أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ناس حدهوم أحمد - عرجاء وعوراء وبأذن واحدة .














المزيد.....

عرجاء وعوراء وبأذن واحدة .


ناس حدهوم أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 4443 - 2014 / 5 / 4 - 17:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في المواجهة التي حصلت داخل الجامعة المغربية بين فصيلين من الطلبة أحدهما تابع لحزب العدالة والتعمية عفوا التنمية وهو الحزب الذي يقود الحكومة المغربية حاليا .
وفيصل يساري قاعدي لا يستطيع حتى قيادة نفسه بالشكل المطلوب لحماية مناضليه من الفتنة والصراعات التافهة . فخلال هذه المواجهة التي تبادل فيها الفصيلان
الضرب والجرح بالسكاكين والشواطير سقط طالب من أتباع الحزب الحاكم قتيلا . فتم الإنعام على هذا الأخير من طرف حزبه والحكومة التي يقودها بوسام الشهادة.
وطار السيد رئيس الحكومة مصحوبا بوفد سامي الى بيت القتيل أو الشهيد كما يحلو لهم أن يسموه . وذلك لحضور الجنازة والنفخ فيها . طبعا وتم إلقاء القبض
عل كل من إشتمت فيه الحكومة رائحة الجريمة من بعيد أو من قريب في من ينتمون إلى الفصيل الآخر وزج بهم في السجن إستعدادا لمحاكمتهم شر محاكمة . هذا من جهة .
حدث آخر لا يبعد كثيرا عن حدث الشهادة المفترضة . هناك شاب آخر من سيدي بطاش كان ضحية إعتداء شنيع من طرف قائد بالمنطقة يتمثل في جز القائد
لرأس الشاب من مواطني سيدي بطاش كما يجز رؤوس القطيع . هذا القائد المغوار " إضافة إلى كونه قائد المنطقة " فهو أيضا إبن لجنرال بالقوات المساعدة . مما
جعله موقعه هذا يتمتع - تبارك الله عليه - بنفوذ مزدوج أو مكرر إذا صح التعبير . أما الشاب الذي حلق له القائد الحلاق رأسه فقد أطلق سراحه ليعود إلى بيته
بلا شعر ورغم غرابة المنظر بالنسبة لعائلته التي كانت تعرف أن إبنهم مولعا بالإهتمام بشعر رأسه إلى درجة المبالغة . لم تسأله بخصوص ذلك إلا بعد أن كان قد
فات الأوان . أي بعد أن أصبح الشاب صباح اليوم التالي مشنوقا ومعلقا في حبل من عنقه جثة هامدة . ومع ذلك لا أحد أطلق عليه إسم الشهادة لا من عائلته ولا من
سكان المنطقة التي يحكمها هذا القائد البطل . في حين هذا الشاب هو من يستحق إسم شهيد العدالة الإجتماعية لأنه لم يكن يقاتل أحد بل كان مسالما وذنبه الوحيد هو أن
الأقدار ساقته ليكون تحت رحمة قائد شبه أمي وشبه جاهل بقواعد الحياة السليمة .
الحدثان معا متشابهان في النتيجة ولا فرق بينهما إلا في الشكل . فالشاب الأول مات وهو يقاتل بالسلاح الأبيض في تبادل للضرب والجرح مع الفصيل المعادي لحزبه
ومع ذلك سمي شهيدا لكنها شهادة رخيصة مشوهة لأنه كان يقاتل لفائدة الحزب الذي يقود الحكومة . ولهذا تم رفع معنويات أسرة الشاب بحضور الحكومة في الجنازة وسيكون
أيضا ذلك الحضور كحملة إنتخابية للحزب قبل الأوان . ولهذا حضر رئيس الحكومة شخصيا بلحمه ودمه .
أما الحدث الثاني فقد كان مختلفا تماما فالشاب الشهيد الحقيقي شهيد الكرامة والحرية والعدالة الإجتماعية التي كان الربيع العربي يطالب بها . لم يتساوى مع المعتدي قائد
المنطقة وإبن الجنيرال في تقديم هذا القائد إلى القضاء ليعاقبه على فعلته وجريمته في حق ديمقراطية المغرب الفتية ليكون عبرة لمن لا يخشى ولا يحترم مواطنيه . ومع ذلك
لم يظفر هذا الشاب الفقير المظلوم بوسام الشهادة . فقد كان هذا الشهيد بإمكانه أن يتحول إرهابيا مادام مستعدا للتضحية بنفسه . لكنه بروحه العالية وسمو ضميره فلم ينتقم
إلا من نفسه البريئة مثل ما فعل المعزوزي في تونس فالفرق بينهما فقط في طريقة الإنتحار . السيد المعزوزي أحرق نفسه .أما سيد بومطاش الشاب النبيل شنق نفسه .
تأملوا أيها القراء الكرام في هذين الحدثين الأليمين . طلبة يقاتلون من أجل فقط الإختلاف فتكون النتيجة سقوط قتيل أو شهيد إذا أردتم له ذلك . ولكن بوسام الشهادة جاءه من
رئيس حكومة . أما من جز رأسه كما تجز رؤوس الأغنام وأهين كما يهان العبيد من طرف قائد متهور لا يستحق أن يكون قائدا حتى على المعز . فلم يتذكره رئيس الوزراء
ولا الوفد الحكومي ولا أحد تماما ولم يشرفه أحد بإسم الشهيد كأن الأمر عادي تماما . وهذا دليل واضح وقوي على مكانة هذه الحكومة في سياقها العام وهذا أيضا دليل فاضح
على أن هذه الحكومة لا تمثل إلا حزبها وأن رئيسها ليس رئيسا لحكومة مغربية أصيلة ترعى مصالح كل المغاربة على قدم المساواة . وهذه هي الديمقراطية التي نتغنى بها صباح
مساء وقد لوثناها وجعلناها عرجاء وعوراء وبأذن واحدة . حسبنا الله ونعم الوكيل .



