أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - منعم زيدان صويص - القضية الفلسطينية والمواقف السلبية















المزيد.....

القضية الفلسطينية والمواقف السلبية


منعم زيدان صويص

الحوار المتمدن-العدد: 4450 - 2014 / 5 / 11 - 13:24
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يجب أن نعترف أن الإسرائيليين، واليهود بشكل عام، ماهرون في التعامل مع العرب بطريقة تخدم مصالحم، وهم دائما يركزون على الجزء السيكولوجي من المسألة، ويستغلون أيما إستغلال مواقف العرب السلبية تجاه القضية الفلسطينية، وهم في كل الأوقات والمناسبات إيجابيين في تصرفاتهم لتحقيق الأهداف التي يسعون إليها، فلا يتركون فرصة تلوح إلا ويستغلونها في الوقت والضرف المناسبين، لأنهم يعرفون أن كل مسألة لها سلبياتها وإيجابيتها، ومن ضمنها العلاقات مع العرب ومع العالم، فالمسألة لم تكن أبدا "أبيض أو أسود" بالنسبة لهم فهم يستفيدون من الأحداث والتطورات ولذلك تراهم يقحمون أنفسهم في أي تطور يخص إسرائل و العرب ولا يتغيبون عن أي مؤتمر أو إحتفال أو مناسبة لأنهم يعرفون أنه لا بد أن يكون هناك نافذة أو كوة يستطيعون النفاذ منها لتحقيق غرض أو هدف ما. ولذلك لا تكاد ترى مناسبة عالمية إلا وتجد العلم الإسرائيلي مرفوعا هنا أو هناك، جاذبا عدسات الكمرات التلفزيونية.

أما العرب فتراهم "يتكهربون" إذا سمعوا بأن إسرائيليين سيحضرون إجتماعا أو مؤتمرا في نفس القاعة معهم في أي بقعة من بقاع العالم، فيعلنون مقاطعتهم له ويبقون بعيدين عنه أكبر مسافة ممكنة، بعضهم بدافع كرههم وغضبهم من إسرائيل ومؤيديها وبعضهم لخوفهم من الكمرات ومن بعضهم البعض ومن الإتهام أنهم قريبون من الإسرائيليين، أوأن لهم علاقة ببعض اليهود، أو أنهم يقومون "بالتطبيع" مع العدو الصهيوني. الأسرائيلي "يتصيد" مناسبات كهذه ويتقدم بجرأة إلى العربي بطريقة إستفزازية أمام الكامرات محاولا أن يحييه ويصافحه ليظهر للعالم أنه يحب بني الإنسان حتى لو كانوا عربا ومعادين له، ويعطى الأنطباع لشعوب العالم، التي لا تعرف عمق الجرح الذي خلفتة مأساة الشعب الفلسطيني المستمرة في نفوس العرب، أنه بريء ومسالم. وقد رأينا كيف كان الإسرائيليون، سياسيون وصحفيون على حد سواء، يتحينون الفرص ويخاطرون بأرواحهم لحضور أي مؤتمردولي، حتى لو عقد في بلد عربي. أما العربي فيتصرف تصرفا غريبا ومضحكا بأن يبتعد عن الإسرائيلي أو اليهودي مسافة يكون من المستحيل على الكامرات أن تصورهما معا. ولا نستطيع أن نلومه فوسائل الإعلام لا ترحم فهي تتصيد صورا كهذه لأنها تعرف حساسية الشعوب العربية لموضوع كهذا. وقد روى لنا الصحفي والمؤلف والسياسي الفلسطيني المرحوم ناصر الدين النشاشيبي، بعد أن عينته الجامعة العربية كسفير متجول لها في أوروبا في الستينات، كيف كان الدبلوماسيون العرب في أوروبا يتصرفون عندما يسمعون أن يهوديا أو إسرائيليا موجود معهم في إحتفال أو إجتماع دولي.

إذا علم رسميون أودبلوماسيون عرب أن هناك شخصا إسرائيليا أو يهوديا في أحد الإجتماعات "يتفرعطون" ويغادرون المكان في الحال وكأنهم "حمرٌ مستنفرة فرّت من قسْورة. " وبذلك يبقى الإسرائيلي أو اليهودي يسرح ويمرح ويصول ويجول منمّيا صداقاته وجاذبا للناس، يقنعهم بأنه إنسان عادي يُحب كل الناس حتى أعداءه. أما العربي فيعطى الآخرين الإنطباع أنه حقود لا يمكن إرضاؤه. يجب أن لا نتوقع من هؤلاء الآخرين أن يكونوا خبراء في التاريخ وأن يعرفوا الحقيقة عن الظلم الذي لحق بالشعب الفلسطيني، وكلما مضى الوقت ولم نفعل شيئا نسي الناس قضيتنا أكثر فأكثر. هذا التصرف العربي لم ينفع القضية ولم يخدم المصالح العربية ولم يضر إسرائيل بل خدمها.

وعلى أية حال فقد تراجعت هذه الظاهرة في العقدين الماضيين، ولكن بعد إلحاق ضرر كبير في القضية الفلسطينية، وخاصة بعد ظهور القادة والمسؤولين الإسرائيليين على شاشة الجزيرة. إستمرارهذه الظاهرة معناه الإنعزال عن العالم وترك الساحة لإسرائيل ومؤيديها. ومن المبادىء الأساسية في الحرب أن يعرف المرء عدوه فلماذا لا نحاول معرفة أعدائنا عن قرب كما يحاولون هم أن يعرفوننا؟

في نهاية الستينات، عندما كنا ندرس في الخارج، تعرفنا على طالب عربي من أراضي 1948، ولم نعرف أنه يحمل جواز سفر إسرائيليا إلا بعد أسابيع، وعندما علمنا بذلك، إجتمعنا واتخذنا قرارا بمقاطعته، وعندما أعلمناه بقرارنا أجهش بالبكاء كالطفل، وبعد شهور إكتشفنا بالتحليل أن قرارنا كان خاطئا وغير مفيد. وصدق أو لا تصدق أن العرب، بعد 1948، وخلال الخمسينات والستينات، قاطعوا الفلسطينيين في المناطق المحتلة باعتبارهم اسرائيليين بدل أن يشجعوهم على التشبث بأرضهم الفلسطينية والبقاء هناك، لأن بقاءهم، بأي شكل ، كانت الوسيلة الوحيدة الناجعة للإحتفاظ بالأرض.

إسرائيل تتظاهر أمام العالم بأن هذا التصرف يضرها وبأنها تسعى إلى السلام مع العرب، ولكن التطورات برهنت أن الإسرائيليين لا يريدون السلام مع العرب ولا التطبيع السطحي معهم فالسياسة الإسرائيلية هدفها إما طرد العرب من الضفة والقطاع ومن أراضي 1948 أو حصرهم في مناطق ضيقة وعدم السماح لهم أن يختلطوا باليهود، ولذلك بنوا الجدار العازل والآن يصرون على يهودية الدولة. إن إهتمامهم الخادع بالسلام والعلاقات مع الدول العربية قد تلاشى الآن رغم أن العرب اصبحوا ضعافا أكثر من السابق بعد أن إنشغلوا بالنزاعات الداخلية والحروب المدنية.

أن الجلوس مع الإسرائيليين في قاعة واحدة في مؤتمر دولي لا يعني الإعتراف بإسرائيل. وحتى الإعتراف الرسمي بأسرائيل لا يعني شيئا من الناحية العملية لأن السياسات والمواقف تتغير، ويجب أن يُعطى السياسيون مجالا للمناورة، ولكن مشاعر الشعوب لا تتغير، وبذلك تصبح قيمة هذا الإعتراف أقل من قيمة الورق الذي كتب عليه. ماذا تغير من مشاعر الشعب المصري والشعب الاردني تجاه إسرائيل؟ لا تزال إسرائيل العدو الرئيسي للشعوب العربية، فإسرائيل تعرف انها غير مقبولة وأن الشعب الفلسطيني لن ينسى ما حل به.

