أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عزيز الخزرجي - ألأزمنة البشرية المحروقة(الزمن الأول)(2)















المزيد.....



ألأزمنة البشرية المحروقة(الزمن الأول)(2)


عزيز الخزرجي

الحوار المتمدن-العدد: 4442 - 2014 / 5 / 3 - 12:20
المحور: الادب والفن
    


ألأزمنةُ آلبشريّة ألمحروقة (ألزمن ألأوّل)(2)
سبب خلق الله لآدم و آلوجود؟
ألسّبب في تقسيمنا للأزمنة البشريّة الى ستة مراحل بآلأساس و كما ورد في القسم الأول؛ هو أنّ الزمن حتى وفاة النبي نوح(ع) و ما بعده يعتبر فاصلاً تغيّرياً كبيراً و مرحلةً إنتقالية في حياة البشرية الجديدة بعد حدوث الطوفان الكبير الذي غطى الكرة الأرضية و دمّر البشرية جمعاء بإستثناء المجموعة الصغيرة الناجية التي ركبت السفينة!

بداية نوعز سبب خلق آدم بل آلوجود كلّه إلى إرادة إلهية صرفة يختبئ وراءها حِكَمٌ و لطائف فلسفيّة و عرفانية عميقة!

و سواءاَ إتّفق آلنّاس أمْ لمْ يتّفقوا على سبب خلق الله للوجود و آلأنسان و كذلك سبب وجود ألألم و آلصّعوبات كأصل في آلحياة؛ فأنّ هذا لا يُغيّر شيئاً من آلحقيقة ألمطلقة ألتي أشرنا لها .. حيث إتّفق جميع ألعلماء و آلعقلاء بوجود خالق عظيم لهذا آلوجود .. أسموهُ آلمؤمنون بـ (ألله) جلّ جلاله و آلجاحدون بـ ( الطبيعة)(1).

جميع الدّيانات؛ ألأرضيّة و السّماوية(2) يؤمنون بوجود الله الذي يمتاز بصفات عظيمة في كلّ مكان,و هذا آلأمر في الواقع يُؤسس لنظرّية (وحدة الوجود) بكون الله تعالى موجود في كلّ شيئ و في كلّ مكان, و قد خالف بعض ألأسلاميين التقليديين هذه النظرية .. بدعوى إختلاف السنخية الألهية عن سنخية المخلوقات و لا يُوجد في الكون شيئ مماثل لله تعالى, لكن الفريق المؤمن بـ(وحدة الوجود) الذي يترأسه (إبن عربي) يرى أنّ ملكوت الله مستقراً في كلّ مكان و هو السبب في حركة و إدامة الحياة و الكون و بدونه لا وجود للحياة و آلحركة في مكونات هذا الوجود.

إن الله تعالى لا يتحدّد بوصف ماديّ كما يعتقد بعض المسلمين للأسف بإمتلاكه تعالى للأيدي و آلأرجل و العيون كهيئة الأنسان, صحيح إنّ الله لديه المعرفة الكاملة و آلقدرة على معرفة و رؤية كلّ شيئ في كل آن و مكان و زمان و شاهد دائم على ما يجري في الوجود و كنه الأشياء و ملوكاتها .. بل يعرف ما كان و ما سيكون حتى آخر الشوط - أن كان هناك آخِر لأمر ألوجود .. لكنّ ذلك لا يتحقّق لدى الباري بأجهزةٍ و حواسٍّ محدودةٍ كالتي نملكها, و ما ورد من صفات مُعيّنة للباري في القرآن الكريم .. كقوله: (يد الله فوق أيديهم ...) و غيرها من آلتشبيهات؛ إنما هو تشبيهات لتقريب ألمعنى إلى أفهامنا المحدودة للدلالة على قدرة و عظمة الله تعالى, و لا يعني بأنّ لله يدٌ أو ما شابه ذلك من آلوسائل المادية!؟

إنّ آلقرآن ألكريم يُعطينا فهماً أكثر دقّةً عن صفات الله تعالى و كنهه ليتجانس مع ذهن و روح البشر و قدسية الله تعالى و إختلاف سنخيته بما يتناسب مع حجم معرفتنا, من خلال أسئلة عددية أجمعها العلماء في ستة أسئلة تتطابق مع الأزمنة الستة المحروقة!

و حتى معرفة أجوبة الأسئلة الستة التي سنعرضها عن سبب وجودنا في هذه الحياة لا يُحقق لنا معرفة آلجواب ألأكمل .. حيث يتطلب بآلأضافة لما أوردنا من آلأدلة ألقرآنيّة؛ معرفة جوهر ألحياة للوصول إلى قمّة ألسّعادة و آلأستقرار ألرّوحي و آلنّفسي!؟
فبدون تلك آلمعرفة يعيش ألأنسان قلقاً صغيراً ضعيفاً تعيساً حسوداً و يموت صغيراً ذليلاً مقهوراً!

فمعرفة فلسفة آلخلق و آلهدف من آلحياة ألدّنيا بمثابة ألقوّة ألدافعة و ألمقدمات ألصّحيحة و آلمطلوبة لمعرفة جواب ألسّؤآل ألمطروح بدقّة لحلّ أكبر لغزٍ و أساس و محور في نظريّتنا ألمعرفيّة(راجع الأساسات الأثني عشر لنظرية المعرفة), و كذلك معرفة النهج الأمثل لتنظيم حياة المجتمع يأتي بآلترادف مع تلك المعرفة من حيث لا فائدة عملية ترجى بدون تطبيق المبادئ على ارض الواقع !؟

يعتقد أكثر علماء و فلاسفة ألعالم ألمعروفين بأنّ معرفة آلهدف من آلحياة و سبب وجودنا يحتاج إلى آلبحث و آلتنقيب عن آلحياة نفسها, فبدونها يصعب إدامة آلحياة, لأنّها ستكون تافهةً و سطحيّةً و لا تستحق آلتقدير و آلعيش!

يقول سقراط:
[ألحياة ألّتي لم يُكتشف حقيقتها لا تستحق أنْ نعيشها](3).

و يقول أفلاطون:
[إنّ آلذي لا يعلم من أين أتى؟ و إلى أين يرجع؟ و ما هو آلهدف ألأعلى ألذي يستحق آلسّعي لتحقيقهُ في آلحياة بكلّ طاقتنا؛ فأنّ مثل هذا الأنسان يُعتبر ناكراً لوجوده](4).

بل إن إعتراف آلفلاسفة ألآخرين أمثال كولن ولسن و ول ديورانت و يونج و روجيه غارودي و هنري كاربون(5) بكون آلأنسان عالمٌ مجهول ليس من آلسّهل كشفه على حقيقته – ناهيك عن وضع قوانين تُحدد حياته؛ تعطينا هذه النّظرة بُعداً هامّاً بضرورة ألسّعي للتّعمق في جوهر هذا آلأنسان لكشف آلمجهول فيه, فآلظاهر الماديّ منه – أيّ جسم ألأنسان - قد يمكن معرفة مكوناته و علله و أمراضه و خلاياهُ لكونه تقريباً يخضع للتجربة و آللمس. لكن حقيقة وجوهر ألوجود ألأنسانيّ(أي ضميره و ما يحتويه) و نفسه غير قابلة للتشخيص بسهولة!

