أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - الأغلبية السياسية .. مسرحية ما قبل الحصاد














المزيد.....

الأغلبية السياسية .. مسرحية ما قبل الحصاد


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 4447 - 2014 / 5 / 8 - 21:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الأغلبية السياسية .. مسرحية ما قبل الحصاد
جعفر المظفر
ثمة حديث يدور حول مشروع للحكم في المرحلة القادمة تحت عنوان الأغلبية السياسية. من الأكيد أن أغلبية من هذا النوع ستتجاوز على الأقل من ناحية الخطاب الثقافي النظري ما أتفق على تسميته بنظام المحاصصة الطائفية والقومية والذي سمي من باب التلطيف بالديمقراطية التوافقية.
الكلام كما إعتدنا أن نقول (ليس بفلوس) لكن (تفليسه) بعد ذلك ولو قليلا سيؤكد على أننا نتعرض لخديعة جديدة من شأنها أن تطيل من عمر المأساة وتدفع في شراينها دماء جديدة.
بداية لا أعتقد أن اصحاب المشروع الجديد, وفي المقدمة منهم المالكي, مهتمون جديا بهذا المشروع, أو صادقون تماما معه, فلقد كان أمامهم على الطاولة, بعد الإنتخابات الأخيرة التي كانت تمت قبل أربعة سنوات, حينما إختار الناخب العراقيقائمتي العراقية ودولة القانون اللتان حصلتا على أعلى الأصوات, غير أن العودة عنه كانت قد جرت سريعا فتمت النقلة عنه إلى مشروع مضاد ومعاكس تماما وليس فقط إلى مشروع أو صيغة معدلة.
وحتى على إفتراض حسن النوايا وعدم وجود ضغوط أجنبية أدت إلى تراجع المالكي تفسه عن الإتفاق على مشروع الأغلبية السياسية فإن الذي حصل بعدها أكد على أن مشروع الأغلبية السياسية لا يمكن ان يكون نتاجا لنوعية لعملية السياسية التي جاءت بدعم من الإحتلال وكوليد شرعي يتفق مع مراميه.
أجزم أن المشروع الذي طرح قبل الإنتخابات الأخيرة كان وما يزال ليس أكثر من خطوة تكتيكية وليس فيه اي غرض إستراتيجي على الإطلاق, فهو, وعلى ضوء نوعية القوى اتي تطرحه لا يأتي هنا إلا من باب الضغط والتهديد للحصول على تنازلات وضمانات ضمن النظام الطائفي والقومي المحاصاصاتي نفسه.
ولأن القول بقائله, فإن وقفة سريعة أمام الخطاب السياسي والتكوينة البنيوية لحزب الدعوة ستؤكد من جانبها على هذا التشخيص, فالحزب ذاته قائم على فقه وإنتماءات طائفية بحتة لا تسمح له بقيادة مشروع من هذا النوع لأنه سيفقد الحزب ركائزه التنظيمية والفقهية ويدخله في دائرة الفقه الوطني الذي نشأ بالأساس كضد نوعي له.
ولست مستعدا للقبول بفكرة أن يتطور حزب بهذا الإتجاه لعلى طريق يتناقض مع خطابه الثقافي والسياسي والتنظيمي. وإذا قيل أن هناك إمكانات للتطور على ضوء المارسة العملية التي لا بد وأن تفرض تغييرا في الخطاب الإجتماعي والثقافي والسياسي, وإن الحزب الذي نشأ في ظروف خاصة, قد جابه ظروف ما بعد السلطة التي يمكن أن تلهمه أو تجبره على هذا التغيير فساقول أن تغييرا كهذا لو انه حدث فسوف يظل في حدود مشهده التكتيكي ولا يتعداه إلى حيث الجوهر. لا بل إنني اجد أن المحافظة على السلطة, بكل الشروط والظروف المحيطة بها تفرض حتمية البقاء والتمسك والتجذر ضمن ثقافة المحاصصة نفسها.
إن خروج الأحزاب الإسلاموية الطائفية بطبيعتها التنظيمية والفقهية من فقه المحاصصة إلى فقه البرنامج الوطني الذي يتأسس عليه ولأجله مشروع الأغلبية السياسية هو امر صعب وحتى مستحيل لأنه لا يتناقض مع طريقها المضمون للفوز بالسلطة فحسب وإنما يتعارض بالأساس مع طبيعتها الفقهية والتنظيمية الأمر الذي يفقدها ضمانات إستمرارها في السلطة او بقاء ايديولوجياتها الحديدية, فهو بالتالي أقرب إلى ان يكون مشروعا إنتحاريا لا غير.
ولعل مشروع الأغلبية السياسية يبدأ من تحت, اي من طبيعة الأحزاب التي تدعو إليه. ولأنه مشروع يهتدي بخطاب وطني ويسعى إلى تجسيدة وليس عبارة عن صيغة لتقاسم السلطة فإن شكل هذا المشروع ومراميه, الذي يطرحه المالكي ويلوح به لا يبتعد عن كونه مشروعا تكتيكيا بحتا, وسيكون من شأنه خلط الأوراق ليس أكثر, وهو إن تحقق فسيكون عنوانا لمرحلة قادمة يتسيدها الغش والنفاق السياسي ليس إلا.
إن مشروع الأغلبية يفترض بداية أن تنادي به وتعمل له أحزاب ذات برامج وبنى تنظيمية وطنية, أما الأحزاب ذات البنى الطائفية والعنصرية القومية فهي لا يمكن أن تجتمع مع مشروع الأغلبية السياسية تحت سقف واحد., فإن حصل وإن إنبثق مشروع كهذا فهو سيكون أشبه بصناعة قطار بإطارات من المطاط وبمحرك دراجة مع سائق هدفه أن يقود القطار إلى الخلف, لأن الأمام نقيضه.



