أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - بثينة رفيع - وشاح المحارب وذكرى النكبة














المزيد.....

وشاح المحارب وذكرى النكبة


بثينة رفيع

الحوار المتمدن-العدد: 4447 - 2014 / 5 / 8 - 18:27
المحور: القضية الفلسطينية
    


بقلم : بثينة رفيع
وشاحُ المحارب في ذكرى النكبة !

ليلُ اللاجئين يسافرُ في قفارِ الغربةِ دون جدوى!.... قد يُخذَل ُ العمرُ مرة ولا تعودُ مع السفائنِ حيفا ...غربةٌ أُخرى ، يغيبُ طفل المخيم في لُجّـة البحر نعشاً من صديد .... ليصبحَ العالمُ أوحالَ سرابٍ ويكبرُ أكثر قمر المخيم .
تأخّر فينا وشاح ُ المحاربِ ... فلا الوطن عاد وطن ......ولم تعد الثورة تستنهض ُ فينا غير نباحِ البنادقِ ....وعار المرحلة.... والكلمات الفارغة...
تأخّر فينا كلَّ شيئ .....وأصبحَ وشاحنا بعددِ الخيامِ والمقابرِ والفصائل، سيقاتلُ اللاجئُ طويلاً ...ثم يموت جائعاً محاصراًمع أبنائه في مخيم اليرموك... سيذكرُ قرى المجدل فوق ركامِ مدرسةٍ لوكالةِ الغوثِ بمنتصفِ المخيم .....ويوقدُ نارَ الشتاءِ بمقاعد الدراسة كي لايموت برداً ....سيقاتل اللاجئ طويلاً ......ويصبرإلى أن يقضي جائعا ًتحت التعذيب في معتقله ...إلى أنْ يعودَ مفقوءَ العينين لتقتُلَهُ مرةً أخرى قنبلة مخبّأة في نعشهِ .... سينادي أشباه الرجالِ خلف الحواجز يُقرئهم وصية إخوةِ الدمِ والسلاحِ والقضية قبل أن تصرعهُ رصاصة قناصٍ حاقد ، سيقاتُل اللاجئ طويلاً .....فالنكبة تمتد ُ فينا جيلاً بعد جيل ومازالت فلسطين تقبرُ نبوءةَ أنبياء الظلامِ ، توحدنا في فجرها وليلها وفي محنةِ مخيم يُحاصرُ ويُقتّل أهلُه ويغيٍّبهم التشرّد ُ في ظلمات ِ البحرِ ....تعبرُ ذكرى النكبةِ يتيمةً وحيدةً مثل كلِّ خطايا تاريخٍ تُسقطُ توبتها خيانةٌ فتبقيها كالرماحِ معلّقة ًبخاصرةٍ تلعقُ نزيفَها...كي ندرك كيف هُزمنا مرتين ولم نثأر ؟ . قد يكون أحد أساليبِ تكتيكِ الأملِ المريحةِ أن تمحوَ التاريخَ من ذاكرتك لبرهةٍ ....أو تُلغي تراكمهُ الكمّي من مخيلتكَ مكتفياً بعدمِ رجعية آثارالنكبةِ بوجهها القديمِ القاتم ِ ، فكلُّ شيئ بصورته الاولى يكونُ مؤلماً حدّ الفجيعةِ ويعمّقُ فينا واقعاً رافضاً متمرداً على وعينا حين يباغتنا لأكثرَ من ستٍ وستين سنة، هو الألم ، إختصَرت ترهُّله شجونُ كنيسةِ القيامةِ وساحة المسجد الأقصى وهي تخبّئه دمعةً بين شقوقٍ جدران شوارعِ القدسِ القديمةِ دون أن يمرَّ السلامُ من هنا و يغسل الدّماء عن صليب آلامٍ حمّلهُ المسيح يوماً أمانةَ أنبياء لشعبهِ ....ودون أن يُعيدَ هذا السّلام لأشجارِ الصنوبرِ خطواتَ شعبٍ اقتُلع من جذوره أويردَّ كيدَ من جرَّدتهُ خرافةَ أرض الميعادِ عن براءةِ الضحيةِ وفصلته عن معاناة معسكرات الموت في أوشفيتز وتربلينكا وبلجيتش ليعيدَ إنتاجَ ضحيتهُ في كفر قاسم ودير ياسين وقبية . هو الموت ......... رحلتنا التائهة عَبْرةُ القسطلِ وشموخُ الكرمل في قسماتٍ يتمنطقَ الحقُ بخطوتَها الواثقة وهي تكتبُ تاريخاً يُعيد ظلالَ قصائد القمح والأرض في وصايا شهداء مقابرالأرقام وكلّ من شرّدتهُ النكبةَ لترميه أقدارها بإتجاه بوتقةِ حلم ٍأعادت له صياغةَ لحظةٍ تاريخيةٍ سلبتها منه خرافات العصر القديم ...قد يكون مؤلما أن تتذكّر النكبةَ وكل مايفضلكَ عن فلسطين التاريخية مخيمين ومستوطنة تلتصق بغزة أوبأرضٍ مصادرةٍ قرب جدار الفصل العنصري في الضفة الغربية، هو خطٌ فاصل بين الحلمِ والحقيقةِ ، وأي كانت صورة حضور هذا الخط في الذاكرة فهوالخلاص لمن يصارع للبقاء على أرضه ..في مخيمات الشتات يختلفُ الأمر كلياً! فستكون مهمتك كلَّ صباحٍ اجتثاث تلك المسافات كي تتنفس فلسطين من إسم قرية على بابِ مدرسةٍ أو شارعٍ في مخيم ،كي لاتغادر حُلمَك وتستعيدُ وعي كل نكبتك وأنت توزّعُ وجوهَ من غابوا في تراب الجليل ولن يعودوا وتبقى واقفاً مثل الحقيقة في واقعك كلاجئ ....يصبح الموتُ على فراشك فلسفةً عبثية إذا لم تترك الرصاصةُ ثقبها وتمتدُ في أصوات من رحلوا لغة للثورة وحق للعودة .....في مخيماتِ الشتاتِ يسقطُ مفهوم الخيمةِ الأخيرةِ لتصبح مجرد رقمٍ يدور في عداد خيامِ غربتك ....تتنقل بينها تاركاً خلفَك كل شيئ ولا تلتفتَ لتلتقطَ ذكرى السنين العابراتِ من صورةٍ ظلَّت معلقةً كالخريف اليابس على جدارِ غرفتك ....تعودُ مرةً أخرى للبحر! فالبحر درب من لادرب له!! تبني وطنا في قوارب الموت فكل الاوطان الآن متشابهة وتظل تلفّٰ-;-ك الارضُ العقيمة دون جدوى !!! فالخيام تلعقها الجراح و تُسقط العالم في عارهِ حين يعجزُ المخيم عن دفن طفلة فلسطينية تنهشها الكلابُ الضاريات على شارع اليرموك ....سيقاتُل الفلسطيني طويلاً وفي كل معركةٍ سيبقى وحيداًوهو يهزم ُ قبح المرحلة ويُذكّر العالم والمفاوض الفلسطيني بأنّ الملايين التي يسكنها حق العودة لقراها ومدنها لن تترك الخيمة لخيمة أخرى ، فالتغيير الديموغرافي الذي يخشاه الكيان الصهيوني بإستحقاق العودة هو الإنتصار الحقيقي للمعركة التاريخية مع أعداء الحق والإنسان ...... دعونا نفتش عن خلاصٍ يُشرقُ من ثلاثين مذبحة ومعاناة خمس ملايين فلسطيني يحملون إسم لاجئ لازالت ظلالهم تمتد في الأرض حتى أصبحت أطول من سهل عكا. .

