أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - حاتم الجوهرى - أسطورة الدولة حارسة التناقضات: تاريخ صناعة آليات التنميط فى مصر















المزيد.....

أسطورة الدولة حارسة التناقضات: تاريخ صناعة آليات التنميط فى مصر


حاتم الجوهرى
(Hatem Elgoharey)


الحوار المتمدن-العدد: 4443 - 2014 / 5 / 4 - 23:52
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


أسطورة الدولة حارسة التناقضات: تاريخ صناعة آليات التنميط فى مصر




العشوائية والمهمشون صناعة سياسية فى المقام الأول
ستقف الدولة حارسة التناقضات بقوة ضد تفكيك تلك الصناعة

تكتيك الخطر القومى هو الأداة الرئيسية للمرحلة المقبلة

مرشح "الضروره" سيستدعى تكتيك "الخطر القومى"
لكن حينها سينتج ظرفية ووعيا سيخرج عن نطاق سيطرته
وسيخرج له رجاله بالحديد والنار

الثوار ودولة الإجراءات صداع رأس الدولة حارسة التناقضات
ما يزال الثوار فى طور تطوير نخب "الثائر/ السياسى"
القادر على خلق الظرف والسياق السياسى الثورى




يحاول الاستبداد فى بلادنا أن يأتى عبر حجة الطريق الوحيد والحل/ الضرورة، وهنا تظهر "خرافة مرشح الضرورة" التى لابد أن يصاحبها دائما: الوضع "الضرورة" – الوضع "الأزمة"؛ ولكى يضمن الاستبداد السيطرة على سكان البلاد بمختلف تصنيفاتهم؛ يعمد إلى آلية اجتماعية مركزها: خلق التناقضات ورعايتها لادعاء أهمية وجوده ودوره كدولة حارسة للتناقضات، وباعتباره الخيط الذى يجمع حبات العقد ودونه تنفرط البلاد وتذهب فى طريق اللا عودة!

أسطورة "الدولة حارسة التناقضات" ترتبط أيضا بفكرة الدولة الأمنية، التى تخلق التناقضات المجتمعية وترعاها من جهة، ثم تقوم فيما بعد بحراستها والعمل كحكم فى توزيع المنافع والمكاسب الاجتماعية على قطاعاتها من جهة أخرى! وهنا يكون هدف الدور الأمنى هو الحفاظ على استقرار وبقاء معادلة التناقضات والسيطرة عليها وحراسة الوضع كما هو! وترتبط هذه الأسطورة كذلك بصناعة "المواطن المتكيف" الذى اعتاد الفساد والتناقضات وتزعجه فكرة الحرية والحوار والحلول المبتكرة التى ينادى بها الثوار.

أسطورة "الدولة حارسة التناقضات" هى غذاء الشعوب التى تتحول عندها فلسفة الوجود إلى فلسفة تكيف فى المقام الأول؛ حيث تعتاد على القهر وتبنى منظومة قيمها وفق توجيهات السلطة المركزية فى البلاد، أسطورة الدولة حارسة التناقضات فى مصر تعتمد أساسا على كتلة المتكيفين الأضخم الموجودة فى الجهاز الإدارى والأمنى، وعلى سلطة "الدمج والتسكين" الاجتماعى التى تتحكم فيها، فتعطى من تكيف وتمنع عمن ثار وتمرد، لكن المشكلة التى تواجه دولة القهر والتكيف هذه المرة هى وجود كتلة كبيرة فاعلة خارج جهاز "التنميط والتدجين"، انسحاب الدولة المصرية فى العقود الماضية من دورها الاجتماعى؛ أنتج كتلة حرجة من الشباب الثائر تزداد يوما بعد يوم وتكتسب المزيد من الخبرة الإنسانية والسياسية والتصميم..

