أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعدي عباس العبد - تاملات في الحبال : حبال الغسيل ........... حبال الشنق














المزيد.....

تاملات في الحبال : حبال الغسيل ........... حبال الشنق


سعدي عباس العبد

الحوار المتمدن-العدد: 4446 - 2014 / 5 / 7 - 14:01
المحور: الادب والفن
    


• تأملات في الحبال

• حبال الغسيل ... حبال المشنقة ..
_________________________________

** ....... الحبل شاهد وذاكرة وحاضنة ومؤرشف .. حبل الغسيل يحمل برفق جثة المشنوق ..
جثته الرمزية المتمثلة بالقميص والبنطلون وثياب النوم المنشورة او المشرورة ...
القمصان جلد المشنوق وعلاماته المتغيّرة على الدوام .. الحبل نظير الشمس فيما يتعلق بتجفيف
الجثة المرموز اليها بالقمصان .. كلاهما يسهمان الشمس والحبل ,برعاية القمصان المبلولة ..
يسهمان بطرد الماء في محمولاته المتضادة ..الماء الباعث على الحياة والماء الطارد للحياة غرقا
وفيضانا وجفافا وعطشا .. الحبال لا تصلها آصرة بالماء ..عدا تلك الوشيجة الفاترة المتعلّقة بالثياب المبلّلة
الحبال تنشر الجثث كما تنشر قمصانها قبل الشنق ..وتلتف كالافاعي حول الرقاب ..الافاعي والحبال يلتقيان
في مشترك او وظيفة ممارسة الموت .. هما يلتقيان في الشكل .. يشتركان في الملامح الخارجية ويفترقان
في الجوهر ..الحبال تؤدي جملة وظائف متضادة .. فيما الافعى تملك وظيفة , شديد الصلة بوظيفة الحبل
في تحوّله من حمل القمصان إلى تعليق او حمل الجثث .. الحبال ذاكرة المراجيح وذاكرة الطفل ..
وتاريخ مهوّل في تحولاته .. قبل انّ يرتقي منصة الشنق الذي كان طفلا .. كان قد ارتقى الارجوحة
كخطوة تمهيدية للدّربة والتأقلم في قابلات الايام , مع اراجيح الجماجم .. الحبال اراجيح بوظائف متفاوته
........... يلمع الحبل في ذاكرة المشنوق , يلوح من بعيد .. من اغوار الزمن الموغل في لعبة : جرّ الحبل ..
تلك وظيفة الحبل الممعنة في البراء والحياة والحلم الجميل ..جرّ الحبل : لعبة بين طفلين او اكثر .. يمسك
كلاهما بطرفيّ الحبل المتباعدين , ويشرعان بجرّ احدهما للآخر .. فيما الحبل يتمدّد في ريح السنين
يتناسل على نحوٍ غير منظور .. حتى يتخذ هيئة مغايرة وظيفيا .. مغايرة عن لعبة : جرّ الحبل ..إلى
لعبة مخيفة : جرّ الرقاب ..فيما الطفل المشنوق في الكبر ..والنضوج ... ساه عن رقبته الملفوفة بالحبلِ
يتلهى مرحا : بجرّ الحبل .. او جرّ حبل السنوات .. السنوات القادمة في الطريق .. التي ستعكس المعادلة
الساخرة , فيتحوّل الطفل إلى حبلٍ مجرور بحبلٍ .. حبل الطفولة ..
الحبال تقود العبيد والحيوان .. تقود الجياد إلى غايات المشنوق قبل الشنق .. الحبال التي تقود الحيوان عبر
يد المشنوق هي ذاتها من سيقودهِ نحو الابدية ..الحيوان يقاد بالحبل ِ والانسان ايضا ..لكن بفارق جوهري
فيما الاخير يقاد صوب حتفه شنقا . ... يقاد الآخر صوب الغابات والحقول .....الحبال قبل انّ
تتحول لأداة تربك مسيرة الانسان او تعطّلها .. كانت اشجارا تنعم بالطمأنينة ودفء الشمس والمشنوق
الحبال احلام وغايات اللصوص ..تؤازرهم وتعاضدهم في تسلق الجدران ......... كما هي ادوات واحلام
متسلقيّ المرتفعات ...والتزحلق على سطوح المياه ..
الحبال ذاكرة المهود في عهودها الاوّلى ....وذاكرة البحارة والغرقى في سفن الصيد
والرحلات البعيدة ........ الحبال جسور للعبور .. كما هي اغلال وقيود ........
الحبال ادوات رزم البقجات الكبيرة الحجم والمحتوى ..... كما هي اذرع طويلة
للأمساك باطراف وجوانب الخيام .. الحبال هي من يمنح الخيمة حياة الاستقرار .. هي
من يرسّخ صلتها او جذورها بالمكان .. الحبال حياة وقلب الخيمة النابض .. بدونها
تكف الخيمة عن كونها خيمة .. تغدو محض خرقة واسعة الحجم والموت مقذوفة
الى سواحل المهملات .. تتحلل في المكان ..الحبال سيقان خيام البداة الرحل
هي من يطرد عن الخيام تسلل الشمس والغبار ..الخيمة والحبال مثل القلب والاطراف لدى الانسان
احداهما يكمل وظيفة الآخر .. للحبال اشباه تشترك معها بالملامح : كألافاعي وضفائر شعر النساء
الطويلة والاسلاك النحاسة وسواها , بيد إنها لا تؤدي وظيفة الحبال كما يجب ...
الحبال تغادر المشنوق نحو رقاب تنتظر .. فيما المشنوق يغادر حبال الحياة جميعا
حبال الشنق اقسى حبال النوع .. واشد تأثيرا ووقعا وامحاءا على الروح ... واجمل حبال
النوع حبال : جرّ الحبل



#سعدي_عباس_العبد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- استذكارات : القديس خياديف ............. خيون دواي الفهد : ال ...
- استذكارات : خيون دواي الفهد : ذاكرة الشوارع والبارات
- استذكارات : من كراج النهضة الى سجون المعسكرات
- استذكارات : كراج النهضة ح8 : من كراج النهضة الى سجون المعسكر ...
- استذكارات : كراج النهضة في اناشيد وقصائدوجمال ليالي بائعة ال ...
- استذكارات : كراج النهضة ..: التابوت محمول على اكتاف الشاعر
- استذكارات ... كراج النهضة ح3
- كراج النهضة ح2
- ما يدور بخلد الناخب : التغيّير محض حلُم
- استذكارات : محمد راضي فرج .. شاعر غاب مبكّرا
- جوائز الفن بين الحظ والاستحقاق
- لا : لصناعة الموت
- الانتخابات : اكذوبة راسمالية
- تاريخ الحزن العراقي : الاغنية العراقية انموذجا
- استذكارات : عن الشحاذ والي الاعرج او العراق , لا فرق
- انطباعات سينمائية : الشخصية الروائية في السينما
- الاصابع الملطخة بالدم البنفسجي
- التوابيت بوصفها صناديق بريد مستعجل
- سانتخب : الجنّة على الارض
- اصدقاء الفيس بوك : غابة من الاشباح


المزيد.....




- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعدي عباس العبد - تاملات في الحبال : حبال الغسيل ........... حبال الشنق