أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - في نقد الشيوعية واليسار واحزابها - شامل عبد العزيز - الأصوليّة الشيوعيّة - الشيوعيّة في السلطة - ...














المزيد.....

الأصوليّة الشيوعيّة - الشيوعيّة في السلطة - ...


شامل عبد العزيز

الحوار المتمدن-العدد: 4446 - 2014 / 5 / 7 - 14:40
المحور: في نقد الشيوعية واليسار واحزابها
    


هذا هو الجزء ما قبل الأخير ..
الجزء الأخير سيكون بعنوان " عبادة الشخصيّة " وبذلك تكتمل سلسلة " الأصوليّة الشيوعيّة " للأستاذ خالد غزال مع بعض التصرفات وإبداء وجهة النظر الشخصيّة وما اتبناه حقيقة تجاه موضوع " الشيوعيّة " .
لكل مجتهد نصيب كما يقولون ... الحياة فيها الكثير لكي تعلمنا المزيد .

قد يكون من سخرية القدر أنّ الشيوعية والنازية كنظريتين يفترقان كثيراً في الأهداف والقيم والمثل والموقع الاجتماعيّ بشكل جذري، يعودان ليلتقيان في طبيعة الحكم الذي جرت ممارسته.
لذا سيجد المرء نفسه أمام متشابهات كثيرة بين ممارسة السلطة في كل من الحكم الشيوعي والحكم النازي على السواء.
يشكّل رفض الديمقراطية عنواناً رئيساً في ممارسة الشيوعية بل واحتقار هذه الديمقراطية .
يقدّم النص الماركسي تبريراً لهذا الموقف في أكثر من مكان على لسان ماركس وإنجلز ولينين :
إن “ ديمقراطية المجتمع الرأسمالي هي ديمقراطية لأقلية ضئيلة ، ديمقراطية للأغنياء..
يسمح للمظلومين مرة في كل عدة سنوات بأن يقرروا :
من ممثلي الطبقة الظالمة سيمثلهم في البرلمان ويسحقهم” وفق ما يقول ماركس.
أمّا لينين فقد طوّر النظرة إلى الديمقراطية حيث يقول في كتاب “ الدولة والثورة ” ما مضمونه :
:“ إنّ الديمقراطية في المجتمع الرأسمالي هي ديمقراطية بتراء، حقيرة، زائفة ، هي ديمقراطية للأغنياء وحدهم ، للأقلية.
أمّا ديكتاتورية البروليتاريا ، مرحلة الانتقال إلى الشيوعية ، فهي تعطي لأول مرة الديمقراطية للشعب، للأكثرية بمحاذاة القمع الضروري للأقلية، للمستثمرين..
في مرحلة الانتقال من الرأسمالية إلى الشيوعية يظل القمع أمراً ضرورياً ”.
لم ينجم عن ديكتاتورية البروليتاريا زوال الدولة في وصفها مرحلة انتقالية نحو الشيوعية ، بل إنّ ما حصل هو نشؤ دولة متسلّطة مارست الديكتاتورية باسم حزب الطليعة على البروليتاريا والشعب في آن ومارست أبشع أنواع الإرهاب ضد المجتمع بمجمله.
باسم بناء الإنسان الاشتراكي الجديد المتشبّع بالروح البروليتارية جرت محاولة قولبة للمجتمع وللإنسان على السواء، بل وإلغاء إنسانيته كإنسان، واستخدمت أنواع فظيعة من ألوان القمع والتطهير والإعدامات والنفي ضد الملايين من أبناء الشعوب التي حكمت فيها الأحزاب الشيوعية من الإتحاد السوفييتي إلى أوروبا الشرقية إلى الصين ودول جنوب شرق آسيا وغيرها..
يجري تجييش الجماهير أمام كل منعطف سياسي ينجم عنه في النهاية تصفيات واعتقالات غالباً ما تكون نظرية المؤامرة جاهزة لتبرير مثل هذه الأفعال.
يتطلّب الولاء للحزب إيماناً أعمى بكل ما يصدر عنه، وخضوعاً مطلقاً لقراراته والتضحية بكل الخصوصيات في سبيلها.
