أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عمر سعد الشيباني - اعوج بن عناق والمجتمع الدولي















المزيد.....

اعوج بن عناق والمجتمع الدولي


عمر سعد الشيباني

الحوار المتمدن-العدد: 4450 - 2014 / 5 / 11 - 10:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


اهترأت ألسنة الضحايا السوريين من كثرة ماطالبوا المجتمع الدولي بأن يتدخل ويقف مجازر اعوج بن عناق، جزار سوريا المعاصر. المجتمع الدولي هو كيان اعتباري هلامي تقوده مصالح امريكية وروسية وباقي القوى في مجلس النهب (مجلس الأمن).
انهارت عصبة الامم لأنها لم تستطع ايقاف الحرب العالمية الأولى، وشكل المنتصرين هذا المجلس كي يتقاسموا النفوذ في العالم. حوّلَ هذا المجتمع الدولي الثورة السورية إلى حرب أهلية. والمسألة ليست كذلك، لأن في الحرب الأهلية، يكون حرب بين مكونات المجتمع وهنا حرب من عصابة اعوج بن عناق ضد المجتمع السوري والوطن معاً.
عرفنا إجرام روسيا ومشاركتها مع ايران والعراق ضد سوريا، لكن مازال البعض يخطئ ويفكر بأن أوباما يقف محتار في أمره وهذا خطأ جسيم في النظرة إلى السياسة الامريكية على أنها سياسية تخبط. وهي ليست كذلك. بل السياسة الخارجية دائماً مبنية على المصالح المباشرة وهي تأمين البترول والحفاظ على مكتسبات في الدول المستعمرة القديمة في تأمين قواعد قوة وانطلاق مثل كوريا الجنوبية واليابان والخليج واسرائيل. أما الحفاظ على الحدود فكانت اولوية تستهأهل شن حروب من جانب امريكا. لأن اللعب بالحدود هو لعب بالمصالح. ومثالنا الحي مازال قائما في محاولة صدام حسين المغامرة في توسيع حدوده. المهم أن التاريخ الامريكي لايخلو من حروب أدت إلى هزيمة مثل فيتنام، لكن خلاف ذلك فقد رسمت امريكا حدود العالم مع مجلس النهب (الأمن) حسب القوة.
وبالرجوع إلى المأساة السورية، نرى أن اوباما كان يعرف ماذا يريد، وماهو هدفه، لأنه لايعمل بنفسه على السياسة الخارجية، بل هناك كورس ضخم من مختصين في الشرق الاوسط اغلبهم من اليهود يعملون على توضيح المواقف. فقد سعى منذ البداية أن يؤمن على حليفته اسرائيل من الكيميائي. وهذا التأمين ليس من الاسد الذي اشترى السلاح من أجل هذه اللحظة في القضاء على أي تمرد شعبي بما فيه الكيمائي، بل من الذي سيخلف الاسد. وعندما وصل بعد تهديداته العنترية الكاذبة للأسد والحث على اظهار عدد الشهداء بشكل يومي بواسطة المنظاات الحقوقية. عندما سلم الاسد صاغرا الكيميائي، توقف كل شيء. فقد توقف دعم الدول العربية المعنوي للثورية السورية وتوقفت المؤتمرات في الجامعة العربية حتى وصلت إلى عدم اعطاء الائتلاف مقعد في مؤتمر الجامعة العربية الاخير بحجة أن دولتين عربيتين معترضتين على ذلك. وكأن المشهد جديد. فقد كان الوضع كذلك من قبل واخذ الائتلاف المقعد ممثلا لسوريا. لكن الذي حدث كما قلنا أن الدول العربية وحكامها بما فيهم نتاج الربيع العربي هم يمثلون الخدم للمصالح الامريكية. والا ماذا تغير إلا تسليم الكيميائي.
توقفت تصريحات ملك الاردن وتصريحات ملك السعودية والرئيس التركي ولم يعد تذكر مجازر النظام وبدأت المضايقات على اللاجئين السوريين والائتلاف في الدول العربية. ولذلك على من يسمع تصريحات الجربا الخرقاء في تأمين سلاح نوعي هو واهم يضحك على نفسه. لأن أوباما قد رسم سياسته حيال سوريا مع روسيا. ونحن نقرأ بشكل شهري نتائج هذه السياسة.
ألاترون معي أن حشد البوارج البحرية قبل تسليم الكيمائي كانت مسرحية هزلية أشبه بمسرحية انتخابات الاسد. لأن من يستطيع أن يحرك هذه البوارج بيده القرار في الحرب وليس في يد الكونغرس. وإلا لماذا حركت وفعلت كل هذه الضجة ثم اتتك الحكمة فجأة بعد تسليم الكيميائي في الرجوع إلى الكونغرس. حكيم ماشاء الله ، غير متسرع.
