حسين محمد عباس
الحوار المتمدن-العدد: 4443 - 2014 / 5 / 4 - 15:30
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
حسين محمد عباس
:(المعادلة الاقليمية وإرادة وحدات حماية الشعب( ي ب ك
تبقى القضية الكوردية الشغل الشاغل بالنسبة لساسة الشرق الاوسط عامة والمهتمين بها من الكورد وغيرهم خاصة. فلكل طرف رواية خاصة به, والحقيقة تبقى ضائعة في ظل وجود اثباتات ودلائل عملية تدعم رواية كل طرف,هنا اقصد العلاقة بين الكورد وحكام ومسؤولي الدول الحاكمة لكوردستان
بالنسبة للشأن الكوردي الداخلي فالامر لا يخلو من خلافات ومناوشات اعلامية وسياسية بين مناصري كل تابع,محاولة منهم بقدر المستطاع كسب رصيد سياسي ودعم شعبي, في جو يكثر فيه النشاط الاعلامي عبر شبكة التواصل الاجتماعي دون غيره. ايضا الشارع الكوردي منقسم في ذاته والإ فلم يكن حال كوردستان مقسما مرميا بين قبضة دولٍ تستغل الدّين تارة واخرى مفهوما وطنيا يراه المعتوه انه لا يخدم الكوردي بشيء اللهم الإ حقوقا بسيطة لا تتعدى سقف المواطنة, والمواطنة هنا نسيان وطن اسمه كوردستان.
ليس الفيصل هو الكلمة الصادقة ولا النية الصافية تجاه العدو. المطالبات السليمة لم تكن لتجد لنفسها تصريفا في سوق العلاقات الدولية, التي يحكمها في مطلق الاحوال منطق القوة. القوة هي التي تحكم لا المطالب السلمية, التي لا تقدم ولا تؤخر في ظل نظام ديكاتوري قمعي ومعارضة ليس اقل شراسة وقمعا ورفضا لحقوق مشروعة بالنسبة للشعب الكوردي ومنها حقه في تقرير المصير. وكما يُقال, فإن المطالب السلمية في ظل مناخ دولي عاجز عن القيام بشي, تُنقَع ويُشرب ماؤها. أما على الصعيد الدولي, فلا احد من الاطراف الدولية القوية تريد كيانا مستقلا للكورد, واذا شاء القدر يوما وفكروا بإقامة هذا الكيان فالبطع سيكون تابعا لتلك القوى وحليفا لها. كل قوة تريد ان تكون المنطقة تحت امرتها وان تكون هي الوكيل الشرعي لها, وهذا ما لن يحدث مجددا في ظل بروز قوى دولية منافسة في الاقتصاد والتكنولوجيا والتبعيات, الامر الذي يصعب على دولة عظمى واحدة التحكم بكل الشرق ومنها المناطق الكوردية. اذاً, الصراع لن يقف ولن يستثني احد.
في كل هذه الصراعات والتناقضات تبقى وحدات حماية الشعب هي الرقم الاصعب في المعادلة السورية والكوردية في الآن معا , فلا تبعية للخارج ولا سياسة اجنبية مفروضة ولا حتى دعم ولو باقل المعدات من الدول الكبرى,باستثناء بعض التحالفات التكتيكية مع اطراف قوية, وذلك لابعاد سيناريو المناطق المدمرة كمعظم مدن سوريا, وكسب ما امكن من معدات حربية, في ظل نقص شديد بالذخيرة من جهة اخرى. كل ذلك من اجل الدفاع عن الاقليم الكوردي ومافيه من مكونات
اذا كان قسم من الساسة يمارسون لعبتهم مع هذا الطرف او ذاك, او كانوا يبيعون و يشترون ما اتيحت لهم الفرصة, وكانوا ناطقين باسم الشعب والقوات, فلابد من التأكيد لكل متشائم او حاقد ان كيان كوردستان رُسم ولا زال يُرسم بدم ابنائها الفقراء. التصريحات الاعلامية الغير موثوق بها من اعلامي مخضرم او ناشط فيسبوكي يدعي الخير والسلام لاتساوي بشيء امام تضحيات هذه القوات.الامر لا يخلو من تحفظات كثيرة على افعال (ب ي د )باعتبار انها حكومة الامر الواقع ,لكن عندما يتعلق الامر بأولئك الشباب او كما يسمى كل واحد منهم بمشروع شهيد, فكل غيور مستعد لتسخير قلمه وكل ما يملك للدفاع عنهم, لا من اجل شي, فقط لانهم يدافعون عن ارض كوردستان بقلب ورب لا يعرفان الهزيمة والانكسار.
لكن في المقابل لا بد من التأكيد انه عندما ينادي الشعب بمقاومة الـ (ي ب ك) فأنه يريد هيمنة وسيطرة ( ب ي د) عليها, وانما يريد ان تكون هذه القوات مستقلة بقرارتها سيدة نفسها, ليس فقط بالتصاريح الاعلامية, وانما بالترجمة الفعلية على الارض. ولا تكون طرفا او داعما لطرف في الخلافات السياسية القائمة فيما بين الاحزاب والجماعات السياسية القائمة في غرب كوردستان.
ايضا هذه القوات لابد ان تكون وطنية كوردستانية بإمتياز لا ان تنادي بحياة اشخاص, ولا تكون قربانا الا لكوردستان ومن اجلها. عليها ان ترفع علم كوردستان الى جانب علمها الخاص(علم ي ب ك) فوق مبانيها وتفرض حمله فوق كافة المباني والمؤسسات الحكومية في غرب كوردستان,
هذه الامور ستزيد من شعبية وحدات حماية الشعب اضعافا مضاعفة, وستكون الخطوة الاولى نحو توحيد كوردستان, وهذا ما يتفق عليه كل الشارع الكوردستاني بمختلف افكاره وتبعياته في الحصول على الاستقلال مثله مثل باقي شعوب الشرق, بدولة تلملم ابناءها وتجمعهم من بين شتى دول العالم, وهذا لن يتحقق بالامنيات وانما بوجود تنظيم عسكري قوي يسعى لتحقيق مطالب الشعب الكوردي في الوحدة والاستقلال.
4-5-2014
#حسين_محمد_عباس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