|
الوليد مادبو ، حفريات في اللغة و ... تأملات في حال البلد !
جابر حسين
الحوار المتمدن-العدد: 4441 - 2014 / 5 / 2 - 17:48
المحور:
الادب والفن
---------------------------------------------------------------
( رأيت / السهام المصوبة والخوذ / وكانت تتساقط قدما أمامك / من تلقاء ذاتها / ونظرت إلي الحبيبة المخاتلة / إلي المخلصة القاتلة / طعنة أرادتك / فأحجمت / فكنت الطعين / ولم تقاتل ولم تنتفض / بقبلة سلمتك وبدمعة / ولم تسفك دم صياد / أمام رحمها الحريز / سفكت دماك ! ) ... - توفيق صايغ - 1 :
قليلون جدا و ... نبلاء من تأملوا وتفكروا حال البلد وأبحروا عميقا في قضاياه كلها ، يجعلونها الحلم لديهم والرؤيا في كل خطواتهم ، في حركاتهم وسكناتهم فلا يطيقوا بعدا عنها ولا عن الوطن والشعب ، يفعلوا ذلك مهما كانت وعورة الطريق وخشونة المآلات ، وأعني ، علي وجه التحديد ، أولئك الجسورين في رعيل الأكاديمين في مقاعد التدريس والمعرفة في الجامعات والمعاهد العليا ، قليلون جدا ، لكنهم ، وهم معدودون في القلة ، كثر في ما يؤشرون به إلينا ، باهرين جدا وباسلين حد يضيئوا حجب الظلام فيكون جلاء الرؤيا والنظر في أحوال الوطن والشعب . د . الوليد آدم مادبو هو أحد هذه القلة النادرة من مثقفي السودان . هو سليل الزعامات الأهلية المرموقة في بلادنا ، ومن بيت علم ودين وتقي وجسارة في القول وفي الفعل ، من قبيلة الرزيقات ذات الشأن الكبير في التاريخ ، في تاريخ دارفور و تاريخ السودان أيضا . الوليد خرج من ذلك المهد الرحيم إلي طلب المعرفة والتعلم ، حتي تخرج في قسم الهندسة المدنية بكلية الهندسة في جامعة الخرطوم العام1989 ، ثم نال الماجستير في الهندسة المدنية من معهد إليينوي بشيكاغو في الولايات المتحدة الأمريكية ، و سلك في ما يسلكه العلماء عادة من سبل فبقي هناك وواصل تحصيله العلمي حتي نال الماجستير الثانية في الادارة العامة وحاز الدكتوراه في العلوم السياسية من جامعة فلوريدا بأطروحته عن " الإسلام والديمقراطية والحكمانية : السودان من منظور مقارن " ، فتأملوا ! فقد كان لغيره أن يكون زعيما مرموقا في موضعه من بيئته ، وكان يمكن له – كما هي سمات ونهج جل المثقفين – أن يكون ذو حظوة ومستوزرا في حكومات الإنقاذ ما شاء له أن يكون ، في الوجاهة وكنز المال وإرضاء شهوات النفس التواقة إليها ، ويحوز " الفلل الرئاسية " و ... اليخوت تتهادي علي الموج في مواسم طلب الفرح والمزاج ، كان له كل ذلك وأكثر لو أراده ، لكنه – بسبب من خصيصة النفس النقية ونبالة القلب – أختار ما اختار ، أن يكون في صف شعبه ووطنه وإن أورثه ، ذلك الاختيار ، العسف ينال منه والمسغبة و ... المنفي ! في المنفي ، نعم ، في البيت ... ( هو ، لا غيره ، من ترجل عن نجمة لم تصبه بأي أذي . قال : أسطورتي لن تعيش طويلا ولا صورتي في مخيلة الناس / فلتمتحني الحقيقة . قلت له : إن ظهرت انكسرت ، فلا تنكسر . قال لي حزنه النبوي : إلي أين أذهب ؟ قلت : إلي نجمة غير مرئية أو إلي الكهف / قال : يحاصرني واقع لا أجيد قراءته . قلت : دون إذن ، ذكرياتك عن نجمة بعدت وغد يتلكأ ، واسأل خيالك : هل كان يعلم أن طريقك هذا طويل ؟ فقال : ولكنني لا أجيد الكتابة يا صاحبي ! فسألت : كذبت علينا إذا ؟ فأجاب : علي الحلم أن يرشد الحالمين كما الوحي / ثم تنهد : خذ بيدي أيها المستحيل ! وغاب كما تتمني الأساطير / لم ينتصر ليموت ، ولم ينكسر ليعيش فخذ بيدينا معا ، أيها المستحيل ! ) * ...