#ناس_حدهوم_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بؤس الطبقة العاملة العربية وفاتح ماي 2014
- الجدار
- صرخة مواطن بمناسبة فاتح ماي 2019
- زنزانة البياض
- أفقر من الفقر
- وقف حمار الشيخ في العقبة
- صنفونية السراب
- المهرجان الوطني للشعر المغربي الحديث
- من ينقد الديمقراطية المغربية ؟
- الديمقراطية وعقلية المنتخبين
- صحفيون يفكرون مثل السلفيين
- هؤلاء الوزراء
- من هم أعداء مصر ؟
- المربط وكينونة العراء
- هنا العدم وهنا الآن
- عبثية الزمن السياسي المغربي
- قبور وبخار وعبث
- المبهم
- رقصة الألم
- الضوء الأعمى


المزيد.....




- شاهد ما حدث على الهواء لحظة تفريق مظاهرة مؤيدة للفلسطينيين ف ...
- احتجاجات الجامعات المؤيدة للفلسطينيين تمتد لجميع أنحاء الولا ...
- تشافي هيرنانديز يتراجع عن استقالته وسيبقى مدربًا لبرشلونة لم ...
- الفلسطينيون يواصلون البحث في المقابر الجماعية في خان يونس وا ...
- حملة تطالب نادي الأهلي المصري لمقاطعة رعاية كوكا كولا
- 3.5 مليار دولار.. ما تفاصيل الاستثمارات القطرية بالحليب الجز ...
- جموح خيول ملكية وسط لندن يؤدي لإصابة 4 أشخاص وحالة هلع بين ا ...
- الكاف يعتبر اتحاد العاصمة الجزائري خاسرا أمام نهضة بركان الم ...
- الكويت توقف منح المصريين تأشيرات العمل إلى إشعار آخر.. ما ال ...
- مهمة بلينكن في الصين ليست سهلة


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ناس حدهوم أحمد - عرجاء وعوراء وبأذن واحدة .