أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - سميرة الغامدي - كاظم وكتاب وكربلاء 4















المزيد.....



كاظم وكتاب وكربلاء 4


سميرة الغامدي

الحوار المتمدن-العدد: 4440 - 2014 / 5 / 1 - 18:58
المحور: مقابلات و حوارات
    


كاظم الغيظ وحصاد نيسان 2014م الانتخابات

بعد إشارته إلى الشعراء الجواهري والسياب والبياتي وكاظم السماوي
(لم يذكر الرفيق أبي أثير صاحب حسين السماوي الذي خرج من سجن نقرة
السلمان بعفو عودة البعث ليعمل في صحيفة البعث المسماة مجازا بـ"الثورة") ومحمدصالح بحر العلوم وقصيدته الشهيرة "أين حقي؟!" يعرج
ليفيدنا:

كاظم: أول دراسة كتبها كانت تبحث في تجربة التأميم والتصنيع المصرية وفي أجهزة الإدارة وقد نشرت في مجلة الطليعة المصرية في عامي 1967- 1968م. وأول كتاب صدر له كان عام 1974م وبحث في مسائل التخطيط والاقتصاد العراقي صدر عن دار الفارابي في بيروت.

بدأت سنوات النضال القاسية بعد أن تنكر قادة الحكم في العراق للجبهة الوطنية واستداروا ليوجهوا ضربات قاسية للحزب الشيوعي العراقي ابتداءً من عام 1978م، بعد أن مزقوا قوى الإسلام السياسي وشنوا حربا مدمرة ضد الشعب الكردي وحركته القومية التحررية قبل ذاك، رفع الحزب الشيوعي العراقي شعار الكفاح المسلح ضد الحكم الدكتاتوري وشكل منظمة الأنصار المسلحة في كردستان وكنت احد قادتها، نرجو أن تحدثنا عن هذه المرحلة القاسية من تأريخ العراق؟