الدولة حارسة التناقضات؛ تصنع التناقضات فى كل قطاع ومكان لتدعى أهمية دورها كحزام أمان يمنع الدولة المصرية من التفكك؛ تخلق التناقض الطائفى بين المسلمين والأقباط، وتخلق التناقض المذهبى بين السنة والشيعة، وتخلق التناقض العرقى بين أهل النوبة والقبائل العربية! ترعى التناقض بين اليمين واليسار؛ توظف اليمين فى الدستور الأول للقفز على الثورة، وتوظف اليسار فى الدستور الثانى للقفز على الثورة أيضا! تخلق لمن تكيف معها رؤوس الأموال من "الخدمات والمصالح السياسية والأرض الجديدة" وتدعى الحفاظ على حقوق العمال التى تتلخص من وجهة نظرها فى راتب لا يحقق أدنى الحقوق الإنسانية للمواطن ولا يقدمه كإنسان!

مشكلة الدولة حارسة التناقضات؛ أنها ترفض دولة المؤسسات، ترفض دولة الإجراءات المحددة والمساواة بين الجميع، فهى دولة غياب المعايير، حتى تتدخل الدولة الحارسة دائما بادعاء المبادرة بالتوفيق بين الأضداد! دولة الإجراءات أو المؤسسات التى ينادى بها الثوار سوف تنزع عن تلك الدولة دورها المزيف والتاريخى؛ الذى كان يهدف فى الحقيقة للسيطرة على جهد المصريين والإبقاء عليهم تحت نطاق السيطرة وألا يخرجوا مرة ثانية كقلب للمنطقة وكقوة حضارية كامنة تملك مقومات أن ينتظم حولها العالم.

وتمتد أسطورة "الدولة حارسة التناقضات" للوضع الإقليمى والدولى؛ فتعلن تلك الدولة معاهدة سلام "الضرورة" و"المصلحة القومية العليا" مع الدولة الصهيونية؛ ثم تخلق التناقض فى رفض التطبيع وادعاء الوطنية! وعلى المستوى الدولى تقف هذه الدولة حارسة التناقضات نفس الموقف؛ تقول بدعمها للفلسطينيين لكنها تحافظ على مصالح الصهاينة والأمريكان!

أسطورة "الدولة حارسة التناقضات" تعتمد على آلية التحكم فى المسارات الاجتماعية عن طريق الفتح والإغلاق؛ لبناء القيم الجمعية للمجتمع المصرى.. فهى تفتح قليلا من هنا، وتغلق قليلا من هناك، توجه هذا – بنعومة وخفاء- ذات اليسار، وتوجه ذاك – بنعومة وخفاء- ذات اليمين.. هى تخلق العشوائيات والبلطجية وفئات المهمشين لتدعى خطرها وتقوم بحملات أمنية لتؤكد على حرصها على أمن "الموظف المتكيف" أو "العامل باليومية"..

أسطورة "الدولة حارسة التناقضات" تتعمد دائما عدم "إغلاق الدائرة المجتمعية"؛ والتى تعنى قدرة المجتمع الذاتية – من خلال فعالية مؤسساته- على التفاعل والتناغم وفق منظومة علاقات سوية وواقعية، لأن الدائرة المجتمعية إذا أغلقت وبنيت بكل عدالة وواقعية وشفافية ومواجهة؛ لما كان هناك حاجة لخرافة الدولة حارسة التناقضات؛ التى تتدخل لحل النزاعات المصنوعة بحرفية بين المسلمين والأقباط، بين السنة والشيعة، بين "الدابودية" و"الهلالية"..

يعلم الاستبداد وشبكة مصالحه التاريخية الضاربة فى القدم والتى تتغير مسمياتها فقط من عصر لعصر عبر الزمان، أن الثوار أصحاب المبادئ والقيم التى تقوم على العدل والحرية والمساواة هم العدو التاريخى لهم، ويقفون لهم بالمرصاد، يعلمون أن الثوار يتحدثون عن منظومة قيم عادلة تحقق للجميع على المستوى السياسى حرية الوجود؛ يتحدث الثوار عن مشروع قومى للوطن يجمع كل الروافد فى داخله، يتحدث الثوار عن مكاشفة حقيقية لكل مشاكل مصر؛ تقضى على آليات تنميط المواطن المصرى، والإبقاء على جهده ونشاطه الإنسانى تحت السيطرة الأمنية الجامدة التى لا تهدف سوف إبقاء الوضع كما هو عليه..
خرافة "الدولة حارسة التناقضات" رغم جهدها الأقصى التى تبذله حاليا! وإلقائها لكل حبالها تسعى وكأنها حيات تنهش فى جسد المجتمع، هناك مؤشرات على الصمود، وعلى تشكل وعى مضاد لتكتيكات "الدولة حارسة وصانعة التناقضات"..

