أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - وليد الحلبي - هزيمة ساحقة، أم انتصار مبين














المزيد.....

هزيمة ساحقة، أم انتصار مبين


وليد الحلبي

الحوار المتمدن-العدد: 4450 - 2014 / 5 / 11 - 08:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بكل اعتزاز! وفخر! حقق الجيش العربي السوري انتصاراً ثانياً في حمص - بعد انتصاره العام الماضي في القصير - على الثوار السوريين الذين قاموا ضد استبداد استمر مدة خمسين عاماً من حكم البعث، منها أربعة وأربعون عاماً حُرُماً من استبداد أسرة الأسد، ولا شك أن حدثاً هاماً كهذا لا بد أن يثير في نفوس الناس مشاعر متضاربة، فالنظام ومن والاه من ذوي عديمي البصر والبصيرة وأصحاب النزعة الطائفية، قد هللوا لهذا النصر المبين، واعتبروه فأل خير بمناسبة ترشح رئيس قاتل لرئاسة الجمهورية لدورة ثالثة، بتعارض مع الدستور السوري الذي ينص على دورتين فقط، ولكن بما أن هذا الدستور قد ديس بالأقدام عندما تغيرت المادة التي تحدد سن الرئيس بأربعين سنة خلال دقائق معدودة من قبل نواب عبيد للنظام، فلا بأس مع هذا أن يترشح الرئيس القاتل لمدة ثالثة ورابعة وحتى خامسة إلى أن يموت أو يشرف على الموت، فيترشح ابنه للرئاسة بعده، وإن كان هذا الابن دون سن الأربعين، فلا بأس من تعديل شرط السن حتى إلى ما دون الثلاثين، فهذه الكوميديا السورية السوداء تجعل كل شيء قبيح ممكناً في ظل هذا النظام المتخلف. أما أعداء النظام من الثوار ومن ساندهم، فيرون في خسارة حمص انتصاراً باهراً للثورة السورية، وهذا ليس من قبيل تشويه صورة ما اعتبره النظام هزيمة للثورة، بل إن واقع إخلاء حمص من المقاتلين الثوار، ودخول الجيش النظامي إليها، يشير إلى عدة نقاط هامة ليست في صالح النظام:
الأولى: هي أن النظام عجز عن دخول مدينة حمص بعد حصار دام سنتين رغم الترسانة الهائلة من الأسلحة التي يملكها، والدمار الهائل الذي أحدثه بأسلحته المحرمة دولياً، ومنع الأدوية والطعام عن السكان المدنيين، ولذا لم يكن أمامه من وسيلة لدخولها سوى التفاوض مع الثوار، وهو إذلال للنظام ما بعده إذلال.
الثانية: فاوض النظام من كان يعتبرهم بالأمس القريب إرهابيين، وبهذا التفاوض تنتفي هذه الصفة التي أطلقها على الثوار، والتي باعها للعالم الغربي الجبان على أنه يحارب عنهم ضد الإرهابيين، أي أنه حشر نفسه حشراً في خندق الغرب، هذا الغرب الذي وقف متفرجاً على أكبر كارثة عرفتها البشرية في تاريخها، ليس لشيء، بل لأن إسرائيل لا تريد زوال هذا النظام الذي يقف متفرجاً على قطعة غالية من أرض الوطن محتلة منذ حوالي النصف القرن، دون أن يطلق طلقة واحدة على من اعتبرهم أعداء..
الثالثة: أن من خرج من حمص كانوا شباب حمص مع عائلاتهم، ولم يكن بينهم أجنبي واحد، وقد خرجوا على شاشات المحطات العالمية، يحملون أسلحتهم الخفيفة، وهم يتوعدون النظام بأنهم سيعودون إلى تحرير مدينتهم، وفي هذا دحض لكذب النظام عندما قال بأن الذين يقاتلونه هم إرهابيون أجانب، وخروج المقاتلين بأسلحتهم دلالته أكبر من أن توصف بأنها هزيمة فقط للنظام، بل إنها وصمة عار في جبينه، حيث أرغمته ثلة مؤمنة من الثوار على القبول بخروجها مع أسلحتها. أما حديث النظام عن مقاتلين أجانب، فيعجب المرء كيف أن جيشاً يعد بمئات الآلاف لم يستطع اعتقال إرهابي أجنبي واحد خلال ثلاث سنوات، ثم يسلمه إلى سفارة بلاده على مرأى من الإعلام العالمي، على غرار ما فعله عندما خلص صحفياً ألمانياً من يد خاطفيه، وأقام احتفالاً كبيراً بتسليمه إلى سفير بلاده.
الرابعة: أن النظام قد خسر حتى خيار القيام بالتفاوض بنفسه، فطالما أنه قد وضع مصيره في يد إيران وربيبها حزبها اللبناني، فقد قام الإيرانيون واللبنانيون بالتفاوض، ليس نيابة عن النظام ولصالحه، بل رغبة في إطلاق سراح أسراهم بعد أن عجزوا عن تخليصهم بقوة السلاح.
هذه الهيمنة التي يفرضها أسياد النظام عليه تؤشر بوضوح على ماهية مستقبل سوريا، والتي لا بد ستكون – بل أصبحت - موطيء قدم لوصول إيران إلى البحر المتوسط، ومن ثم التجاور مع إسرائيل والتصالح معها، مقدمة لالتفات إيران إلى مجالها التاريخي المزعوم على شواطيء الخليج العربي الغربية. جميع هذه التطورات تؤكد تحقق مقولة رايس بضرورة بناء شرق أوسط جديد، جوهره تغيير خارطة التحالفات في منطقة الشرق الأوسط، وذلك عن طريق تغيير طبيعة الأعداء والأصدقاء فيها، وطالما أن حكام العرب، وعلى رأسهم حكام الخليج، لا يملكون من أمرهم شيئاً أمام الغرب وإسرائيل، وحتى ولو ملكوا، فهم لا يستطيعون فعل شيء، فيبدو أن الغرب قد قرر التعامل مع الدولة الأقوى في المنطقة، مع القدرة على ترويضها كيفما ومتى شاء، ألا وهي إيران، تلك التي امتد نفوذها من أفغانستان إلى لبنان عبر سوريا والعراق.
كثيراً ما أردد أن التشاؤم الإيجابي خير من التفاؤل السلبي، وها أنذا أتشاءم بإيجابية مطلقة.

