أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - قحطان المعموري - جورج أورويل حياة في رسائل















المزيد.....

جورج أورويل حياة في رسائل


قحطان المعموري

الحوار المتمدن-العدد: 4443 - 2014 / 5 / 4 - 16:02
المحور: الادب والفن
    


ترجمة :قحطان المعموري بقلم : غوردن بوكر

منذ نشر الأعمال الكاملة لجورج أورويل بمجلداتها العشرين عام 2000 ، أصدر بيتر دافيسون سلسلة من الكتب الموجزة المستّلة من المجموعة الرئيسية وبعناوين مختلفة ـ يوميات أورويل ، أورويل في السياسة ، و أورويل في إسبانيا. وفي عام 2006 ، أضاف دافيسون كتاباً ملحقاً آخراً تضّمن مواداً جديدةً ترى النور للمرة الأولى أسماه ( أورويل المفقود) ، وهاهو اليوم يقدم بين يد القارئ كتابه الجديد الموسوم ( أورويل ـ حياة في رسائل ) والذي يقّدّم فيه بضعة إكتشافات إضافية تتعلق بحياة أورويل ، آملاً من أن تكون هذه المختارات ( جنباً الى جنب مع اليوميات ) بديلاً عن السيرة الذاتية التي لم يكتبها أورويل مطلقاً. وإذا كانت رسائله الى بعض الأصدقاء الشخصيين قد أفشت أحياناً ببعض الأسرار ـ كما في رسالته غير المنشورة سابقاً الى مايكل سيبرز صديقه القديم الذي شاركه شقته التي كان يسكنها في كينتش تاون عام 1945 ، على سبيل المثال ، حيث أرّخ أورويل فيها كراهيته للستالينية منذ عام 1932، ومعبراً فيها عن مخاوفه من أن الشيوعيين المتخّفين يمّهدون الطريق للنظام الشمولي في بريطانيا ـ فإن رسائله العملية الى الناشرين والمحررين ومساهماته في برامج هيئة الإذاعة البريطانية ( بي بي سي) لم تكن عادية على الإطلاق .
ربما هناك إستثناء واحد نجده في رسالته التي كتبها في آب 1948 الى ريتشارد أوسبورن مساعد رئيس تحرير مجلة ستراند ، والتي قدّم فيها موجزاً لسيرة حياته مخبراً إياه من أن إهتماماته السياسية كانت على نحوٍ متقّطع ولحين زيارته الى مناطق التعدين في لانكشاير عام 1936 . لقد منحته قصة ( الطريق الى ويغان بير ) الفرصة في أن يضع " النواقص الهائلة في المفهوم الإشتراكي" تحت المجهر ، وأن يستنتج في نهاية المطاف من أنه وبسبب فضائع النظام الصناعي البريطاني التي أصبحت لاتطاق ، فإن العمل من أجل المستقبل الإشتراكي ـ ومهما كانت درجة عدم التعاطف معه ـ قد أصبح " واجباً " . وفي ذات الوقت ، يقول أورويل من أن لديه إشمئزاز شديد من الشمولية وهو يماثل إشمئزازه إتجاه الرومانية الكاثوليكية . وعلى الرغم من قناعة أورويل ـ بعد قتاله في إسبانيا ـ بوجود فرق بسيط بين الشيوعية والفاشية ، لكنه لو أرغم على الإختيار بين الإثنين فأنه " ولأسباب مختلفة " سيختار الشيوعية ـ وهو إقرار جعل بعض معجبيه من الأمريكيين يشعرون بالإحباط ، وربما تكون هذه الرسالة من أكثر الرسائل إيجازاً في توضيح تكوين قناعات أورويل السياسية التي نعرفها عنه .
أما رسالة حبيبة طفولته ، جاسينثا بوديكون ، فإنها تكشف من أن أورويل وفي بواكير شبابه عندما كان يحمل إسم إيريك بلير وخلال مشيهما في الطريق الريفي المؤدي الى القريه ، لم يكتف بكلمات الغزل بل حاول أيضاً ممارسة الجنس معها ، وبعد أن رفضت ذلك وبقوه ، سافر الى بورما. وعند عودته عام 1927 فأنه كان مستعداً لطلب الزواج منها، لكنها تجنبته لكي تخفي عنه حقيقة كونها قد أنجبت منذ فترة وجيزة طفلاً خارج إطار الزوجية . في هذه الرسالة المكتوبة عام 1972 الى أفراد العائلة ، أعربت بوديكون فيها عن عميق أسفها لإنفصاله عن حياتها قائلة " لقد كانت سنوات ساحرة ، جعلتني أدرك وبوضوح من أننا جميعاً كائنات ناقصة ، لكن إيريك كان أقل نقصاً من أي شخص آخر قابلته في حياتي على الإطلاق."
إن حياة أورويل العاطفية المتعاقبة ـ زواج منفتح ومتساهل إضافة الى سلسلة من العلاقات ـ تؤكد فقط على ولعه بالإرتباط المتسلسل و" التهافت"العاطفي . إن ذكرى حبيبته بوديكون لم تتلاشى من ذاكرته ابداً ، ففي زواجه من إيلين أوشاوغيسي ، فانه قد تزّوج من إمرأة ، تشبهها تماماً ، إمرأة منغمسة في الشعر ، والتي درست الأدب في أوكسفورد. .
