أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - دائرة الدين والأخلاق والقانون ج2














المزيد.....

دائرة الدين والأخلاق والقانون ج2


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4443 - 2014 / 5 / 4 - 08:49
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


دائرة الدين والأخلاق والقانون ج2

تحول التدين الفطري أو الإحساس الفطري بالغيب والتعامل معه بحدي الخوف والاتقاء إلى ما يشبه اليقين الراسخ يمهد للإنسان أن يقبل الشرح لهذه الظاهرة التي هو يبحث عن أسرارها أصلا باعتباره كائن فضولي أصلا ,وإلا كيف نفسر اهتمامه بما وراء الإدراك واهتمامه بالغيب في الوقت الذي يمكنه أن يغادر هذه الدائرة دون أن تلامس بسوء المتطلب المادي المتمثل بثنائية العمل والغذاء , الإنسان بالتفكير أصبح فضوليا يريد أن يفكك كل العلاقات الما حولية مرة واحدة يتجه بذلك إلى التفسيرات البسيطة ثم ينقلب عليها كلما أعاد النظر بهذه التفسيرات حتى أصبح لديه منهج جدلي حواري مع البيئة والطبيعة وصولا إلى الذات الداخلية ,يظن أن الإجابة ستريح عقله ليكتشف في الأخر أن مجموع الأجابات تفتح عليه مصارع أبواب أكبر وأوسع فيستغرق ويغرق بهذه الإشكاليات ليتجه مرة أخرى ليسمع من خارج وجوده من رسل وأنبياء وكتب ورسالات عن طريق وحي خارجي يؤمن بها ويسارع بالإيمان أنها تغنيه عن التعمق أكثر وقد يسمع بإجابات لم يكن ينتظرها أو يتوقع سماعها فيزداد تعلقا بالغيب والسماء لينخرط كليا بالتسليم للدين.
البحث الأخر الذي كثيرا ما تناقضت فيه الآراء هو التساؤل الأتي , هل أن الأخلاق هي التي تقود للدين والتدين أم أن التدين هو من يصنع الأخلاق أولا ويجذرها في السلوكيات الحسية والنفسية الإنسانية ؟, والحقيقة الأهم هي التي تكشف من هو صاحب المقدرة على ضبط حركة المجتمع وتوجيه التصرفات البينية هو الذي يمكن نسبة السبق له ,الأخلاق كمفهوم لم يتخذ طابعا مستقلا عن الفطرة الطبيعية ومنتجها الأول وهو الرغبة في التعايش بسلام مع الأخر سواء أكانت هذه الرغبة من مصدرية الخوف أو من مصدرية الحاجة الفعلية للتكامل بين بني الإنسان ,هذه الفطرة تقود العقل الإنساني في مراحله الطفولية لأن يتماهى مع الرغبتين رغبة العيش بسلام ودفع الخوف من خلال التكتل أو الرغبة بالبقاء قرب النظير المشابه والاستئناس به دفعا للإحساس بالوحدة , هاتان الرغبتان فرضتا على الكائن الإنساني أن يمنح الأخر بعض الخيوط والمسارات التي تعزز وتقوي تلك الرغبات المشتركة , وبالتجربة أثبت الإنسان لنفسه أن تفعيل وتجذير والإيمان بهذه الخطوط والمسارات هي حلا ناجحا وموفقا للبقاء بعيدا عن الشر المحيط بوجوده لذا عزز منها وأحترمها وحاول بكل ما يمكن أن يحافظ عليها ويطورها نحو قيم واضحة , هكذا ولدت الأخلاق من الفطرة الطبيعية من المكنون الجيني للسلوكيات الحتمية لكل كائن إنساني ,لذا نشاهد أن هذه القيم الأخلاقية الطبيعية مشتركة في كل المجتمعات برمزيتها لا بشكليتها لأنها تصدر وفق قانون واحد ومن مؤتى واحد .