10 مايو 2014



#وليد_الحلبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أخطاء شائعة واجبة التصحيح
- قادم من زمن السقوط
- قل لي من تصاحب، أقل لك من أنت
- أشراف، ومرتزقة
- العيش،،، والجبن
- في مصر: هل يمكن تفادي الكارثة قبل وقوعها؟
- هل كذب من قال (الدين لله والوطن للجميع)؟
- ف ، ح ، و (فلسطينيون، حملة، وثائق)
- من المسؤول، مرسي أم السيسي
- (شرم الجنيف)
- ثواب وعذاب
- أمة العبقريات
- وكر الشيخ
- نظارة من فييتنام
- وزراء الدفاع،،، عن مصالحهم
- وداعاً يا عرب
- القداسة المزيفة
- كفٌّ حنون
- اعرف عدوك
- بغل أبي فيصل


المزيد.....




- فيديو غريب يظهر جنوح 160 حوتا على شواطىء أستراليا.. شاهد رد ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1000 عسكري أوكراني خلال 24 سا ...
- أطعمة تجعلك أكثر ذكاء!
- مصر.. ذعر كبير وغموض بعد عثور المارّة على جثة
- المصريون يوجهون ضربة قوية للتجار بعد حملة مقاطعة
- زاخاروفا: اتهام روسيا بـ-اختطاف أطفال أوكرانيين- هدفه تشويه ...
- تحذيرات من أمراض -مهددة للحياة- قد تطال نصف سكان العالم بحلو ...
- -نيويورك تايمز-: واشنطن سلمت كييف سرّا أكثر من 100 صاروخ ATA ...
- مواد في متناول اليد تهدد حياتنا بسموم قاتلة!
- الجيش الأمريكي لا يستطيع مواجهة الطائرات دون طيار


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - وليد الحلبي - هزيمة ساحقة، أم انتصار مبين