أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - مسرح النوباني















المزيد.....

مسرح النوباني


مروان صباح

الحوار المتمدن-العدد: 4443 - 2014 / 5 / 4 - 23:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مسرح النوباني
مروان صباح / ترك مسرح النوباني لدينا شعوراً باستمرارية السؤال ، لأنه قدم خلال الأربعين عاماً على التوالي تساؤلات من بينها سؤال متربص بالمراحل ، ينتظر التوقيت المناسب والضروري بطرحه ، فالتساؤلات ، هي تلك التى وضعها أمام جمهوره بالعمل المسرحي الأخير ، تحت اسم ( وبعدين ... ؟؟؟ !!! ) ، أما السؤال الذي لم يتفوه به الفنان كان هاجسه المخفي ضمن عملية تفكير لا تعترف بالتوقف أو الكسل ، بل تعتبر التعب نِتاج فكري تستحقه البشرية ، وإن كانت جميع المشاهد التى جاءت في مسرحية ( وبعدين ) مازالت تحمل في ثناياها العديد من النصوص الاستكمالية ، تتدافع بالقدر المُحبك ، وأيضاً ، بالشكل التقطيري ، بحكم عدم اكتمالها ، هكذا عودنا أبن صفية ، منذ أن وطأت قدم زهير النوباني خشبة المسرح ، بأن هناك سؤال قادم بعد كل نهاية عمل ، يترقب الأحداث كي يلتحق بإخوته .
الوعي المركب ، اجتماعياً ، سياسياً ، كان حاضراً في مسرحية ( وبعدين ) ، بكل ما يعني الوعي من إحساس ، بالظلم الاجتماعي العربي ، والإخفاقات المتوالية للقضايا القومية والديمقراطية ، ذات تعثر ساخر ، وعجزها عن التحقق طالما مراكز الفساد ، متجذرة في مناحي الحياة ، لهذا ، مِنّ إحساس مطمئن ، لسيرة تطفو بالطاقة والعطاء ، استعان بفريق يحاكي التطورات العربية وربيعه النازف من الخاصرتين ، دون اللجوء لذات الصور المتآكلة ، فكان له ما يريد من وعي سابق العمر بالإضافة للدقة في الأداء والتعبير عن شخصيات اجتماعية وسياسية بتقنية عالية الاتقان وسلامة النطق للضاد ، بالإضافة إلى كرازميات تخلقت بشكل مقنع وتحمل في تقاسيمها بروفايلات خُلقت للتمثيل ، فكان التدرج بصعود إلى المسرح التربيعي ، سليماً ، رجلٌ وامرأة ، رجلين وامرأة ، امرأتان ورجلان ، جميعهم جسدوا ادواراً تليق بالعربي المخذول ، رغم تراتبية الأنين واجتماع الرتابة ، التى بثها النص بين الجمهور ، حتى تحول المسرح أمام جمهوره إلى مرآة لا يرون سوى ذاتهم ، لا شيء غيرهم ، ليكتمل العجز ، هنا ، باكتمال نادر الحصول وخاص مع عتمة الضوء ، فعندما يُطالب مَنّ يُحلّق ، مِنّ فوق مسرحه التربعي ، بالتغيير ممن عجزوا تمام بتغير أنفسهم ، يكون الاطباق ، حصل وانتهى .
لم يبتعد الاستقراء ، خلال الحوارات التى دارت بشكل ثنائي عن الواقع ، بل ، هناك من يعتقد أنها أقرب إلى قرع اجراس من نوع ثقيل ، تُنبيء بما يساق إليه المجتمع العربي عامةً والأردني حصراً ، من عادات وتقاليد ستؤدي حتما إلى انفجار ما لم تعالج بمشارط ماهرة ومن جذورها ، حيث ، عالج زهير وفريق العمل بالقدر الممكن والمتاح ، صحيح ، اقتصرت على الثنائية ، كأنه يريد القول للجمهور بأن الكوكب ابتداء بهذه الثنائية ، أي الديالوج ، رافضاً فكرة المنولوج ، حتى لو كان بعض الأحيان يستعين بمنولوجه الخاص ، عبر صوته الخافت ، فعندما تتمعن بعمق النصوص التى إشتغلَّ من خلالها مسرحياته ، ابتداءً ومروراً وليست انتهاءً ، ببعدين ، البلاد طلبت أهلها ومونودراما قصة صفية ، وغيرهما ، تجد نفسك حاضراً أمام اخصائي للعلم الاجتماع ، اختصاصي بالبيئة الأردنية المعقدة ، حيث ، تكتمل النوبانية بهلال الماغوطية والرحبانية لتُترجم حالة التنافر بين المجتمع الواحد ، فهنا ، الرجل يقيم وزنا خارقاً لهذه البيئة بحفريات معرفية باحثاً عن دلالات حتى لو كانت رمزية ، فحين يجلب أحداثًا فاعلةُ تضربها الفتن الطائفية يميناً شمالاً بخفة ساخرة ويحلل شيزوفرينية القبائل والعشائر وتناقضاتها والأسس التربوية القائمة عليها ضمن سياقات المأساة والملهى والمضحك المبكى إلى حد يصعب على من يحضر تصنيف تلك الانفعالات ، تصاعدت تارة وأخرى انخفضت لحد الصمت المليء بالمباغتات ، وقد يكون محبي زهير كثر بالقياس العددي ، بالعكس تماماً ، للفريق المشارك ، رغم ابداعهم ، كونهم أول الطريق ، لكن ، ادعاء فهم كل ما هدفت له المسرحية ، بالتأكيد ، قول فيه شك ، هناك ، لا شك ممن هو موجود في المكان والزمان ، حضر لمجرد الصورة المألوفة ، مجتمعياً ، ولما تحمل هذه الشخصية من تراكم يصل حد التقديس أو الحب القاسي ، وهذا يتيح من جديد تعريف الوعي الذي يتطلب أحياناً مستوى من النخبوية الزائدة ، تتعلق بالكيف ، لأن ، ما يُفهم بشكل مبسط من القسط الأعظم ، يختلف تماماً ، لما يُترجم من القسط الأخر ، فالإيحاءات شائكة والغمز مرتفع ، يحتاج إلى وعي مضاعف وسقف في التفكير ، فهو خليط عجيب ، متنوع ، يصل بالمرء إلى حقيقة بأن جمهور زهير مقسم إلى أبيض غير ناضج وأسود مترهل ، فمنهم من يضعه في مرتبة المقدس ، بشكل عمياني ، وآخرين ، يبغضوه ، كونه تجاوز الخطوط في طرح أمور تصيب الفاسدين وأشباههم على هذه الشاكلة ، لكن ، على ما أظن بأن زهير من أكثر الأشخاص المتفهم لجمهوره ، لهذا نجده ، دائم الاعتماد على الأغاني والموسيقى بعد ما أدرك يقيناً ، بأن الغناء وسيلة هامة في التسلل إلى قلوب الناس ، وبمجرد لامست الأصابع اوتار العزف ، يتدفق الكلام بطريقة ترتعش بها قلوب المتراصين والمستمعين بإمعان ، كلما نودي للديمقراطية ، لماذا تأخرتِ ، وللفساد ، الذي تحول إلى أشبه بسلحفاة زاحفة بدم بارد ، تماماً ، ولدولة مدنية يحاصرها الكثير من المطبات ، أما الدولة التى يجتهد المسرح النوباني في التعبير عنها كناطق باسم الجموع ، هي دولة القانون التى يحتكم المواطن لقضائها العادل والنزيه ، بينما يضع يده على قلبه خوفاً من اخفاق يكرث الجهوية الضيقة ، النافية للديمقراطيات .
يسجل في هذا السياق ، اليوم مسرح النوباني كما سجل قبله المسرح الماغوطي والرحباني ( زياد ) خيبات مريرة ، عندما فند تفنيداً ، علاقة الأدب بالواقع ، كعلاقة اشكالية ، لأن من خصوصية المسرح تقديم استقراءات تنذر من على خشبته بما هو قادم .
على بياض ، كان صاحب المذياع المعطل ، ينتقل بين أشجار قريته ، باحثاً عن والده الضائع بين تناقضات الواقع العربي ورصاصات المحتل ، يشير من عند حد الطفولة بوعيه الفطري ، بأن فلسطين هي أباه الصامت وأباه هو فلسطين الغائبة ، فكيف لنا أن نتعلم بأن فلسطين درساً ونموذجاً ، كي لا تتحول المتبقيات إلى فلسطين ولبنان والعراق وأفغانستان والقائمة تطول .
والسلام
كاتب عربي