كاظم: رغم الضربات الشرسة التي تلقاها الحزب في أعوام 1978- 1979م، أو حتى قبل ذاك، كان هناك تيار في الحزب يرى ضرورة التواصل وعدم قطع الحبال مع حزب البعث أو حرق قوارب اللاعودة. وكنت أرى وعدد غير قليل من قيادة الحزب بأن القوارب قد أحرقت منذ فترة طويلة ولا بد لنا من التزام سياسة النضال ضد البعث وإسقاطه. كانت تنظيمات الحزب قد تعرضت لضربات قاسية، كما بدأت جمهرة واسعة من الشيوعيين تغادر العراق بطرق مختلفة. ولم تكن هناك إمكانيات فعلية جدية للاختفاء وممارسة العمل الحزبي السري، إذ كانت أغلب تنظيمات الحزب مكشوفة للعدو. كانت الأحزاب الكردستانية قد عادت إلى الكفاح المسلح أو الحركة الأنصارية، بعد أن نهضت من كبوة الضربة القاسية التي تعرضت لها عام 1975م في أعقاب اتفاقية الجزائر. كنت أرى بأن الحزب بحاجة إلى أن:
أ. يطهر نفسه من رجس التحالف مع البعث أولاً.
ب. وأن يعود إلى أحضان القوى الوطنية العراقية العربية منها والكردية وغيرها في النضال ضد البعث ثانياً.،
ج. وأن يمارس مختلف أساليب الكفاح، بما في ذلك الكفاح المسلح لإسقاط النظام الدكتاتوري البغيض.
ولهذا عملت مع آخرين من أجل ذلك في اجتماعات اللجنة المركزية. وقد تحقق ما كنا نسعى إليه، أي رفع شعار إسقاط الدكتاتورية وممارسة سياسة الكفاح المسلح.
وقد شعر الشيوعيون في أعقاب ذلك باسترداد العافية والكرامة المجروحة.
كنت في حينها أستاذا أدرس مادة الاقتصاد السياسي واقتصاديات البلدان العربية والتخطيط الاقتصادي لطلبة معهد العلوم الاقتصادية، ومادة الاقتصاد السياسي لطلبة الماجستير في معهد الحقوق في جامعة الجزائر العاصمة. وكانت عائلتي معي هناك. قررت إلغاء العقد مع وزارة التعليم العالي والالتحاق بالحركة الأنصار وأرسلت زوجتي وطفلينا إلى برلين. كان ذلك عام 1981م.
التحقت بحركة الأنصار الشيوعيين وعملنا سوية مع قوات البيشمركة الشجعان في كرد العراق التابعة للأحزاب الديمقراطية الكردستانية ومع قيادات تلك الأحزاب، وخاصة الحزب الديمقراطي الكردي والحزب الاشتراكي الكردي وكذلك مع الاتحاد الوطني الكردي وقوى أخرى من قوميات أخرى.
لم تكن فترة النضال الأنصاري سهلة، بل كانت صعبة وقاسية. ولكن لم يكن النضال يوماً ما سهلاً. لقد كانت حركة الأنصار باسلة حقاً، ولكنها لم تكن تمتلك قيادة واعية وعلمية ومجربة تمتلك التفتح المطلوب لمواجهة الوضع والتعامل الواعي معه، كما ساهمت الصراعات بين القوى السياسية إلى تعقيد الحياة والنضال أيضاً.وفقد الحزب الشيوعي جمهرة رائعة شجاعة ومقدامة ومتواضعة من الشيوعيين والديمقراطيين، تماماً كما فقدت الأحزاب الأخرى، سواء أكان ذلك في النضال ضد السلطة أم في الصراعات الداخلية، وكانت أقساها علينا تلك المعارك التي وقعت بين الحزب الديمقراطي والحزب الشيوعي والحزب الاشتراكي من جهة، والاتحاد الوطني من جهة أخرى، راح ضحيتها الكثير من قوى الأحزاب الثلاثة لأسباب كثيرة. ولا شك في أن الأوضاع السيئة والنظام وقيادات جميع الأحزاب، ولكن بشكل خاص قيادة الاتحاد الوطني، تتحمل مسؤولية كبيرة في ذلك. ومن المؤسف أن قيادة الحزب الشيوعي التي كانت على رأس حركة الأنصار الشيوعيين لم تكن واعية، وكانت فلاحية في أغلبها أو ذهنيتها فلاحية، بكل معنى الكلمة، فنشأت عن قراراتها الكثير من الأخطاء وسقط بسببها الكثير من الضحايا التي نتحمل مسؤوليتها. ولا بأس ان أشير هنا إلى حادثة واحدة: في اجتماع للجنة المركزية للحزب الشيوعي عقد في منطقة ناوزنك (كردستان العراق) في تشرين الأول 1982م قدمت مقترحاً يؤكد ضرورة تنظيم عمل الأنصار والتخطيط له وعدم تركه للعفوية وردود الأفعال والمفاجئات والتنسيق مع قوى حركة الأنصار الأخرى، كان تعليق أحد أعضاء المكتب العسكري لحركة الأنصار وعضو اللجنة المركزية أبو سرباس قد جاءني بعد الاجتماع واقترح أن نتحدث قليلاً، وإذا به يقول: "تعرف أبو سامي هناك عدد من الرفاق بطرانين جداً يطرحون قضايا التخطيط والتنظيم، بابه أحنه مو بأوروبه، أحنه في كرد هذا ما يصير". وكان الرجل جاداً ويقصدني مباشرة، إذ لم يكن غيري قد طرح مثل هذا المقترح وطلب دراسته. وكانت الملاحظة كافية لكي أدرك بأن المقترح الذي أحيل إلى المكتب العسكري لدراسته قد مسح مع الأرض من جهة، ولكنه عبر في الوقت نفسه عن مستوى وعي جميع أعضاء اللجنة القيادية الحزبية لحركة الأنصار والمكتب العسكري حينذاك من جهة أخرى، إذ أنه جاءني بعد أن اجتمع المكتب العسكري ودرس المقترح وقرر إغلاق موضوعه!
لقد كانت فترة نضال عصيبة، ولكن أحس الإنسان بالحب للآخرين وبالود الذي يكنه لهؤلاء الناس الذين كانوا في غالبيتهم من الخريجين والمثقفين يناضلون بعناد في سبيل إسقاط الدكتاتورية وإقامة نظام ديمقراطي في العراق وفي سبيل الحقوق القومية العادلة للشعب الكردي والحقوق الثقافية والإدارية للقوميات الأخرى، وأنهم كانوا عرضة للموت في كل لحظة. لقد تلاحم العامل والفلاح والمثقف والكاسب، العربي والكردي والتركماني والكلداني والآشوري، ومن مختلف الأحزاب السياسية المساهمة بالحركة المسلحة في نضال مشترك للخلاص من ليل الفاشية المعتم. إنها فترة لا تنسى رغم الأخطاء التي ارتكبت ورغم أنها لم تحقق جل أهدافها، ولكنها كانت تجربة غنية في ظروف استثنائية، نأمل أن لا تعود ثانية وأن تعالج المسائل بالحكمة وبآليات ديمقراطية ولصالح الحياة الديمقراطية والفيدرالية في العراق الجديد. لقد اتخذ قرار خوض الكفاح المسلح في ظروف استثنائية وكان القرار استثنائياً يحق للمناضلين أن يدرسوا مدى صواب هذا القرار في حينها. وأتحمل مسؤولية مباشرة مع رفاق آخرين في حينها في الضغط من أجل اتخاذ القرار الكفاح المسلح في اجتماع اللجنة المركزية عام 1979م.
لقد تعلمت الكثير من الناس البسطاء في كرد من الفلاحين الذين كنا نزورهم في بيوتهم ونفرض أنفسنا ضيوفاً عليهم، كان الفقراء منهم يستقبلونا بحرارة رغم فقرهم. ولهذا يصعب علي أن أنسى هذا الشعب المعطاء الذي احتضن جمهرة كبيرة من المناضلين من مختلف القوميات والأحزاب واللغات سنوات طويلة وتحمل أذى القوات والحكومة البعثية الاستبدادية العنصرية بصبر عجيب. ولن أنسى في حياتي تلك القرى الكردستانية المدمرة على امتداد ريف كردستان الجبلي حيث بلغ عددها أكثر من 4250 قرية وحيث أجبر الفلاحون على مغادرة مزارعهم وبيوتهم وفرض عليهم العيش البائس في بيوت بنيت لهم على أطراف المدن وتحت حراسة الجيش والشرطة والأمن السري، وأتمنى، وسأعمل مع الآخرين من أجل أن لا يتعرض هذا الشعب المعطاء بكل قومياته مرة أخرى إلى تجربة مماثلة أو لما تعرض له على أيدي الحكام الشوفينيين والعنصريين المستبدين عقوداً مريرة.

أرجو أن تسمح لي بأن أعلق على هذا الموضوع.. بعد الاستعراض السريع لدور الشيوعيين وتضحياتهم في مقاومة النظام الدكتاتوري من خلال منظمة الأنصار وبالتعاون مع قوات البيشمركة.. من الغريب أن لا يتطرق السيد رئيس الجمهورية جلال طالباني إليهم إثناء إشادته ببطولة وتضحيات قوات البيشمركة في حفل تنصيب السيد مسعود بارزاني رئيسا للإقليم، كما سبق له أن تحاشى الإشارة إلى شهداء الحزب الشيوعي العراقي مثل قادة الحزب الرفيق فهد والرفيق سلام عادل وذلك إثناء استعراضه لبطولات ولشهداء الشعب العراقي خلال مراسيم تنصيبه لرئاسة الجمهورية!.

كاظم: أعتقد أن السيد رئيس الجمهورية لم ينس هؤلاء المناضلين الذين ضحوا بحياتهم في سبيل الشعب، سواء أكان ذلك في سهول الوسط والجنوب أم في جبال كرد الشماء ولا يمكن أن ينساهم، إذ أن بعضهم كان يعرفهم معرفة شخصية ونضالية، إلا أن الوضع السياسي، كما يبدو، له أحكامها، فالتحالف مع قوى الإسلام السياسي الشيعة، يمكن أن يقود إلى تناسي وليس نسيان الشيوعيين وغيرهم من المناضلين الوطنيين، وقد وجهت ملاحظة نقدية إلى السيد رئيس الجمهورية بشأن موقفه من قوات بدر وتزكيتها التي لا تتفق والواقع العراقي وطبيعة دورها في المرحلة الراهنة وعلاقاتها ومخاطرها المستقبلية. مثل هذه المسائل يمكن أن تحصل في السياسة، ولكن من المفيد عدم تحميلها أكثر مما تستوجبه القضية.

سنوات المنفى الطويلة والبعد عن الوطن ماذا أضافت أو هيأت لك؟ من الملاحظ إن معظم البحوث الفكرية المنشورة وكتبك المطبوعة قد أنجزتها خلال هذه السنوات، كيف تقيم هذه السنوات؟

كاظم: دعني أقول لك ما قاله صديق عزيز لي مرة: الوطن أم والغربة زوجة أب. حملت سنوات المنفى لي جملة من المسائل المهمة، منها السلبي، وهو الانقطاع النسبي عن الوطن والأهل والأصدقاء ومرابع الطفولة والصبا والقرب من المواقع التي يفترض أن أبحث وأكتب فيها ولهم، ومنها الإيجابي. لا بد لي من القول ابتداءً بأن أكثر السياسيين المنفيين كانوا غير بعيدين عن الوطن، فقد حملوه على أكتافهم وفي قلوبهم وفي تفكيرهم اليومي الدائم بالوطن ومشكلاته ومصائبه وعملهم من أجله. ويمكنك أن ترى ذلك بنفسك فأنت أحدهم خلال الفترات المنصرمة. ولكن المنفى والاغتراب يمكن أن يحطم جسد الإنسان وأعصابه إن لم يضع لنفسه هدفاً معيناً أو مهمة معينة يسعى إلى تحقيقها، إذ غالباً ما يصاب بعلل نفسية جسدية مؤذية. وكثرة من الناس كانت تعاني من هذه الإشكالية.
شاركت في منفاي بالعمل السياسي وفي بناء منظمات الدفاع عن حقوق الإنسان ومع نادي الرافدين الثقافي العراقي الذي يحتل موقعاً مهماً في وسط عراقيات وعراقيي برلين، ساهمت في الكفاح المسلح وزرت كردستان وشاركت في المؤتمر الذي عقد بمناسبة الذكرى الحزينة والأليمة لمجازر الأنفال وحلبچة وقدمت فيه بحثاً عن العنصرية والقسوة. لهذا كنت في حركة مستمرة وإنتاج كثيف ساعدني ذلك على تحمل المنفى وتجاوز مصاعبه. كما أن عائلتي كانت عوناً لي.
ولكن أفضل ما وفره لي المنفى أنه فتح لي أبواباً واسعة لإعادة تكوين ثقافتي والسعي لإغنائها وتطوير معارفي في جوانب غير قليلة كنت أفتقدها. وهي التي سمحت لي بمزيد من العمل والإنتاج الفكري. لقد أنجزت في الوطن مجموعة من الكتب والبحوث والمقالات، ولكن أهم الكتب تلك التي أنجزتها في الخارج، بعضها تم نشره، وبعضها الآخر يطبع حالياً والبعض الثالث ينتظر الطبع وكتب أخرى في طريق الإنجاز. أشتغل يومياً ما يقرب من 16 ساعة وأحياناً أكثر من ذلك. وأجد سعادة خاصة في القراءة والكتابة، فالكتاب خير جليس، ولكن لا يعوض الكتاب عن الأصدقاء والعلاقات والحياة الاجتماعية والسياسية، وخاصة العمل في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان المغتصبة في أغلب بلدان العالم بصيغ وأساليب مختلفة وخاصة في منطقة الشرق الأوسط.

كان دور المثقفين والمفكرين والمبدعين العراقيين كبيرا في أرجاء المنافي، في مجال البحوث والدراسات القيمة والنتاجات الإبداعية المختلفة، هل تعتقد بوجود تخلف في هذا المجال بالنسبة للمثقفين داخل الوطن بسبب انعدام حرية البحث والتعبير بالإضافة إلى قلة مصادر المعرفة الجديدة أبان تسلط دكتاتورية صدام حسين؟

كاظم: وفر المنفى للمثقفات والمثقفين العراقيين مجالاً رحباً لتطوير الإمكانيات والمعارف والحصول بسهولة على المعلومات. وكان نشاط ونتاجات الجمهرة المثقفة من العراقيات والعراقيين ضخماً للغاية لا من حيث الكم فحسب، بل ومن حيث النوع وفي مختلف المجالات الإبداعية ومجالات الاختصاص الإنسانية أو العلمية والهندسية. ولا يتحدث عنه الناس العراقيون من عرب وكرد فحسب، بل والعرب والكرد من بلدان أخرى أو الأجانب أيضاً، وهو ما يفترض أن يعتز به كل إنسان عراقي. ولكن ينبغي أن لا ننسى بأن المثقف العراقي الحر والديمقراطي في الداخل، سواء أكان امرأة أم رجلاً، قد بذل أقصى الجهد لتأمين ثلاث مسائل جوهرية:
1. أن يحافظ على مستواه الثقافي رغم الجدب الهائل في الكتب والمعلومات والمعارف التي كانت لا تصل إلى البلاد، ورغم إغراق البلاد بالثقافة الصفراء وبمثقفي السلطة.
2. الحفاظ على موقعه الديمقراطي التقدمي وعدم سقوطه في هوة الدفاع عن صدام أو السير في ركاب السلطة. والقلة القليلة التي مارست ذلك، كانت ضحية الجلاد.
3) التحري عن الأسلوب المناسب للتعبير عن واقع الناس وحاجاتهم وكوارثهم وتطلعاتهم دون أن يعرضوا أنفسهم لمخاطر الاعتقال والإعدام.
المثقف العراقي، سواء أكان في الداخل أو الخارج جسد بحيوية تواصله وارتباطه بالمجتمع واستمرار دفاعه عنه وعن قضايا الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان، وصان اسم المثقف من الشوائب.
يفترض أن لا ننسى بأن هناك عدداً كبيراً من المثقفين فقدوا حياتهم بسبب التزامهم الثابت بقضية الشعب وبكرامتهم والنهج الذي اختطوه لأنفسهم. لقد فقد صاحب كتاب كليلة ودمنة حياته في عهد المنصور لأن المستبد بأمره أدرك المغزى الذي كان يحمله هذا الكتاب. وصدام قتل المئات من المثقفين لأنه أدرك الدور الذي يمارسه المثقف في حياة المجتمع وفي النضال ضد الدكتاتورية. هناك من سقط في الطريق من مثقفي العراق، وعلينا الآن أن نمسك بيديه إن لم يكن قد ارتكب الموبقات بحق الشعب، فالجلاد هو المسؤول عن سقوط الضحية وليس الضحية مسؤول عن سقوطه!
لا أجد أن هناك تخلفاً في فترة حكم الدكتاتور صدام حسين العسيرة، في مسيرة المثقف العراقي في الداخل. من يرى ذلك يحاول أن ينسى الظروف التي سادت العراق في ظل حكم الدكتاتور صدام حسين، وليس في هذا أي عدل ومشروعية. ولكني أجد اليوم قلة فرص ممنوحة أمام المثقف العراقي الديمقراطي للتعبير والمشاركة في عملية التغيير المنشودة في العراق. ونحن بأمس الحاجة إلى ذلك سواء أكان المثقف في الداخل أم الخارج.

من المعروف إنك كنت ومنذ البداية ضد الحرب التي شنت على العراق وكنت تعتبرها مشروع باهظ النتائج ومدمرة، رغم عداءك ونضالك المعروف ضد النظام الدكتاتوري، هل تعتقد أن كان بمقدور القوى الوطنية والديمقراطية المعادية لنظام صدام حسين آنذاك، حتى وأن اتحدت، أن تسقط النظام الدكتاتوري؟

كاظم: لم أكن في يوم ما نصيراً للحرب أو داعياً لها. لهذا كنت أيضاً ضد الحرب العراقية الإيرانية وضد حرب الخليج الثانية وضد حرب الخليج الأخيرة التي أسقطت النظام. ولن أكون يوماً نصيراً لأي حرب، إذ في مقدور البشر معالجة الأمور بطريقة أخرى حتى مع الدكتاتوريين للخلاص منهم. ولي في ذلك رأي آخر غير المتداول عن ضرورات الحرب، باعتبارها ممارسة السياسة بطريقة أخرى.
لم يكن سهلاً إسقاط نظام البعث، إذ كانت هناك قدرات مالية وعسكرية كبيرة تسانده إضافة إلى الدعم العربي والإقليمي والدولي لاستمراره. ولو توفر الدعم العربي والإقليمي والدولي للمعارضة العراقية وتم التنسيق الجيد بين قوى المعارضة لأمكن إسقاط النظام الدموي المكروه من الشعب ولتجنبنا الكثير من الإشكاليات الراهنة التي نتجت عن الحرب وتداعياتها، وعن علاقة الولايات المتحدة بالعالم. لم تكن الولايات المتحدة الأمريكية تسعى جادة لدعم المعارضة العراقية لإسقاط النظام، كانت تريد أن تسقط النظام لوحدها فقط، وكان لها في ذلك مآرب أخرى. ولكن هذا الموضوع أصبح الآن من الماضي ونحن الآن أمام تداعيات الحرب التي ساهم الدكتاتور في تنظيمها حتى قبل سقوطه إضافة إلى المساهمات الأخرى من قوى الإسلام السياسي المتطرفة والإرهابية والقوى القومية والبعثية الشوفينية التي صعب عليها رؤية سقوط النظام ويريد بعضها استعادته وبعضها الآخر يريد إقامة نظام إسلامي ظلامي على طريقة بن لادن في أفغانستان أو على طريقة أخرى، كما يسعى أتباع ميليشيا بدر وحزب الفضيلة وغيرها.

أنا أتفق معك تماما، فبروز قوى الإسلام السياسي بقوة في الساحة العراقية بأدواتها الطائفية الصدئة ودعاة منهج التكفير بخطابهم المتخلف عما يجري في زمن العولمة، واضطهاد نصف المجتمع وهن النساء.. انه فعلا يمثل غيابا للوعي المتحضر والارتداد إلى قرون خلت، وفي نفس الوقت نلاحظ تأرجح وتشرذم القوى الديمقراطية ومساوماتها البراغماتية بما تفسر ذلك؟ وما هي المهام الآنية أمام القوى الديمقراطية والعلمانية؟.

كاظم: نحن الآن أمام مهمة جديدة، هي كيف نستطيع ترتيب البيت العراقي الديمقراطي والخلاص من الإرهاب الدموي ومن الطائفية التي زرعها صدام حسين وكرستها الولايات المتحدة بأساليب عملها وعززتها الأحزاب الإسلامية السياسية الشيعية منها والسنية في الحياة السياسية الراهنة، إنها أخطر بكثير مما نتصور إن استطاعت أن تفرض نفسها في العراق الجديد، وهو ما يفترض منعه حقاً والنضال في سبيل دستور ديمقراطي مدني فيدرالي حديث وحياة حرة ديمقراطية قائمة على أساس المؤسسات الديمقراطية.
إن بعض القوى الديمقراطية كانت تعتقد بأنها تملك قوى كافية لخوض النضال لوحدها، وبعضها الآخر استصغر قوى الإسلام السياسي وقدرتها في التأثير ونسى ما تضمره له. ومن هنا جاء السكوت عن الكثير من تجاوزاتها على المجتمع وحقوق الإنسان بحجة التحالف في مجلس الحكم الانتقالي ثم في الحكومة الجديدة السابق. القوى الديمقراطية تنسى النقد عندما تتحالف. وهذا لا يمكن نراه لدى القوى الديمقراطية الكردستانية، وهو أمر إيجابي وأملي أنم يتجلى لدى بقية القوى الديمقراطية العربية مثلاً. والآن نسمع بعض النقد لأنها ليست في التحالف، وهذا المرض يفترض أن تتخلص منه القوى الديمقراطية.