#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإمتناع عن التصويت .. تصويت
- فرص الفوز العظيم ما تزال قائمة
- الفوز لمالك الوطن أم لوطن المالكي
- فرصتان ضاعتا فلا تضيعوا الثالثة
- ضد الطائفية أم ضد طائفي
- الذبح على الطريقة الإسلامية
- قارئ كف
- خندق بغداد
- لعن الله القاعدة وداعش والطائفيين أيضا .. (ثالثا)
- لعن الله القاعدة وداعش والطائفيين أيضا .. ثانيا
- لعن الله القاعدة وداعش والطائفيين أيضا ..
- (السيسي) المصري .. و(السيشي) العراقي
- مرض الخرف المبكر
- صدام أراد أيضا أن (ما ينطيها) وليس المالكي فقط.
- مخاطر التمديد المفتوح لمنصب رئيس الوزراء
- مستحقات النادي الإقليمي ودور الضحية
- ثانيا .. صلاح عمر العلي والحرب العراقية الإيرانية
- صلاح عمر العلي والحرب العراقية الإيرانية
- إنتفاضتان .. كلاهما مجني عليه
- الإنفجار الصدري .. محاولة للقراءة


المزيد.....




- اختيار أعضاء هيئة المحلفين في محاكمة ترامب في نيويورك
- الاتحاد الأوروبي يعاقب برشلونة بسبب تصرفات -عنصرية- من جماهي ...
- الهند وانتخابات المليار: مودي يعزز مكانه بدعمه المطلق للقومي ...
- حداد وطني في كينيا إثر مقتل قائد جيش البلاد في حادث تحطم مرو ...
- جهود لا تنضب من أجل مساعدة أوكرانيا داخل حلف الأطلسي
- تأهل ليفركوزن وأتالانتا وروما ومارسيليا لنصف نهائي يوروبا لي ...
- الولايات المتحدة تفرض قيودا على تنقل وزير الخارجية الإيراني ...
- محتال يشتري بيتزا للجنود الإسرائيليين ويجمع تبرعات مالية بنص ...
- نيبينزيا: باستخدامها للفيتو واشنطن أظهرت موقفها الحقيقي تجاه ...
- نتنياهو لكبار مسؤولي الموساد والشاباك: الخلاف الداخلي يجب يخ ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - الأغلبية السياسية .. مسرحية ما قبل الحصاد