ألهدف من آلحياة الدّنيا؟
إبتداءاً علينا أن نعرف بأنّ هناك فرق كبير – و كبيرٌ جدّاً - بين آلذي يعيش ألحياة مُنفتحاً عبر جميع الآفاق على أسرار ألوجود إلى آخر ألخط .. و يعلم لماذا خلقه الله؟ و ما آلهدف من الحياة الدّنيا؟
و بين أنسان آخر .. يجهل تلك آلحقائق و آلأسئلة ألمصيريّة ألكبرى!

ألأوّل؛ ألعارف لمعنى الوجود و مكوناتها و أجوبة ألمسائل الستة ألكبرى ؛
من أين أتى؟
و كيف أتى؟
و مع من أتى؟
و لماذا أتى؟
و كيف يرجع؟
و إلى أين يرجع؟(6),
مثل هذا آلعارف الذي عرف لغز الحياة؛ سيكون مُنتجاً و فاعلاً و مُبدعاً و مُجاهداً و إنسانيّاً و سعيداً و عاشقاً للوجود, مهما كانتْ آلظروف الحياتيّه ألمُحيطة به, و سيعيش كبيراً و يموتُ كبيراً!

و أمّا آلثّاني؛ ألجّاهل بحقيقة تلك المسائل الكبرى فسيكون مستهلكاً طفيّليّاً و ماكراً و حسوداً و مُنافقاً و شقيّاً في وجوده يُحاول سرقة ألآخرين و آلأعتياش على حقوقهم و جهودهم بكلّ ألوسائل ألمُمْكنة, مُتّخذاً من آلمرجعيّة ألدينية في آلشّرق و آلدّيمقراطية من آلغرب و آلعوامل ألأقتصاديّة و آلأئتلافات و آلأحزاب ألظالمة؛ وسيلةً لذلك, خصوصاً ألمُدّعين منهم للدّين و آلأخلاق و آلوطنيّة و حبّ أهل البيت(ع) و تمثيلهم له .. و هم أبعد ما يكونوا عن ذلك, و كما يُعبّر عنهم واقعهم حين أبَو تَحَمّل مسؤولية نجاة ألأمة و مُقارعة ألفاسدين عملياً و تركوا الأمة تتلوى من مصائبها, و كذلك طريقة حياتهم و لباسهم و سفراتهم و ما يمتلكون و ذويهم من إمكانات و حقوق و رواتب و مخصصات تضاهي حياة الملوك و آلرّؤساء ألظالمين !؟

و لا نعني بآلجّاهل؛ ذلك الذي لا يعرف القراءة و الكتابة! فهناك الكثير من الأمّيين .. لكنهم عرفاء و مُنتجون لأنهم يعرفون سرّ الحياة بفطرتهم و إشراقاتهم الروحية, و لا غرابة لو وجدنا ألكثير مِمّن يحملون الشهادات الجامعية و الحوزوية حتى (آيات آلله) و (مراجع للدين) في المقابل لكنهم جهلاء و أمّيون بإمتياز .. لجهلهم لحقيقة ألحياة و فلسفة الوجود و آلغاية من خلق الأنسان, و إنّ كنتُ أنسى لكنني لا أنسى آلأسئلة التي كانت تردني من أعضاء ألمنتدى الفكري نهاية الألفية الثانية .. من المهندسين و المتخصصين و آلحوزويين حول جدوى دراسة تلك الموضوعات الفلسفية المعمقة نسبياً لذوي الأختصاصات العلمية, بل ربما عدم مشروعية بعضها بحسب عقيدتهم؟

و كان جوابي هو: أنّ المُبصر لطريق ألحياة و أبعاد الوجود هو آلأقدر على آلأنتاج و آلأبداع و آلبناء و خدمة ألمجتمع .. ألذي بدوره سيأمن شرّه و ظلمه على آلأقل فيما لو إرتقى ذلك المتخصص او المرجع سلم المسؤوليات ألعليا في النظام السياسي أو الأجتماعي أو الدّيني, حيث يكون وقتها متمكّناً على آلسرقة و التخريب و العبث بمقدرات الأمة و مصيرها بشكل أكبر و أقدر!


و لا بد من عرض توضيحٍ أشمل و أعمق على ذلك آلسّؤآل ألأصعب؛
لماذا خلق الله الأنسان؟

فبدون معرفة الجواب الدقيق سيعيش ألأنسان صغيراً ضعيفاً تعيساً حسوداً و يموت صغيراً ذليلاً مقهوراً!

يعتقد أكثر فلاسفة ألعالم ألمعروفين بأنّ معرفة آلهدف من آلحياة يحتاج إلى آلبحث و آلتنقيب عن آلحياة نفسها, فبدونها يصعب إدامتها بلذة و إطمئنان, و ستكون تافةً و سطحيّةً و لا تستحق آلتقدير و آلعيش!

إنّ محنة ألأنسان ألكبيرة قد برزتْ حين تأسّر آلعشق ألمكنونَ في قلبه بمعيّة ألرّوح .. بسبب ألسّكون و التّحجر داخل زنزانة الجسد ألماديّ بسبب تسلط الظالمين و المستكبرين؛ فسبّبتْ إنتعاش شهوة آلنّفس و ظهورها كوليد غير شرعي لذلك آلسّكون ألسّلبي ألمُملّ .. لتكون آفة ألعشق ألتي جعلت الأنسان وضيعاً طامعاً حسوداً مُخرّباً و إرهابياً لا يعرف آلشّكر و قدر النعمة الألهية .. و لذلك عجز عن آلتحليق في سماء آلعرفان؛ و قد يستمرّ أسيراً لشهواته و مطالبه ألأرضيّة إن لم يُسويّها بآلصّلاح و الخير و آلمحبة بعد التوبة!!

إنّ جمال ألمعشوق لو بانَ لخضعنا له جميعاً بلا إختيار .. و لكن هيهات من حدوث ذلك و آلنفس عامرة بآلفجور و آلحسد و آلكبرياء و الشهوات!؟


حقيقة العبادة:
لقد بيّن القرآن الكريم سبب خلق الأنسان بإستخدامه ألكثير من آلآيات ألمحكمات و ألمتشابهات كإشارات مُعَمّقة, لعدم وجود دلالات و ألفاظ لغويّة أقوى و أكثر وضوحاً من آلألفاظ ألّتي إستخدمها ألباري تعالى لمخاطبة النّاس عبر آلرّسالات ألسّماوية و كذلك فسح المجال أمام الباحثين عن سرّ الوجود و آلخلق للبحث و آلتّفكر في ذلك, و يُمكننا إعتبار آية (ألعبادة) من أقوى و أفصح ألآيات ظاهراً .. بحسب ما جاء في سورة ألذّاريات بقوله تعالى:
[ما خلقت الجّن و آلأنس إلّا ليعبدوني](7).

