أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - ناجح شاهين - السيسي: إعادة إنتاج النظام















المزيد.....

السيسي: إعادة إنتاج النظام


ناجح شاهين

الحوار المتمدن-العدد: 4449 - 2014 / 5 / 10 - 12:41
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


ليس مفاجئاً لنا أنه لا شيء يتغير في مصر. فذلك يطبق على نحو ليس فيه إلا القليل من الجدة القول المأثور: يبدو أنه كلما تغيرت الأمور أكثر، كلما بقيت كما هي. وقد شهدنا ذلك في التاريخ العربي المعاصر في سوريا ما بعد الاستقلال عندما كان يحدث انقلاب كل ستة أشهر فيبدو كأن الأمور تتغير مع أنها تظل مثلما هي. وذلك ما عبر عنه بشكل فني طريف الثنائي دريد ونهاد في مسرحية "ضيعة تشرين" عندما كان المختار الجديد هو نفسه القديم مع تغيير طاقيته أو طربوشه أو سرواله.
لكن التغيير مع ذلك يحصل في لحظات تاريخية قليلة عندما يكون هناك كتلة اجتماعية قادرة على إسقاط التحالف الطبقي المسيطر عبر ثورة اجتماعية جذرية تقود إلى تبديل الوقائع جوهرياً ومن ناحية بنيوية. غني عن القول إن هذا لم يحدث في مصر. بل إنه لم يكن قابلاً لأن يحدث لأن تلك الكتلة لم تكن موجودة لحظة خروج الناس إلى الشوارع، وهو ما أدى بالطبع إلى الحيرة والإرباك في ظل غياب القيادة والاتجاه والبوصلة السياسية والاجتماعية والاقتصادية، وهكذا بدا أن بديلاً برجوازياً قد يحل محل الطبقة السياسية التي قادها مبارك ومن قبله السادات. ولكن ذلك البديل المتمثل في الإخوان المسلمين لم يكن جاهزاً بما يكفي لتبني المقولات الليبرالية للثقافة البرجوازية المهيمنة بما يكفي، وذلك على الرغم من تبنيه للمقولات الاقتصادية والسياسية الأساس بما في ذلك الحفاظ على علاقات الود وحسن الجوار مع "إسرائيل". ولذلك لم تتمكن الثقافة السياسية المدينية وخصوصاً في القاهرة من التكيف مع هذا الفرع من الطبقة البرجوازية وتم إسقاطها. ولعل من المفارقات الهزلية في التاريخ أن فرع مبارك بقيادة ضباط العسكر لم يجدوا من تهمة ضد حليفهم الطبقي إلا التخابر مع عدو محاصر وضعيف ومعزول هو حركة حماس الفلسطينية. وذلك يعبر عن الجفاف الذي تتمتع به الطبقة السياسية الممثلة للبرجوازية الحاكمة في مصر. وتلك الطبقة عبرت عن إفلاسها بشكل آخر عندما اضطرت مرة أخرى إلى إحضار رمز عسكري تم إسباغ صفات مختلفة عليه عبر الخداع والتلميع و "تسلم الأيادي، تسلم يا جيش بلادي" وما أشبه من حيل صغيرة يمكن أن تنطلي للأسف على جمهور واسع في مصر والبلاد العربية. وهكذا عادت مصر سيرتها الأولى.
يتلخص برنامج السيسي المدعوم من رجال المال والأعمال والبيروقراطية وممثلي الحكم السابق إضافة إلى أباطرة المال الكبار في مقاومة الإخوان المسلمين: "سوف أتابع الحرب على الإخوان حتى أستأصلهم نهائياً." ولكن هل هذا برنامج سياسي، أو اقتصادي، أو اجتماعي، أو ثقافي، أو تعليمي، أو صحي؟ بالطبع لا، ولكن هذا المسكوت عنه يشير إلى إعادة إنتاج نظام مبارك مع شغل الناس بنقطة فرعية لا تشكل خطة لأي شيء.
السيسي أيضاً يعد الناس بأن يتوقف العسكر عن التدخل في السياسة. لا جرم أن هذا طموح أي انتهازي يقفز إلى لسلطة، لأنه يريد أن يتخلص من منافسة أقرانه من الضباط الطامحين إلى الحكم. ولكن ما أهمية ذلك بالنسبة لطبيعة النظام الحاكم؟ إن داعمي السيسي من دول النفط أمثال السعودية والإمارات يحكمون بدون العسكر، بالطبع هم يحكمون بالاستعانة بأجهزة استخبارية قمعية قوية، ولكن هذا شيء آخر، فهذه الدول لا يحكمها عسكريون، وإنما أسر من السلاطين والملوك الذين ينتسبون لنوع آخر من الحق في الحكم. لكن من المفيد هنا أن نتذكر بأن دعم السيسي من قبل هؤلاء يعطي إشارة قوية بخصوص نوعية السياسة والاقتصاد والاقتصاد السياسي الذي يتواصل في الحياة الاجتماعية المصرية في هذه اللحظة.
متذرعاً بالحرب ضد الإرهاب الجهادي والتحالف بين حركة حماس وحركة الإخوان المسلمين في مصر، قام السيسي بتدمير الأنفاق بين غزة ومصر متفوقاً في ذلك على سلفه مبارك الذي افتقر إلى القاعدة الشعبية التي يمكن أن تمرر مثل هذه الجريمة الكبيرة. وهكذا يتم تقديم خدمات جليلة لإسرائيل لا تخطئها العين. ومن نافلة القول إن الأعمال العسكرية في سيناء وعلى حدود غزة ما كانت لتمر بدون مباركة وتعاون "إسرائيليين" بشكل كامل. ومن هنا فإننا لا نجانب الصواب إن قلنا إن التحالفات السياسية السابقة يتم الحفاظ عليها وخدمة أهدافها على نحو أكثر فاعلية من السابق في سياق معارضة محلية ضعيفة إن لم نقل معدومة (وحتى حمدين صباحي المزعوم أنه ناصري لم يتلفظ ببنت شفة فيما يخص هذا الموضوع). وهذا بالطبع لا يمنع أن يقدم شيء من الفتات المتعفن لمن يريد تناوله: فالرئيس المقبل لمصر لن يقوم بزيارة لإسرائيل طالما أن هذه الدولة لم تسمح ببناء دولة فلسطينية عاصمتها القدس. غني عن البيان أن هذا لا يمنع بالطبع أن يتصل بوزير الحرب موشي يعالون، وأن يتصل كبار ضباطه بنظرائهم "الإسرائيليين". ولكي لا يترك الرجل مجالاً للأوهام فقد أخبرنا على نحو واضح أن مصر دولة تحترم كلمتها. ولذلك فهو ملتزم بالاتفاقيات الموقعة مع الجميع بمن فيهم إسرائيل لأنه لا يستطيع أن يخالف الروح المصرية العظيمة التي لا يمكن أن تخل بالعهود والمواثيق والاتفاقيات. وهو بهذا بالطبع إنما يقوم بدور أخلاقي نابع من الروح المصرية المذكورة.
بالطبع يكمل أعضاء الطبقة السياسية الحاكمة توضيح الصورة فيطل علينا منذ ثلاثة أيام عمرو موسى البطل المعروف بكراهيته لإسرائيل "وبحب عمرو موسى، وبكره إسرائيل، يقول المطرب القادم من عالم كي الملابس إلى الفن عندما يكون في أهبط صوره" ليخبرنا أن على حماس أن تعترف بإسرائيل وأن تتبنى المبادرة العربية للعام 2002 (كدت أنساها والشكر موصول لموسى على موهبته في إحياء الموتى). هكذا تكتمل الصورة. وفي هذا الباب يجب أن نقرأ تهاون السلطات المصرية في إدخال بعض قادرة حماس إلى غزة للمشاركة في المصالحة بين الضفة وغزة. ولا بد أن بعض الأصدقاء في الخليج وغيرها قد توسط في هذا الشأن.
البعض يمني النفس بالرخاء الاقتصادي والديمقراطية التي قد –في باب التمني- تتحقق على يدي الرجل القادم من العسكر، ولكن مع تدريب في علوم السياسة من إحدى الجامعات الأمريكية. وبمناسبة ذلك يجدر بنا أن نخبر القارئ بأن رسالته للحصول على درجة الدكتوراه تقول (وفقاً لتقاليد أساتذته هناك): "إن الشرق الأوسط ليس مستعداً بعد للديمقراطية (الغربية) الكاملة، وإنما لبعض هوامش محصورة ومحددة بعناية من بعض أشكال الممارسة الديمقراطية."