بكيت أنا ، عندما بكي الوطن وغشينا الحزن معا : حين غادرنا الوليد إلي المنفي ، إلي جامعة الدوحة في قطر ، فهناك يعرفون قدره العالي ويحتفون بعلمه ، فكيف ، للثورة والوطن يكونوا ومثله في الشتات ؟
2 : أول معرفتي به كانت كتاباته ، كنت أقرأه في مأثرة أحمد طه الصحفية ، في صحيفة " السوداني " العدد الأسبوعي كل جمعة ، وكان يقرأني فيه ، حتي هاتفني ذات يوم من مكتب أحمد طه في الصحيفة : تعارفنا بالقليل من الكلمات الدالات ، وبكثير من المودات . فأخبرني عن عزمه السفر إلي قطر ! تألمت جدا لقراره بالسفر عن البلد ، وتذكرت توا محجوبا و وردي : ( ... أصدق كلامك حقيقة وبخاف أخاف الطريق اللي ما بودي ليك واعاف الصديق اللي ما بهم بيك معاك انتظاري ولو بالكفاف ! وعنك بعيدا أبيت الرحيل وبيك اعتزاز الصباح الجميل
جميع الأغاني اتكالن عليك جميع الأغاني اتكالن عليك ! ) * ...
تمنيته أن لا يرحل . لكنه قد غادر في حينه الذي أستقر عليه ، ولكن تري لم قد فعلها وهو العاشق ، حد الوجع الجميل ، للوطن ؟ أنقطعت عني أخباره حين أضعت عنوانه البريدي ورقم هاتفه يوم أستولي لص قاس علي لابتوبي وهواتفي . لكنني ظللت أحرص علي قراءة ما ينشره بين الحين والآخر في " الراكوبة " وبعض المواقع الآخري في النت . حتي كان أن هاتفني ذات يوم من مقره الجديد فسعدت بلقاء ودود منحني إياه وأستمر تواصلنا فلم يعد ينقطع . أواخر العام 2013 هاتفني ذات صباح د . عصام البوشي عميد الجامعة الأهلية بمدني ليخبرني أن لدي عنده كتب واردة من الأستاذ عبد الله الفكي البشير المقيم في الدوحة . وحين دخلت إليه مكتبه في اليوم التالي برفقة الصديق الطريفي يونس ، أعطاني نسختان من كتاب " ثورة الوسط : أعالي أشواق الإنسان المقهور " *. علي كثرة ما قرأت للوليد من مقالات رصينة وعميقة هنا وهناك لكن هذا هو الكتاب الوحيد الذي صار بحوزتي من مؤلفاته . الكتاب في 390 صفحة من القطع المتوسط ، في طباعة أنيقة وتصميم بديع عرفت به دار " مدارك " لصاحبها الشاعر والفنان الجميل الياس فتح الرحمن . 