لقد ضمّن ديفيسون في كتابه عدداً من تلك الرسائل التي ظهرت للمرة الأولى في كتاب " أورويل المفقود" ، لكن الرسائل الأكثر بوحاً منها لم تكن رسائل أورويل بل كانت رسائل إيلين لصديقتها نورا مايلز ، حيث كتبت فيها بحرية عن التوترات التي سادت حياتهما الزوجية ، وعن حياتها في الكوخ الريفي البسيط وعلاقتها مع عمة بلير (نيللي) التي جاءت لكي تبقى معهم " لقد كانت فضيعة جداً .... كان من الصعب إيقاف شجاراتها وتذمرها " ؛ إضافة الى عمة إيريك ( مارجوري) التي كانت تحبها ، لقد كانت صحبتها ممتعة على الرغم من عدم ثقتها بها . أما بالنسبة لأولئك الذين أشفقوا عليها لزواجها من كاتب فقير ، " فأنهم لايفهمون من ان مزاجينا متشابهَين وهذا وحده سبباً كافياً لقبول هذه الحقيقة " . لقد كتبتْ عن كيفية مساعدتها له في طبع مخطوطاته ، حيث كانت تحاول فك رموز تصحيحاته التي يكتبها على مسوّدات كتاباته، أضافة الى كشفها من أنها ومنذ عام 1927 قد واجهت مشاكل صحية ( سرطان الرحم ) والذي كان سبباً في وفاتها فيما بعد .
ضوء آخر يسلطه الكاتب على حالة الإنفتاح الذي ساد حياتهم الزوجية ،حيث يبرز ولع ( إيلين) الدائم بجورجيس كوب الذي كان يقود أورويل أثناء الحرب الإهلية الإسبانية، وهيام أورويل المتواصل بمعلمة الرياضة بريندا سالكيلد ، وهو مالم يحاول إخفاء ذلك عنها ( على الرغم من تكتمه الشديد على سعيه وراء صديقتها المقرّبة ليديا جاكسون ) ، إضافة الى علاقاته مع صديقتهما إينيز هولدن . لقد كتب إورويل مرة من أن " مايعطي السيرة الذاتية صدقها وموثوقيتها ، هو مدى كشفها عن أشياء شائنة "، لذا فإنه يبدو من الغرابة أن يهمل ديفيسون التعليق على علاقات اورويل الجنسية غير الشرعية المختلفة ، كما في رسالته الى سالكيلد في آيار 1940 والتي يطلب فيها المعاشرة الثلاثية وهي رسالة موجودة في كتاب ( أورويل المفقود ) لكنها غير موجوده في كتاب ديفيسون هذا . أما فكرة الجدب العاطفي لدى أورويل والتي نقلتها بعض السيّر الذاتية عنه فإنها تبدو ضعيفة وهذا ماتثبته رسالته الى إيلين عام 1937 من المستشفى الإسباني الذي كان يرقد فيه جريحاً حيث يقول " إنكِ حقاً زوجة رائعة ، عندما أمعن النظر في سيجارتي وهي تذوي ، اشعر بأن قلبي أيضاً يذوي شوقاً اليك ". أما ما قيل عن عدم إكتراثه لموتها التراجيدي المبكـّر فهي أقاويل غير دقيقة وهذا ما كشفته رسالته الى دوروثي بلومان والتي إعترف فيها من أنه يشعر بالضيق من العودة الى بيتهم الريفي القديم في هيرفوردشاير، لأن هذا البيت مسكون تماما بكل ذكرياتها الجميلة .
هناك الكثير من اللمحات المشوّقة وغير المألوفة التي تضمنّها كتاب ديفسون ، منها، أورويل الكاتب المؤمن بالخرافات و الذي يعتقد بأن مناقشة أي عمل أدبي بشكل راقي ومتقدّم ، من شأنه أن يجلب النحس عليه، أو أورويل المهذّب الملحاح الذي يكتب الى اليانور جاكوز خطيبة صديقه دينيس كولينكز قائلاً " أأمل بأن تسمحي لي بمعاشرتك مرة أخرى ولبعض الوقت " ، أو أورويل الكوميدي الذي يحاول وبوقار أن يشرح لمترجمه الفرنسي، الجذور اللغوية للصيغ والكلمات الجنسية المحذوفة من الطبعة الإنكليزية لكتابه " متشّرداً في باريس ولندن " ، أو أورويل المسالم المتعاطف مع جامبرلن ( رئيس وزراء بريطانيا ) في معاهدة ميونيخ ، والذي يطمح الى أن يسود السلام والهدوء لكي يستطيع فيهما كتابة قصصه .
لقد إتجهت هذه المختارات صوب أورويل الكاتب الناجح أكثر من توجهها صوب أورويل الكاتب المكافح ، لذا فإن النصف الأول من الكتاب يغطي الإثني والأربعين سنة الأولى من حياة أورويل ، فيما يغطي النصف الثاني من الكتاب السنين الخمسة المتبقية من حياته . مع ذلك ، يمكن القول من أن هذه الرسائل قد قدمّت وسائل ممتعة ومفيدة لتعقّب مسار حياة أورويل ، من حيث التغيير في أرائه ، فضاعاته ، عواطفه وإشتياقاته . وكما هو حاله دائما ، فأنه يكتب كما لو أنه يتكلم . إن من المؤسف عدم تيّسر تسجيلات صوتية لأورويل على الرغم من سنّي عمله في الإذاعة ، لكن مايتيسر لدينا اليوم على الأقل هو هذه الرسائل ( التسجيلات ) حيث يأتي صوته من خلالها عالياً وبكل وضوح .






