أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - ياسين الحاج صالح - هايل ابو زيد: آخر ضحايا نظام الاستثناء الأمني














المزيد.....

هايل ابو زيد: آخر ضحايا نظام الاستثناء الأمني


ياسين الحاج صالح

الحوار المتمدن-العدد: 1259 - 2005 / 7 / 18 - 09:48
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


مات هايل أبو زيد. أفرج عنه في بداية العام الحالي بعد عشرين عاما من الحبس في سجون إسرائيلية مختلفة. في السابعة والثلاثين من العمر، كان مصابا بسرطان الدم، ولم تفرج عنه الأجهزة الإسرائيلية إلا ليموت. أفرجت عنه لا من أجل ألا يموت، بل من أجل ألا يموت لديها، دأب أجهزة كثيرة أخرى لصناعة الموت في الشرق الأوسط.
اعتقل هايل عام 1985 حين كان في السابعة عشر من عمره. مع أصدقاء له من الجولان المحتل، كان قد شارك في تكوين "حركة المقاومة السرية"، حركة المقاومة المسلحة الوحيدة في الجولان السوري منذ احتلاله في حزيران 1967. قامت الحركة المكونة من شبان صغارا بعمليات متعددة ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي، وبلغت الذورة حين فجرت مستودعا لذخيرة الدبابات عام 1984، قبل أن يعتقل أعضاؤها ويحكموا سنوات تجاوزت أعمارهم وفقا لسنة شرق أوسطية ثابتة. كان نصيب هايل أبو زيد 27 عاما.

في مقابلة أجراها معه موقع إلكتروني سوري في نهاية الشهر الأول من العام الحالي، تساءل هايل "إن كانت عظام جاسوس إسرائيلي أثمن من زهرة شباب، أو حرية، أو حياة، عشرات الأسرى الجولانيين الذين يقبعون في المعتقلات الإسرائيلية؟". في الحوار ذاته، اقترح مبادلة عظام كوهين بأسرى الجولان وبأعداد من الأسرى العرب الاخرين، "وخاصة الأسرى ذوي الملفات الصعبة، وأخص بالذكر أولئك الأسرى من عرب 1948 والقدس، الذين ليس هناك من يطالب بهم وهم يقضون أحكاما مؤبدة". من المبتذل القول إن اقتراحه لم يجد أدنى صدى في بلده، صمت مطبق فحسب. فالجولان "قضية" عظيمة، و"القضايا" العظيمة مصنوعة من العظام! الأحياء لا يصنعون شيئا ولا يفيدون في شيء.
متحدثا عن الأسرى السوريين الباقين في السجون الإسرائيلية (17 اسيرا)، قال هايل ابو زيد إنه لن يغفر لأحد "بما فيهم نفسي إن رأيتهم يصلون إلى مثل الحالة التي وصلتها، وتحررت بموجبها من الاعتقال: إصابتي بسرطان الدم. أقول إذا استمر نسيانهم كما هو الآن أخشى أن يحررهم المرض. إن نسيانهم لا يقل بشاعة عن الأسر نفسه". (العبارات الأخيرة وردت في النص الأصلي من حوار أجرته معه جريدة رسمية سورية في نهاية شهر شباط من هذا العام، وقد أوجبت الجريدة على نفسها "نسيان" تلك العبارات - وقرابة ثلثي حديث الأسير المدنف- في النسخة التي نشرتها من الحديث!)
مات هايل أبو زيد في 7 تموز 2005. انضم إلى القافلة الطويلة لشهداء الاستثناء الأمني في المقتلة المستمرة التي تسمى الشرق الأوسط: استثناء لمصلحة إسرائيل واستثناء لمصلحة أنظمة الحكم العربية واستثناء لمصلحة الولايات المتحدة. الاستثناء هذا هو الطبيعة الثانية للنظام الشرق أوسطي، سجن الشعوب الحديث. لا شيء يشبه علاقة إسرائيل بالفلسطينيين والسوريين الواقعين تحت الاحتلال أكثر من علاقة المحكومين بالأنظمة الحاكمة في دول المنطقة الأخرى. تتفضل بالتعايش معهم ما استقالوا من السياسة والاحتجاج، فإن أقالتهم من الحياة ذاتها.
وجدت إسرائيل لتبقى. وكذلك أنظمة الشرق الأوسط الأخرى. الأولى جيش لديه دولة. الثانية أجهزة أمن لديها دول. الجيش يقتل الأعداء. أجهزة الأمن تقتل الأعداء أيضا. يصادف ان أعداء أجهزة الأمن مختلفون تماما عن أعداء جهاز الحرب الذي هو الجيش. فالجيش لا يقتل أبداً مواطنيه، أجهزة الأمن لا تقتل ابداً غير مواطنيها.
أثناء التحقيق مع هايل أبو زيد، كسر الإسرائيليون أنفه وتسببوا بخلع لوح كتفه، وفي سجونهم تراجعت قدرته البصرية حتى 10%، ( لا نجد له صورا دون نظارات سوداء تستولي على ملامح وجهه) وعانى طوال سنوات من إصابة مزمنة في عموده الفقري. شكايات مكرورة إلى درجة الابتذال في تقارير منظمات حقوق الإنسان المحلية والدولية عن أحوال سجناء الرأي والمعتقلين السياسيين والمقاومين في المنطقة. في نظام الاستثناء التعذيب والقتل هو القاعدة.



#ياسين_الحاج_صالح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كلام على هيبة الدولة
- بين السلطة والإخوان: لا بديل عن التفاوض
- مخرج عقلاني من وضع مقلق
- حزب الشعب الديمقراطي السوري وتحدي بناء الذات
- المـوت الضـروري لـسـميـر قصيـر
- شعارات حرب في شوارع المدينة!
- ديمقراطية وتنمية في الشرق الأوسط!
- ماذا يريد -الإخوان المستلمون-؟
- هيمنة بوجوه متعددة، لكن بلا روح
- أزمة أحزاب وإيديولوجيات أم أزمة حضارة؟
- سوريا، حزب البعث، ونظام الحزب الواحد: الانفصال هو الحل
- كلام على غائب في ذكرى إنشتاين ونظرية النسبية
- مبارك انتهاء الخط العسكري!
- الطائفية والطغيان: الأسفلان في لبنان وسوريا
- حزب الله والبشمركة: مشكلات السيادة والسياسة والعدالة
- على غرار ما تتغير الأنظمة يكون مستقبل البلدان
- مناقشة لتقرير -المجموعة الدولية لمقاربة الأزمات-: سوريا ما ب ...
- المسألة الأميركية والثقافة السياسية السورية
- الثقافة المنفية في سوريا البعثية
- دستور السلطة الخالدة


المزيد.....




- طقوس العالم بالاحتفال بيوم الأرض.. رقص وحملات شعبية وعروض أز ...
- اعتقال عشرات المتظاهرين المؤيدين لفلسطين في عدة جامعات أمريك ...
- كلمة الأمين العام الرفيق جمال براجع في المهرجان التضامني مع ...
- ال FNE في سياق استمرار توقيف عدد من نساء ورجال التعليم من طر ...
- في يوم الأرض.. بايدن يعلن استثمار 7 مليارات دولار في الطاقة ...
- تنظيم وتوحيد نضال العمال الطبقي هو المهمة العاجلة
- -الكوكب مقابل البلاستيك-.. العالم يحتفل بـ-يوم الأرض-
- تظاهرات لعائلات الأسرى الإسرائيليين أمام منزل نتنياهو الخاص ...
- جامعة كولومبيا تعلق المحاضرات والشرطة تعتقل متظاهرين في ييل ...
- كيف اتفق صقور اليسار واليمين الأميركي على رفض دعم إسرائيل؟


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - ياسين الحاج صالح - هايل ابو زيد: آخر ضحايا نظام الاستثناء الأمني