توقف عد الضحايا منذ التسليم فقد وصل الان لأكثر من 200 الف معظمهم من المدنيين. هذا الخازوق الأول الذي مرره أوباما بتسليم الكيميائي بالتعاون مع الروس. أما الخازوق الثاني الذي يحاول تمريره هو تجميع القاعدة والجهاديين هناك وتحويل الثورة السورية إلى مقاتلين ضد هؤلاء . فهو بذلك يضرب عصفورين بحجر واحد. التخلص من القاعدة بأيدي سورية وانهاك سورية حتى تصل إلى الخطوة الثالثة والاخيرة في سيناريو التقسيم.
اما سيناريو التقسيم هذا، فهو متفق عليه ربما مع الاطراف الفاعلة في مجلس الأمن. فقد رضوا على وجود حافظ أسد كل هذه السنين لأنه كان يتخلص من أعدائهم بطريقة غير مباشرة. فقد شاركهم في الحرب ضد صدام وشاركهم في طرد منظمة التحرير من لبنان. وشاركهم في دحر القوة اليسارية في بيروت بمساعدة اليمين الموراني. وحفظ حدود اسرائيل من المغامرين. والقائمة تطول. عندما أقول التقسيم، هو ليس مجرد تخمين، بل سعت إليه فرنسا عندما دخلت سوريا وصنعت للعلوين دويلة في اللاذقية وكان سليمان الاسد جد المقبور احد المناصرين لها. إذا الدولة العلوية ليست مجرد حلم، بل تأسست من قبل ولم تنجح لأن الاجواء لم تكن مواتية. بل استمرار الاسد في حكم سوريا هو بالنسبة لهم سينتج عنه احدى انعطافين، الأول حكم سوريا مرة اخرى بالدمار الذي فيها وتركيع شعبها لتأمين حدود اسرائيل، والثاني هو اذا لم ينجح الاسد والحالة تصل إلى مأسأة، يطرحون حل الدولتين، لاغالب ولامغلوب. دولة علوية حدودها من حمص إلى اللاذقية وتكون دولة منتدبة من روسية وايران وبالطبع من اصدقاء اسرائيل. لأنها ستقوم على المعتقد مثلها في ذلك مثل اسرائيل اليهودية وايران الشيعية. ولبنان المورانية (اسماً). ونعرف العراق الذي يحكمها سلفا بأنها حكومة شيعية. وبذلك تصبح المنطقة كلها مشابهة لإسرائيل تقوم على الدين. لكن الفارق بين اسرائيل وباقي الدول العربية، هو أن الدولة الدينية في الوطن العربي سينتج عنه مذابح وصراعات بسبب الكره والتنافس بين الطوائف والملل. ونرى أمام اعيوننا حرب المالكي ضد السنة في الأنبار تحت عنوان مقبول لأمريكا ألا وهو الحرب ضد الإرهاب. مثل امريكا. تصنع الارهاب وتدربه في افغانستان وحتى تعطيه الاسم (القاعدة) ومن ثم تبدأ بشن حرب ضده. وهذا المالكي يطلق جماعات داعش من السجون كي تحارب لجانب الاسد ثم يهاجم الانبار للتخلص من المعارضة السنية تحت هذه المسميات.
أظن أن المنطقة تزحف على حافة حرب طاحنة ستقودها لاشك ايران بصفتها الشيعية حامية الشيعة – كما تدعي- ضد السنة كما تفعل في سوريا الآن. تتخفى الحروب تحت مسميات دينية كي تزج بالناس في اتونها ومحرقتها. نحن نمر بفترة مرت بها اوروبا منذ زمن. وهي الحرب السياسية ذات اللباس الديني الذي بدأها مارتن لوثر كينغ. حرب طوائف وملل، لأن المجتمع العربي مجتمع مازل يعيش في ذهنية المجتمعات الاقطاعية ذات الحكومات الدينية. فمهما صرخ الانسان الوطني والعلماني والليبرالي، لايجد صدى في مجتمع مازال في تركيبته اقطاعي أو بدوي. وهذا مايفسر أن أول فرصة يراها المواطن للتعبيرعن آماله يركض لينتخب حكومة دينية. لأن الديمقراطية مفهوم مرتبط في الذهنية العربية بالزندقة والكفر مثله في ذلك مثل العلمانية والدستور. كلها مفاهيم كافرة. لأن المجتمع مازال في طوره القديم ويعيش على فتات الماضي.
وبعد كل هذه المقدمات، هل يشك أحد بأنه إذا طرحت الدولة العلوية بأن 99 من العلويين سيكونون مع اعوج بن عناق بعد أن ورطهم بحربه التطهيرية كي يبني دولته على جماجمهم وعلى جماجم من قتل من السنة في سوريا بحربه الطائفية.
والآن من سيقول أن امريكا ستفعل كذا للشعب السوري أو كذا، اعذورني لأني سأتف في وجهه لأنه سيكون متأمر مع بقية القوى على الشعب السوري الجريح. خاصة ونرى أن دولة اعوج بن عناق العلوية اصبحت حدودها مرسومة بعد القصير وتلخلخ والقلمون وآخرها حمص القديمة.