32 صفحة من الكتاب اشتملت عليها المقدمة الضافية التي كتبها الأستاذ عبد الله الفكي البشير ، الذي لم تفته لحظات الكتابة المتوهجة لدي الوليد ولا انتباهاته الذكية إلي كل وجوه المعرفة تقريبا ، في الفكر والأدب والسياسة ، في الجماليات والتأملات وفي المرأة ، في الدولة وشئون الحكم والأدارة ، في الحكمانية وفي شأن الجسد الإنساني ، وفي حال البلد والشعب ، في أشواق الإنسان وتطلعاته وآماله ، في الحروب وويلاتها والنزاعات القبلية التي تشوه وجه الوطن ، في الشعر الذي يحبه وفي جميلات درويش حين يجعلهن في مرآة نفسه السمحة فيجلو منهن ما يخفينه خجلا وحياء محبوب . كثيرون كتبوا وتناولوا بالدرس مثل هذه المواضيع ، لكن ليس كمثل الوليد من تناولها بهذا القدر الجليل من العمق والتبصر والشمول ، فهو قد أمتلك لكل منها ناصيتها " الوهيطة " وعدتها فجعلها كلها في وعيه وقلبه الذكي ثم قال بها في الناس ، أبدا ما رأيت مثل هذه القدرة الفذة التي تحيط – بسعة ودراية وحب – بكل تجليات وتداعيات قضايا الوطن والإنسانية . ولكن ، لم غادر الوليد الوطن الذي ، لاشك ، يحتاجه أكثر من أي وقت الآن ؟ لقد ضيق عليه النظام وأجهزة أمنه ومشايعوه معاشه اليومي وحريته ، العامة والشخصية في وطنه . فقد جوبه بالتعسف والظلم والتعدي علي مهام وظيفته الجامعية ، ثم تعرض للإستجواب المستمر من الأمن بصدد كتاباته واراءه الجسورة التي يعلنها في الملأ . تعرض للإعتقال وللمهانة التي يستشعرها من يطاله في روحه وفي بدنه ، وللإعتداء ممن هم أقصر منه قامة وأعلي منهم مقاما وعلما ، وهو العالم الجليل الخلوق الحيي الحافظ للقرآن بقراءته العشر والحائز علي أكثر من دكتوراه ، الأستاذ الجامعي وأبن الشعب الذي ولد من رحم رحيم ، العارف – بأفق معرفي واسع وبوعي عميق – بما جري ويجري علي أرض دارفور ، وقد جعلته معرفته هذه في موضع الحسد والهجوم عليه من قبل المتنفذين في الأقليم وأهل السلطة ...
في اللغة والمنهج و ... الموقف :
الوليد أستن له منهجا مبتكرا في الكتابة وأصطك لها مصلحات ظل يلح عليها ويضئ جوانبها حتي يسهل فهمها فتغدو في التداول والحوار . مثل " الحكمانية " التي قال بها وألح عليها إلحاحا فيعرفها : " الحكمانية هي عملية ترشيد الموارد البشرية والمادية بما يحقق الأهداف المعلنة للدولة ويلبي الأشواق المرجوة من الشعب . " . و ... عن " الجنسانية " يقول : " ... أنني أود في هذا المقال التكلم عن الجنسانية ( علي إعتبارها مصدر الإلهام لما تجود به الروح من إشراق وما ينفح عنه الجسد من تألق ) وليس الجنس بمعناه الميكانيكي الذي تعارف عليه الناس . هذا الموضوع وإن يبدو ليبراليا إلا إنه قديم قدم الإنسانية ، فمنذ عرف الرجل المرأة وهو يتلمس ما يفضي به إلي دائرة المعني