي ان يُرحَّلْ معك ياشارون!
- حين يغدوا مبرر الشرطة اقبح وابشع من فعل الجناة!
- ايام الحرب هي ايام الكذب ايضاً!
- بدونك، الحياة كانت ستكون اشد كلحة!
- وزير الاعدامات وسمومه الطائفية!
- في ذكرى ثورة اكتوبر
- تقدم الثورة في مصر مرهون بتصفية الحساب مع اوهامها بالدرجة ال ...
- على شيوعيّي الطبقة العاملة ان يطرحوا خارطة طريق الثورة!
- على شيوعي الطبقة العاملة ان يطرحوا خارطة طريق الثورة!
- حول ثورة مصر
- كلمة بمناسبة رحيل سيئة الصيت تاتشر!
- حول نظرية الشيوعية العمالية فيما يخص التنظيم
- في جواب على سؤال حول اوضاع سوريا الاخيرة!
- ان الصف الموحد هو، مرة اخرى، الرد الوحيد على التطاول على الع ...
- مجتمع مصر وثوريوه نبراس انطلاقة جديدة لدحر الاسلام السياسي!


المزيد.....




- جملة قالها أبو عبيدة متحدث القسام تشعل تفاعلا والجيش الإسرائ ...
- الإمارات.. صور فضائية من فيضانات دبي وأبوظبي قبل وبعد
- وحدة SLIM القمرية تخرج من وضعية السكون
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /25.04.2024/ ...
- غالانت: إسرائيل تنفذ -عملية هجومية- على جنوب لبنان
- رئيس وزراء إسبانيا يدرس -الاستقالة- بعد التحقيق مع زوجته
- أكسيوس: قطر سلمت تسجيل الأسير غولدبيرغ لواشنطن قبل بثه
- شهيد برصاص الاحتلال في رام الله واقتحامات بنابلس وقلقيلية
- ما هو -الدوكسنغ-؟ وكيف تحمي نفسك من مخاطره؟
- بلومبرغ: قطر تستضيف اجتماعا لبحث وجهة النظر الأوكرانية لإنها ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فارس محمود - امنيات واوهام!