لكن ألمقصود بحقيقة (ألعبادة) هي ليستْ تلك آلحركات و آلأشارات البدنية و آلأذكار ألّتي يأتي بها ألمصلّي أو العابد في مواقيت معلومة من اليوم و آلشّهر و آلسّنة و كما أُشيع بين الناس؛ بل (حقيقة العبادة) له تفسيرٌ و تعبيرٌ و حقيقةٌ أعمق وأدق يجهلها أكثر أهل الأسلام كما يجهلها غيرهم .. إنّها تتعدّى آلتفاسير ألسّطحيّة ألتي يعتقد بها للأسف ألكثير من دعاة ألدّين و علمائهم لأعتقادهم ألسّاذج بأنّ الله محتاج للعبادة حاشاه!

لقد أعطى ذلك آلتفسير ألسّطحي ألحجّة لّليبراليين و آلمُلحدين ليتقوّلوا على الله و آلدّين و أهل ألدّين ألحقيقيين, بقولهم:
[هذا هو سطحية ألدّين و آلمُتدينين و ربهم(الله), لكون فلسفتهم في الحياة تنحصرُ في مجموعة من آلطقوس و آلعبادات و آلمعاملات الشخصية التي يحتاجها الله تعالى كما هو مُدْرج في آلرّسالة العمليّة للمراجع التقليديين كغاية لخلق ألوجود و الأنسان, فربّهم (ألله) مُحتاج للعبادة]!

و لكم أن تحمكوا على مدى تفاهة و سطحية أهل آلدين و محدودية فلسفتهم, آلتي تنحصر في مجموعة من آلحركات قياماً و قعوداً و سجوداً طبقاً لفتاوى (ألمرجع ألدّيني ألأعلى) لأرضاء ربّ العالمين الذي يحتاج العبادة!؟

نقول في تفسيرنا للعبادة؛ بأنّها أولاً؛ لا تتوقف عند تلك الحركات ألتي يكرّرها الأنسان يوميّاً بإتجاه واحد و قالب واحد و وتيرة واحدة وكأنها تتحول إلى عادة يومية تكرارية .. فآلمخلوقات بما فيها آلجبال و آلشّجر و آلحجر و آلحيوانات و النّباتات و آلأفلاك و كلّ آلأجزاء ألتافهة و آلرّاقية ألصّغيرة و آلكبيرة من آلمجرّة و إلى آلذّرة و مخلب ألنّملة في جحرها آلصغير داخل ألكرة ألأرضيّة ألصّغيرة بآلقياس إلى آلفلك العظيم؛ كلّها تُصلّي و تُسبّح لله تعالى .. و لا تنقطع عن ألعبادة و آلتّسبيح .. بل أنّ الوجود بما فيه من آلأحياء قائمٌ بإرادة الله و قوته و ملكوته تعالى!

و تلك آلحقيقة يُؤكّدها الله تعالى من خلال آيات عديدة فصلنا البحث في بيانها في كتاب(الأسفار):

أنّ تحجيم معنى آلعبادة ألحقيقيّة و آلعزوف عنه؛ قد سبّب جحيماً في آلمجتمعات البشرية, بلْ أنّ الصّلاة و آلصّوم نفسها تكون بمثابة عبء ثقيل و مُمّل و جهنم لصاحبه, لأنّه لا يفقهها و لا يعرف أبعادها و ما عليه من واجبات, لهذا تكون صلاته و صومه و عبادته مجرّد حركات ثقيلة تُؤذي بدنه و روحه, و بآلتاي لا تكون حاجزاً للمرء أمام إتيان المنكرات و المظالم التي تسبب بشكل طبيعي الحرائق العظمى في المجتمع بعد إجتماعها شيئاً فشيئاً!

(ألعبادة ألحقيقيّة)؛ هي تلك آلعبادة ألتي فصّلها الباري تعالى في القرآن الكريم و بيّنَ تفاصيلها و توضيحاتها ألرسول(ص) و آلأئمة الصالحون, و يُمكننا إجمالها من خلال آلعمل الصالح و الأنتاج الوافر في المجتمع مصحوباً بآلمحبة و آلأحترام و التواضع و آلأيثار!

بمعنى أنّ جميع آلعبادات الشّخصيّة ألنّظريّة هي مقدّمات للأتيان بآلعمل ألصّالح و آلأنتاج ألوفير على كلّ صعيد, و لا يتحقّق ذلك الهدف كاملاً ما لم يكن طبقاً للقوانين و آلمنهج ألذي رسمه الله تعالى في القرآن, و من هنا نرى أنّ ألغربيّين رغم آلنهضة الأوربية و تطورهم ألمدني و إنتاجهم للعلوم و التكنولوجيا؛ إلّا أنهم لم يُوفقوا و لم يُسْعدوا في حياتهم بسبب آلأخطاء و آلمشاكل الأجتماعية الكبيرة التي رافقت عملية البناء و الأنتاج حتّى تفسخت أركانها و أنْعدَمتْ السعادة فيها .. تلك آلأخطاء ألتي لم يعلموا منشأها و أسرارها لبعدهم عن تعاليم ألقرآن, أمّا الشرق فأنّهم ما زالوا في سبات عميق .. لقد خسروا كلا آلجانبين(ألأجتماعي و الأقتصادي) أيّ (ألحضاري و المدني) و كذلك الروحي لعدم إدراكهم للعبادة الحقيقية حتى إستقرت بهم الأمور ليكون كلّ شرقيّ – بإستثناء إيران – إنتهازياً و ميّالاً لأجل قنص حقوق الآخرين, و لا نستثني منهم ألمرجعيّة ألدينيّة التقليدية نفسها للأسف(8) تلك المرجعية ألعتيدة ألّتي لم تخدم ألمجتمع ألأسلامي بشيئ حتى ثورة الأمام الخميني(قدس) عام 1979م ألتي بيّنت للعالم معنى العبادة و العقيدة .. بلْ كانتْ – أي المرجعية التقليدية - و آلآلاف ممّن يُحيط بها من الأنصار و الطلبة - عالة على أموال الخمس و آلزّكاة من آلفقراء و آلكادحين و إلى يومنا هذا.

حتّى آلدّول ألنّفطيّة ألأسلاميّة كدول الخليج – رغم غناها و آلتطور آلظاهري فيها بسبب ألتكنولوجيا ألمستوردة بدءاً بآلمركبات والطائرات و البنايات و حتى الأبرة الصغيرة و إنتهاءاً بآلخبراء الأجانب و العاملين المشرفين على الصيانة و آلأدارة - لكنها لم تُحقّق ما كان مطلوباً منها و تعيش على شفا جرف هاو, و لو نضب آلنّفط فيها؛ فأنّ شعوبها سترتدّ إلى الوراء في فترة قياسية لتعود إلى حالها و عهدها كما كانت في العصور الجاهلية البائدة!

كما أنّ رؤوس ألأموال الكبيرة للشيوخ و العلماء و المراجع في بنوك الغرب للأسف على ضخامتها لن تُجدي نفعاً لأنهم لا يمتلكون ناصيتها و لا يعرفون طرق إستثمارها و الأستفادة المُثلى منها لبلدانهم و شعوبهم لفقدانهم إلى آلمعرفة ألأقتصادية و الأدارية و الأستثمارية و الفنية, ولا يمتلكون قدرة تقرير تلك الأموال الطائلة ألمودعة لتداخلها مع أنظمة تلك الدولة و لكونها أساساً تحت تصرف أصحاب البنوك و آلشّركات التي معظمها لليهود و تسيطر عليها المنظمة الأقتصادية الظالمة من فوق للتصرف فيها و توجيهها بحسب مخططاتهم و حاجتهم لدعم صندوق ألنقد ألدولي أو المشاريع الكبرى الأخرى لأستعمار بقية البلاد التي ما زالت صّامدة و كذلك تستخدم تلك الأموال لصناعة الأسلحة و آلمعدات لضرب المؤمنين و الدولة الاسلامية المعاصرة!

إنّ (ألعبادة ألحقيقيّة) .. إنّما تتحقّق في ألفرد و المجتمع بآلأنسجام ألحاصل في وجود آلفرد و ألمجتمع من خلال ألأرتباط بآلله عموديّاً عن طريق الولاية ألقلبية الصادقة و ليس آللسان و الحركات ألظاهريّة و عن طريق ألأرتباط بآلنّاس أفقيّاً بإتّجاه تثوير آلطبيعة و إستعمار خيرات ألأرض و آلأنتاج ألعلمي و آلتّكنولوجي و آلتّنمية على كلّ صعيد لمنفعة الأمة و البشرية, و تلك هي آلعبادة ألّتي أرادها الله لنا كأمّةً وسطاً في آية ألعبادة!

لقد بيّن آلباري تعالى عبر إسلوب فنّي بديع ألهدف من خلقه للوجود و آلأنسان و قد إستخدم آلكثير من آلآيات المتشابهات كما ورد في سورة هود بقوله: [و لو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة و لا يزالون مختلفين إلّا ما رحم ربك و لذلك خلقهم ...](9)!

ألمُلاحظ في هذه الآية إشارة هامّة و ظريفة و هي إنّ الأختلاف و آلمخاصمات تُحدث عادةً في المجتمعات لقلة الأنتاج و الأبداع و ضعف الأمكانات و آلموارد الطبيعية .. فيتفنّن الناس في السياسة لأختلاق الحيل و آلمؤآمرات و حتى إستخدام العنف لتأمين الغذاء و السّكن و مهمات العيش, و من هنا تنعدم الرّحمة بشكل طبيعي و يحلّ محلها التزوير و الظلم و السّرقة و آلأستغلال و القتل و آلأرهاب, بعكس المجتمع العامل .. المنتج ألذي يعمل فيه الجميع بمحبة و شوق و إخلاص و هم يتسابقون لنيل الدّرجات العُلى ضمن منهج التعبد لله من خلال الولاية تحت إشراف الولي الفقيه كموجّه و صمام أمان لحركة المجتمع و آلأمّة.

و آلعارف لحقيقة الولاية و أجوبة الأسئلة الكبرى الآنفة, يدرك جيداً مفاهيم القرآن و روح آياته التي هي عبارة عن أسرارٍ و حكمٍ بليغةٍ و عميقةٍ, و قد إستخدم الباري تلك الألفاظ و آلدّلالات ألتي نتداولها لعدم وجود البديل آلأبلغ للتّعبير ولوصف حقيقية ألوجود أو الأنسان ألذي نفسه يُعدُّ كما أشرنا من آلمجاهيل الكبرى في هذا الوجود لتداخل تعقيداته و ملكوته و زمانه و مكانه و آلتحولات التي تجري عليه نتيجة التطور الفكري في كل مرحلة زمنية بما يتناسب مع تطور الزمان و المكان و العلاقات!

حيث بَدَتْ أللغة العربية ألتي تُعتبر من أقوى و أوسع ألّلغات في آلعالم .. عاجزةً عن بيان جوهر و حقيقية مكونات و مكنونات آلوجود و آلجواب آلأدق لذلك السؤآل ألأهم في نظرية المعرفة, بل حتّى حقيقية جزء صغير منها, و يتجلّى ذلك من خلال جواب الله تعالى للملائكة عند إعتراضهم على خلق الأنسان الجاهل الظالم بتصريحه الذي أندهش منه الملائكة قائلاً تعالى:
[إنّي جاعلٌ في آلأرض خليفة؛ قالوا أ تَجْعَلُ فيها منْ يُفسد فيها و يسفك ألدّماء و نحنُ نُسبّح بحمدك و نقدّس لك]؟
فأجابهم ألباري - [إنّي أعلم ما لا تعلمون](10)!؟

لعلّ الباري هنا أشار إلى مسألة المحبة و آلرّحمة و العشق الألهي ألذي بتحققّه في وجود الأنسان يُحقّق المعجزات و فلسفة العبادة الحقيقة, حيث لا أعتقد بعدم وجود أرتباط بين صفة ألرّحمة الألهية التي إختارها الباري لنفسه مع سعي الأنسان كعنوان و مسمى في بداية كلّ سور القرآن الكريم, بآلأضافة إلى تكراره و تأكيده لكلمة ألرّحمة في أمّ الكتاب كأهمّ موضوع يرتكز عليه ألأيمان و آلعمل ألصّالح و العبادة الحقيقية و فلسفة الخلق(11).

من هنا إستفاد ألقرآن من مئات ألآيات ألمُتشابهات فاتحاً أمامنا ألأبواب على مصراعيها للتّأمل و آلتّدبر و آلتّعمق و آلبّحث و بما يتناسب مع حجم ألقضيّة ألمطروحة من جهة .. و مع فكر ألأنسان و وعيه و تطلعاته لسنّ آلقوانين الأجتماعيّة لإدارة ألمجتمع من جهة أخرى(12) لتحقيق ألمستقبل ألموعود إنْ شاء الله والتخلص من شرّ آلحريق الذي تسرّب لهيبه في كل بيت و بلد.

عمر ألأنسان على آلأرض.
ما زال العلماء لا يعرفون بدقة عمر الأنسان على الأرض, أمّا عمر الأرض فيقدر بأكثر من نصف مليار عام بحسب التنقيبات التي أجريت في مناطق مختلفة و منها شمال شرق سوريا من قبل باحثين يابانيين!

أمّا عمر الأنسان فيُقدر بأقل من ذلك بكثير, حيث تشير ألدلائل العلميّة و التأريخية و أزمنة الأنبياء إلى أنّ عمره على الأرض بـحدود ( 10000 عشرة آلاف عام ) لأن سيدنا "محمد" صلي الله عليه و آله و سلم بعث من (1433 سنه هجرية ) و سيدنا "عيسى" عليه السلام بعث منذ ( 2014 سنه ميلادية ), و سيدنا "موسى" عليه السلام بعث منذ ( 1221 سنه قبل الميلاد ) و سيدنا "إبراهيم"عليه السلام جاء مصر منذ ( 1490 سنه ق.م ) تقريبا لأنه نزل في أواخر حكم ( راجن ) "تحتمس" الثاني الذي أمن به هو وزوجته ( رو) "حتشبسوت", و سيدنا "نوح" عليه السلام ولد منذ ( 4500 سنه ق.م ) تقريبا ، وظل يدعو قومه قرابة ( 1000 سنه ) و استقر على الأرض بعد الطوفان منذ ( 2500 سنه ق. م ) تقريبا، لأن يوجد فترة تقدر بـ ( 1000 سنه ) سقطت من التاريخ بعد الطوفان و هى من بعد الأسرة الخامسة الذي ولد في أولها تقريبا سيدنا "نوح" عليه السلام, و سيدنا "إدريس" عليه السلام ولد منذ ( 5000 سنه ق.م ) تقريبا لأنه أول من خط بالقلم وأول من درس علم الفلك.

