أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - زين اليوسف - لنفرض















المزيد.....

لنفرض


زين اليوسف
مُدوِّنة عربية

(Zeina Al-omar)


الحوار المتمدن-العدد: 4441 - 2014 / 5 / 2 - 08:54
المحور: كتابات ساخرة
    


سألتني صديقة عزيزة منذ فترة عن أحد الأمور التي أقسمت أن لا أتطرق إليها أبداً ما استطعت لذلك سبيلا..تلك الأمور التي أحب أن أدعوها "محرماتي الأربع"..و هي ديني و مذهبي و ميولي الجنسية و ميولي السياسية..فكرت أن أصارحها بكل ما يحيرها قليلاً بشأني لأني أهتم كثيراً لأمرها و لكني وجدت أني لو فعلت فأني بطريقةٍ ما سأخسرها كما خسرت غيرها لهذا فضلت المناورة قليلاً معها إلى حين.

هذه الأمور الأربعة هي من أكثر الأمور التي وجهت لي أسئلةٌ بخصوصها..حتى أكثر من السؤالين الأزليين الذين يُوجهان عادةً لأغلب الفتيات على مواقع التواصل الاجتماعي و هما "هل أنتِ مرتبطة؟؟" و "هل أنتِ فتاة حقاً؟؟"..في البدء كنت لا أمارس منح الأجوبة لأني أؤمن أن السائل في أغلب الحالات يرغب فقط في وضعي في قسمٍ معين من أرشيفه العقلي و لا يكترث حقاً لإجابتي مهما كانت إلا ليقوم بمهاجمتي بما يخالفها..و لكني بعد عدة سنوات قررت أن لا أجيب على تلك الأسئلة لأني بدأت أؤمن أن الإجابة بحد ذاتها جريمة تجاه ذاتي كـ "نصف" كاتب كما كإنسان..ستتساءلين كيف؟؟..حسناً سأخبرك و لكن افتحي ممرات عقلك قليلاً حتى تتمكن أفكاري من السير فيها بأقل قدرٍ ممكنٍ من الحرية.

لنفرض أني مسلمة هنا سيكون أي نقدٍ أوجهه للملحدين و منهجهم الساخط كثيراً على الإسلام دون غيره من الأديان مبررٌ لدى الطرف الآخر الملحد بأن كل حديثي سببه أني أمارس الدفاع عن ديني..و هذا سيضعني لديه في خانة المُغيَّبة عقلياً دون أن يفكر حتى أن يناقشني بطريقةٍ علمية إلحاديةٍ متجردة..على الأقل حتى يُثبت لي أنه ملحد كنتيجةٍ لفكرٍ و قراءة و نظرياتٍ معينة و ليس عن طريق غضبٍ حار في الصدر فخرج سخطاً تجاه دينٍ كان يعتنقه و خذله.

و لنفرض أني ملحدة هنا سيكون نقدي للأديان عامةً و للإسلام خاصةً -كوني أكتب لقارئ مسلم على الأغلب- مرفوضٌ بشكلٍ مسبق لأني بشكلٍ ما أصبحت من الأعداء..و هنا أيضاً سيتم تصنيفي في تلك الخانة -أي خانة الأعداء- دون الإصغاء لفكرة أن جلد الذات بالنسبة للمسلمين هو الحل الأفضل للخروج من حالة الانحطاط الفكري و الأخلاقي اللتين يرفلان في نعيمهما منذ عقود.

و لنفرض أني سنية المذهب هنا سيرى البعض انتقادي لذلك المذهب أنه تصرفٌ لا يقوم به إلا شخصٌ أحمق لم يستطع أن يفهم هذا المذهب العظيم رغم انتمائه إليه..و مهما كانت قراءاتي فيه متشعبة و غزيرة سيظل الآخر المؤمن به المُسلِّم قياده إليه ينظر إلي نظرة الجاهل الذي قرأ و لكنه لم يفهم و لهذا من العبث التحاور معه إلا للسخرية منه.

و لنفرض أني شيعية فهنا سيرى البعض أن انتقادي للمذهب ما هو إلا "تُقيةً" أداري بها سوءتي..تلك السوءة التي حتماً لن تنتهي بوصفي بفتاة هي نتاجٌ لعلاقة متعة فحسب..بل سيتخذ الحوار طابعاً جنسياً كوني أنحدر من مذهبٍ يراه الآخرون المعارضون له الأكثر تشريعاً للحرية الجنسية تحت غطاءٍ شرعي حتى و إن كان هذا الأمر غير صحيح تماماً.

و لنفرض أني غيرية هنا سيكون دفاعي عن فكرة المثلية هو نوعٌ من الإعدام الاجتماعي الذي ينتظرني لكي يقع و الذي تسبب سلفاً و فعلياً في كثيرٍ من الضرر النفسي لي على صعيد علاقاتي مع الآخرين..فالآخرون لن يصدقوا أني قد وصلت بطريقةٍ ما لمرحلةٍ متقدمةٍ من التسامح مع الآخر و أخطائه..و لن يؤمنوا أن هناك من ما زال يؤمن بمقولة المسيح عليه السلام "من كان منكم بلا خطيئة فليرمها بحجر".