بعد أن تحرر العراق وسقط نظام البعث الدكتاتوري بالطريقة التي نعرفها، بدأ العراق بالسير في بناء أسس نظام ديمقراطي، هل تعتقد بأن الشعب العراقي وقواه السياسية خاصة ناضجة فعلا ومتحمسة للسير حتى النهاية في هذا الطريق؟

كاظم: كل الدلائل تشير إلى أن الخراب الاقتصادي والنفسي والاجتماعي والسياسي في العراق عميق جداً شديد الغور من جهة، وأن العلاقات الإنتاجية السائدة والعلاقات العشائرية الفاعلة من جهة أخرى، لا توفر الأرضية الصالحة لمجتمع مدني ديمقراطي حديث ولحياة ديمقراطية متقدمة. إضافة إلى أن الطريقة التي أسقط فيها النظام وتداعيات الحرب والاحتلال والمذهبية المتعصبة التي يمارسها أتباع الأحزاب السياسية الشيعية وخاصة جماعة المجلس والفضيلة والصدر وهيئة علماء المسلمين والجيران هي الأخرى تسهم في تعقيد المسيرة نحو فضاء الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان وحقوق القوميات والعدالة الاجتماعية. إن بناء كل ذلك ليس سهلاً وليست وصفة طبية جاهزة يمكن شراء مكوناتها من الصيدلية، بل هي عملية سيرورة وصيرورة معقدة وطويلة الأمد وتحتاج إلى جهود استثنائية. وأول ما يحتاجه العراق هو إيجاد أرضية مناسبة للخلاص من الإرهاب الموجه الجاري، ثم العمل على تغيير الواقع الاقتصادي، أي الخلاص من العلاقات الإنتاجية شبه الإقطاعية التي تعشش في ظلها العلاقات العشائرية في الريف والمدينة. وبمجاراة هذه العملية يفترض تكريس الجهود لوضع دستور ديمقراطي علماني حديث يستند إلى المبادئ التي أشرت إليها في أعلاه ويأخذ بمبدأ الفيدرالية، ويقيم المؤسسات الدستورية الديمقراطية وينهي الوجود الأجنبي في العراق. ولن نستطيع بناء مجتمع مدني عقلاني متقدم دون تأمين مستلزمات ذلك، ومنها تغيير بنية المجتمع الطبقية من خلال تغيير بيته الاقتصادية، وتحقيق التنوير الديني والاجتماعي والسياسي، ومعالجة الوضع الاجتماعي المتخلف للسكان والبطالة الواسعة، وبناء المؤسسات الديمقراطية القائمة على أساس دستور ديمقراطي يفصل بين السلطات وبين الدين والدولة ويحرر المرأة من واقعها الراهن ويساويه مع الرجل في الحقوق والواجبات.

هل تعتقد أن الحدث الكبير الذي هز الشرق الأوسط، اعني احتلال العراق وإسقاط النظام الدكتاتوري، سيعيد رسم الخارطة السياسية للأنظمة في هذه المنطقة الحيوية باتجاه تأسيس أنظمة ديمقراطية كما يخطط له من قبل الأمريكان؟

كاظم: نعم هذا سيحصل. لا لأن الولايات المتحدة تريد أو لا تريد ذلك، بل لأن مستلزمات ذلك دولياً وإقليميا من النواحي الاقتصادية والاجتماعية والبيئية والسياسية كلها تدفع إلى ذلك. وليست العولمة سوى التعبير الصارخ لهذه الحقيقة. فالعالم الذي نعيشه لم يعد عالم قبل أو بعد الحرب العالمية الثانية ومستوى تطور القوى المنتجة بلغ مستويات رفيعة عالمياً في إطار الثورة الصناعية الثالثة، وخاصة ثورة الأنفوميديا، ثورة الاتصالات العلمية الحديثة. وهي كما تعرف مرحلة جديدة في تطور الرأسمالية حيث بلغ المستوى الاجتماعي للقوى المنتجة درجة عالية جداً من التطور والتقدم، ويتطلب المزيد من التشابك والتفاعل بين الاقتصادات المختلفة ورؤوس الأموال والعمليات الاقتصادية وبين الشعوب والثقافات وعلى مستوى الحفاظ على البيئة وعلى مستوى مواجهة مشكلات الانقسام الدولي إلى عالم غني متخم وعالم فقير جائع التي تهدد العالم بتناقضات وصراعات جديدة، إذ ربما تنجم عنها نزاعات جديدة غير معروفة العواقب. إن عالمنا المعولم موضوعياً يستوجب سياسات جديدة لا تمت إلى السياسات التي تمارسها الولايات المتحدة بصلة، والقوانين الاقتصادية الموضوعية الفاعلة فيها تستوجب سياسات غير التي تحاول الولايات المتحدة لوي عنق تلك القوانين بها وتوجيهها لصالحها، رغم أنها قوانين تفعل في ظل الرأسمالية طبعاً، ومن هنا تأتي إشكاليات العالم الجديدة وبعضها إشكاليات قديمة بطبيعة الحال.