و بين تلك التواريخ تواريخ مفقودة أخرى لا توجد أيّة إشارات في المصادر التأريخية لها, و في كلّ ألأحوال لا تتعدى مجموع الفترة الزمنية التي هبط فيها آدم على آلأرض حتّى يومنا هذا على العشرة الاف سنة.

سكان ألأرض قبل خلق آدم عليه السلام:
يبدو أنّ الأزمنة التي سبقت خلق آدم (ع) قد إحترقت هي الأخرى تماماً, بدليل الآية القرآنية التي أشارت إلى الفساد و سفك الدماء و الأنحراف التي أصابتهم بعيداً عن عبادة الله تعالى و كما جاء ذكره آنفاً!

فحين خاطب الله عز وجل ملائكته الذين إعترضوا على خلق آدم(ع) في آلحوار القرآني الذي ورد في سورة البقرة و غيرها؛ أشار تعالى لحكمته من خلقه لأبينا آدم الذي كان أكثر جمالاً و هنداماً و تقويماً من المخلوقات السابقة بآلقول: [إني أعلم ما لا تعلمون] و كما ورد في القرآن الكريم الذي بيّن لنا الكثير من الأسرار العلمية التي حيّرت البشرية مذ وجدت و حتى يومنا هذا, و في المقابل حيرة علماء الغرب و تخبطهم في الجهل حتى وضعوا نظرية (التطور) لداروين لسد الفراغ العلمي المجهول الكبير في نشأة الكون و الأنسان, زاعمين بأنّ النسل البشري بدأ من خلية صغيرة كانت تعيش في الماء ثم تطورت إلى سلالات و مخلوقات كآلأنسان أو شبيهة به و سكنت الأرض!

و كذا خلق السموات و ألأرض و الأفلاك بدأت من نقطة صغيرة من حادثة البك بنك قبل أكثر من 15 مليار سنة ثم تطورت و أنفلقت منها الأفلاك و المجرات حتى نشأة المجموعة الشمسية بما فيها الأرض, قبل أقل من مليار عام, و كما فصلنا الكلام فيه في كتاب؛ ( أسفارٌ في أسرار الوجود), فيرجى مراجعة ذلك لمعرفة التفاصيل.

صخورٌ سوداء كاربونية سوداء صلبة تبلغ عمرها مئات الملايين من السنين؛ كهوف عمرها أكثر من 500 مليون سنة سكنها المخلوقات الأولى التي سبقتنا على ما يبدو, و لا نملك عنها الكثير من المعلومات, ففي معرض تورنتو بكندا, رأيت أحجاراً سوداء و أخرى ملونة حدّد العلماء أعمار بعضها بحدود 800 مليون سنة إستناداً إلى قِدم الخلايا الكاربونية عليها, ممّا يُدلّل يقيناً على أنّ عمر الأرض يصل إلى مليار عام تقريباً, و أنّ هناك مخلوقات عديدة لا ندري ما جرى لها بآلضبط .. توالت عليها و أحترقتْ و كأنها لم تكن تعنينا أو تتعلق بنا, لكن القدر المسلم أنها فسدت و قتلت و سفكت الدماء, بسبب غريزة التسلط و آلشهوة و آلأنا (13).

أمّا علماء الإسلام و آلمفسرون فقد تضاربوا في تفسيرهم للآية الكريمة المتعلقة بخلق السموات و الأرض، و اليوم يفجر العلم مفاجأته و يضع بعض الحدود لهذا الجدل، بعد كشفها لكهوف عمرها مئات الملايين من السنين تتحدث عن أصل الحكاية.

تحقيقات علميّة حديثة:
عبر طرق جبلية وعرة انطلق فريق من الباحثين من دمشق، قاطعين بسيارة خاصّة مسافة 700 كيلومتر في زمن قدره 14 ساعة حتى وصولهم إلى نقطة في أقصى الشمال الشرقي من سوريا، وفي منطقة يقطنها آلأكراد بدأ الفريق بآلبحث و التنقيب في المكان الذي تسببت الاكتشافات العلمية الأخيرة فيه إلى زلزلة العالم شرقه وغربه، آلاف من الزوار و مئات من العلماء و الباحثين في مختلف الميادين يعج بهم الطريق الجبلي الضيق الذي يوصل إلى تلك الكهوف الأثرية، التي يعد اكتشاف أسرارها حدثاً هاما في تاريخ البشرية، بعد إزالة الغموض عن اللغز الذي حيّر الجميع حول أصل و تأريخ الإنسان و عمر الأرض ومن سكن الأرض قبله.

كهف عمره 500 مليون سنة!
أكثر من 100 كهف، يعود تاريخها إلى عصر ما قبل الإنسانية، أي قبل نزول آدم عليه السلام من السماء، وقدر الجيولوجيون تاريخ هذه الكهوف بأكثر من 500 مليون سنة، و يعود الفضل في هذه الاكتشافات لبعثة يابانية جاءت إلى هذه المنطقة قبل ثلاثين عاماً، وحدّدت تاريخ المنطقة، و توصل البروفيسور (هيدو فوجي) رئيس هذه البعثة ورئيس بعثة التنقيبات في الكهوف إلى حقائق لم يتوصل إليها أي أحد من قبل.

ألبشارة الألهية ألكَونيّة:
ما همنا بآلدّرجة الأولى هو معرفة حقيقة حياة بني آدم و آلمخلوقات التي عاشت في تلك آلأزمنة المحروقة بعد سقوط آدم في الأمتحان الألهي ألعمليّ بأكله من الشجرة الممنوعة و نجاحه في الأمتحان النظريّ بإجابته على الأسئلة و آلأسماء آلتي تعلمها قبل آلهبوط و النزول للأرض؛

فآلأشارات القرآنية تُدلّل على نزول انواع الأبتلاآت و التّدمير الشّامل الذي رافقهم بسبب نواياهم السيئة و مواقفهم السّلبية من تعاليم خالق الوجود في كل عصر و مصر, بدءاً بشهادة هابيل على يد أخيه قابيل ثمّ تنكر و صدود ألأنسان للوجود و إعلان آلكفر بخالق الكون و تحدّيهم للأنبياء و المرسلين حتى آلزّمن الغابر الذي أحاط بالنبي نوح (ع) بعد معارضة جميع الناس لدعوته التوحيدية, و لعلّ آلعلامة آلأبرز في ذلك هو الفيضان العظيم الذي دمرّ الأرض كلّها بإستثناء سفينة نوح و آلأزواج المُحدّدة من خلق الله الذين آمنوا و ركبوا السفينة لنجاتهم و التي رست على الجودي في جنوب غرب روسيا المحايدة لشمال إيران, لكن الله تعالى لم يترك البشريّة سدى رغم إجحافهم و إصرارهم في التيه و الضياع و حاشاه أن يترك من خلقه .. بل دلّهم على طريق النجاة و الفلاح بجعل (آية المودة) كخطٍ أحمرٍ و فاصل بين آلحق و الباطل, و كانت العلامة البارزة التي بقيت خلال الفترة الأنتقالية من زمن آدم إلى نوح و من ثمّ آلأزمنة التي تلت الفيضان العظيم حتى الرسالة الأسلامية الخاتمة!

و آلجّدير ذكره أنّ نوح(ع) إصطحب معه وثيقة هامّة للنّجاة من العذاب الذي وقع على الجميع أنذاك, و كدليل و بيان للناس في نفس الوقت تتلخص في الوصية التي أتى بها آدم(ع) من آلجّنة و دفعها عن طريق أبنائه حتى وصلت إليه حث تقضي بضرورة التمسك و السير و التوسل بأسماء و منهج أهل البيت(ع) لتنتقل بعدها يداً بيد لتكون في النهاية و كما قرّرها الباري بمثابة البشارة العظمى في آلقرآن الكريم و آلرسالة الاسلامية الخاتمة لجميع رسالات السماء, و كما جاءتْ تفصيلاً في سورة الشورى (14).
و كذلك في سورة القمر بعد تمهيدات لقصة الطوفان ذكر الباري بآلنّص؛ [و لقد تركناها آية فهل من مُدكّر](15).

ماذا كانت تحوي تلك الوصيّة العظيمة التي أتى بها أبونا آدم(ع) من الجنة وتركها الباري آية للعالمين؟

و لماذا أصبحتْ وسيلة للنجاة من المهالك و آلابتلاآت و آلمحن و الفساد و القتل و الأرهاب!؟

بعد ما وصلت عبر سلالات الأنبياء إلى سيّدنا نوح عليه السلام و إلى جميع ألمرسلين من بعده للتّبرك بها كأساسٍ و محورٍ لتبليغ رسالة ألسّماء إلى آلبشريّة؟

و هذه اللوحة العظيمة تمّ العثور عليها مع بقايا أنقاض سفينتهِ من خلال تنقيبات العلماء ألسّوفيت و غيرهم في خمسينيات القرن الماضي؛ و هي أوّل و أقدم وثيقة مكتوبة على آلأرض لتكون آية للعالمين بعد ما إنتهى و غرق كلّ شيئ بسبب الطوفان.

و ليكون هؤلاء الخمسة الأطهار(محمد و علي و فاطمة و الحسن و الحسين) بمثابة الماء لأطفاء الحرائق التي تشبها البشرية عبر الأزمان المختلفة, و قد أجاد شاعر أهل البيت بآلقول:

لي خمسة أطفي بها نار الججيم الحاطمة .. المصطفى و المرتضى و إبنيهما و فاطمة

و خلاصة القصة هي أنهُ في أواخر عام 1952م صرّح فريقٌ من آلخبراء الرّوس بإكتشاف هامّ في منطقة بوادي (ق) عبارة عن لوحة متحجّرة من بقايا سفينة نوح مع أخشاب أخرى من حولها كانت عائدة إلى تلك السفينة المحطمة و شوهد أن تلك اللوحة قد نُقشتْ عليها بعض الحروف التي تعود إلى أقدم لغة و هي السّامانية و بعد ترجمتها إلى الأنكليزية ثم العربية تبيّن أنها أسماء أهل البيت(ع)(16), و التفاصيل منشورة في الملحق الخاص ببحثنا الموسوم بـ (فنُّ الكتابة و الخطابة) في الجزء الأول.

و هكذا لم تبقى للبشرية من تلك السلالات و آلأزمنة سوى تلك الوصية و ثلاث من أبناء نوح هم حام و يافث و سام مع أزواجهم و أبنائهم و احفادهم ليكونوا سبب بناء المجتمعات العالمية الحالية, و سنتطرق للفترة الزمنية المحروقة ألتي تلتْ عصر النبي نوح و من سبقه بعد الطوفان, و لا حول و لا قوّة إلا بآلله العلي العظيم.

عزيز الخزرجي ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) (ألطبيعة) غير عاقلة لذلك لا يمكن أن تخلق ألعاقل أو تكون مبدعة و خالقة لكونها تفقد ألعقل الذي يملكه مَنْ يُسخّرها و يستعمرها كآلبشر و غيره و كما يُقال؛ (فاقد الشيئ لا يُعطيه), لذلك فهي تابعة و ليست بمتبوعة و مخلوقة و ليست بخالقة.
(2) ألدّيانات الأرضيّة؛ كآلهندوسيّة و آلبوذيّة و آلزّرتشتيّة؛ أمّا آلسّماويّة؛ كآلمسيحيّة و آليهوديّة و آلأسلاميّة.
(3) أرسطو (1969م). سياسة أرسطو – مقدمة بارتمن ساندهيلر, ط1.
R,H PopkinPp(1956)-;- Astroll-;- Philosophy made simple. Newyork. (4)
(5) هنري كاربون, من أعظم فلاسفة الغرب, فعند مطالعتي لسيرة هذا الفيلسوف إستوقفتي ملاحظة هامة أوردها في مذكراته أثناء سفره إلى إيران .. بعد ما إطلع على خفايا الأمور في مصر و في جامعة الأزهر بخصوص الأديان و المذاهب الأسلامية, فقد أجرى تحقيقات كثيرة حول ذلك و بنفس ألباحث ألمُحايد و توصّل إلى أنّ نظرية أهل البيت(ع) في الأمامة هي الأمتداد الطبيقي للرسالة الأسلامية عن طريق الأمام الثاني عشر(عج) الذي يعتبر حبل التوصيل بين الأرض و السماء في زمن الغيبة هذه, و أضاف بآلقول بعد ما إطلع على أوضاع آلحوزة العلمية في إيران و ناضر كبار العلماء فيها أمثال آلسيد محمد حسين الطباطبائي صاحب الميزان, قائلاً: (أن آلمذهب الذي يدين به الأيرانييون هو المذهب الذي يناسب روح الأنسان لأحتائه على آلحسّ ألعرفاني و مكامن الحب و العشق الذي يربط الأنسان عن طريق آلأئمة – و الأمام الحجة المنتظر بآلله, بينما المذاهب الأسلامية الأخرى لا تمتلك تلك الخصوصية الأساسية الهامة, و لهذا وصف عقيدة العلماء الأيرانيين بآلعقيدة الصافية ألتي تتناسب مع روح الأنسان و تطلعاته لتحقيق فلسفة الحياة و الغاية من خلق الأنسان.

(6) يعتبر أفلاطون أوّل من طرح تلك الأسئلة, حيث قال؛ [إنّ الذي لا يعرف جواب تلك آلأسئلة ينكر وجود نفسه, لأنّهُ فاقدٌ للهدف ألأعلى للحياة؛ ذلك آلهدف ألذي يجب أنْ يسعى في آلحياة نفسها من أجله](عن كتاب ألسّياسة, لأرسطو).
ألذّاريات / 56. (7)
(8) أنني أؤكد لجميع الباحثين و آلقّراء الأعزاء بأني لا أعادي شخصياً أحداً من آلمراجع التقليديين في النّجف و غيرها, و أنّما نحنُ بصدد تصحيح ألمنهج الذي سار عليه هؤلاء, و إلا فأنّهم و المسلمون خصوصاً في العراق و الدّول العربية سيستمرون بآلعيش مع الأموات و كأنهم في الماضي يُسيطر عليهم أمثال صدام و عبد الله و حسني و مرسي, و إنّ إجترار الأفكار و الأحكام العبادية الشخصية من خلال رسالة عملية عقيمة لا يتوافق مع الفقه الأمامي الجعفري ألمعطاء ألذي يمثل خط الرسالة الأسلامية بكل أبعادها و قيمها, و يخالف نصاً و عملاً وصية الأمام الحجة الواضحة و البيّنة حين قال(ع): [و أما الحوادث الواقعة فإرجعوا فيها إلى روّاة حديثنا ...], فآلحوادث الواقعة لا تعني الصوم و الصلاة و العبادات الشخصية لأن أحكامها قد تبيّنت منذ زمن الأئمة أو بعدهم بقليل .. أي قبل أكثر من ألف عام, و آلحوادث الواقعة تعني الأمور الأجتماعية و المالية و التجارية و الأقتصادية و السياسية و العسكرية و ما إلى ذلك من آلقضايا الراهنة, لذلك عليهم قبول الحق عبر تفعيل معنى الحوادث الواقعة, و تأريخ المرجعية النجفية لم تُخلد لنا إلا إستثناآت من آلذين حاولوا تطبيق و تثوير الحوادث الواقعة بما يتناسب مع الفكر الأسلامي و وصية الأمام الحجة(عج)؛ كآلأمام الفيلسوف محمد باقر الصدر(قدس)!
(9) هود / 118 و 119.
(10) ألبقرة / 30.
(11) كرّر الباري تعالى مشتقات كلمة (رحمة) مرّتين في بسم الله الرحمن الرحيم, بينما المعروف عن القرآن بأنه كتاب بليغ يجتنب ألتكرار و ينحو في آياته نحو آلحكمة و آلموعظة و آلبلاغة, لكنه تجاوز تلك ألقاعدة كإستثناء ليُبيّن لنا أهميّة ألرحمة و الأنسانية و المحبة بين العباد من جهة .. و بين ألعباد و بقيّة مكونات ألوجود من جهة أخرى, بلْ كرّرَ ألباري تعالى كلمة ألرّحمة مرّات أخرى في نفس ألسّورة, هذا بآلأضافة إلى مسألة بيان أهميّة ألرحمة و آلمحبة و آلعشق في سُورٍ عديدةٍ من القرآن, حتّى إعتبر بعثة الرسول ألخاتم بمجملها من أجل آلرّحمة بقوله: (و ما أرسلناك إلّا رحمة للعالمين) (ألأنبياء / 107).
(12) قال آلأمام الباقر و الصادق(ع): [ليت آلسّياط على رؤوس أصحابي حتّى يتفقهوا في الدّين].
(13) قال تعالى: [و إذ قال ربّك للملائكة إنيّ جاعل في الأرض خليفة, قالوا أ تجعل فيها من يفسد فيها و يسفك الدماء و نحن نسبح بحمدك و نقدس لك, قال إني أعلم ما لا تعلمون](البقرة / 20). هذه الآية تشير إلى أن مخلوقات سابقة شبيهة بنا أو تختلف قليلاً سبقتنا إلى الأرض, لا نملك عنها سوى معلومات بسيطة و غير متكاملة!
(14) [ذلك الذي يُبشر عباده الذين آمنوا و عملوا الصّالحات, قل لا أسئلكم عليه أجراً إلّا المودة في القربى, و من يقترف حسنةً نَزد له فيها حسناً إن الله غفور شكور] (سورة الشورى / 23).
وهي آلآية التي يستدل بها الشيعة على إثبات إمامة أهل البيت ( ع ), و كما يدل نص الآية فقد طلب فيها من الناس الالتزام بمودة " القربى " و محبتهم و قد اعتبره القرآن بمنزلة الأجر لرسالة رسول الإسلام محمد ( ص ), و مما لا شك فيه فإن الفهم الصحيح لمضمون هذه الآية يعتمد على تعريف دقيق للمقصود من " القربى " أولا ؛ من هم ؟ ثم المقصود من " المودة " ، و كيفية وقوعها أجراً للرسالة ثانياً .

آية الولاية في مصادر أهل السنة
• ذكر المحدثون و المفسرون من علماء أهل السنة أحاديث كثيرة في تفسير هذه الآية ، و كذا جميع مصادر الشيعة تؤكد آية الولاية و تعتبرها الأساس و المحور في العقيدة الأسلامية, بإعتبار عدم تحقق العبادة الحقيقية و القرب من الله إلا عن طريق منهج أهل البيت(ع) ، لكننا نكتفي بذكر بعض المصادر السّنية للاستدلال على ذلك ، و الخير ما شهد به الآخرون ؟
و منها ما يلي :
• مسند أحمد بن حنبل : « عن ابن عباس قال : لما نزلت ( قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى ) قالوا : يا رسول الله من قرابتك الذين وجبت علينا مودتهم قال : " علي وفاطمة وابناهما » .
• صحيح البخاري : « عن ابن عباس أنه سئل عن قوله تعالى ( إلا المودة في القربى ) قال سعيد بن جبير : قربى آل محمد ( ص ) » .
• صحيح مسلم : « سئل ابن عباس عن هذه الآية فقال ابن جبير : هي قربى آل محمد ( عليهم السلام ) »
• الكشف والبيان للثعلبي : [اختلفوا في قرابة رسول الله ( ص ) أمر الله بمودتهم قال : عن ابن عباس قال : لما نزلت * ( قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى ) * قالوا : يا رسول الله من قرابتك هؤلاء الذين وجبت علينا مودتهم ؟ قال : (عليّ و فاطمة و ابناهما )].
- فضائل الصحابة ، ابن حنبل : 2 : 669 ح 1141.
- تعدى إلى الأعلى : صحيح البخاري ، ج 6، ص : 37 .
- تفسير الكشف و البيان ، الثعلبي ، تفسير الآية 23 سورة الشورى .
(15) سورة القمر / آية 15.
(16) في تموز عام 1951م قامَ جماعةٌ من آلعلماء ألسّوفيت ألمختصّين بآلآثار ألقديمة بآلتّنقيب في منطقة بـ "وادي قاف"(1) فعثروا على قطعٍ متناثرةٍ من أخشابٍ قديمةٍ متسوسةٍ و بالية ممّأ دعاهم إلى آلتنقيب و آلحفر أكثر و أعمق, فوجدوا أخشاباً أخرى متحجّرة و كثيرة في أعماق أرض تلك المنطقة.

و من بين تلك آلأخشاب ألّتي توصّلوا إليها خشبةٌ على شكلٍ مستطيلٍ طولها 14عقداً و عرضها 10عقود مكتوبة عليها بعض ألعبارات سبّبت دهشتهم و إستغرابهم, إذْ أنّها كانتْ ألقطعة ألوحيدة ألّتي لم تتغيّر و لمْ تتسوّس, و لم تتناثر كغيرها من آلأخشاب ألأخرى!

و في أواخر عام 1952م إكتمل آلتحقيق حول تلك الآثار فظهر أنّ اللوحة ألمشار إليها كانت ضمن سفينة ألنبي نوح عليه و على نبينا آلسّلام و أنّ الأخشاب ألأخرى هي حطام تلك آلسّفينة و شُوهد أنّ تلك آلّلوحة قد نُقشتْ عليها بعض ألحروف ألتي تعود إلى أقدم لغةٍ في آلأرض و هي اللغة ألسّامانيّة!

و بعد آلأنتهاء من آلتّحقيقات ألمفصّلة عام 1953م, شكّلتْ ألحكومة ألسّوفياتيّة لجنة قوامها سبعة من علماء ألّلغات ألقديمة و من أهمّ علماء ألآثار و هم:
1- "سوله نوف" إستاذ ألألسن في جامعة موسكو.
2- "إيفاهان خنية" عالم ألألسن ألقديمة في جامعة لولوهان بآلصّين.
3- "ميشاتن لو" مدير ألآثار ألقديمة في آلمتحف ألمركزيّ بآلصّين.
4- "تانمول كورف" أستاذ ألّلغات في كليّة كيفنزو.
5- "دي راكن" أستاذ ألآثار ألقديمة في معهد لينين بروسيا؟
6- "إيم أحمد كولاد" مدير ألتّنقيب و آلأكتشافات ألعام.
7- "ميجر كول توف" رئيس جامعة ستالين.

و تبيّن بعد دراسات مستفيظة بأنّ تلكَ آلّلوحة ألمنقوشة كانتْ جزء من سفينة نوح(ع) ألذي حملها معه في سفينته للتّبرك و آلحفظ من آلأخطار و كانت حروفها بآلّلغة ألسّامانيّة و قد ترجمها إلى آللغة الأنكيزيّة ألعالِم ألبريطانيّ"إيف ماكس" أستاذ ألألسنة ألقديمة في جامعة "مانجستر, و هذا نصّها:
O MY GOD MYHELPERيا إلهي و يا مُعيني
KEEP MY HANDS WITH MERCY برحمتك و كرمك ساعدني
AND FO THOSE HOLY PEOPLE و لأجل هذه آلنّفوس ألمقدسة:
MOHAMMEDمحمّد
ALIAإيليا
SHABBERشبّر
SHABBARشُبيّر
FATEMAفاطمة
THEY ARE ALL BIGGESTألّذين هم جميعاً عظماء
AND HONOURABLES و مكرمون
THE WORLD ESTABLISHED FOR HIMألعالم قائم لأجلهم
HELP ME BY THEIR NAMEساعدني لأجل أسمائهم
YOU ONLY CAN GUIDE ME أنتَ فقط تستطيع أنْ تُوجّه
TO THE RIGHT WAYنحو آلطريق ألمستقيم

و لا يُخفى عليك أيّها آلقارئ أنّ "إيليا" و "شبّر" و "شبّير" أسماء بآلّلغة السّامانية, و معناها بآلعربيّة: "عليّ" و "حسن" و "حسين"
إن تلك آلّلوحة موجودة آلآن في "متحف آلآثار ألقديمة" في موسكو في آلأتحاد ألسّوفياتي!

يقول ألباري في سورة ألقمر تأكيداً لهذه ألواقعة الأهم في خط ألرّسالة الأسلامية ألأنسانية؛ "ولقد تركناها آيةً فهلْ مِنْ مُدّكر"(15), و آلمعنى: أنّنا تركنا آيةً من خلال هذه آلسّفينة لتبقى دليلاً قائماً تقتدي بها آلأمم و آلأجيال, على مرّ ألزّمان, فيتّعظ بمسيرتهم ألناس ليحذروا عذاب الله و يرجوا ثوابه عبر آلألتزام بخطهم, هؤلاء ألّذين طهّرهم الله تطهيراً و جعلَ حُبّهم و آلتّمسك بولايتهم معياراً لدخول ألجّنة و بُغضهم معياراً لدخول ألنّار و آلعذاب"قل لا أسئلكم عليه أجراً إلاّ آلمودّة في آلقُربى"(3) بأجماع ألمفسّرين.



#عزيز_الخزرجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ألأزمنة البشرية المحروقة
- موقفي من دولة القانون
- أسئلة مصيرية لدولة القانون!؟
- كيف نتّحدْ؟
- ألنجيفي أعلن إرهابه ضد الشعب
- رأي الأمام علي(ع) بأهل العراق!؟ القسم الثاني
- ألمنهج ألأمثل للتربية و التعليم في العراق الجديد:
- هل ا لكلمة الطيبة صدقة حقا؟
- لماذا إختار الصدر الدّراسة في حوزة قم بدلاً من حوزة النّجف؟
- إنقطاع سبيل ألمعروف أمام العراقيين
- العراقي ألشريف لن ينتخب العناوين الخاطئة
- حقيقة الخُلق البعثي في الواقع العراقي
- مفارقات مأساوية في سياسة الحكام الظالمين
- ما هي علاقة بهاء الأعرجي بطارق الحسن؟
- إنسحاب البرلمانيين في الوقت الضائع: هل سيُكفّر سيّئأتهم؟
- عندما يكون الأنسان آيةً لله!؟
- هل يكفي رفض المحكمة العليا لقرار 38؟
- لو كان في العراق مخلصين لأنتصرنا!
- إنتصار البرلمان على الشعب العراقي!
- يعازي؛ إسرائيل حليف داعش!


المزيد.....




- فنانة لبنانية شهيرة تكشف عن خسارة منزلها وجميع أموالها التي ...
- الفنان السعودي حسن عسيري يكشف قصة المشهد -الجريء- الذي تسبب ...
- خداع عثمان.. المؤسس عثمان الحلقة 154 لاروزا كاملة مترجمة بجو ...
- سيطرة أبناء الفنانين على مسلسلات رمضان.. -شللية- أم فرص مستح ...
- منارة العلم العالمية.. افتتاح جامع قصبة بجاية -الأعظم- بالجز ...
- فنانون روس يسجلون ألبوما من أغاني مسلم موغامايف تخليدا لضحاي ...
- سمية الخشاب تقاضي رامز جلال (فيديو)
- وزير الثقافة الإيراني: نشر أعمال لمفكرين مسيحيين عن أهل البي ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- ألف ليلة وليلة: الجذور التاريخية للكتاب الأكثر سحرا في الشرق ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عزيز الخزرجي - ألأزمنة البشرية المحروقة(الزمن الأول)(2)