#مروان_صباح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الى من رحلوا لهم دائماً بريق الصمت ... رحمك الله يا أبي .
- مقايضة عفنة
- جمهورية اردوغان ،،، الثانية
- استعادة جغرافيات ، ونتائج انتخابية تفتح عدة احتمالات
- يمتنع البحر عن هضم السفيه
- تقليم الخيانة
- الدول الحديثة على المحك
- الحقيقة ... رغم مرارة واقعيتها
- الإضهاد الطويل
- مزيج أبومازن
- سُلالة ، أبداً ، لا تنقرض
- قراءة طبوغرافية
- أبومازن والواقعية الفائقة
- أبومازن والواقع العربي
- وصف وظيفي ،،، للمستشار
- رهانات خاطئة ، تولَّد مثيلاتها من العنف
- سلاسل بيضاء
- يعيّش ، حالة فريدة
- حجر الفلاسفة
- اتفاقاً نووياً يطيح بالجامعة العربية


المزيد.....




- نيابة مصر تكشف تفاصيل -صادمة-عن قضية -طفل شبرا-: -نقل عملية ...
- شاهد: القبض على أهم شبكة تزوير عملات معدنية في إسبانيا
- دول -بريكس- تبحث الوضع في غزة وضرورة وقف إطلاق النار
- نيويورك تايمز: الولايات المتحدة تسحب العشرات من قواتها الخاص ...
- اليونان: لن نسلم -باتريوت- و-إس 300- لأوكرانيا
- رئيس أركان الجيش الجزائري: القوة العسكرية ستبقى الخيار الرئي ...
- الجيش الإسرائيلي: حدث صعب في الشمال.. وحزب الله يعلن إيقاع ق ...
- شاهد.. باريس تفقد أحد رموزها الأسطورية إثر حادث ليلي
- ماكرون يحذر.. أوروبا قد تموت ويجب ألا تكون تابعة لواشنطن
- وزن كل منها 340 طنا.. -روساتوم- ترسل 3 مولدات بخار لمحطة -أك ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - مسرح النوباني