من المؤسف أننا عبر العقود العديدة الماضية كنا نتبع سياسات معينة معتقدين أنها تضر بإسرائيل، ثم نكتشف بعد فوات الأوان أنها تضر بنا وبالشعب الفلسطيني. بعد إتفاق كامب ديفيد منع بابا الأقباط رعاياه من الذهاب للقدس وزيارة الأماكن المقدسة، ونتيجة لهذا الموقف أصبح البابا شنودة بطل الأبطال بين العرب المسيحيين والمسلمين على حد سواء. ولا ندري هل إستفاد الشعب الفلسطيني من هذه الخطوة؟ هل ساهم ذلك في إيقاف تهويد القدس؟ هل دعم هذا القرار معنويات سكان القدس، من مسيحيين ومسلمين، أم أضعفها؟ هل يُعتبر العربي الذي يذهب إلى القدس ليصلي في مساجدها أوكنائسها "مطبعا" مع إسرائيل؟ إذا كان هذا صحيحا فكل الفلسطينيين في الضفة الغربية، وفي غزة، التي يتوق أهلها للذهاب إلى المدينة المقدسة، مطبّعون. المطبعون الحقيقيون هم أولئك الذين أصبح لديه قناعة تامة بأن إسرائيل باقية إلى الأبد ويتعاملون معها على هذا الأساس، وهم قلة، وليس الذين يزورون القدس. أما الفلسطيني أوالعربي المقتنع بعروبة القدس وفلسطين فلن يتغير حتى لو إضطر إلى حمل جواز سفر أسرائيلي.



#منعم_زيدان_صويص (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النظام السوري المتعجرف
- دهاء إيران السياسي
- التفكير الإيجابي وجلد الذات
- وفاة ياسر عرفات -- السبب والمسبّب
- المثقف الحقيقي
- الخلافة وولاية الفقيه
- الإبحار إلى الهلاك
- عصْرُ البرابرة
- الضجّة حول البرنامج النووي الإيراني جَمّدتْ قضية فلسطين لمصل ...
- -الجزيرة- الأمريكية
- الإقتراح الروسي طوق نجاة للإدارة الأمريكية وللنظام السوري
- دروس الربيع العربي
- الجزيرة تُخضِع سياسات قطر للبحث والتمحيص !!
- التغيير في قطر وحُكْمُ العجائز
- هل حسّن التقدم العلمي وثورة المعلومات والإتصالات الحديثة من ...
- هل سيتقرر مصير حزب الله في الحرب السورية؟
- الجمود ومقاومة التغيير وغياب المرونة أهم أسباب الفشل في حل ا ...
- أين وصل الإسلام السياسي؟
- كيف إستُخدمت قضية فلسطين أداة لفرقة العرب
- المصالحة الحقيقية الحلّ الوحيد لسوريا والعراق


المزيد.....




- إزالة واتساب وثريدز من متجر التطبيقات في الصين.. وأبل توضح ل ...
- -التصعيد الإسرائيلي الإيراني يُظهر أن البلدين لا يقرآن بعضهم ...
- أسطول الحرية يستعد لاختراق الحصار الإسرائيلي على غزة
- ما مصير الحج السنوي لكنيس الغريبة في تونس في ظل حرب غزة؟
- -حزب الله- يكشف تفاصيل جديدة حول العملية المزدوجة في عرب الع ...
- زاخاروفا: عسكرة الاتحاد الأوروبي ستضعف موقعه في عالم متعدد ا ...
- تفكيك شبكة إجرامية ومصادرة كميات من المخدرات غرب الجزائر
- ماكرون يؤكد سعيه -لتجنب التصعيد بين لبنان واسرائيل-
- زيلينسكي يلوم أعضاء حلف -الناتو- ويوجز تذمره بخمس نقاط
- -بلومبيرغ-: برلين تقدم شكوى بعد تسريب تقرير الخلاف بين رئيس ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - منعم زيدان صويص - القضية الفلسطينية والمواقف السلبية