وهم "الدولة حارسة التناقضات" سيتفكك من تلقاء نفسه؛ بعودة ممثل هذه الدولة للسلطة المباشرة فى الانتخابات الرئاسية القادمة! ولن يكون أمام مرشح /الضرورة سوى تكتيك وحيد هو المتبقى له فى جعبة الدولة المستبدة حارسة التناقضات.. وهو تكتيك: الخطر القومى! لم يتبق للدولة حارسة التناقضات سوى هذا التكتيك! وربما سوف تجده فى الجنوب مع ملف المياه، وربما سوف تجده فى الغرب حيث قد تبحث عن امتداد لما تسميه "الحرب على الإرهاب"، أو ربما كورقة أخيرة – ومستبعدة – سوف تطلب من "إسرائيل" تسخين الملف الفلسطينى بما يمكن نظام الدولة المستبدة حارسة التناقضات من إلهاء شعبها به قليلا.. ربما سوف تبحث عنه فى ملف ما آخر..

لكن الدولة حارسة التناقضات حتى باستخدام التكتيك الأخير فى جعبتها لن تصمد فى سدة الحكم طويلا، إذا لم يلجأ نظام مرشح/الضرورة لتكتيك: الخطر القومى؛ لن يكمل مدته! وإذا لجأ إليه سيمتد عمره بعض الوقت لكنه سيكون جبهة رأى ثورية قوية ستعصف بنظام دولة مبارك القائم حتى اللحظة.. هم يعرفون ذلك، ولكنه الطبع البشرى الذى يقول باتجاه كل فئة لمحاولة الحصول على السلطة والاستفادة بأكبر كم من المنافع والعوائد. ولن يرتدع كل فصيل أو طائفة أو جماعة تمثل الاستبداد، إلا باحتراق فرصته ووصوله إلى نهاية المطاف مجبرا أو مختارا..



#حاتم_الجوهرى (هاشتاغ)       Hatem_Elgoharey#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تفويض الجند، وتفويض السماء!
- اليمين واليسار وثالثهما: النظام القديم!
- العربي بين الضحية والمناضل في الشعر الصهيوني
- وليم بليك: خريف الطبيعة وربيعها
- وليم بليك: للحرية والإنسانية والتعايش
- وليم بليك: سيد الرومانتيكية
- وليم بليك: بين الإلهي والأرضي
- البدائل السياسية لمسار الثورات العربية
- دوافع وأشكال الثورة عند المصريين
- نظرية الثورة وتمرد 30/6/2013
- مراحل الثورة وسيناريوهات ما بعد الإخوان
- الثورة المصرية والنخب التاريخية
- معادلة الاغتراب في شعر المنجى سرحان
- ثالوث الصراع الثوري: المستبد- الثوار والمتكيفون
- جدلية الانسحاق والصمود فى أدب التسعينيات
- الثورة وصراع الأنماط البشرية: التصعيد والإزاحة
- انتصار الثورة القيمية ومجموعات المصالح
- حكايات غريب الثورة: عصام
- الدافع السياسي لأحداث بورسعيد الأولى والثانية
- الطريق إلى الاتحادية: دماء الثوار ومليشيا الوهم


المزيد.....




- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 18 أبريل 2024
- الحوار الاجتماعي آلية برجوازية لتدبير المسألة العمالية
- الهجمة الإسرائيلية القادمة على إيران
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...
- من اشتوكة آيت باها: التنظيم النقابي يقابله الطرد والشغل يقاب ...
- الرئيس الجزائري يستقبل زعيم جبهة البوليساريو (فيديو)
- طريق الشعب.. الفلاح العراقي وعيده الاغر
- تراجع 2000 جنيه.. سعر الارز اليوم الثلاثاء 16 أبريل 2024 في ...
- عيدنا بانتصار المقاومة.. ومازال الحراك الشعبي الأردني مستمرً ...
- قول في الثقافة والمثقف


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - حاتم الجوهرى - أسطورة الدولة حارسة التناقضات: تاريخ صناعة آليات التنميط فى مصر