أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - محمود يوسف بكير - إلى أين تتجه مصر؟















المزيد.....

إلى أين تتجه مصر؟


محمود يوسف بكير

الحوار المتمدن-العدد: 4440 - 2014 / 5 / 1 - 23:02
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


العالم كله يتساءل إلى أين تتجه مصر بعد أن سلم شعبها الطيب مقاليد أموره مرة أخرى إلى المجلس العسكري والأجهزة الأمنية والمخابراتية فيما يشبه الاعتذار عن ثورة يناير 2011 التي كان من أهدافها تحجيم دور هذه الاجهزة في السياسة وإخضاعها للحكم المدني كما هو الحال في الأنظمة الديموقراطية الحديثة حيث ثبت تاريخيا أن إقحام العسكر في لعبة السياسة هو أقصر الطرق لضمان عدم الاستقرار في أي دولة. والسبب في هذا هو أن العقلية العسكرية مؤسسة على القتال حتى الموت أو الاستسلام إزاء أي تحدي يواجهها، وحتى إن اضطرت للتفاوض فإنها تلوح باستخدام القوة عند الفشل.

والحال أنه لا يمكنك التفاوض مع شخص يجلس امامك على الطاولة ممسكا بالبندقية وجميع من بالمقهى يخشى سطوته ويخضع لإرادته لأنهم يعلمون أنه يحمل رخصة تخوله القتل.

بعض المحللين يرون أن الحكم العسكري في مصر أصبح مسألة حياة أو موت لأن البديل هو عودة الاخوان المسلمين للسيطرة على الساحة السياسية من جديد. ونحن نرى أن الواقع على الأرض يكذب هذا الادعاء حيث أثبتت الملايين التي خرجت في 30 يونيو 2013 أنها ضد توجهات هذه الحركة وأنها ترفض استمرارها في الحكم،
ناهيك عن العداء الهائل الذي تضمره أجهزة الدولة العميقة ممثلة في الجيش والامن والقضاء والاعلام ورجال أعمال مبارك لحركة الاخوان. وحاليا يصعب تصور أن ينجح أي رئيس أو حكومة في مصر صد إرادة هؤلاء.

كان بمقدور المؤسسة العسكرية الحاكمة والمسيطرة أن تستغل شعبيتها في الدفع باتجاه مدنية الدولة وخلق نظام سياسي ديموقراطي حقيقي ولكنها فضلت البقاء في الساحة السياسية من أجل حماية مصالحها الاقتصادية وضمان استقلالها عن الدولة المصرية. ومن ثم فقد شرعت هذه المؤسسة في استهداف كل المعارضين لحكم العسكر حتى وإن كانوا من المعارضين للحكم الديني أيضا وينادون بدولة لا عسكرية ولا دينية.

ولكن طالما أن أغلبية المصريين اليوم على ما يبدو يعتذرون عن ثورة يناير التي نالت إعجاب العالم الحر أجمع ويرغبون في عودة الحكم العسكري والأمني فإن دعاة مدنية الدولة لم يعد بمقدورهم فعل الكثير سوى الاستمرار في التنبيه والتنديد بما يحدث من تجاوزات حتى تنجلي الحقائق ويستيقظ الغافل.

ولكن المخيف والمقلق هذه الأيام هو النزعة الانتقامية المسيطرة على السلطات العسكرية والأمنية ضد كل من كانت له صلة أو تعاطف مع ثورة يناير وسلاحهم الباتر في هذا هو القضاء، حيث أصدر القضاء المصري والذي يشار له عادة في مصر بالقضاء الشامخ مؤخراً أحكاماً بالإعدام بالجملة على المئات من المعارضين لنظام الحكم العسكري الحالي في محاكمات سريعة لم يشهد لما العالم مثيلا في التاريخ المعاصر.

وفي الدولة الشمولية كما هو الحال في مصر يعتبر التعليق على أحكام القضاء جريمة خطيرة وهو ما يعني إضفاء صفة الألوهية على هذه الأحكام حتى ولو كان بها عوار واضح.
أما في الدول الديمقراطية فإن الناس لا تمنع من التعليق على مسار القضايا التي تهم الشأن العام وما يصدر عنها من أحكام ، والعالم كله يتذكر قضايا شهيرة مثل قضية أوجي سيمسون لاعب البيسبول الأمريكي الذي اتهم بقتل زوجته ،وحالياَ قضية اوسكار بيستيريوس العداء الجنوب أفريقي الشهير الذي قتل زوجته بالفعل وأن كان يدعي أنه قتلها خطأ ، وقضية وفاة المغني العالمي مايكل جاكسون وكل القضايا السياسية الشهيرة مثل قضية الحزب الديمقراطي في أمريكا المعروفة ب ووترجيت لعزل الرئيس نيكسون وكذا القضية التي باشرها الحزب الجمهوري لعزل الرئيس كلينتون كانت تبث على كل تليفزيونات العالم وتخضع لتحليل شبه يومي من الصحافة المحلية و العالمية أثناء وبعد صدور الأحكام الخاصة بها . ولم يؤدي هذا إلى تلويث سمعة القضاء في كل هذه الدول بل كان هناك دائماً حوار ديمقراطي رائع عادة ما يؤدي إلى تعزيز ثقة الشعوب في نظامها القضائي واستقلاله ونزاهة احكامه حتى وإن حدثت بعض الأخطاء لأنها في النهاية أحكام بشرية.

كما أصدر القضاء الشامخ أيضاً حكماً بحظر ووقف أنشطة حركة سياسية في مصر أسمها 6 أبريل وهي حركة مؤيدة لثورة يناير ومعارضة للانقلاب العسكري بدعوى أن هذه الحركة تسيء لسمعة مصر في الخارج!

وباعتباري مغترباَ في هذا الخارج فإنني أقول وبكل أمانة أن من أساء الى سمعة مصر هو هذا الحكم وليس ما تقوم به هذه الحركة من أنشطة سياسية مشروعة شأنها شأن كل الأحزاب السياسية في الخارج والتي لا نشاط لها سوى معارضة الحكومة وتصيد أخطائها ومحاولة اسقاطها في البرلمان. ولا تجرؤ الحكومات الغربية في أوروبا على اتهام أحزاب المعارضة بأنها غير وطنية وتسيء لسمعة البلاد.

وبدون مبالغة فإن أحكام القضاء المصري منذ إزاحة الطاغية مبارك عن الحكم إبتداءا من تبرئة عصابة مبارك وكل من عاونه في نهب مقدرات شعب مصر ثم التغاضي عما تم تهريبه من ثروات مصر وانتهاءا بالتنكيل بكل من شارك أو أيد ثورة يناير، كل هذه الاحكام أصبحت موقع تندر واندهاش العالم لما فيها من انتقائية وتناقض فاضح
إذ لا يعقل أن يصدر حكماً بإعدام 529 شخصاً بتهمة قتل ضابط شرطة يتيم بينما يصدر حكماً بحبس ضابط لمدة 10 سنوات فقط لقيامه بقتل 37 شابا مصرياً وهم رهن الاعتقال في سيارة ترحيلات مغلقة !!

إن العدل بالفعل ليس في نص القانون ولكن في ضمير القاضي وما يحدث من تعسف في استخدام القانون يعني أن ضمير القاضي غائباً وأن العدالة المصرية تحتضر وهو ما يهدد الاستقرار والسلام الاجتماعي.