#ناجح_شاهين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- استبدال الحمار/البغل بالسيارة
- اللغة الإنجليزية ومرجعيات العولمة
- قمر على رام الله، ودم على بيرزيت
- عداد الدفع المسبق، وخصخصة المياه، ووحشية رأس المال الفلسطيني
- خطاب رئيس الوزراء الكندي أمام الكنيست
- الهنود الفلسطينيون
- عزمي بشارة وألعابه الأيديولوجية
- خطة فرنسية لمساعدة المنظمات الأهلية الفلسطينية في تحرير فلسط ...
- انتصرت روسيا وإيران، أما سوريا فلا
- مصر والعرب الآخرون وأوهام الديمقراطية
- على هامش -ملتقى الحوار الثقافي العربي الألماني- حول دور المث ...
- منتظر الزيدي يقول: أنا لا أردد تراتيل الهزيمة ولو مرت أمامي ...
- قصة الأزمة الرأسمالية الراهنة
- أشباح 1929 تخيم في فضاء الكونغرس أو: أهي آلام ولادة الجديد؟
- كيفية ابتياع الفياجرا أو حرية تدفق السلع في زمن العولمة
- أوباما: ظاهرة امبريالية جديدة؟
- خطاب بوش أمام الكنيست
- الجامعة العربية تترنح، لأنها دون جذور
- زيارة نجاد للعراق ووهم القنبلة النووية الايرانية
- الشعب الفلسطيني والشعب الفنزويلي


المزيد.....




- بالأسماء.. 48 دول توقع على بيان إدانة هجوم إيران على إسرائيل ...
- عم بايدن وأكلة لحوم البشر.. تصريح للرئيس الأمريكي يثير تفاعل ...
- افتتاح مخبأ موسوليني من زمن الحرب الثانية أمام الجمهور في رو ...
- حاولت الاحتيال على بنك.. برازيلية تصطحب عمها المتوفى إلى مصر ...
- قمة الاتحاد الأوروبي: قادة التكتل يتوعدون طهران بمزيد من الع ...
- الحرب في غزة| قصف مستمر على القطاع وانسحاب من النصيرات وتصعي ...
- قبل أيام فقط كانت الأجواء صيفية... والآن عادت الثلوج لتغطي أ ...
- النزاع بين إيران وإسرائيل - من الذي يمكنه أن يؤثر على موقف ط ...
- وزير الخارجية الإسرائيلي يشيد بقرار الاتحاد الأوروبي فرض عقو ...
- فيضانات روسيا تغمر المزيد من الأراضي والمنازل (فيديو)


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - ناجح شاهين - السيسي: إعادة إنتاج النظام