ولكن كيف تفسر التحولات التي بدأت تجري في بعض الدول العربية مثل تعديل الدستور في مصر، والانتخابات البلدية في السعودية، وإعطاء النساء حق المشاركة في الانتخابات في الكويت وتوزير أول أمرآة فيها، وكذلك في بعض دول الخريج والمغرب العربي، هل كان الحكام العرب نائمون حتى أيقظهم حلول الأمريكان في قلب الشرق الأوسط؟

كاظم: المنطقة مقبلة على تغيير واسع شاء البعض أم أبى، إذ أن رياح التغيير قد هبت على العالم، رغم أنها لم تصل إلى مناطقه المختلفة بنفس القوى والسرعة. وما وصلنا منها نحن في بلدان الشرق الأوسط ما يزال قليل جداً، ولكنه مع ذلك حرك الأجواء الفاسدة وهز العقول الجامدة وأوجد تياراً للتهوية وسيدفع بالتغيير نحو الأمام ولكن ببطء أكبر من مناطق أخرى. هناك محاولات من قبل بعض النظم العربية لتجاوز الضغط المتعاظم عليها باتخاذ إجراءات ترقيعية بائسة لا تغني ولا تسمن، كما هو الحال في السعودية أو في مصر. ويبدو لي أن نضال المرأة في الكويت قد استطاع الوصول إلى المجلس النيابي وكذا الوزارة، وأملي أن تتحقق المزيد من الحقوق لها في الكويت، إذ أن قوى الإسلام السياسي قوية هناك ويمكنها أ تفسد الأمور وتبوش القرارات الجيدة التي تصدر أحياناً بهذا الخصوص.
من بتابع تطور الأوضاع في هذه المنطقة من العالم يمكنه أن يرى بوضوح أن هناك عوامل كثيرة تفعل فعلها السلبي المعوق في هذه المنطقة من العالم، ومنها المشكلات المعتقة كالقضية الفلسطينية والصراع العربي الإسرائيلي، وغياب التنوير الديني ودور الغالبية العظمى من رجال الدين السلبي والمتميز بالتخلف عموماً في التعليم والتربية الدينية وفي الإصرار على قول "ليس بالإمكان أبدع مما كان"، والإساءة لأتباع الديانات والمذاهب المختلفة. الحرب واحتلال العراق هز العقل العربي الذي لم تهزه الدكتاتورية والبؤس والفاقة قبل ذاك، ولكن لم يغيره حتى الآن، والطريقة التي يتم التفكير بها ما تزال عاطفيةً وانفعاليةً أكثر من كونها منطقية عقلانية واعية لما تمارسه من أفعال أو حتى ما تتحدث به. نحن بحاجة إلى عملية تنوير ديني وسياسي واجتماعي، إذ ما نزال نفكر بطريقة ما قبل التصنيع وغائصة في الذات الجمعية وعاجزة عن رؤية ما يجري حولها أو حتى أنها لا تريد أن ترى وتعرف ذلك نتيجة ضعف وتخلف وقصور ذاتي. هذه إشكالية كبيرة. إن العقلية التي نتعامل بها فيها محاولة شديدة الإصرار على الهروب من تاريخها بطريقة غريبة من خلال تمجيده دون التدقيق فيه وفرزه، إنها تريد محو الذاكرة بطريقة همجية لتبقي على عظام مبعثرة لا رابطة بينها سوى التمجيد الفارغ لمن لم يعد يملك غيره. فالعالم العربي يعيش اليوم، ومنذ عقود أيضاً، محنة نفسية وعقلية عميقة، وهي أكثر من أزمة، إذ أن الأزمة يمكن أن تعالج، ولكن المحنة يمكن أن تبقى طويلاً، لأنها في داخلنا وأعماقنا وفي وجهة تعليمنا وتربيتنا وسلوكنا اليومي، في خلفية تفكيرنا وفي سبل مواجهتنا للتاريخ والحاضر ورؤيتنا للمستقبل. ومع ذلك فالتغيير آت لا ريب فيه، رغم كل العناد الذي تبديه النظم أو التي يمارسها الإسلاميون الأصوليون أو السلفيون والقوميون المتعصبون أو غيرهم، وهو ليس استجابة لإرادة الولايات المتحدة، بل تناغماً مع الواقع الموضوعي وحركة التغيير الاجتماعي وقوانينه الموضوعية، ولهذا يمكن أن يحمل معه الكثير من المصاعب للإنسان في المنطقة بدلاً من أن يكون سهلاً وسلساً.

زرت كرد العراق ولمرات عديدة خلال السنوات الأخيرة، واطلعت عن كثب على تجربتها الديمقراطية، هل تعتقد بأن الديمقراطية أصبحت نهجا وسياسة ثابتة لدى قادة الشعب الكردي أم أن هناك عثرات ومخاطر جدية تعترض سبيلها؟

كاظم: زرت كرد في مراحل مختلفة وكنت أجد في كل مرة مسائل جديدة وهامة. في فترات النضال وبعد التخلص من الحكم المركزي الدكتاتوري في بغداد. كنت في وزياراتي السابقة أنظر إلى كردستان غير النظرة التي نظرت إليها بعد الخلاص من النظام الدكتاتوري في بغداد وفي زيارتي الأخيرة ربيع 2005م. لنقل نظرتي النقدية للأمور اتخذت مساراً جديداً بحكم تغير الأوضاع، إذ لم أرغب في نقد السلبيات في فترة وجد نظام صدام حسين لكي لا يستفيد منها النظام الدكتاتوري ضد التجربة الحديثة في كردستان العراق.
حقق الكرد، وبقية القوميات في كرد العراق نجاحات كبيرة ومهمة جداً، ويفترض أن يعتز بها ليس كل كردي عراقي فحسب، بل كل الكرد في كل مكان وكل فرد من القوميات الأخرى في العراق، بمن فيهم العرب، لأنها أعادت بعض الحق إلى نصابه لهذا الشعب. ولم يتحقق كل ذلك بفضل أحد، بل بفضل نضال الشعب الكردي والقوميات الأخرى في كردستان وفي عموم العراق. ولكن هذه النجاحات يفترض أن تصان وأن يتم الدفاع عنها عبر خمسة إجراءات:

عبر وحدة الشعب الكردي وقواه السياسية وتفويت الفرصة على الأعداء في الداخل والخارج الذين يتربصون بها.

ضرورة استكمال بناء المؤسسات الديمقراطية التنفيذية والتشريعية والقضائية وتعزيز استقلاليتها المطلوبة والمناسبة عن الأحزاب السياسية المباشرة وممارستها لمهماتها وتوحيدها بدلاً من الازدواجية في السلطة الراهنة.

ضرورة الاستجابة المتطورة باستمرار لحاجات الجماهير الشعبية، وخاصة الفئات الكادحة التي لم تستفد حتى الآن من النجاحات المهمة التي تحققت على صعيد كردستان العراق، كما يفترض أن تتسم الجهات المسؤولة الحكومية والحزبية، وخاصة ثوار الأمس، بالمزيد من التواضع في العلاقة والتعامل مع المجتمع والقوى السياسية الأخرى والمزيد من الصرامة في مواجهة الفساد الوظيفي، الإداري والمالي.

تعزيز التحالف مع القوى الديمقراطية العربية، إذ أنها الحليف الثابت الآن وفي المستقبل رغم ضعفها الراهن.

عدم التعامل مع نهج الإسلام السياسي الطائفي المتحيز المتفشي في الوقت الراهن، سواء أكان شيعياً أم سنياً، إذ أن القوى التي تقف وراء هذا النهج ترفض من حيث المبدأ حق الشعب الكردي في الفيدرالية وترفض من حيث المبدأ تطبيق العديد من المواد الواردة في قانون إدارة الدولة المؤقت وحقوق الإنسان وحقوق القوميات، بما فيه الموقف في كركوك وسيبل معالجتها في ضوء قانون إدارة الدولة المؤقت مثلاً، وهي تضمر غير ما تعلن عنه. والأشهر القادمة ومحاولات التقرب إلى الولايات المتحدة من جانب الأحزاب السياسية الإسلامية الشيعية والسنية هو التعبير عن محاولتها تبويش الأرضية التي تقف عليها القوى الديمقراطية، ومنها القوى الكردية، أو سحب البساط من تحت أقدامها، من خلال التحالف مع الولايات المتحدة. إن العلاقات بين الدول تقوم على المصالح وليست قائمة على صداقات، هذا ما أكدته تجارب الشعوب خلال المئات والآلاف من السنين المنصرمة.
لقد زرت كرد حديثاً واطلعت على التجربة واستمعت كثيراً وسجلت ذاكرتي الكثير وقارنت مع الكثير وخرجت بحصيلة سجلتها في مقالات ثلاث نشرتها في كرد وعلى مواقع الإنترنيت. سجلت موقفي الواضح والثابت من القضية الكردية، وسجلت الأخطاء والنواقص والسلبيات التي شاهدتها وسمعت عنها، مع عدم نسيان الإيجابيات أولاً وعدم طرحها بما يحبط العملية الجارية ويعيق التقدم ثانياً، أي ممارسة النقد البناء المنطلق من شعور بالمسؤولية إزاء الشعب الكردي وقضيته العادلة، ثم سجلت مقترحاتي لتحسين الأوضاع ثالثاً.

إن تجربة كرد محاطة بالأعداء في الداخل والخارج ويسعون إلى إفشالها، فهل سيتعامل الأخوة الكرد في الأحزاب السياسية الديمقراطية بما يسهم في تحطيم تلك المحاولات؟ أرجو ذلك وأتمنى عليهم ذلك أيضاً. لدي الثقة بأن الأخوات والأخوة سيبذلون الجهد للتعامل الواعي مع الواقع الجديد، خاصة وأن وحدة القوى الكردية هي ضمانة لوحدة القوى الديمقراطية العراقية ولنجاح الديمقراطية ف بالعراق والتصدي للمتطرفين من مختلف الاتجاهات.

دفعت إلى المطبعة أحدث إصداراتك وهي دراسة حول تأريخ اليهود في العراق، كما سبق وان نشرت كتابا حول الطائفة اليزيدية، هل هي ضمن سلسلة دراسات حول الطوائف الدينية التي تسكن ارض الرافدين؟ أم هي ضمن مشروع اكبر؟ وهل لديك النية في تقديم دراسة حول طائفة الصابئة المندائية؟

كاظم: نشر لي حتى الآن بعض الكتب منها "الأيزيدية ديانة قديمة قاومت نوائب الزمن" عن دار أراس في أربيل، وكتاب "الاستبداد والقسوة في العراق" عن مؤسسة حمدي للطباعة والنشر في مدينة السليمانية، وكتاب العولمة من منظور مختلف عن وزارة الثقافة ببغداد. وتحت الطبع الآن ثلاثة، وهي:

لمحات من نضال حركة التحرر الوطني للكرد في العراق في مؤسسة حمدي للطباعة والنشر في السليمانية.

مقالات حول قضايا ملتهبة في العراق في جزأين عن دار هافيبون للطباعة والنشر في برلين.

يهود العراق ومحنة المواطنة في مؤسسة حمدي في السليمانية. كانت لي إصدار كتاب عن الصابئة المندائية وجمعت عنهم الكثير من المعلومات والكتب. ولكني وجدت أن كتاب الصديق الأستاذ عزيز سباهي عن الصابئة المندائية الصادر عن دار المدى قد وفي بالغرض وهو كتاب جيد منهجاً ومضموناً وأسلوباً، ولم أجد ما يبرر البحث في الموضوع ثانية.

