احتفالات الاول من مايو بين الامس والحاضر

علي الحداد

الحوار المتمدن-العدد: 4444 - 2014 / 5 / 5 - 08:31
المحور: الحركة العمالية والنقابية
    

كانت الاحتفالات بالأول من مايو منذ نشوء الطبقة العاملة وتبلور وعيها النقابي في منتصف الستينات وبداية السبعينات تعقد في البساتين والغرف المغلقة ذات العدد المحدود لدواعي الظروف الامنية حيث ينشد العمال الاغاني الوطنية والخطب ذات المضمون العمالي وينهون اجتماعاتهم بوجبات خفيفة تتخللها الحلاوة والمرطبات.

ويتغير نموذج الاحتفالات من موقع الى آخر حيث يعبر عنه العمال في مواقع عملهم بوقفة حداد أو اضراب محدود لفترات محددة يتفق عليها الجميع بالرغم من شراسة الوضع وحرارة الجمر، يصرّ العمال على ممارسة حقهم الطبيعي وبشكل سري في الاحتفال والتضامن مع الحركة العمالية في العالم.

ومع مجيء المجلس الوطني في ديسمبر 1973، كانت تقدم العرائض الى لجنة الشكاوى العمّالية في المجلس الوطني مطالبةً باعتبار الاول من مايو عيداً رسمياً للعمّال ، حيث كانت جلسة النوّاب في 28/4/1974 لمناقشة موضوع احتفال الاول من مايو وكان موقف كتلة الشعب موقفاً حازماً تجاه الحركة العمّالية ومطالبها بما فيها حقها الشرعي في تشكيل النقابات والإجازة الرسمية والاحتفال بالأول من مايو، وبهذا تكللت جهودهم بالنجاح بالرغم من المناورات التي قامت بها الحكومة في طرق اتخاذ القرار حيث كانت جهود كتلة الشعب في كسب تأييد ثلثي اعضاء المجلس علامة فرح تكللت بالاستعدادات التي نظمتها الطبقة العاملة في البحرين وجاء الترخيص قبل 48 ساعة من الاحتفال، و كان المهرجان الذي تم تنظيمه في نادي البحرين بالمحرق و حضره جمهور غفير من المواطنين حيث أمتلات قاعة النادي بالحضور، و تكلم بهذه المناسبة النواب جاسم مراد، رسول الجشي، علي ربيعة، النقابي عبد الواحد أحمد عبدالرحمن رئيس نقابة العاملين في البا والسيد احمد عيسى الشملان بكلمة اللجنة المشرفة وكان عريف المهرجان الدكتور عبدالهادي خلف، وكانت كل الكلمات تصب حول نضالات الطبقة العاملة في البحرين والعالم، وفي اليوم التالي من الاحتفالات امتدت لتأخذ مكاناً في مواقع العمل حيث تم توزيع المرطبات والحلويات لكل العمال في مختلف مواقع الانتاج تأكيداً لتلاحم صفوف الطبقة العاملة في البحرين.

ومنذ ذلك اليوم لم تتوقف نضالات الطبقة العاملة في المطالبة بتحسين الوضع المعيشي وحرية العمل النقابي بما فيها اجازة الاول من مايو من السبيعنات حتى مجيء ميثاق العمل الوطني في فبراير 2001، حيث انطلقت أول مسيرة عمالية علنية في 1 مايو 2002 بقيادة اللجنة العمالية للمنبر الديمقراطي التقدمي وكانت نقطة التجمع خلف إدارة الجوازات بالمنامة مروراً بشوارع المنامة وانتهت بمركز الامم المتحدة في شارع المعارض حيث التقت مع حشد من اللجان العمالية من الاتحاد العام لعمال ونقابات البحرين، والقى الامين العام للمنبر التقدمي المناضل المرحوم احمد الذوادي كلمة حيا فيها المتظاهرين وحيا فيها السواعد السمراء التي كدحت على مدى هذه السنين حيث حصلت على ثمارها في هذا اليوم الجميل.

و جاء المرسوم الملكي رقم (33) بشأن النقابات العمالية في 24 سبتمبر 2002 الذي منح العمال بتأسيس نقاباتهم و اتحادهم ، وصدر فيما بعد الاعلان عن اجازة الاول من مايو عطلة رسمية في كل مرافق الدولة و منذُ ذلك اليوم والعمال يحتفلون كل عام بالتضامن مع الاتحاد العام لنقابات عمال البحرين بإخراج مسيرة مشتركة تشمل كل نقابات القطاع الخاص بمشاركة المنبر الديمقراطي التقدمي حيث أعطت اللجنة العمالية في المنبر طابعاً مختلفاً في هذه المسيرة عن البقية التي تشمل بعض الفقرات الموسيقية لفرقة المناضل مجيد مرهون وأغاني مثل عمي يا بو شاكوش، عمالنا .... و غيرها.

وهكذا ستظل احتفالات الاول من آيار شعلة مستمرة تربط مطالب الماضي بالحاضر.

#علي_الحداد (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات