أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - سيومي خليل - بنكيران يستدعي الحجاج بن يوسف الثقفي














المزيد.....

بنكيران يستدعي الحجاج بن يوسف الثقفي


سيومي خليل

الحوار المتمدن-العدد: 4446 - 2014 / 5 / 7 - 08:14
المحور: كتابات ساخرة
    


في يومه الثالث من ماي من سنة الله هذه، أرسل رئيس الحكومة عبد الإلاه بنكيران جيشا من الإشارات لتحمل الحجاج بن يوسف الثقافي إلى مقر الرئاسة،وتبلغه بإلحاح شديد ضرورة الحضور العاجل ،وقد قدمه الخليفة عبد الملك بن مروان كإعارة للرئيس المحاصر بالصحافة والمنابر الإعلامية ، ولا شك أن الإعارة كلفت خزينة العباد والبلاد الكثير الكثير من المال ، فالحجاج بن يوسف الثقفي يشبه ميسي،الثاني يلعب بالكرة والأول يلعب بالرؤوس وبالحياة.

وفي انتظار أن نعرف المهمة التي سيكلف بها الرئيس عبد الإلاه بنكيران الحجاج بن يوسف الثقفي ، والتي لا شك ستكون قطع الكثير من الرؤوس التي أينعت ،كما جاء في خطبته المشهورة ،والتي يقول فيها * يا أهل العراق إني لأرى رؤوسا قد أينعت وحان قطافها وإني لصاحبها * مع ضرورة التنبيه إلى أن العراق هنا ستتحول إلى المغرب... .....قلت في انتظار المهمة التي ستوكل للحجاج ، يجب أن نبحث في الدوافع التي جعلت رئيسا رحيما بصحافة محددة ومخصوصة ،ينقلب على رحمته ويشن في اليوم العالمي للصحافة هجمة شعواء على منابر بعينها ، هجمة ضد منابر انحازت للخبر بدل الإيديولوجيا .

قال رئيس الحكومة للصحافة ، ولبعض المنابر بعينها أنه هو صاحب البيت الشهير :

أنا ابن جلا وطلاع الثنايا ****** متى أضع العمامة تعرفوني.

والحقيقة أن هذا البيت هو لصاحبة الحجاج بن يوسف الثقفي التي قام باستدعائه ، وسبب قوله هذا البيت الشعري، وادعائه أنه له ، هو لإخافة الصحافة ،وحتى وإن كان الرئيس بغير عمامة ، فهو ربما أشار إلى شيء آخر يحل محلها ، من مثل متى أضع القيود على أياديكم ، ومتى أعتقل ألسنتكم ، و متى اكسر أقلامكم ... وهذه كلها تؤدي نفس المعنى المطلوب من البيت .

لقد شن بنكيران هجوما لاذعا على الصحافة *اللي باعت الطرح* ، وهو لم يحدد المقصود من الطرح ، هل هو الطرح الرياضي؟؟ أم الطرح بمعناه اللغوي ؟؟؟ أم بمعانيه الآخرى ... المهم أن أغلب القراء الأذكياء ، وأنا لحسن حظي لست منهم ، فهموا أنه يتهم الصحافة بالخيانة والغدر ، وأنا حاشى أن أفهم مثل هذا الفهم ، وربما كان هذا هو السبب لإستدعائه الحجاج بن يوسف الثقفي ، فالمعروف عن الحجاج كرهه الشديد للخيانات* ولبيع الطرح والماتش والقرد وما جاورهما *،وهو في هذا يقول في خطبته الشهيرة :

يا أهل النفاق والشقاق ومساوئ الأخلاق، إنكم طالما أوضعتم في الفتنة، واضطجعتم في مناخ الضلال، وسننتم سنن الغي، وأيم الله لألحونكم لحو العود، ولأقرعنكم قرع المروة، ولأعصبنكم عصب السلمة ولأضربنكم ضرب غرائب الإبل...

ولا داعي للتنبه أن أهل الشقاف والنفاق هم العاملين بالصحافة ، فهم من يعمل على وضع الخبر بن أيادي الناس ، فيضطرب الناس ، ويبدأون بالتفكير والتأويل والتمحيص مما يجعلهم يختلفون في مناقشة الخبر ،ومما يجعلهم يدخلون في عملية شذ وجذب لكل ماهو سياسي واقتصادي يخص الوطن ،وهذا يخلق الشقاق داخل اللحمة الواحدة والجسد الواحد ، لذا نظن جازمين أن الحجاج بن يوسف الثقفي قد تلقى أسماء ببعض المنابر والصحفيين المشهورين بخلق الفتنة .

ومن المعروف أن رئيس الحكومة عبد الإلاه بنكيران لا يحب إلا صحافة واحدة، وهي التي يخرج أفرادها من باب حزبه، أو من زاوية دعوته الإصلاحية ، أو من فصائله الطلابية ،ولقد حدث مرة أمام كل المشاهدين لبرامج القناة الأولى أن قال الرئيس لأحد الصحفيين غير الخارجين من زوايا الحزب* شكون انت اللي غادي تحاسبني *، وهذه العبارة هي تلخيص لتصور الرئيس عبد الإلاه بنكيران للمحاسبة ، فأنا أظنه قد قال للشعب حين أسهم *بوجه حمر* في الزيادات الصاروخية نفس العبارة لكن بضمير الجمع * شكون نتوما حتى تحاسبوني *، وللتذكير فهذه الفلسفة هي نفسها فلسفة الحجاج بن يوسف الثقفي الذي لم يكن أحد يجرؤ على محاسبته .

في انتظار مجيء الحجاج على رأس جيش يسمى *مقص الرقابة * فإننا نتوقع أن سنوات الصحافة ستكون جد زاهية ، لأن الرؤوس التي أينعت ستقطف وستقدم هدايا للرئيس ، وسيكون دليل الحجاج بن يوسف الثقفي هو وزير الإعلام مصطفى الخلفي الذي سيتحول إلى قائم على فيلق التبرير ، فلقد قال هذا القائد أن رئيسه من حقه أن يتهم الصحافة لأن هذا نوع من حرية التعبير ،وهذه هي النكتة الأخيرة في المغرب : إتهام رئيس الحكومة للمنابر الإعلامية حرية صحافة ، واتهام المنابر الإعلامية للرئيس بنكيران خيانة وبيع الطرح والماتش *



#سيومي_خليل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بشار بن برد في مسيرات فاتح ماي .
- فرنكشتاين ينتقل من بغداد إلى الرباط
- أوصاني
- الجامعة والقتل وسوء الفهم .
- الهندام الديني
- صناعة المعتقد
- *لحسانة بلا ما * والإنتحار
- دراسة سيوسيولوجية لظاهرة التشرميل
- أنت أيها الطائِرُ لا تطير
- إنتحار الأمل
- الإنسان الديانة التي تسعى إليها الفلسفة
- لما نحب التخيل ؟؟؟
- علمانية أكثر
- معركة الأرقام في السياسة
- صناعة المجازر
- مشهد من مصر
- حق -واجب
- في إرتقاب إمانويل كانط
- عقد عن الإنفجارات
- طلاق الأغلبية


المزيد.....




- أحمد عز ومحمد إمام.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وأفضل الأعم ...
- تيلور سويفت تفاجئ الجمهور بألبومها الجديد
- هتستمتع بمسلسلات و أفلام و برامج هتخليك تنبسط من أول ما تشوف ...
- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - سيومي خليل - بنكيران يستدعي الحجاج بن يوسف الثقفي