أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين رشيد - رايندال














المزيد.....

رايندال


حسين رشيد

الحوار المتمدن-العدد: 4447 - 2014 / 5 / 8 - 10:39
المحور: الادب والفن
    


رايندال
حسين رشيد
حين يمتزج دمع العين بمداد القلب تتطاير فراشات قاتمة الوجع حيث تزهق ارواحها في سماء الجب، ذاك هو رايندال طليق البرية المستوحش في فناءات العزلة التي فرضتها عليه عوائل السطو والنهب.. مثل غيمة او غيمات ينثرن مطرهن المفجوع بالتساقط او المطرود من السماء ... بعد ان رفضت "يهي"* صعود النهر والبحيرة الى سمائها ... رايندال ياقطرة وضوء في نهر "نولاربور" اغتسلت بها مخلوقات "يهي" في كل سهول "نولاربور" بمباركة الروح العظمى "بيامي"** .. رايندال نار ارهقها السهر في جفون ليل متطاير اللحظات، تخطفه عيون البوم وترميه في لجج من خوف وذعر. ومراوحة من اطلاقة طائشة ... رايندال سهم احمر مزق رايات الظلم وفتح ابواب سهول ووديان اطلق بها جياد الحرية اللاهية بجمالها حد عنفوان الجمال ... رايندال حبل طوق عنق الماضي ورماه في تاريخ مسحوق ...

***

رايندال اظنك لاتعرف هندال او ربما سمعت به عبر الموانئ حين مزق بمنجله مؤخرات سفن السراق واغرقها في حب الفقراء والبصرة والفاو .... كما اظنك لاتعرف مندال ذلك الجندي الذي ارهقت روحه شظية حرب طائشة وهو ينقذ جنديا آخر سقط في ارض حرام ابتكرها اولاد حرام ... واظنك لاتعلم ان قندال الذي اشتق ابوه اسمه من قنديل رمضان ذبحه تلامذة مؤذن يعلن وقت الافطار في كل غروب ... رايندال في كل بقعنا وعلى مر الاوقات جيادك تصرخ وانينك المبحوح مع الصلوات يطوف في حكايا جداتنا ... وعلى جدران منازلنا عشرات اللوحات لجيادك الهاربة في فناء البرية، والمصدوعة باطلاقات رجال يعتمرون قبعات مثقوبة .. في ظل اشجار نمت بالصدفة على ضفاف نهر اخترق حدود الكون كانت الشمس تشرق خضراء والقمر يتوسد نصف اليوم بضياء ابيض، وكنت تمرح بين حقول متداخلة لكل اصناف الحضروات والبقول والحبوب، وحين عدت للراحة تحت ظلال الاشجار ... سقطت في غيابة الجب.

***

رايندال اتعلم حين تخاصم روح النهر مياهه ماذا يحدث .... لاتعلم . في استدارة اولى للنهر ولد شيخ جليل بروح طفل، كان يبتهل للنهر الذي تصوف في ما بعد .. وعلى الضفة الاخرى وفي استدارة ثانية ولدت
طفلة بحكمة عجوز اكلت الدهر،
كانت تغسل جدائلها فيدور النهر من حولها ويعود المسير ... ابتهالات الطفل الصوفي تداعب مسامع الطفلة الحكيمة، وجدائلها كانت تخطف روحه كلما غرف من الماء ... رايندال قبل ان يصل النهر الى محطته الاخيرة كتب اول سطر من حكاية ما زالت من غير نهاية، ويقال انه اي النهر رمى نفسه بالبحر، وهناك من يقول غير ذلك هو من رمى بنفسه من اعلى الارض ... لكن الشيخ والعجوز قالا غير ذلك ... اتدري ماذا يحدث حين تخاصم روح النهر مياهه...

*الهة الشمس في الميثيولوجيا الاسترالية
** الروح العظمى في الميثيولوجيا الاسترالية

من مجموعة "مآذن روشيرور



#حسين_رشيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وطنيوسو
- شيمكور
- صوتك مقعد
- فلمسيوس
- النصف الأول من العام الحالي
- وزارة التعليم العالي وشهادتها العليا
- الشعب والحكومة والبعث والرسوب بالتاريخ
- كنا ننتظركم
- حكاية عبر الازمان ... توثية، وكيبل، ورصاصة
- مطبعة اتحاد الادباء
- صراعات متوالية
- اين كرامتنا ؟!
- الرواية والتقنيات التكنولوجية
- زين العراق
- سعدي المالح: الثقافة السريانية نهضت من كبوتها بعد سنوات من ا ...
- تحيا مصر ام الدنيا
- لا هذا. . ولا ذاك
- سانت ليغو
- مرجعية مدنية ديمقراطية
- الكتل الصغيرة ؟!


المزيد.....




- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين رشيد - رايندال