#عمر_سعد_الشيباني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشعب يريد الاسد رئيساً
- نظام الدكاترة والسرسرية
- إنتخبوه..أحسنلكم
- قمة وشهداء وثورة حتى النصر
- ياسين بقوش وحارة (كل مين ايدو ألو)
- الثورة السورية: ثقافة شعب ضد ذهنية اسدية متخلفة
- الشبيحة والنبيحة: سيد صغير لعبيد صغار
- كانوا يقولون: يا اخونجي وياغدار
- الاسد وتطيف المجتمع: صراع الأقلية ضد الاكثرية (ج2)
- الاسد وتطيف المجتمع: صراع الأقلية ضد الاكثرية (ج1)
- بشار الأسد التقدمي والشعب السوري الرجعي
- حذاء حلبي مفصل لأحمد نجاد
- الاسد والعراعير والاخونجية
- مابين خوار الأسد وحيرة معاز الخطيب
- الاسد ونبيل فياض والعلمانية الطائفية
- التصريحات الكرتونية لفاروق الشرع
- فرار ام انشقاق: الاسد وعصابة الزعران
- الأصفر الابراهيمي واستمرار المؤامرة
- يابواسل الجيش الحر احذروا المؤامرة
- قوات حفظ سلام وتقهقر عصابة الاسد


المزيد.....




- مقتل فلسطينية برصاص الجيش الإسرائيلي بعد مزاعم محاولتها طعن ...
- الدفاع المدني في غزة: العثور على أكثر من 300 جثة في مقبرة جم ...
- الأردن: إرادة ملكية بإجراء الانتخابات النيابية هذا العام
- التقرير السنوي لـ-لعفو الدولية-: نشهد شبه انهيار للقانون الد ...
- حملة -شريط جاورجيوس- تشمل 35 دولة هذا العام
- الصين ترسل دفعة من الرواد إلى محطتها المدارية
- ما الذي يفعله السفر جوا برئتيك؟
- بالفيديو .. اندلاع 4 توهجات شمسية في حدث نادر للغاية
- هيئات بحرية: حادث بحري جنوب غربي عدن
- وزارة الصحة في غزة تكشف عن حصيلة جديدة للقتلى والجرحى نتيجة ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عمر سعد الشيباني - اعوج بن عناق والمجتمع الدولي