ومن أجل النقاء في مسلكية الحزب والسلطة وإزالة التشويهات عن بعض معالمها، كان لا بد دوما من إعادة كتابة التاريخ وأدوار الأشخاص فيه.
فعندما يطال الحكم السلبي أحد القادة يختفي اسمه من تاريخ البلد، وإذا كان لا بد من الإشارة إليه فيكون ذلك بإبراز المساوئ والخيانة التي ارتكبها ....
كان على المجتمع أن يتقولب وفق النظرية الشيوعية، وهذه المرة على لسان أيديولوجيّي السلطة، مما بات ينتج عنه وجوب وسم كل شيء بتنسيبه إلى الشيوعية، من قبيل الفن الشيوعي، الأدب الشيوعي، الأخلاق الشيوعية، العلم الشيوعي..
مما هو متشابه في الأيديولوجيات الدينية التي باتت تنسّب كل الماديات إلى هذا الدين أو ذاك.
لعلّ هذا النص الذي أوردته “ حنّة أرندت ” في كتابها “ أسس التوتاليتارية ” والذي ينطبق على السلطة في الحكمين النازي والشيوعي ، تعبير واضح عن السمة التي تميّز الحكم التوتاليتاري الذي جرى تطبيقه باسم النظرية الشيوعية .
تقول أرندت :
“ إنّ النظام التوتاليتاري هو أبعد ما يكون عن الاعتباطية ، إذ أنه خاضع ، أكثر من أي نظام قبله ، إلى هذه القوى الفائقة البشر، ولمّا كان أبعد من أن يمارس السلطة لصالح رجل فرد، فإنه بدا مستعداً للتضحية بالمصالح الحيوية المباشرة لأي كان في سبيل تحقيق ما يدّعيه أنه قانون التاريخ أو قانون الطبيعة.
على أنّ تحديه للقوانين الوضعية هو شكل أرفع من المشروعية نفسها، على ما يؤكّد ، وإذ يستوحي من المنابع ذاتها، فإنه يسوّغ له أن يتحلّل من شرعية حقيرة .
ولطالما تباهت التوتاليتارية بأنها وجدت الوسيلة الآيلة إلى بسط حكم العدل في الأرض، وهذا ما لا يسعها بلوغه شرعية الحق الوضعي، على حد اعترافها...
إنّ المشروعية التوتاليتارية، إذ تتحدى الشرعية، وتزعم إحلال العدل في الأرض عبر الحكم المباشر، فإنها تستكمل قانون التاريخ أو الطبيعة دون أن تترجم أيّا منهما إلى معايير خير أو شر تضبط المسلك الفردي.
والمشروعية هذه تطبّق القانون على الجنس البشري مباشرة دون أن تبالي بمسلك الناس.
وأيّا يكن إنفاذ قانون الطبيعة أو قانون التاريخ قليل الضبط ، فإنه يقتضي لهما أن يجعلا من الجنس البشري نتاجاً أخيراً، والحال إن هذا الأمل هو ما يكمن خلف ادّعاء كل الأنظمة التوتاليتارية في حكم الكون.
ذلك أنّ السياسة التوتاليتارية تشاء تحويل الجنس البشري إلى شعاع فاعل ومعصوم لقانون، يصير دونه الناس، إذ يدفعونه بأجسادهم، خاضعين له سلبياً..
إنّ الإرهاب من حيث كونه تحقيقاً لقانون حركة لا تكمن غايتها القصوى في رفاه البشر ولا في صالح رجل فرد وإنما في إنتاج جنس بشري في ذاته، من شأنه أن يلغي الفرد لصالح النوع فيضحّي ” بالأجزاء“ في سبيل صالح ”الكل“.
ولما كانت قوة الطبيعة أو التاريخ فوق البشرية ذات بدء مخصوص وخاتمة، فقد أمكن بدء الحياة الفردية وختامها وحدهما أن يحولا دون إتمام مسيرها.
ومن الجليّ أنّ هذا البدء والختام إن هما إلاّ حياة الإنسان نفسها ” (ص246-247- 252 )) ....).
" للحديث بقيّة " وهو الجزء الأخير .