( عن الملحق الأدبي للتايمز )



#قحطان_المعموري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نحوتأسيس قناة تلفزيونيه يساريه عراقيه
- ألا يستحق المثقفون العراقيون ( العرب) من الأكراد منحهم حقيبة ...
- إنتخبوا ( الطبيب الجوال ) .... إنه القول والفعل
- عندما تصادر المحاصصة الحزبية إرادة الأغلبيه
- قائمة ( مدنيون ) وأخواتها........قائمة التغيير والبناء
- هل يفلح مجلس النواب في الخروج من عنق زجاجة المحاصصه ؟؟؟
- هل من رؤيه عراقيه حقيقيه للأتفاقيه الأمريكيه العراقيه بعيداً ...
- صرخة بنت الرافدين المدويه...... لاتنسوا من نحن !!!
- التوافق المنقوص
- أيها ( الشيوعي ) الأخير ..... إنه ليس وقت الشماته
- عن التوسع العمودي في اليسار العراقي ....مرة أخرى
- قناة الجزيره .......واللعب على الحبال
- التوسع ( العمودي ) لليسار العراقي
- الحركه الطلابيه العراقيه....تأريخ حافل و نضالات مشهوده
- أسئلة الأستاذ رزكار عقراوي ..... هل تخص الحزب الشيوعي العراق ...
- قناة الجزيره .....واحترام الرأي الآخر
- محمد سيد رصاص... والمتعاونين مع الاحتلال.. وقضية مجلة الاداب
- نداء مدنيون.....اطار واسع لكل المؤمنين بضرورة التغيير - حوار ...


المزيد.....




- أحمد عز ومحمد إمام.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وأفضل الأعم ...
- تيلور سويفت تفاجئ الجمهور بألبومها الجديد
- هتستمتع بمسلسلات و أفلام و برامج هتخليك تنبسط من أول ما تشوف ...
- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - قحطان المعموري - جورج أورويل حياة في رسائل