قبول عضوية الشعب العربي الأهوازي في منظمة الشعوب غير الممثلة في هيئة الأمم المتحدة وعلمه يرفرف فوق قصر العدل في لاهاي

جابر احمد

الحوار المتمدن-العدد: 1259 - 2005 / 7 / 18 - 09:34
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    

استطاعت قضية الشعب العربي الاهوازي أن تحقق إنجازا هاما على الصعيد الدولي وذلك عندما تم قبول عضوية هذا الشعب بشكل رسمي في هذه المنظمة الدولية الهامة ، وقد جاء القبول بعد جهود مضنية بذلها نشطاء هذا الشعب على المستوى الخارجي الذين تقدموا عام 2003 بطلب العضوية إلى هذه المنظمة ، وقد بقي هذا الطلب قيد الدرس منذ ذلك الحين حتى الاجتماع الأخير الذي عقدته هذه المنظمة .
فقد عقد في الفترة الواقعة مابين 24 و 26 من شهر حزيران الماضي في قصر السلام التابع لمحكمة العدل الدولية في لاهاي بهولندة المؤتمر السنوي العام لمنظمة الشعوب غير الممثلة في هيئة الأمم المتحدة ، حيث تدارس هذا المؤتمر النظر في الطلبات المقدمة من قبل الشعوب المضطهدة قوميا لقبول عضويتها بشكل رسمي ، وبعد أن تناول المؤتمرين طلب الشعب العربي الاهوازي ، وتدراسوه من كافة الجوانب تقرر قبول عضويته كعضو فاعل رسمي في هذا المنظمة الدولية كشعب له قضية قومية ووطنية ومضطهدا قوميا وثقافيا وسياسيا ، وقد سلمت شهادة العضوية إلى ممثل وفد الشعب العربي الاهوازي وذلك بحضور نائب وزير الخارجية الهولندي ورئيس بلدية لاهاي وبعض من السادة أعضاء البرلمان الأوروبي وممثلين عن الأحزاب والمنظمات الأوربية المدافعة عن حقوق القوميات ، وعدد كبير من السادة الحضور ممثلي الشعوب والسكان الأصليين في قارات العالم الخمس وفي مراسم خاصة ودراماتيكية رفع خلالها العلم الاهوازي بحضور عدد من ممثلي لجان حقوق الإنسان في العالم و بحضور وفد الشعب العربي الاهوازي وفرحته وأمام جميع السادة أعضاء الوفود وممثلي صاحبة الجلالة ملكة هولندة .
لقد تأسست منظمة الشعوب غير الممثلة في هيئة الأمم المتحدة في الحادي عشر من شباط (11|2|1991) من قبل عدد من الشعوب والمنظمات الدولية المدافعة عن حقوق الأقليات والقوميات وعن حقوق السكان الأصليين الذين يعانون من الاضطهادين القومي والاجتماعي .
وتضم هذه المنظمة في عضويتها اليوم أكثر من 61 شعبا كأعضاء رسميين من بينهم الشعب العربي الاهوازي الذي قبلت عضويته هذا العام والشعب الآشوري ، والبلوشي ، والشيشاني و الكردي العراقي ، والتركماني العراقي وشعب الكاميرون الجنوبي ، وشعب الامازيق ، والسكان الأصليين في كل من استراليا وكندا وشعب تترستان و التبت وزنجبار والسكان المجر في رومانيا والأقلية الألبانية في مقدونيا والعديد العديد من شعوب وسكان العالم الأصليين الواقعيين تحت الاضطهاد القومي .
وقد حضر اجتماع هذا العام وفد اهوازي رفيع المستوى برئاسة السيد كريم بني سعيد جاء من البلدان الأوروبية والاسكندنافية وكندا والولايات المتحدة الأمريكية حيث شارك الوفد في كافة أعمال المؤتمر وشرح للمؤتمرين معاناة الشعب العربي الاهوازي وما يعانيه من الاضطهاد القومي والاجتماعي على يد الحكام المتعاقبين على دفة الحكم في إيران.
وقام بتعريف قضية الشعب العربي الاهوازي إلى الوفود و المنظمات المشاركة في هذا الاجتماع الدولي الهام .
وقد ألقى رئيس وفد الشعب العربي الاهوازي كلمة هامة ومؤثرة وعلى غاية من الأهمية في هذا الاجتماع طالب من خلالها المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية والدول المدافعة عن حق الشعوب في تقرير مصيرها بنفسها ، بممارسة أقصى ما لديها من ضغوط على حكومة الجمهورية الإسلامية من اجل الاعتراف بالحقوق القومية للشعب العربي الاهوازي واعتباره شعبا يعاني وكذلك العمل على الاعتراف بحقوق جميع القوميات القاطنة في إيران من بينها الأكراد والبلوش والتركمان واللر وغيرهم .