#شامل_عبد_العزيز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إمّا قوميّة أو إسلاميّة , ألاّ يوجد خيار أخر ,, وكيف ؟
- الأصوليّة الشيوعيّة - الثورة والحزب - !
- الأصوليّة الشيوعيّة , خرافة الاشتراكيّة العلميّة !
- الأصوليّة الشيوعيّة , العامل الاقتصادي !
- الأصوليّة الشيوعيّة , الخلاصيّة البروليتاريّة !
- الشيوعيون العرب ,, هل هم شيعة بالمعنى الكربلائي ؟ قرأتُ لكم ...
- كيف تعالج الماركسيّة الوضع الطبقي ؟
- الليبراليّة والراديكاليّة .
- وداعاً يا رفيقي ؟
- شعار الحوار : اليسار فأي يسار نحتاج ؟
- لن يكون هناك حلّ للقضيّة الفلسطينيّة ..
- بدايات الإسلام مرّة ثانيّة ..
- مقتطفات إسلاميّة ؟
- إلى المحجبات ..
- هل تتمكن الرأسمالية من البقاء على قيد الحياة ؟
- هل هناك دين مسالم ؟
- هل نحتاج لأحزاب شيوعية ؟
- ما هو تصوركم لعالم بدون الغرب ؟
- هل ستحدث ثورة بروليتارية ؟
- العلم الأسود والربيع العربي ؟


المزيد.....




- فيديو لرجل محاصر داخل سيارة مشتعلة.. شاهد كيف أنقذته قطعة صغ ...
- تصريحات بايدن المثيرة للجدل حول -أكلة لحوم البشر- تواجه انتق ...
- السعودية.. مقطع فيديو لشخص -يسيء للذات الإلهية- يثير غضبا وا ...
- الصين تحث الولايات المتحدة على وقف -التواطؤ العسكري- مع تايو ...
- بارجة حربية تابعة للتحالف الأمريكي تسقط صاروخا أطلقه الحوثيو ...
- شاهد.. طلاب جامعة كولومبيا يستقبلون رئيس مجلس النواب الأمريك ...
- دونيتسك.. فريق RT يرافق مروحيات قتالية
- مواجهات بين قوات التحالف الأميركي والحوثيين في البحر الأحمر ...
- قصف جوي استهدف شاحنة للمحروقات قرب بعلبك في شرق لبنان
- مسؤول بارز في -حماس-: مستعدون لإلقاء السلاح بحال إنشاء دولة ...


المزيد.....

- عندما تنقلب السلحفاة على ظهرها / عبدالرزاق دحنون
- إعادة بناء المادية التاريخية - جورج لارين ( الكتاب كاملا ) / ترجمة سعيد العليمى
- معركة من أجل الدولة ومحاولة الانقلاب على جورج حاوي / محمد علي مقلد
- الحزب الشيوعي العراقي... وأزمة الهوية الايديولوجية..! مقاربة ... / فارس كمال نظمي
- التوتاليتاريا مرض الأحزاب العربية / محمد علي مقلد
- الطريق الروسى الى الاشتراكية / يوجين فارغا
- الشيوعيون في مصر المعاصرة / طارق المهدوي
- الطبقة الجديدة – ميلوفان ديلاس , مهداة إلى -روح- -الرفيق- في ... / مازن كم الماز
- نحو أساس فلسفي للنظام الاقتصادي الإسلامي / د.عمار مجيد كاظم
- في نقد الحاجة الى ماركس / دكتور سالم حميش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - في نقد الشيوعية واليسار واحزابها - شامل عبد العزيز - الأصوليّة الشيوعيّة - الشيوعيّة في السلطة - ...