"سيُقاتلُ الجندي طويلاً من أجل قطعةِ وشاحٍ ملونٍ " نابليون بونابرت



#بثينة_رفيع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تجارة العقائد و السياسة
- تكريس رموز و زعامات وطنية
- تكريس رموز و زعامات
- وداعا غابرييل غارسيا ماركيز
- قطار العودة
- مذكرات طفل محاصر ( البرتقال )
- بين السلام والحرب‏
- من مذكرات طفل محاصر ( لن أنساك يا صديقي )
- ذاكرة بحر
- ورقةٌ من غزّة
- عائدةٌ من حيثُ لم أذهبْ
- لماذا يا أبي
- ظلالُ رحيلٍ
- لوحةٌ فلسطينيةٌ ليستْ للذكرى
- مرافئُ جرح
- المسافة بين معبر رفح والحوار الوطني
- في زمن الردة
- تراب يواسيك
- حديد عتيق لأطفال فلسطين
- عام من الحصار


المزيد.....




- إسبانيا: رئيس الوزراء بيدرو سانشيز يفكر في الاستقالة بعد تحق ...
- السودان: متى تنتهي الحرب المنسية؟
- كأس الاتحاد الأفريقي: كاف يقرر هزم اتحاد الجزائر 3-صفر بعد - ...
- كتائب القسام تعلن إيقاع قوتين إسرائيليتين في كمينيْن بالمغرا ...
- خبير عسكري: عودة العمليات في النصيرات تهدف لتأمين ممر نتساري ...
- شاهد.. قناص قسامي يصيب ضابطا إسرائيليا ويفر رفاقه هاربين
- أبرز تطورات اليوم الـ201 من الحرب الإسرائيلية على غزة
- أساتذة قانون تونسيون يطالبون بإطلاق سراح موقوفين
- الإفراج عن 18 موقوفا إثر وقفة تضامنية بالقاهرة مع غزة والسود ...
- الى الأمام العدد 206


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - بثينة رفيع - وشاح المحارب وذكرى النكبة