وقال السيد رئيس الوفد في كلمته ، إن الشعب العربي الاهوازي يعيش منذ آلاف السنين في منطقة تقع في جنوب غرب إيران وتعرف اليوم من قبل إيران باسم خوزستان أما السكان الأصليين من العرب فإنهم يعرفونها باسمها التاريخي إقليم الأهواز أو عربستان ويبلغ تعداد سكانه 5 مليون نسمة أي ما يقارب 8% من سكان إيران وقد تعرض الشعب العربي الاهوازي وعبر تعاقب مختلف الأنظمة على السلطة في إيران إلى شتى أنواع الاضطهاد القومي والاجتماعي وحرمانه من ابسط حقوقه الإنسانية الأولية ، حيث عمدت الحكومات الإيرانية على الدوام إلى إنكار هويته القومية والعمل على إذابة هويته وبشتى السياسات والسبل في بوتقة الهوية الفارسية .
وقد استمرت هذه السياسة في عهد الجمهورية الإسلامية وازدادت حدتها حتى في عهد خاتمي الذي يعتبر نفسه إصلاحيا ومن بين السياسات المتخذة في عهده الاستمرار في اغتصاب أراضي الفلاحين العرب وذلك عبر تنفيذ المشاريع الاقتصادية ذات الطابع السياسي كمشاريع قصب السكر والتي تهدف إلى تجريد الفلاحين العرب من أراضيهم الزراعية وإجبارهم على النزوح عنها وإغراق المنطقة بالوافدين من غير السكان الأصليين بغية تغيير النسيج السكاني للشعب العربي لصالح الفرس .
وقال السيد بني سعيد إن الشعب العربي الاهوازي لا يعيش الفقر المدقع والبطالة وحسب وإنما أغلب مناطقه سواء في المدينة أو الريف تفتقد لأبسط الوسائل الحياتية الأولية ، كمياه الشرب النقية والمدارس والمستشفيات ومجاري الصرف الصحي والكهرباء ، وقد وصلت نسبة البطالة بين أبناء هذه الشعب إلى 4 أضعاف ونسبة الأمية إلى، 3 أضعاف مما عليه لدى السكان الإيرانيين هذا في الوقت الذي ينتج إقليم الأهواز 4 ملايين برميل من النفط الخام يوميا تذهب أرباحها كلها إلى حكام طهران ، في حين أن السكان الأصليين من العرب محرومين من عائدات هذه الثروة العظيمة .
وقال السيد بني سعيد مخاطبا السادة أعضاء المؤتمر قائلا .
أيها السادة لقد وقعت إيران وخلال18 شهرا الماضية عقدا مع الشركات اليابانية لاستخراج البترول والغاز بلغت قيمته الإجمالية 2,8 مليار دولار وعقدا أخر مع الشركات الصينية بمبلغ 75 مليا رد دولار لإنتاج النفط والغاز في المناطق العربية وكذلك عقد مشابه مع الشركات النرويجية للبحث واكتشاف الغاز والبترول كما تم الإعلان عن اكتشاف حقول بترولية هامة في قريتي الحسينية وكوشك ومنطقة الحويزة وقد أبدلت السلطات الايرانية اسم هذه القرية إلى اسم فارسي هو" ياد آورا ن " مثلما فعلت من قبل في تبديل اسم الحويزة إلى هويزة واسم الخفاجية وشط بني طرف إلى دشت " آزادكان " .
وقد تطرق السيد بني سعيد إلى المظاهرة السلمية التي انطلقت في الخامس عشر من نيسان الماضي ورد الحكومة الايرانية عليها بالنار والحديد والغازات المسيلة للدموع والرصاص الحي وقال إن السلطات قمعت هذه المظاهرات بصورة وحشية وكانت حصيلة هذا القمع مقتل أكثر من 160 شخص وجرح أكثر من 800 شخص واعتقال الآلاف من المواطنين كما تطرق إلى ظاهرة امتناع الحكومة عن تسليم جثث القتلى وقال إن الحكومة تمتنع عن تسليم جثث القتلى إلا بعد إيفاء مبلغ قدره 1800 دولار وهذا مبلغ ضخم لا تقدر على دفعه العوائل العربية المعوزة .
وفي الختام أصدر ممثلي الشعوب والأمم المشاركة في هذا الاجتماع بيانا من ثلاث بنود تضامنا مع نضالات الشعب العربي الاهوازي أكدوا من خلاله ما يلي :
1-
دعوة البرلمان الأوربي لإرسال لجنة لتقصي الحقائق إلى إيران للتحقيق في المذابح التي تعرض لها المواطنين العرب علي يد الأجهزة الأمنية الحكومية في الخامس عشر من ابريل نيسان الماضي .
2-
يطالب المؤتمر بإطلاق سراح كافة متظاهرين انتفاضة نيسان السلمية فورا .
3-
تعتبر العقود النفطية المبرمة بين الحكومة الإيرانية والشركات الأجنبية فاقدة لأي اعتبار ما لم تعترف الحكومة الإيرانية بالحقوق المشروعة للشعب العربي الاهوازي وعلى الشركات أن تمتنع من عقد أي اتفاقية تتعلق بالنفط أو الغاز ما لم تحصل على موافقة السكان الأصليين لهذه المنطقة ، وفي حال إبرام مثل هذه العقود يجب إعطاء أولية التشغيل للسكان الأصليين في مثل هذه المشاريع .

#جابر_احمد (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات