|
دكتور جايكل ومستر هايد !!
قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا
الحوار المتمدن-العدد: 4445 - 2014 / 5 / 6 - 18:37
المحور:
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
روبرت لويس ستيفنسون ، هي رواية خيالية للأديب الأسكتلندي "دكتور جايكل ومستر هايد ، نشرت لأول مرة ، في لندن عام 1886". وها نحن نعيش جزئها ألثاني ، هنا على موقع الحوار المتمدن ، عبر سلسلة "علمية " ترتدي عباءة نقد الفكر الديني الإسلامي . أما جزئها الثالث ، فقد تلطف علينا بكتابته كاتب( من كتاب المقصورات) ، وترتدي مقالاته عباءة الموضوعية العلمية ، وتتبع المنهاج العلمي في البحث . نعم ، فحتى صاحب الذكاء الفارط وليس المُفرط ، يستطيع أن يتكهن ، عمّاذا وعمّن أكتُب . دكتور جايكل ، ألباحث في علوم إبن أمنة وشياطينه ، لا يترك أوراقا صفراء دون أن يقّلب فيها ، ليخرج علينا بنتائج مُبهرة ، أخرها : " وبناء عليه، أليس من المنطق أن ندعو المسلمين بـ"إخوة الشّيطان" أو "أتباع أخ الشيطان ...؟ " . عجبي على ألموقع ألذي ينشر جملة كهذه ، فهل وبناء على هذا الإستنتاج ، يتوجب عليّ أن أنظر لأخوتي الكبار وأخواتي الكبريات ، زوجاتهم وأزواجهن ، هل عليّ أن أُطلق عليهم لقب أُخوة الشياطين ؟؟ وقد ربوني ، أحتضنوني ووفروا لي حاجاتي المادية والعاطفية بعد وفاة أُمي وأنا طفل صغير ، فكانت أخواتي وزوجات اخوتي ، كلهن أُمي !! هل علي أن أقتنع بأنهن وأنهم ، أُخوة الشياطين فقط لأنهن ولأنهم مسلمون ؟؟ نعم ، هم مسلمون ومسلمات ، يُحبون الخير ويُحببن الخير لكل إنسان ، كرم أخلاقهن واخلاقهم ، وكرم الضيافة في بيوتهن وبيوتهم ، لا يُوازيه كرم ، سوى كرم من يُقدم أخر رغيف خبز ، لديه لجائع !! وهأنذا العلماني ، المُنادي بفصل الدين عن الدولة ، والذي لا تربطه بالأديان علاقة ، يغضب ويشعر بالمهانة والإهانة من هذه الأوصاف التي يُطلقها دكتور جايكل على أهلي ، جيراني ، أحبتي وأصدقائي ، فهم ليسوا أخوة ولا أبناء للشيطان ، رغم أنهم مسلمون ، يُحاولون جهدهم أن يكونوا بشرا أوفياء لأهليهم وذوي قرباهم ، وأبناء شعبهم على إختلاف دياناتهم ومُعتقداتهم . نعم هناك تيار عالي الصوت وواسع الثراء ،يبذل أقصى ما يستطيع من جهد لتحويل البشر الى حمير وسائمة ، لكن مصيره الزوال ، والبقاء للإنسان الذي يحمل الحب لكل الكائنات . أما زميلنا ، دكتور جايكل ألثاني ، فيكتب دون كلل أو ملل عن موضوع ، ليس له فيه ، لا ناقة ولا جمل ، يعتمد على معلومات ويخرجها من سياقها ، ليبرهن على أن الكنيسة ما هي الا مصنع للاعتداءات الجنسية !! يقول أُستاذنا الدكتور جايكل الثاني : " لا يوجد مجتمع محصن ضد هذه السلوكيات الشاذة من جانب الكهنة المسيحيين" . وكأن المجتمعات غير المسيحية لا تعرف الإعتداءات ، والغريب ومع معرفة دكتور جايكل بالمثل القائل : من بيته من زجاج ..." ، فأنه لا يتوانى ، لا يكل ولا يمل من "دراسة " الظاهرة الحصرية للكهنوت المسيحي . وبما أن هذا المنبر ، نقش على رايته ،"يسارية ، علمانية ، ديموقراطية " ، وبما أن السادة الكتاب يعلمون بأنه كذلك ، فمن المُمكن الإستنتاج بأنهم وعندما اختاروا نشر "إبداعهم " الفكري من على صفحاته ، بأنهم يعتبرون أو يحسبون أنفسهم على اليسار ، العلمانية والديموقراطية !! ولنا أن نستنتج ، بأن المنبر بهيئة تحريره، يعتبرهم من اليسار الليبرالي الديموقراطي كذلك !! فمستر هايد (بارودي ) يعتقد بأن من أولى مهام اليسار وواجباته ، مهاجمة المسلمين البسطاء وإهانتهم ومعتقداتهم ! أما مستر هايد (رمضان ) فيرى بأن اليسار لن تقوم له قائمة ،إلا إذا هاجم المسيحيين وأعتبر أماكن عبادتهم كمفقسة للمعتدين جنسيا . وبما أن المنبر يعتز بهما ويعتبرهما من خيرة كتابه ، فلا بد وأنه يعتقد بأنهم يمثلون خير تمثيل ، اليسار ، الليبرالية والديموقراطية !! ولنسأل أنفسنا ، هل واجب اليسار المُلّح ، هو مهاجمة المؤمنين ؟؟!! إذن ، أكتشفُ أنا ، والذي كنتُ أحسبُ نفسي يساريا ، ليبراليا وديموقراطيا ، أكتشف ُ بأنني كنتُ واهما ، هاذيا ، وما أنا إلا أخ لأخوة ألشياطين ، وأخ للشاذين !! وكاتب فاشل قياسا بالسادة الكتاب الافاضل !! لا تستطيع أن تكون يساريا ، كارها لأبناء شعبك ، اليساري يضحي بنفسه "كرمال عيون شعبه " ، سواء كانوا مؤمنين أم مُلحدين !! فأنت أو أنتم أيها السادة الأفاضل ، لا تستطيعون أن تكونوا يساريين في النهار وطائفيين في الليل !! والرواية الأصلية تم إخراجها في فيلم سينمائي ، بنفس الإسم ، لكن روايتنا الحالية ما زالت قيد التأليف ، كما وعدنا السادة الكتاب !!
#قاسم_حسن_محاجنة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
إنهم -يخترقون - جُدران ألخزّان . مُهداة إلى روح غسان كنفاني
-
أهلا بكم في دولة الشريعة اليهودية .
-
ألإلحاد ألسلفي (ألإسلامي) ..!!
-
البيدوفيليا الدينية
-
دافيد -النحلاوي - يُثير بلبلة في صفوف الجيش الإسرائيلي .
-
-مع- ياسر برهامي ..و-ضد- فاطمة ناعوت!!
-
حماس : -قميص عُثمان - أليمين الإسرائيلي ..!!
-
الأول من أيار : يوم للوحدة أم يوم ذكرى إحتفالية ؟!
-
الهولوكوست والفلسطينيون ..
-
ألربيع ألعربي – الفُرصة الضائعة للطبقة العاملة .
-
فَرّق تَسُد ، رمز ألنجاح..!!
-
أنماط البيدوفيليين
-
اليسار الفلسطيني ، وشُباك جو –هاري !!
-
الدين شأن شخصي ..؟!
-
البدائل -الفلسطينية - .. خيالية أم واقعية ؟
-
السلطة الفلسطينية توفرعلى إسرائيل المليارات ..!!
-
المرأة العاملة ..!!؟؟
-
عرب إسرائيل :وحدة وصراع الأضداد ، بين الأسرلة والإنتماء القو
...
-
بروفيل للبيدوفيل .
-
إنه جنون -العَظْمَة -، رسالة للعزيز نضال الربضي ؟؟!!
المزيد.....
-
الحرب على الاونروا لا تقل عدوانية عن حرب الابادة التي يتعرض
...
-
محكمة تونسية تقضي بإعدام أشخاص أدينوا باغتيال شكري بلعيد
-
القذافي يحول -العدم- إلى-جمال عبد الناصر-!
-
شاهد: غرافيتي جريء يصوّر زعيم المعارضة الروسي أليكسي نافالني
...
-
هل تلاحق لعنة كليجدار أوغلو حزب الشعب الجمهوري؟
-
مقترح برلماني لإحياء فرنسا ذكرى مجزرة المتظاهرين الجزائريين
...
-
بوتين: الصراع الحالي بين روسيا وأوكرانيا سببه تجاهل مصالح رو
...
-
بلجيكا تدعو المتظاهرين الأتراك والأكراد إلى الهدوء
-
المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي: مع الجماهير ضد قرارا
...
-
بيان تضامن مع نقابة العاملين بأندية قناة السويس
المزيد.....
-
حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين
/ مالك ابوعليا
-
بيان الأممية الشيوعية الثورية
/ التيار الماركسي الأممي
-
بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا)
/ مرتضى العبيدي
-
من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا
...
/ غازي الصوراني
-
لينين، الشيوعية وتحرر النساء
/ ماري فريدريكسن
-
تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية
/ تشي-تشي شي
-
مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب
...
/ شادي الشماوي
-
بصدد الفهم الماركسي للدين
/ مالك ابوعليا
-
دفاعا عن بوب أفاكيان و الشيوعيّين الثوريّين
/ شادي الشماوي
-
الولايات المتّحدة تستخدم الفيتو ضد قرار الأمم المتّحدة المطا
...
/ شادي الشماوي
المزيد.....
|