أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - شريف صالح - عبث المقاطعة














المزيد.....

عبث المقاطعة


شريف صالح

الحوار المتمدن-العدد: 4451 - 2014 / 5 / 12 - 08:22
المحور: المجتمع المدني
    



لدينا ثلاثة احتمالات بشأن انتخابات الرئاسة المصرية:
أولاً: تأييد السيسي ويضم خليطا عجيبا من يسار ويمين وفلول وحزب كنبة وحتى من ناصريين وإسلاميين "حزب النور".. لكنه يشكل كتلة ﻻ-;- يستهان بها.. جزء منها مدفوع بمخاوف مبالغ فيها للحفاظ على الدولة، والآخر بالحفاظ على مصالحه الخاصة.
ثانياً: تأييد حمدين، ويضم أيضاً خليطاً متنافراً، من يسار ويمين وناصريين، لكنه إجمالاً أقل عدداً، بعضه أكتر ارتباطاً بشعارات الثورة، والبعض الآخر بالتخوف من استمرار نظام مبارك.
ثالثاً: الدعوة إلى المقاطعة ويتبناها خليط من الإخوان (رفضاً للاعتراف بالواقع السياسي الجديد) وحزب الكنبة وثوريين يفضلون المقاطعة أو إبطال الصوت.. نكاية في العملية السياسية برمتها، أو بسبب نظرة مثالية رومانسية فيها مبالغة في إدانة السيسي والجيش وحمدين أيضاً.. برغم أن هؤلاء الثوريين على الأرض، لم يكونوا أفضل حالاً من معظم الأطراف الأخرى، ومالوا إلى التفتت والتشتت واقتسام غنائم صغيرة.. مثلا 6أبريل انقسمت.
وأي قراءة أولية لمؤيدي الاحتمالات الثلاثة تكشف أنه، لا أحد منها يمثل تياراً متجانساً على المستوى الفكري والسياسي، بل إن كل تيار ينطوي في داخله على صراعات وتضارب مصالح. ما يعني أن لا أحد منها يحتكر الصواب، أساساً.
عدا عن أن الفعل السياسي ذاته لا يتأسس على الصواب والخطأ، فهذا نزوع أخلاقي متهافت، يسعى من خلاله كل طرف ـ على الدوام ـ لإثبات أنه "صح" والآخر على "خطأ"، هو مالك الحقيقة والحق والصواب والآخر عدو. وهذا ما يبرر السجالات الأخلاقية، المنحلة، والعدوانية.
بينما الفعل السياسي يقوم على التعدد، والتعبير عن شرائح متفاوتة في تفكيرها ونمط حياتها ومصالحها، ويكتسب مصداقيته، ليس من معيارية الخطأ والصواب، وإنما من تمثيله للشريحة التي يعبر عنها.
وما يهمنا هو مناقشة جدية وجدوى فعل المقاطعة:
1. أقصى ما يمكن أن تحققه المقاطعة هو إقناع حمدين بالانسحاب، كي يبدو السيسي منافساً نفسه، ورغم الحرج الأدبي في ذلك، وبرغم أنني لا أعرف التوصيف القانوني الدقيق لهذه الحالة، لكن ـ في الغالب ـ ستتحول الانتخابات إلى استفتاء ب "نعم" أو "لا" وستكون صكاً على بياض للسيسي كي يصبح ديكتاتوراً.
2. ما يتصوره المقاطعون إنجازاً بإحراج السيسي كمرشح وحيد، قد يبدو لعامة الناس إفلاساً للمعارضة، وعدم جدوى الانتخابات والثورة والأحزاب وعجز النخبة السياسية عن طرح أي بديل، وأنه لا مفر عن حماية ووصاية الجيش ورجاله على الحياة السياسية وكل مفاصل الدولة.
3. في حال قرر حمدين مواصلة المشوار، واستمرت أيضاً فكرة "المقاطعة" المستندة أساساً إلى قوى هشة، وغير متجانسة، فهي ورغم رمزية رسالتها، ستكون ـ عملياًـ خصماً من رصيد أصوات حمدين، ولن تؤثر كثيراً في حصة السيسي.. أي أنها ستؤدي فقط إلى إضعاف موقع حمدين سياسياً، في الانتخابات وبعدها.
4. إذا كانت قطاعات واسعة من الشباب تمنت في 2012 لو دخل حمدين انتخابات الإعادة ـ بدلاً من مرسي ـ أمام شفيق ممثل المؤسسة العسكرية، فلماذا لا نتعامل مع اللحظة الراهنة بالمنطق ذاته؟ حمدين ممثل الثورة مقابل السيسي ممثل المؤسسة العسكرية!
5. إذا افترضنا أن فرص حمدين ضعيفة للغاية، ولن تزيد ـ في ضوء انتخابات الرئاسة السابقة ـ عن 25% فإن المشاركة الإيجابية لقوى المقاطعة، قد تصنع المعجزة ويفوز، أو على الأقل تعزز حظوظه في الحصول على 40% من الأصوات.
6. حصول حمدين على 30أو 40% من الأصوات، يؤكد ـ والتواضع فضيلة ـ على أن التيار المدني ليس هشاً، برغم أنه لا يملك القدرات التي لدى السيسي ومؤيديه، ولا الطابع التنظيمي الصارم الذي يتمتع به تيار الإسلام السياسي. ولا بأس أن يكون هذا حجمه الطبيعي ويجري التأسيس على ذلك، ليكون رقماً صعباً في المعادلة السياسية، التي لابد وأن تنتهي في خاتمة المطاف إلى نوع من التوازن والشراكة بين القوى الثلاث.
7. تعلية مكاسب حمدين أيضاً هي تعلية لموقع التيار المدني في الانتخابات التشريعية والبلدية القادمة، ومزيد من الضغط لاستكمال أهداف الثورة مثل استقلال القضاء وهيكلة الداخلية واستقلال النقابات وغير ذلك.
8. أيضاً تقارب النتائج بمثابة رسالة مهمة للسيسي بأنه فاز بفارق بسيط وليس بصك على بياض، وعليه ألا يتجاهل القوى المناوئة والمختلفة معه.
9. قد لا تسير الديمقراطية بخطوات سريعة وحاسمة ـ كما نتمنى ـ نتيجة تعقيدات لا تخفى على أحد، لكن هذا لا ينفي أن ثمة تغيير قد حدث بالفعل، وثمة معادلات مازالت تتفاعل ولم تحسم بعد، ولاشك أن الفعل السياسي "الإيجابي" هو الأقدر على تغيير المعادلة، وليس فعل المقاطعة السلبي وإن بدا نبيلا، لأنه هنا يتعالى على الواقع إلى درجة الانفصال عنه، وعدم التأثير فيه.
10. المشاركة في انتخاب حمدين، لمن يتبنون خيار المقاطعة، لا تغلق أمامهم طرح بدائل سياسية أخرى للتعبير عن غضبهم أو رفضهم، للقوانين والسياسات المختلفة.
11. أياً كان تقييمنا للحظة الراهنة، هل هي إخفاق ثورة، أم تغير بطيئ جداً.. من المهم أن نعزز ثقة الناس بأن هناك واقعاً سياسياً جديداً يتشكل، وأن الرئيس سيأتي بأصواتهم وليس بأي طرق أخرى، وبإمكانهم التظاهر ضده في أي وقت، وأنهم وحدهم أصحاب الحق في الرقابة عليه.



#شريف_صالح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لهذه الأسباب أؤيد حمدين صباحي
- نعم للدستور ليست -نعم- للسيسي
- -الإخوان- تنظيم إرهابي
- سبعة أسباب.. لرفض أحزاب العنف والخراب
- المعارضة المصرية بنت ستين كلب
- 30 سبب للخروج في 30 يونيو
- ماذا يريد الداعية الإسلامي مني؟
- أهم إنجازات مرسي.. احتقار رموز مصر
- حوار مع إخواني
- الجندي صدمته سيارة في السماء
- الأمنجي الملتحي والملتحي الإخوانجي والإخوانجي البلطجي
- ماذا يريد المواطن المصري من -الدستور-؟
- مسودة الدستور المصري لإنتاج -إله- جديد!
- إني اتهمك يا سيادة الرئيس محمد مرسي
- الشراميط الأوساخ.. مسلمين ومسيحيين!
- أبو إسماعيل المروج الأكبر للجهل
- العريان.. عارياً
- أولمبياد لندن.. ومارثون الأسد
- ملاعيب شفيق و-العسكري-
- الجهاز يلعب بذيوله


المزيد.....




- كنعاني: الراي العام العالمي عازم على وقف جرائم الحرب في غزة ...
- كيف تستعد إسرائيل لاحتمال إصدار مذكرة اعتقال دولية لنتنياهو؟ ...
- منظمة التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بش ...
- الأمم المتحدة: الطريق البري لإيصال المساعدات لغزة ضرورة
- الداخلية التركية تعلن اعتقال 23 مشتبها بانتمائهم لـ-داعش- بع ...
- تقرير كولونا... هل تستعيد الأونروا ثقة الجهات المانحة؟
- قطر تؤكد اهتمامها بمبادرة استخدام حق الفيتو لأهميتها في تجسي ...
- الكويت ترحب بنتائج تقرير أداء الأونروا في دعم جهود الإغاثة ل ...
- كيان الاحتلال يستعد لسيناريو صدور مذكرات اعتقال بحق قادته
- سويسرا تؤجّل اتّخاذ قرار حول تمويل الأونروا


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - شريف صالح - عبث المقاطعة