إن مسألة استقلال القضاء المصري أصبحت موضع تساؤل العالم كله وتمثل إساءة بالغة لسمعة مصر على الساحة الدولية وسوف يكون لهذا تبعات سلبية على علاقة مصر بالعالم كله وعلى الاقتصاد المصري الذي يعاني من الافلاس والعديد من المشاكل الهيكلية التي لم يعد بمقدور أي حكومة ان تعالجها دون دعم خارجي. وحالة الاستهتار واللامبالاة التي يتحلى بها العسكر والأمن هذه الايام يدفع بمصر الى هوة سحيقة من الصراع والاقتتال الداخلي والمزيد من الانهيار الاقتصادي والاجتماعي.

عندما نجح العسكر في انقاذ مصر من الاستبداد الديني الذي حاولت حركة الاخوان المسلمين دفع مصر إليه في أكبر خطأ تاريخي وقعت فيه هذه الحركة السياسية الانتهازية، بشر العسكر المصريين بدولة مدنية تحترم فيها القوانين والدستور حقوق الانسان وأكدوا في أكثر من مناسبة أنهم لا يطمحون الى الحكم وأنهم سيعودون إلى معسكراتهم ولكن الحاصل يثبت أن المصريين تعرضوا لعملية خداع كبرى تتكشف معالمها يوما بعد يوم فلا المصريين حصلوا على العيش والاستقرار ولا هم حصلوا على حريتهم وكرامتهم.

والخلاصة أن التحالف الجهنمي بين العسكر والأمن والقضاء والإعلام يقود مصر بكل استهتار وعدم مسئولية إلى خراب محقق.

أدعوا الله أن يحفظ مصر وأن أكون مخطئا، ولكننا تعلمنا من التاريخ إن أمة يحكمها العسكر هي أمة غير حرة ومآلها الفشل.



#محمود_يوسف_بكير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- معضلة الفرعون القادم في مصر
- بحث مبسط في اللا مساواة والنمو الاقتصادي
- حلول فريدة لمشاكل مصر والعالم الثالث
- ماذا يعني فوز السيسي برئاسة مصر؟
- ماذا تعلمنا من الأزمة المالية العالمية
- محاولة لفهم كيف يفكر السيسي
- ليس باللحى وحدها تبنى الأمم
- رحلة إلى السماء .....تأملات فلسفية
- التاريخ المختصر لرئاسة مصر ومعضلة الرئيس القادم
- الشرعية للبندقية
- آخر التطورات الاقتصادية العالمية وانعكاساتها علينا
- البكاء على البابا والضحك مع الشيخ حجازي
- عودة مرسي
- حتمية استمرار الصراع في مصر
- حول اسباب فشل الدول ( النموذج المصري )
- الاستعدادات الأخيرة لمعركة خراب مصر
- البحث عن نتينياهو عربي
- تأملات فلسفية في أحوالنا الدينية
- أسرع طريقة لإفقار أي بلد
- رؤية لنظام حكم يصلح للعالم الإسلامي


المزيد.....




- هل قررت قطر إغلاق مكتب حماس في الدوحة؟ المتحدث باسم الخارجية ...
- لبنان - 49 عاما بعد اندلاع الحرب الأهلية: هل من سلم أهلي في ...
- القضاء الفرنسي يستدعي مجموعة من النواب الداعمين لفلسطين بتهم ...
- رئيسي من باكستان: إذا هاجمت إسرائيل أراضينا فلن يتبقى منها ش ...
- -تهجرت عام 1948، ولن أتهجر مرة أخرى-
- بعد سلسلة من الزلازل.. استمرار عمليات إزالة الأنقاض في تايوا ...
- الجيش الإسرائيلي ينفي ادعاءات بدفن جثث فلسطينيين في غزة
- علييف: باكو ويريفان أقرب من أي وقت مضى إلى اتفاق السلام
- -تجارة باسم الدين-.. حقوقيات مغربيات ينتقدن تطبيق -الزواج ال ...
- لأول مرة.. الجيش الروسي يدمر نظام صواريخ مضادة للطائرات MIM- ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - محمود يوسف بكير - إلى أين تتجه مصر؟