أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - حمدى عبد العزيز - من بنى آدم مصرى الى السيد زوكربيرج















المزيد.....

من بنى آدم مصرى الى السيد زوكربيرج


حمدى عبد العزيز

الحوار المتمدن-العدد: 4448 - 2014 / 5 / 9 - 20:15
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


السيد / زوكربيرج ..
تحية طيبة ...
اعرف انك لم تكن تهدف من إختراعك لعالم الفيس بوك إلا الربح ثم الربح ثم تحقيق الثروات على حساب أولئك البشر المنتشرين فى مدن وقرى الكرة الأرضية... ومنهم من يتوق الى الصراخ والتعبير عن نفسه فى عالم تسيطر عليه قوى السوق التى تطحن غالب البشر وتسحق منهم يوميا الملايين تحت أقدام الرأسماليات الشديدة التوحش والإهدار للآدمية ......
منهم من يحاول تعويض إغترابه فى ذلك العالم الجاف بعالم أكثر حنوا حتى ولو كان إفتراضيا كالذى يوفره اختراعك هذا ...
ومنهم من المتسلقين وأصحاب المصالح من ينتهز فرصة الإمكانيات المهولة لذلك التواصل لترويج بضائعه الذاتية ونصب فخاخه لهؤلاء المساكين الذين حولتهم الحياة الى سلع رخيصة ...
وكذلك الصنف الآخر من المساكين الذين تشوهت إنسانيتهم تحت وطأة الثقافات التى تفرضها مقتضيات إحكام سيطرة الأسواق على عقول البشر وحياتهم ... ليصبح الإنسان هو الأرخص على الإطلاق فى تلك المنظومة الإجتماعية التى تأخر دخولها الى مزبلة التاريخ الى مدا ليس قريبا الآن على الأقل ...
فتنعكس تشوهاته على طريقة ومنهج تواصله مع الآخرين ويظهر ذلك فى تلك المضامين والموضوعات المشوهة ومايبدو احيانا من تفاهات وأوهام وانتفاخات ذاتية كلها تدلل على أعراض لأمراض مجتمعاتتنا العربية ..
لم تكن تدرى انك من حيث لم تقصد فقد خلقت لأولئك الباحثون عن الجوهر الإنسانى النبيل - عالم من التواصل يعج بمحاولات ممارسة التأثير والتأثر من خلال التواصل الإنسانى الخلاق وتبادل الأفكار حول عيوب واقعنا ومقتضيات الثورة عليه وتغيير وإصلاح عيوبه ...
وهناك قاعدة فى تراثنا الشرقى تقول : (( يثاب المرء رغم أنفه )) ..
فربما بالفعل لم تكن تدرى ولم تكن تقصد أن تحصل على ثناء شخص مغمور وغير مميز على الإطلاق مثلى وصل عدد أصدقائه الى أكثر من خمسة الآف صديق فى هذا العالم ( عالم الفيس بوك ) - الذى توقف على ان يكون إفتراضيا بالنسبة لى كما كنت انت تقصد من وراء إختراعك هذا - بينهم مثقفين وأعضاء نخب ومناضلين شرفاء وحالمين بتغيير العالم من أقصى اليسار الى يمين اليسار من تروتسكيين الى ناصريين وقوميين عرب وليبراليين أصحاب ثقافة وطنية ....
تشرفت بمعرفة الكثيرين منهم عبر مسيرتى ( الغير مميزة على الإطلاق ) فى العمل العام واكتمل الشرف بالتواصل عبر اختراعك الذى أصبح له أهمية كبرى فى حياة ملايين البشر ..
بل سجل تاريخ المصريين أن اختراعك هذا كان أحد أدوات التواصل النضالى الثورى التنظيمى للمصريين أثناء إندلاع إنتفاضتى 25 يناير 2011 ، 30 يونيو 2013 وكان أحد الأسلحة المستخدمة فى كلتا الإنتفاضتين ..
بغض النظر عن انه احيانا كان احد وسائل انتقال بعض عدوى التشوهات السياسية والمسارات الفكرية والممارساتية الغير صحيحة والتى تسببت فى إهدار كثير من إمكانيات التغيير الحقيقى الذى كانت تأمله وتستحقه الغالبية الساحقة من الشعب المصرى وكذا الشعوب العربية ..
السيد زوكربيرج :
لدى الآن خمسة الآف صديق من المصريين والأخوة العرب ( رجال ونساء ) ، منهم فنانين وشعراء ومبدعين من موسيقيين ومطربين و شعراء وكاتبى قصة وروائيين ورسامين ومصورين ونحاتين وتشكيليين واصحاب اقلام نقدية وكتاب وصحافيين واعلاميين وأطباء ومعلمين ومهندسين ومحاسبين .. وبينهم الكثيرين من المهنيين الشرفاء ... وكذلك من الشباب الذى يرزح تحت نير البطالة وانعدام فرص التشغيل فى مجتمعنا المصرى وبعض مجتمعاتنا العربية ..
ومنهم اساتذة حقيقيون لى و قيادات واعضاء أحزاب وحركات وتنظيمات وطنية وعربية مختلفة ..
بشر رائعين من المصريين والعرب منهم المحبطون ومنهم الحالمون .. وإن كان يجمعهم ذلك الجمال والنبل الإنسانى ..
يتفقون معى أحيانا ويشجعون كلماتى فأتجرأ على الكتابة والمزيد من الكتابة
ويختلفون معى أحيانا فى صاخب ولكنهم فى ذلك يمنحوننى فرصة البناء الجدلى لرؤيتى للعالم والبشر والأشياء والمسائل المحيطة ... بل انهم جميعا ولاشك عندى يحملون ذائقة رائعة وقيما اخلاقية انسانية اغتبط لها ، واتعلم منها أيا كان حجم الإتفاق أو الإحتلاف فى وجهات النظر ..
طبعا لاأخفى عليك سرا ياسيد زوكربيرج انك قد أتحت للجميع من إمكانيات ( لفلترة ) وتنقية الصداقات من شوائب التشوهات الانسانية المختلفة .. لكننى أيضا قمت بإستغلال هذه الإمكانيات والتعامل معها بشكل أعتقد انه جيد وماهر الى حد ما وانتقيت افضل الصداقات وارقاها ، وأبعدت من أرى - من وجهة نظرى - انه من الصعب الإحتفاظ بصداقته ربما لعيوب فى أنا شخصيا فأنا لست إلا من تلك الطينة البشرية التى تغضب من الإساءة وتبتهج للجمال الإنسانى ..ربما ...
لكننى اعترف اننى لاأقبل العديد من الصداقات فى الوقت الذى تمنيت فيه صداقة العديدين منهم من استجاب فأبهجنى وجعل لى شرفا خاصا وزهوا داخليا ومنهم من رفض فتفهمت ولم أغضب ..
أعترف اننى الغيت صداقات عديدة ذهبت ضحية الإختلافات البشرية الطبيعية وربما لإنها كانت تمس أساسيات تتعلق بإحترام كل منا للآخر والآخر هنا لست أنا فقط بل كل أصدقائى الذين يكتبون على صفحتى ..
أعترف بأننى قمت بحظر اشخاص لتجاوزهم الحد المسموح من الإساءات ..
فعلت ذلك آسفا ولكن ربما لم يكن لدى إلا فعل ذلك ..
المهم اننى فخور بأصدقائى مغتبط بحضورهم سعيدا بتلك الجلبة اليومية وذلك الونس الذى أتمنى دوامه كنعمة وثراء حقيقى ...
لقد أصبحوا مصدر بهجة وألفة ومحبة لى ...
انه عالم حقيقى من لحم ودم وإن كان البعض يصر على انه عالم أفتراضى ..
عزيزى زوكربرج ...
لاأملك الاأن اشكرك ..
ولكننى أعلق هذا الشكر على شرط اظن نك لن تقدر على الوفاء به .. وهو ألا يكون هذا العالم من التواصل الفضائى الذى قدمته لنا ( بغرض يخصك وهو الربح وبغرض يخص زبائنك وهو التواصل ) ألا يكون له شرفة مفتوحة على شرفات مقابلة لأجهزة مخابرات دول المركز الرأسمالى وعلى رأسها أجهزة المخابرات الأمريكية ..
ولو صح ذلك ربما اضطر الى سحب كل تحياتى التى سبق وردت فى هذه الرسالة أو فى غيرها ..
-----------------
التوقيع : بنى آدم مصرى غير مميز على الإطلاق



#حمدى_عبد_العزيز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فالس ليلى مراد ( 2- من قصائد غير معروفة لشاعر سابق مغمور )
- تعقيب مبدئى على حلقتى الحوار مع المشير
- فى هجر الأصولية الإتباعية اليسارية
- هاينسى انه قطر بضاعه ..( من قصائد غير معروفة لشاعر سابق مغمو ...
- لست من هذه القبيلة ولا من تلك ..
- ما ليس فى إستطاعة جابرييل
- الأمر الحيوى بالنسبة للإستحقاق الرئاسى
- من تجليات المحنة
- كيف سأختار الرئيس القادم
- اللحظة التى اشتعلت فيها أحداث أسوان
- قبل الإختيار مابين السيسى وحمدين
- وقد لاينفع الندم
- المصالحة مع الإخوان .. لماذا , وكيف ؟
- عن أى نساء سنتحدث , وكيف ؟
- المرأة وتشوهات فعل التنوير
- الشعر والسياسة (1)
- فليكن حمدين صباحى أكثر وضوحا فى هذا ..
- فليذهب الإستحقاق الرئاسى الى الجحيم
- إحتمالات تعاطى الإخوان مع الإستحقاق الرئاسى
- حمدين صباحى وضربة البداية


المزيد.....




- فيديو لرجل محاصر داخل سيارة مشتعلة.. شاهد كيف أنقذته قطعة صغ ...
- تصريحات بايدن المثيرة للجدل حول -أكلة لحوم البشر- تواجه انتق ...
- السعودية.. مقطع فيديو لشخص -يسيء للذات الإلهية- يثير غضبا وا ...
- الصين تحث الولايات المتحدة على وقف -التواطؤ العسكري- مع تايو ...
- بارجة حربية تابعة للتحالف الأمريكي تسقط صاروخا أطلقه الحوثيو ...
- شاهد.. طلاب جامعة كولومبيا يستقبلون رئيس مجلس النواب الأمريك ...
- دونيتسك.. فريق RT يرافق مروحيات قتالية
- مواجهات بين قوات التحالف الأميركي والحوثيين في البحر الأحمر ...
- قصف جوي استهدف شاحنة للمحروقات قرب بعلبك في شرق لبنان
- مسؤول بارز في -حماس-: مستعدون لإلقاء السلاح بحال إنشاء دولة ...


المزيد.....

- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - حمدى عبد العزيز - من بنى آدم مصرى الى السيد زوكربيرج