ومط الخيال . ولقد كان حظ الأنثي أوفر إذ علمت منذ اللحظة الأولي أن الجسد ما هو إلا أداة الإنطلاق وأن اللذة ( القصوي ) هي أسمي لحظات الإمتاع ، لان بها ينتقل الإنسان من الوجود إلي العدم ومن المحدود إلي دائرة ( اللا ) محدود ، ومن سجن الحس إلي منتهي التخلص من القيود إنها اللحظة الأسمي . ولقد عبر السادة المتصوفة عن هذا الإنفراج بقولهم أن " لذة النظر إلي وجه الله تعدل لذة الجماع سبعين ألف مرة " ، لماذا الجماع بالذات ؟ لأنه الأرق الذي يعقبه سمق والوجع الذي يجدي إلي نفع . " * ... وفي ظني أن هذا المدخل الرحيب والرؤيا المزهرة لقضايا ومفهومات الجسد هي التي قادته للدخول – بخشوع واع – إلي رحاب أبن عربي فشرع يكتب عنه ، ويدير حوارا معه ومع شيوخ التصوف في بلادنا مثلما فعل مع الشيخ الفاتح الشيخ عبد الرحيم البرعي الذي وجده " باهرا في هذا الصدد وماهرا في الإمساك بمعاول فكرية وروحية منها ما أكتسبه بجهده ومنها ما ورثه عن السادة الأكابر . " * و ... ذلك أيضا – كما أري – هو الذي أدخله إلي رحاب " جميلات " درويش فجعله ينشئ لجميلاته موضعا بهيا في كتابته *. وهي ذات السواحل البهيجة التي جملت رؤاه فأرتاح من جمالها علي الورق فشرع يكتب " نفحات الدرت ، بين وطن يتردي وغربة تتهدي " * . وللوليد كتاب كامل في الجنسانية سيصدر عما قريب كما أتوقع . أعجبني جدا هذا المنحي في كتابته ، لكأنني كنت في رؤاه نفسها حين كتبت " إبتهالات للجسد " :
أيها الجسد ... المبجل في رؤاي ، وتضيئني . أيها الجرح الرحيم ... يا صنوي الأليف : أجعل ضياؤك بالنار ، لا بالثلج ... باللذاذات الشهية وبالشبق بالنداءات ال تنادي بالألق : أصبح أنا موجا ، وتصبح شاطئ ... أملأ الوطن صراخا ، حتي يصير الجسد أنثي ... فضاء شاسعا من الغيم والنار ، من الندي الذي يمتد حتي آخر الآهات في حرز المدي شهوة في الغيم والنار ... منارا في البحار البعيدة !
وكنت قد أخبرته حين هاتفني وعرفت بأمر مخطوطته البديعة " الجنس عند السودانيين " بأن هنالك موقعا في الفيسبوك أسمه : " الكتابة علي هامش الجسد " أنشأه قبل سنوات الشاعر الأصمعي باشري ونقوم أنا والمحامية الشاعرة حكمة أحمد بإدارته معه ، وهو معنيا بأمر قضايا الجسد وانعتاقه وتحرره . وسأكون حريصا أن ننشر مقتبسات من كتاباته في هذا الموقع فتكون في مسيرة التنوير العام وتدعو للحوار والتفاكر حول هذه القضايا المهمة .
3 : لست أعرف أحدا من المفكرين أو السياسيين قد خبر قضايا وخبايا وواقع دارفور مثلما عند الوليد ، علما ومعرفة وسعة في المعلومات والإحصائيات والأرقام والوثائق والدراسات والأبحاث ، ألماما ومعرفة تكاد تحيط بأصل " مشاكلها " وجذورها التاريخية وكيف نشأت وكبرت وتعقدت وتكاثرت عليها النصال من بعد النصال فتكسرت منها ما تكسر وبقيت تلك المغروسة في اللحم الحي وتعاني النزيف . يعرف أهلها – وهو منهم – معرفة جد وثيقة ، ويعرف الأمكنة والأزمنة وبؤر الصراع ومشعلو الحرائق في الديار وفي الإنسان وفي اللغة ، يعرف طقسها الجغرافي والسياسي ، الاجتماعي والثقافي والفني ، يعرف فنونها ونباتها وطيورها وحيوانها ، ويعرف العقل الجمعي وتراثه الشعبي في وجوهه المتنوعة ، وهو – أيضا وأيضا – الحاذق العليم بألسنتها في تنوعها المثير . أضاف إلي ذلك ما جر إليه غضب السلطان وزبانيته وهو العلم بالسياسات المشبوهة التي تشغلها السلطات الحاكمة وتدير عبرها شئون الإقليم ، بسوء طوية وسوء تخطيط وباستدعاء بغيض للقبلية والعنصرية في أبشع صورها وأشكالها وأكثرها حقارة ودموية ! فكان جهير الصوت وعالي النبرة يقول ما في قلبه ووعيه ويؤشر إلي حيث تكون المسئولية عن تلك الجرائم الفادحة في حق الوطن والشعب : يقول في " المدينة الآثمة " * أنه يدعو للتحقيق العادل النزيه في كافة الجرائم التي جرت في السودان ابتداءا من مذبحة الضعين ، لأن ذلك يحمل المجرم تبعة جرمه ويبرئ البرئ من تحمل تبعات الوزر الجماعي . فالنظام الذي يدعي الإسلامية نهجا له يعجز عن مجرد التحقيق في مقتل 450000 ألف مسلما / سني م مالكي / تيجاني أو أنصاري من أهل السودان الأصليين غير المجنسين أو المدجنين ... ( 2012 / Gulf times – September ) ! لم تتورع أو تأنف الطغمة الإسلامية يوما عن ممارسة القتل والذبح واستباحة الدم وتمزيق النسيج الاجتماعي السمح لأهل دارفور ، مزق الله عراهم وابتلاهم بالفتن . كما يدعو عليهم الوليد و ... يقسم : " سأظل مستمسكا بهذا القلم زودا عن الحق وتبرئة لمعشري عن الباطل لا يضرني من خذلني ولا يهولني بطر من نصرني ما زالت المحمديات يذكرنني بالمعروف ولم تزل في الروح باقي ! ". أنه منهج جديد ينتهجه لحياته ومسار فكره وكتاباته ، لصيقا – التصاق اللحم بالعظم – بقضايا أمته ومهموما بمستقبلها . لم أر مثله من تناول فترة المهدية منذ بداياتها وحتي نهاياتها ، بوعي عميق ودرس ذكي وبصيرة تري حقيقة الأحداث مجردة من قشريات التحاليل والرؤي التي تناولتها بالحمد والجرأة في تغطية الحقيقة بالباطل حد يجعلونها في المقدس وهو عنها برئ بعيد ! ... عندما تناولت " النخبة " مجاعة سنة ستة ، تناولوا الحدث ، وأفاضوا في ذكر ما جري من موت كثير مرعب و مآس مهولة نالت من الأبرياء حد القتل المروع في الناس ، لكن – للأسف العميق – لم يشر أحد لمن تسبب في هذه الكارثة الإنسانية البشعة ، لا أحد – حسب علمي – سوي الوليد : " إن مجاعة سنة ستة لم تكن لتحدث لولا الحروب التي اشعلتها المهدية في الريف ، وإصرار الخليفة علي تزويد جيوشه ومعاركه الخاسرة عنوة بصوامع أهل الجزيرة . هؤلاء المسالمين الذين ظلوا نهبا لكل العهود . سئل أحد مشيخة العرب عن سبب تعسر مشروع الجزيرة في بداية عهد الإنقاذ فأجمل قائلا " إذا طلعنا شوالين ، واحد بياخدو شويطين يزود به المجاهدين في حربه ضد الجنوبيين ، وواحد بياخدو مسيكين ( كان وقتها ) يستعين به علي شئون العاملين " ، الشاهد أن الحروب التي تقودها الدولة هي سبب غلاء الغلة اليوم . " * ... هكذا يجب أن تكون قراءة التاريخ ، وهكذا يكون الموقف من قضايا الشعب والوطن ، في الوعي الذي يكون مع الناس ، بينهم أينما كانوا وحلوا ! كنت ، وأنا أقرأ الوليد ، أتمثل مقولة شولوخوف : " ليس الإنساني هو من يشفق فق علي الضحية البائسة ، ويتحسر علي أن القتل يوجد علي الأرض ... ، وإنما الإنساني هو من يساعد إبعاد يد القاتل وانتزاع إمكانية الإضرار من إرادته " , وقد فعل الوليد شيئا -كثيرا من ذلك كله ، فغدا وعيه كله وضميره الإنساني في صف الإنسان ، في صف شعبه والوطن . إنها تحية صغيرة وإجلال في حق حق هذا الإنسان الجميل . --------------------------------------------- هوامش : * " هو لا غيره " محمود درويش ، " كزهر اللوز أو أبعد " : رياض الريس للكتب والنشر ط أولي سبتمبر 2005 ، ص ( 31/32 ). * محجوب شريف ، " السنبلاية " – دار عزة للنشر والتوزيع 1998 ص( 74/75 ) . * " " ثورة الوسط : أعالي أشواق الإنسان المقهور " – د . الوليد آدم مادبو / الناشر دار مدارك للنشر ، ط أولي 2013 . * نفسه " ثورة الوسط " . * " ثورة الوسط ... " ص ( 358 ) . " ثورة الوسط ... " ص ( 358/359 ) . * " ثورة الوسط ... " / الجميلات هن الجميلات ص ( 367/372 ) . * " نفحات الدرت ، بين ون يتردي وغربة تتهدي " ، لم تطبع بعد في كتاب لكنه ينشرها علي حلقات في النت في الراكوبة وغيرها من المواقع وفي جريدة الصحافة العدد الأسبوعي بملف أحمد طه الجنرال كل يوم جمعة . * " المدينة الآثمة " من كتاب " ثورة الوسط ... " ص ( 65/66 ) . * " المدينة الآثمة " نفس المصدر ص (60 ) .
#جابر_حسين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
أبو ألق ، عاشق الأطفال والحياة !
-
تأملات في أحدوثة تاجوج ، في المرأة و ... في الجسد !
-
محجوب شريف مات مقتولا !
-
مبارك أزرق ، في ريادة القصة القصيرة و ... في المسرح .
-
كمال عبد الحليم ، الشعر حين يلتجئ إلي خشبة المسرح ...
-
أبو ذكري لا يريد الموت ، رغما عنه !
-
الإسلام السياسي يوغل في إضطهاد المرأة ...
-
الأرينا ، قصة قصيرة أعجبتني !
-
بهنس ، حياة لكنها ليست قابلة للحياة !
-
أنسي الحاج ، وداعا طائر الندي الرياش ...
-
لست في الغياب يا وردي !
-
في عيد الحب ، عيدهن !
-
وجه الألم ، أوجاع الحزن في القصيدة ...
-
إبتهالات للجسد ...
-
بنت الغمام ...
-
ياااااا بيرم سلاااااام يا أخ !
-
الجزولي سعيد ، في قصيدة توفيق زياد وفي الحزب الشيوعي ...
-
رؤيات ...
-
الكفار في الغرب ، ومدعو الإسلام في السودان !
-
حديث للشاعرات ...
المزيد.....
-
تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
-
انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
-
الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح
...
-
في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
-
وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز
...
-
موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
-
فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
-
بنتُ السراب
-
مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا
...
-
-الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم -
...
المزيد.....
-
صغار لكن..
/ سليمان جبران
-
لا ميّةُ العراق
/ نزار ماضي
-
تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي
/ لمى محمد
-
علي السوري -الحب بالأزرق-
/ لمى محمد
-
صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ
...
/ عبد الحسين شعبان
-
غابة ـ قصص قصيرة جدا
/ حسين جداونه
-
اسبوع الآلام "عشر روايات قصار
/ محمود شاهين
-
أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي
/ بدري حسون فريد
-
أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية
/ علي ماجد شبو
المزيد.....
|