أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - نبيل عودة - بحث فريد من نوعه ومثير في كتاب زلزالي لباحث يهودي:















المزيد.....

بحث فريد من نوعه ومثير في كتاب زلزالي لباحث يهودي:


نبيل عودة
كاتب وباحث

(Nabeel Oudeh)


الحوار المتمدن-العدد: 4446 - 2014 / 5 / 7 - 12:57
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


"المعارضة اليهودية للصهيونية – تاريخ الصراع المستمر"
الكتاب: "المعارضة اليهودية للصهيونية" (النسخة العبرية)
ألكاتب: بروفسور يعقوب رافكين
( استاذ التاريخ بجامعة مونتريال، متخصص بتاريخ العلوم والتاريخ اليهودي المعاصر)
الناشر: برديس – 307 صفحات
منذ رأي كتاب يعقوب رافكين ألنور اثار اهتماما كبيرا في مختلف انحاء العالم ، خاصة في مراكز الأبحاث والصحافة ألعالمية حيث لفت الانتباه لأهميته وفردانية بحثه، تميزت معظم ردود الفعل بالإشادة والمديح للكتاب والكاتب ، داخل اسرائيل وخارجها، طبعا اثار غضب اليمين العنصري واتهام رافكين (لولا الحياء) بمعاداة "السامية" – أي عداء نفسه!!
يستعرض الكتاب تاريخ الحركة الصهيونية منذ اقامتها وحتى يومنا الراهن من وجهة نظر معارضيها أليهود، هذا هو المميز الكبير لهذا البحث الجريء الذي يؤكد ان المعارضة للصهيونية شملت يهودا شرقيين ويهودا غربيين، لم تكن مجرد معارضة صامتة، بل وصل الأمر الى سفك دم يهودي معارض للصهيونية على يد نشطاء منظمة "الهاغاناة" العسكرية. والاستنتاج الأهم لما يطرحه المؤلف في بحثه: لماذا لا تختفي المعارضة للصهيونية من اليهود، رغم النجاح الكبير والمثير لدولة اسرائيل في مجالات الأمن ، الاقتصاد والثقافة؟
الكتاب يطرح اسئلة عديدة يقف امامها المجتمع اليهودي والدولي ( خاصة العرب) كل يوم. من هذه الأسئلة الهامة:
ما هي العلاقة بين الصهيونية وظاهرة العداء لليهود ( اللاسامية)؟
السؤال المثير الذي يطرحه الكتاب مفاجئا الجميع: لماذا هوجم وعد بلفور ، خاصة من وزير بريطاني يهودي في الحكومة البريطانية، اذ وصف وعد بلفور بان منطلقاته "لاسامية"؟
المفاجأة الأخرى في الكتاب هو ان اول اتهام للصهيونية بأنها عنصرية كان من حاخامات يهود ومفكرين يهود، بوقت طويل قبل قرار الأمم المتحدة بإدانة الصهيونية كحركة عنصرية عام 1975!!
طبعا هناك اسئلة لا تهم القارئ العربي كثيرا، مثل رفض اليهود الحراديم ( المتزمتين) الخدمة في الجيش، سبب رفض اليهود المتزمتين للصهيونية ورؤيتهم انها تشكل خطرا عليهم، كيف تأصل العداء للصهيونية في نهج اليهودية ومصادرها الدينية، السؤال المهم الذي يطرح : هل دولة اسرائيل تدافع عن يهود العالم او تعرضهم للمخاطر؟
الكاتب لا يوفر توجيه اصابع الاتهام القاسية لعنصرية الصهيونية، منذ فجر اقامتها. وخاصة معاداتها لليهود الذين رفضوا السير في طريقها.
يكشف الكتاب كذب الادعاء الصهيوني ان الهدف كان اقامة وطن قومي لليهود، من اجل حمايتهم من اعمال العنف المعادية، يكشف البروفسور رافكين في بحثه حقائق لم نكن نعرفها بمثل هذا الحجم، حيث يشير الى علاقة بين النظرية العرقية (النظرية التي تطورت في المانيا النازية) والأيديولوجيا الصهيونية، أخطر ما يؤكده هو وجود تعاون بين قيادات صهيونية في بداية طريقها وبين قادة معادين للسامية (معادين لليهود) في اوروبا. يفسر الباحث ان وراء هذا التعاون المستهجن وقف هدف مشترك: طرد اليهود من اوروبا الى ارض اسرائيل ( فلسطين).
هذا الموضوع ليس جديدا ، اذكر ان مجلة "الدرب" النظرية التي كان يصدرها الحزب الشيوعي في اسرائيل، نشرت تقارير هامة عن نفس الموضوع كتبها قادة شيوعيين يهود اثارت في حينه ضجة كبيرة، للأسف لم احتفظ بأعداد المجلة التي توقفت عن الصدور قبل اربعة عقود على الأقل... وأسجل ذلك من الذاكرة.
يكشف الباحث حقائق اخرى مارستها الصهيوينة، منها ان الهدف لم يكن اقتلاع اليهود من اوطانهم في اوروبا،انما ايضا اعادة تربيتهم وتحويلهم ليهود "جدد" (حسب تعبيره) علمانيين، مقطوعي الصلة مع التقاليد اليهودية (القصد الدينية) وذلك عبر نشاطات تشبه ما كان متبعا في الكتلة السوفياتية.
يطرح الكتاب ايضا اتهام حاخامات اليهود الحرديم (المتزمتين) الى وجود علاقة بين الصهيونية وبين القتل الواسع لليهود، لدرجة اتهام الصهيونية بان الكارثة اليهودية ( قتل النازيين لستة ملايين يهودي) كانت عقابا لأخطاء الصهيونية!!
الكتاب وما يطرحه من حقائق ، تجعله ادانة للصهيونية ليس لجريمتها ضد الشعب الفلسطيني فقط، انما لما ارتكبته ، حسب نصوص البحث ضد اليهود انفسهم ، ليس في اوروبا فقط، انما في فلسطين أيضا.
من المواضيع المثيرة التي يطرحها الكتاب (هناك خلاف حولها) موقف مؤسس دولة اسرائيل وأول رئيس لحكومتها، دافيد بن غوريون، الذي وجهت له انتقادات (او تهم) حول موضوع انقاذ يهود اوروبا ،بعد ان تبينت نوايا النازيين وعنفهم الدموي ضد اليهود في المانيا، اذا ينسبون لبن غوريون قوله التالي:" لو عرفت انه يمكن انقاذ كل الأولاد اليهود بنقلهم الى انكلترا، أو نصفهم فقط باحضارهم الى ارض اسرائيل( فلسطين) كنت اخترت الامكانية الثانية،(أي انقاذ نصف الاطفال باحضارهم الى فلسطين) لأن ما كان على سلم الأولوية ليس فقط مصير اؤلائك الأولاد، انما الهدف التاريخي للشعب اليهودي"!!
جرأة بروفسور رافكين في تسجيل الحقائق المناهضة للصهيونية، اثارت غضب الكثيرين وخاصة غضب المؤسسة اليهودية في اسرائيل، طبعا غضب اللوبي اليهودي الأمريكي، بعض المعلومات تقول انه تلقى تهديدات بالقتل. حظي البحث كذلك بالمديح الكبير من مختلف اوساط الشعب. اشادت به وبمؤلفه مختلف صحف العالم وشخصيات هامة من اسرائيل والعالم الواسع.
من المواضيع الملحة التي يطرحها الكتاب موضوع الدولة اليهودية التي يلوح بها بيبي نتنياهو.
رافكين يؤكد ان الصهيونية استغلت اليهودية ، ويفسر ان الصهيونية هي ايديولوجيا نشأت بالأساس في المناطق الريفية في اوروبا الشرقية بين جمهور يهودي لم تكن له علاقة بالفكر الليبرالي، اي اليهود الذين ظلوا معزولين بسبب عجزهم عن الاندماج بالمدن الكبرى بسبب العداء للسامية، تبنوا نموذجا ( الصهيونية) قدم لهم كبديل.
حول "الصيغة اليهودية للدولة" يقول ريفكين:" انا افهم ماذا تعني الصبغة الاسرائيلية ولكن ليس الصبغة اليهودية"، يواصل: "يقلقني انهم يفرضون التعريف الذي هو عدم تعريف للدولة كلها، هذا يؤدي الى ان قسما كبيرا من السكان يعيشون بدون تعريف"!!
الكتاب يحتاج الى مراجعات عينية للعديد من المواضيع التي يطرحها ومنها على سبيل المثال لا الحصر الأمن في اسرائيل بصفته الأكثر قدسية.
ما زلت في القراءة التمهيدية للكتاب، لم استطع المواصلة قبل ان اسجل انطباعاتي الأولى، وآمل ان اعود بمقال آخر او أكثر حول العديد من القضايا المحورية الهامة، بل والخطيرة التي يطرحها الكتاب بدون مواربة .
ألأهم ان يجد الكتاب طريقه مترجما للقارئ ألعربي!
[email protected]