و لنفرض أني مثلية فهنا سيكون دفاعي عن حقوقهم أو على أقل تقدير المطالبة بحلولٍ عقلانية لتلك المشكلة -إن كانت كذلك- يحمل الكثير من تعارض المصالح الذي يتنافى مع الحيادية التي أصبو لأن أحققها فيما أكتب..فهنا ستكون رغباتي الشخصية و انتمائي الجنسي هو ما يحركني و ليس العكس..و هنا أيضاً لن أسلم من الهجوم بسبب تلك الفكرة التي تدعي الأغلبية فهم أبعادها و لكن كل ما يملكونه في أذهانهم عنها هو تراث سدوم و عامورة.

و لنفرض أني علمانية هنا سيكون تعريفي عن نفسي بتلك الكلمة هو الانتحار بحد ذاته..خاصةً و نحن وليدة مجتمعاتٍ نجحت في ربط العلمانية منذ الصغر في عقول الكثيرين بممارسة الفاحشة في الشوارع و إباحة اللواط و تصوير العلماني كشخصٍ يتعبد ليل نهار تحت عرش الشيطان!!..تلك الفكرة التي ستجدها مستوطنةٍ و بقوة لعقول كل من يصغي لمعلمٍ أو لشيخٍ كلاهما لم يقرأ عن العلمانية يوماً.

و لنفرض أني إخوانية هنا سيحمل الآخر نحوي كماً هائلاً من العداء كوني أملك تاريخاً طويلاً من الإبادة الجماعية و القهر الاجتماعي و التشريعي للآخر المختلف عني مذهباً و فكراً و حتى منهجاً باسم الدين..ذلك الدين الذي أصبح لدى الكثيرين مرتبطاً بالإقصاء العنف و حتى الرذيلة الأخلاقية المبررة شرعاً في بعض الأحيان!!.

و لنفرض أني مؤتمرية هنا سأكون في نظر الكثيرين شخصٌ لا يملك من الشرف إلا الحد الأدنى منه..فبقيته قد تم بيعه عند بوابة ذلك الحزب بغية الوصول إلى الأعلى..ذلك الأعلى الذي لم يصل إليه إلا القلة و الذين أيضاً للمفارقة يزداد عدد مُريديهم بشكلٍ طردي مع عملية فقدان الشرف تلك..فكيف سيتقبل الآخرون حديثي عن أي قيمةٍ أخلاقية و هم على يقينٍ من أني لا أملك أياً من تلك القيم أو أشباهها!!.

و لنفرض أني إصلاحية هنا سأكون أيضاً من وجهة نظر العديدين شخصٌ لا يملك من العقل إلا الحد الأدنى منه فبقيته أيضاً تم بيعه عند بوابة ذلك الحزب بغية الحصول على رضا أربابٍ صنعناها بإيماننا بأن الجنة تحت أقدامهم و بأن تذللنا لهم دون الرب هو ما سيمنحنا مفاتيح أبوابها..و هنا أيضاً سيتم رفض أي كلماتٍ أتفوه بها عن وحدانية الرب و التعبد إليه و نبذ الأصنام البشرية و ترك تأليه البشر لأني من وجهة نظر الآخر قد أشركت معه سلفاً آلهةً لن أستطيع أن أحصيها عددا.

و هكذا ستجدين أني لو بدأت في الإجابة عن تلك الأسئلة الأربعة التي يراها الكثيرون سهلة الإجابة سأتوه في ممرات الفرضيات و لكني لن أُحمل يوماً على محمل الحياد مهما حاولت..أتعلمين يا عزيزتي فقط لو نكف قليلاً عن عملية التصنيف الحمقاء تلك و نُغلق غير نادمين غرفة الأرشيف البشرية التي نستمتع بوضع البشر فيها حينها قد يكون من الممكن أن أصرح لك وحدكِ دون غيرك عن تلك الأمور و غيرها..فلو تأكدت من أن غرفة أرشيفك قد تم إغلاقها بإحكام فحينها قد أشعر بالراحة نسبياً في حضورك..فأنا أكثر البشر خوفاً من الرفوف المرتفعة و لا أظن أنك ستضعينني في رفٍ منخفض لو أجبت عن أسئلتك فنحن نضع ما نكره بعيداً عن متناول أعيننا قبل أيدينا.



#زين_اليوسف (هاشتاغ)       Zeina_Al-omar#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عاهرة
- إعلانٌ جنسي
- ليلة زفاف الغشاء
- الله يُصيبه الصمم
- الجنسية: أسود!!
- صحفي برتبة قواد
- تحرش حكومي
- عملية ترقيع
- مُهدد من -نصف- إنسان!!
- نحن و اليهود
- هوية جنسية
- لا أفتدي الرسول بهما
- توحد
- ما زال
- القاعدة و الزير سالم
- للكرامة جدران!!
- شَبَقَ -قصة-
- فيلم ظل الضمير -التحرش الجنسي في اليمن-
- فراس و الكلاب
- انفصال


المزيد.....




- -نظرة إلى المستقبل-.. مشاركة روسية لافتة في مهرجان -بكين- ال ...
- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - زين اليوسف - لنفرض