تكوين الأخلاق تكوين حتمي بوجود الفطرة ونتاج طبيعي لضرورات الوجود وحاجة الإنسان للبقاء كما أسلفنا , لكن الدين يأخذ منحى أخر برغم أنه أيضا له نفس الخصيصة كونه حتمي بذات السبب , الفرق هنا أن الأخلاق فرض واقع عكس الدين فرض متوقع لا ينفك عن التوالد في كل الظروف , وللتوضيح هنا لا بد أن نفترض أن الإنسان ولد في ظروف منظمة لا خوف يعتريه ولا إحساس بحاجة للتكامل لأنه ولد متكاملا مع الآخرين هل يتصور أحدا ما عقلا أنه سيبحث عن تلك الخيوط والمسارات كي يحافظ أو ينشي قيم أخلاقية , بالتأكيد الجواب بالنفي لأن الحاجة عادة تطلب عند الافتقاد لها وعندما تتوفر تقل الرغبة بالبحث عن غيرها , الدين حتى لو ولد الإنسان في مجتمع مغلق بعيد عن مظاهر الدفع نحو البحث عن تفسيرات الوجود مثلا كأن يولد في عالم محاط بعوامل تمنع أو تشغل الإنسان عن البحث عن الأسئلة الوجوديه وهذا فرض شبيه بالمحال لا بد وبصورة ما أن سيصطدم بحادث أو واقع يقوده للبحث عن التسلسل المنطقي لوجوده ولماذا هو في هذا العالم بالذات ولماذا هو دون غيره خلق بهذه الصورة , مما يقوده أخيرا إلى نفس الأجابات التي قادت الإنسان الأول للدين , هذا هو الفرق الجوهري والأساسي بين نشوء الأخلاق ونشوء الدين في السلسلة التفكيرية ونوعيتها ومصادرها ومستحثاتها يكمن الفرق والنتيجة.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دائرة الدين والأخلاق والقانون
- بيان مرشح خاسر
- منهج التأزيم وسياسة الإلهاء.
- الدين والدولة ج3
- الدين والدولة ج2
- الدين والدولة ج1
- الجمالية في السرد القرآني ,سورة يوسف مثالا
- الحلم العراقي
- نظرية الطائفة الدولة ج2
- نظرية الطائفة الدولة.
- جمهورية العقل ج2
- جمهورية العقل ج1
- السلام الآن...
- العراق المستقبل وحدة أم خيار التفكيك ج1
- الفكر العربي وتحديات عالم متعدد الهويات ج1
- الفكر العربي وتحديات عالم متعدد الهويات ج2
- الموت على سرير الآلهة _ قصة قصيرة ح2
- الموت على سرير الآلهة _ قصة قصيرة ح1
- الزمن وعلم الله ج3
- الزمن وعلم الله ج2


المزيد.....




- رئيس الوزراء الأسترالي يصف إيلون ماسك بـ -الملياردير المتغطر ...
- إسبانيا تستأنف التحقيق في التجسس على ساستها ببرنامج إسرائيلي ...
- مصر ترد على تقرير أمريكي عن مناقشتها مع إسرائيل خططا عن اجتي ...
- بعد 200 يوم من الحرب على غزة.. كيف كسرت حماس هيبة الجيش الإس ...
- مقتل 4 أشخاص في هجوم أوكراني على مقاطعة زابوروجيه الروسية
- السفارة الروسية لدى لندن: المساعدات العسكرية البريطانية الجد ...
- الرئيس التونسي يستضيف نظيره الجزائري ورئيس المجلس الرئاسي ال ...
- إطلاق صافرات الإنذار في 5 مقاطعات أوكرانية
- ليبرمان منتقدا المسؤولين الإسرائيليين: إنه ليس عيد الحرية إن ...
- أمير قطر يصل إلى نيبال


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - دائرة الدين والأخلاق والقانون ج2