#نبيل_عودة (هاشتاغ)       Nabeel_Oudeh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المحامي سعيد نفاع يترافع عن البوعزيزي
- الناصرة – تاريخ وصور
- الاعلام العربي في اسرائيل عبر تجربة -اذاعة الشمس-
- بطركية الروم وخطة تجنيد المسيحيين لجيش الاحتلال
- طوشة في الطريق الى الجنة...
- مفاوضات عبثية بلا دور عربي !!
- يوميات نصراوي:كيف صار قبر دبور مقاما مقدسا؟
- استجابة لدعوة الحزب اقدم ملاحظاتي
- غبار انتخابي بعد تسانومي الناصرة
- الأدب الروائي الفلسطيني داخل اسرائيل
- لتقم حركة نسوية عربية تسقط الوثنية الذكورية
- يوميات نصراوي: كفربرعم المُهجّرة..لوحة فلسطينية صغيرة!!
- مجتمع لا ثقافي هو مجتمع مأزوم!!
- بين ديوان وأخر مروان مخول شاعر يحلّق أعلى مما توقّعنا!
- يوميات نصراوي: عندما يعشق المدير
- الخطر على الناصرة من انهيار مؤسسات الجماهير العربية
- قضايا ثقافية: القصة بين الوعي الفني والمواعظ
- (في ذكرى انتفاضة الحجارة 1987) نهاية الزمن العاقر
- يوميات نصراوي: خواطر سوفياتية
- يوميات نصراوي: من الشاه الى الخميني


المزيد.....




- فيديو يُظهر ما يبدو آثار انفجارات بقاعدة الحشد الشعبي المدعو ...
- من استهداف إسرائيل لدعم حماس.. نص بيان مجموعة السبع حول إيرا ...
- استهداف مقر للحشد الشعبي في بابل وواشنطن تنفي شن هجمات جوية ...
- جهاز العمل السري في أوكرانيا يؤكد تدمير مستودعات للدرونات ال ...
- HMD تستعد لإطلاق هاتفها المنافس الجديد
- الذكاء الاصطناعي يصل إلى تطبيقات -واتس آب-
- -أطفال أوزيمبيك-.. هل يمكن لعقار السكري الشهير أن يزيد من فر ...
- أطعمة تسبب التهابات المفاصل
- ماذا تعني عبارة -أمريكا أولا- التي أطلقها الرئيس السابق دونا ...
- لماذا تعزز كييف دفاعها عن نيكولاييف وأوديسا


المزيد.....

- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي
- فريديريك لوردون مع ثوماس بيكيتي وكتابه -رأس المال والآيديولو ... / طلال الربيعي
- دستور العراق / محمد سلمان حسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - نبيل عودة - بحث فريد من نوعه ومثير في كتاب زلزالي لباحث يهودي: