أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد صبحى منصور - دين هذا السلفى















المزيد.....

دين هذا السلفى


أحمد صبحى منصور

الحوار المتمدن-العدد: 4441 - 2014 / 5 / 2 - 21:00
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


جاءنى على موقع ( أهل القرآن ) هذا الخطاب البذىء من شخص يسمى نفسه ( سلفى ) يقول لى فيه : ( إستيقظ يا حمار. من أين أتيت بصلواتك الثلاث يا صبحي مغرور ؟. إما أن محمدا-ص- كان يصلي مثلك .فانت تتبع السنة .و تهدم مذهبك . و إما أنك غبي إلى درجة أنك لم تعد تعلم أنك غبي ) .
وأكتب تحليلا لهذا الخطاب القصير ، لأنه يعبّر بصدق عن الدين السلفى السُّنّى. وفيه من أسُس هذا الدين السلفى السُّنّى ما يلى :
أولا : السماع :
1 ـ السّماع : الأحاديث كلها (سماعية ) تعبر عن ثقافة سماعية ، يقولون إن فلانا من أهل الحديث ( سمع ) من ( فلان ) , وهذا هو الذى يتردد فى تراثهم . دين أرضى يقوم على السماع من الشيوخ الذين يزعمون أنهم سمعوا من فلان أنه سمع من فلان انه روى عن فلان الذى سمع من فلان الذى روى بدوره عن فلان..الخ..!! أى دين الروايات السماعية ، أو دين الحكاوى ؛ دين : ( قال الراوى يا سادة يا كرام ) .
هذا السماع والتصديق به يخالف تشريع القرآن الكريم الذى يفرض وجوب التحقق من أى كلام أو خبر نسمعه فى شئون الدنيا ، فكيف بالدين ؟ يقول جل وعلا : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ (6) الحجرات ).
ومن أسباب تخلف مجتمعات المحمديين تلك الثقافة السمعية التى أصبحت لديهم دينا . فالذى يتأسس دينه على أقوال سماعية لا بد أن تتأسس حياته الاجتماعية ومستواه العقلى على هذا ( السماع ) لذا يسارعون بتصديق ما يُقال اليهم دون تمحيص مهما بلغ فيها التهويل والكذب . بل ربما يكون التهويل فيها مشجعا على تصديقها ، خصوصا إذا إرتبطت بدينهم الأرضى وتمت نسبتها كذبا للنبى عليه السلام . هل نسيتم كلام شيوخ الاخوان المسلمين فى فترة رئيسهم محمد مرسى ، وهم يزعمون منامات ورؤى وأحلاما يفترون فيها أن النبى قال كذا عن مرسى ، وان جبريل قال كذا . هكذا بكل صفاقة يكذبون ويجدون من يصدقهم ويصفق لهم ، لأنه دينهم القائم على السّماع وتصديق كل ما يقال من إفتراءات وأساطير الكرامات والمنامات التى جعلوها فى دينهم المحمدى من علامات النبوة .!!
ومن أُسُس التدين عندهم ( الاعتقاد ) أو ( التصديق ) أو سُرعة التصديق لأى أكاذيب تُلقى على أسماعهم .
. أذكر أن شخصا قال لى منذ حوالى ثلاثين عاما ( إن فلانا قال كذا وكذا .) وحكى عنه كرامات وأساطير خُرافية ، ثم ختم كلامه بأن قال عن ذلك الراوى ( وقد قابل وجه رب كريم ) هذا الشخص قال هذا الكلام وأتبعه بتلك العبارة الشعبية المأثورة التى تعنى ان صاحب الكلمة طالما قد مات فإن كلمته صادقة. وقلت له : أى إنه طالما مات وقابل وجه ربه الكريم فكل كلامه صادق ؟ تفكر الرجل قليلا ، وسكت خجلا . هذا الشخص ـ يرحمه الله ـ كان دائما يردد هذه العبارة عندما يردد أساطير الكرامات ، وكانت أقاويله تحظى بالتصديق لأن البرهان جاهز لديه ، وهو أن الراوى قد مات وانتقل الى رحمة الله ، وأصبحت أكاذيبه صدقا لاريب فيها . وهذا أيضا من ملامح الثقافة السمعية ، أن يتعود الناس على ترديد عبارات كاذبة دون أن يتعقلوها ، وان تستمر أجيالهم على تصديق خرافات دينهم المحمدى دون نقد أو تمحيص أو الاحتكام اليها فى القرآن الكريم
ويترتب على هذه الثقافة السمعية الدينيى أثرا إجتماعيا وسياسيا ، هو سُرعة التصديق لكل ما يُشاع فى أجهزة الاعلام . فلاعلام لدى المستبد فى بلاد ( المحمديين ) وأجهزة مخابراته تتفنّن فى ترويج الاشاعات وتوزيع الاتهامات الظالمة كذبا وعدوانا . والشواهد أكثر من أن تُحصى ، وقد عانينا من هذا الافتراء أكثر من ثلاثين عاما ، ولا نزال .
2 ـ هذا السلفى صاحب الرسالة ، قيل له أننا نصلى ثلاث صلوات فقط فى اليوم ، وننكر الصلوات الخمس المكتوبة . قيل له هذا فسارع بالتصديق ، ولم يكلف نفسه عناء التحقيق .
كان بإمكانه ـ لو أراد ـ أن يرجع الى موقعنا ( اهل القرآن ) والى موقع ( الحوار المتمدن )ليتحقق من هذا الاتهام . كان يمكنه أن يقرأ لنا :
كتاب ( الصلاة فى القرآن الكريم ) الذى يؤكد أن الصلوات الخمس هى من معالم ملة ابراهيم ، وأننا توارثناها بنفس التوقيت ونفس الكيفية ، وأننا نقول بقصر الصلاة عند الخوف فقط ، وليس فى السفر ، واننا ننكر فقط ( التحيات ) برواياتها المتعددة والمختلفة والتى تم صنعها فى العصر العباسى منسوبة للصحابة ، اى لم تكن معروفة فى عهد النبى. وأننا نقرأ مكان التحيات ( التشهد ) وهو الآية 18 من سورة (آل عمران ).
وكررنا هذا عشرات المرات فى الفتاوى ، نؤكد أننا نتمسّك بالصلوات الخمس ، بل حسمنا الأمر فى موقع ( أهل القرآن ) بعدم الجدال فى موضوع الصلاة ، وبحذف أى مقال يشكك فى عدد الصلوات .
كان بامكانه أن يقرأ لنا بحث الاسناد فى الحديث ، وهو منشور من قبل فى مصر فى التسعينيات وهنا أيضا. لو قرأه لعرف أننا قلنا أننا نؤمن بالسّنّة العملية الفعلية ، وهى الصلاة والصيام فى رمضان ، والحج الى البيت الحرام ، وأننا نعتبر السنة القولية هى كلمة ( قل ) فى القرآن ، التى تؤكد أن كل الأقوال للرسول هى فى القرآن فقط ، وليست له أقوال خارج القرآن ، وقد أنهينا بحثا عن (قل ) فيه التفاصيل . أما المحمديون والسلفيون منهم فهم يجعلون أحاديث البخارى وغيره ( من مفتريات العصرين العباسى والمملوكى ) هى السّنة القولية للرسول، وهذا هو الذى نُكر إسناده للرسول عليه السلام ، وهذا هو فحوى بحث الاسناد فى الحديث .
لو قرأ لنا كتاب ( الصوم ) وكتاب ( الحج ) و كتاب ( الزكاة ) لعرف إيماننا بالسّنة العملية وحرصنا على تطهيرها من أوزار الفقه السلفى . وكل هذه الكتب تم نشرها فى مقالات ، ثم كالعادة تم تجميعها فى كتب مستقلة منشورة فى موقع (اهل القرآن ) . وفى باب الفتاوى عشرات منها فيها الرد على من يتشكك فى الصلاة و مواقيتها وكيفيتها والطهارة لها .
هذا السلفى لم يكلف نفسه عناء القراءة . بل طبقا لثقافته السمعية ودينه الأرضى ( السماعى ) سارع بالتصديق دون تحقيق . ثم لم يكتف بهذا ، فسارع الى السّبّ والشتم والافتراء .
ثانيا : السّب والشتم والافتراء والظُّلم والتعدى والبغى بغير الحق.
1 ـ وهنا ندخل على الملح الثانى من ملامح الدين السلفى المحمدى . فهو لا يكتفى بالافتراء والكذب والاتهام ظلما بل يضيف الى ذلك البذاءة ، ضمن الملح الأكبر فى دينهم وهو الظلم والتعدى والبغى والاعتداء . إن الله جل وعلا يصف الكافرين بأنهم معتدون ظالمون . ومن الملفت للنظر أنها من أكثر المفردات شيوعا فى القرآن الكريم فى وصف الكافرين ، كما أن من اكثر المفردات القرآنية فى وصف المؤمنين هى الصبر .
و المؤمن إذا سمع جهلا أو لغوا أعرض عنه : ( وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ وَقَالُوا لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ سَلامٌ عَلَيْكُمْ لا نَبْتَغِي الْجَاهِلِينَ (55) إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ (56) القصص ) وهو يرد السيئة بالتى هى أحسن ، وقد فصّلنا فى هذا فى بحث عن الاسلام دين الحرية الفكرية ، والاسلام دين التسامح والاحسان ، وفى بحث (قل ) فى تشريع الحرية الفكرية الذى انتهينا منه أمس .
الدين السلفى السّنى على النقيض من ذلك . ويتمسك بهذه البذاءة أئمتهم فى عصرنا ، وقد فضحوا أنفسهم ـ ولا يزالون يفضحون أنفسهم ـ فيما يقولون من بذاءات فى قنواتهم الفضائية ، ويبررون هذه البذاءة بأحاديث ( نبوية ) يجعلون فيها النبى محمدا عليه السلام يسبُّ الناس بالفاحش من القول ، مع أنه عليه السلام موصوف فى القرآن بالرحمة وانه ما كان فظّا ولا غليظ القلب بل كان على خُلُق عظيم .
هم إخترعوا لهم رسولا فى دينهم السلفى يتفق مع مستوى أخلاقهم . وهو ليس الرسول الذى نؤمن به .
2 ـ وهذا السلفى يصفنا فى رسالته بما يعبر عن ملامح دينه السلفى ، وبما لا يليق بنا .
أخيرا
1 ـ وتمسكا بالاسلام الذى نؤمن به فإننا نصفح عنه ، وموعدنا معه ومع غيره أمام الواحد القهار .
2 ـ اللهم إجعلنا من الشهداء على قومنا ، ممّن ينطبق عليهم قول الحق جل وعلا : (إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأَشْهَادُ (51) يَوْمَ لا يَنفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمْ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ (52) ) غافر )
3 ـ ودائما : صدق الله العظيم .!!



#أحمد_صبحى_منصور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خاتمة كتاب ( قل ) فى القرآن الكريم
- ( قل ) فى تشريع الحرية الدينية
- الباب الثالث : ( قل ) فى التشريع
- ضحية للمواقع الاباحية
- ( قل ) فى إصلاح الصحابة المؤمنين ..والمحمديين
- ف 18 ( قل ) فى إصلاح المنافقين ..والمحمديين .!!
- ف 17 ( قل ) فى إصلاح أهل الكتاب ..والمحمديين .!!
- أمريكية من الصعيد وأمريكية من بحرى
- كيف تحب أبناءك .. من تانى .!!
- كيف تُحبُّ أبناءك
- ف 16 ( قل ) فى التحدى بالقرآن
- ف 15 ( قل ) فى تأكيد أن الاسلام ضد الاحتراف الدينى
- ف 14 ( قل ) فى الرد على إنكار البعث
- (قل ) فى الرد مقدما على المحمديين فى أن النبى محمدا لن يشفع ...
- ف (12 ) : (قل ) فى الرد مقدما على المحمديين فى أن النبى محمد ...
- فى حوار حول الولاية والأولياء ( قل )
- ( قل ) فى الحوار فى الألوهية طلبا للدليل العملى والعقلى
- ( قل ) فى الحوار وعظا بقرب قيام الساعة
- ( قل ) فى الحوار فى الألوهية بإيقاظ الفطرة داخل الكافرين
- ( قل ) فى الحوار فى الألوهية تهديدا للكافرين


المزيد.....




- تونس: إلغاء الاحتفال السنوي لليهود في جربة بسبب الحرب في غزة ...
- اليهود الإيرانيون في إسرائيل.. مشاعر مختلطة وسط التوتر
- تونس تلغي الاحتفال السنوي لليهود لهذا العام
- تونس: إلغاء الاحتفالات اليهودية بجزيرة جربة بسبب الحرب على غ ...
- المسلمون.. الغائب الأكبر في الانتخابات الهندية
- نزل قناة mbc3 الجديدة 2024 على النايل سات وعرب سات واستمتع ب ...
- “محتوى إسلامي هادف لأطفالك” إليكم تردد قنوات الأطفال الإسلام ...
- سلي طفلك مع قناة طيور الجنة إليك تردد القناة الجديد على الأق ...
- “ماما جابت بيبي” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على النايل ...
- مسجد وكنيسة ومعبد يهودي بمنطقة واحدة..رحلة روحية محملة بعبق ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد صبحى منصور - دين هذا السلفى