ماذا عن مشروعك الكبير، واسمح لي أن أسميه مشروع العمر، واقصد به كتابك المرتقب عن تأريخ العراق المعاصر والذي تنكب عليه منذ سنوات عدة، أين وصلت فيه؟ ومتى تدفعه إلى المطبعة؟

كاظم: منذ عام 1998م بدأت أعد لإنجاز سبعة أجزاء من كتاب تحت عنوان "لمحات من عراق القرن العشرين". وقد أنجزت منه حتى الآن خمسة أجزاء، وسأبذل جهدي لإنجاز الجزئين الآخرين حتى نهاية عام 2007م.


لماذا تنشر ألان، وبكثرة، دراسات عن اليهود العراقيين ودورهم الثقافي والسياسي في تأريخ العراق، من قبل العديد من الكتاب العراقيين؟ هل تحررنا من الإرهاب الفكري الدكتاتوري هو الذي أعاد لنا ذهنية اختراق المحرمات ومحاولة إعادة كتابة التأريخ بعيدا عن التسلط والقمع الفكري؟

كاظم: للإجابة عن سؤالك أميز بين حالتين: حالتي الشخصية حيث بدأت أكتب عن يهود العراق منذ عام 2001م وأثناء تجميع المعلومات لكتابي "لمحات من عراق القرن العشرين"، إذ شعرت وعبر إطلاعي على عدد كبير من المصادر أن هناك محاولة جادة وهادفة إلى محو ذاكرتنا الفردية والجمعية من وجود اليهود في العراق وعن دورهم في الحياة الاقتصادية والثقافية والسياسية وعن المأساة التي تعرضوا لها في فترات مختلفة ولكن بشك لخاص في أعوام 1941- 1950- 1951م. حتى وصل الأمر ببعض الكتاب وهم يتحدثون عن مجالس بغداد لم يذكروا ولو بكلمة واحدة وجود مجالس لليهود أيضاً في بغداد وفي غيرها، كما هو حال كتاب رسمي الجميلي مثلاً. ولهذا قررت أن ابدأ بالكتابة وواصلت جمع المعلومات وتسنى لي الحصول على مجموعة طيبة من الكتب والمقالات صادرة عن يهود العراق وعن بعض العرب والعراقيين في الخارج. والكتابات التي صدرت في الخارج أو في العراق فكانت في الغالب الأعم موجهة ضد اليهود مثل كتاب د. فاضل البراك، مسؤول الأمن العراقي الذي أعدمه فيما بعد صدام حسين، أو كتاب يعقوب يوسف كورية الذي ينطلق من موقف مسيحي قديم متشنج ضد اليهود، كما صدر كتاب موضوعي وجيد للأستاذ الفلسطيني عباس شبلاق، إضافة على ملاحظات حنا بطاطو عن يهود العراق التي تحمل السلبي والإيجابي في آن.
أما الحالة الثانية فهي، كما يبدو لي، صرخة احتجاج يعلنها الكتاب الذين عانوا من التحريم والمحاربة ومحاولة محو الذاكرة الجمعية للعراقيين حول اليهود، إنه التمرد العقلاني والإيجابي ضد الكليشهات والأحكام المسبقة (ستيريو توب) وضد التابو الذي فرض سنوات طويلة. إن الإحساس بالحرية هو الذي يجعل الإنسان يفكر بعقلانية ويراجع تاريخه وذاكرته لكي يميز بين الغث والسمين، ولكي يتحرى عن العوامل التي قادت على مأساة اليهود في العراق ومدى علاقتها بقرار التقسيم وبالموقف الشوفيني القومي للعرب ضد اليهود وضد الصهيونية، وهي قومية يمينية شوفينية، المعادية للعرب. يبدو لي أن هناك إحساساً بالذنب إزاء ما لحق اليهود العراقيين والتفكير عن سبل للتكفير عنه ومعالجته بتنشيط الذاكرة وعقلنة التفكير.

باعتبارك احد المثقفين والسياسيين البارزين في الحركة اليسارية العراقية، نود أن تحدثنا عن دور اليهود العراقيين في الحركة الثقافية العراقية وكذلك دورهم في التأريخ السياسي العراقي المعاصر؟

كاظم: كما تعرف عاش يهو العراق طوال 2500 سنة في بلاد الرافدين وفي كرد العراق، وهم بذلك من بين أقدم الشعوب التي سكنت العراق، بالرغم من إرادتهم، إذ جلبوا إليه قسراً كأسرى بعد معارك احتلال مدنهم في فلسطين. عاشوا في العراق وعملوا مع السكان وساهموا في بناء وتطوير الحياة الاجتماعية والاقتصادية، وكان الود والتفاهم قائماً بين سكان العراق القديم. ولم تكن الأوضاع كلها حلوة كما أنها لم تكن كلها مرة. وبعد الفتح الإسلامي للعراق عومل اليهود على أساس أنهم من أهل الذمة الذين يدفعون الجزية والخراج عن منتجاتهم من أجل حمايتهم. ومرت أوضاعهم بتقلبات حادة، كما هو حال أتباع بقية الأديان. وقد تتبعت في كتابي أوضاع اليهود في تلك الفترات أيضاً واكتشفت الكثير من الكوارث التي حلت بهم، وكانوا أحياناً يعاملون معاملة حسنة، إلا أن حالة المسلمين أنفسهم كانت بين مد وجزر أيضاً، بين تمييز صارخ ومرهق لكرامة الإنسان وبين حرية دينية تمارس بصورة طبيعية. وكانت التغيرات ترتبط بطبيعة الحكام وسياساتهم. ثم تتبعت حياتهم في الدولة العثمانية وأخيراً في العراق الملكي والجمهوري، أي يهود العراق في القرن العشرين، وخاصة نصفه الأول.
مع نهاية الحرب العالمية الأولى ازداد دور اليهود في الحياة التجارية والاقتصادية عموماً، وكانوا يعيشون في أحياء مشتركة مع المسلمين والمسيحيين إي لم توجد في العراق گيتوات خاصة باليهود. وخلال الربع الثلث الأول من القرن العشرين لم يساهم اليهود في السياسة في ما عدا وجود ممثلين لهم في الوزارات الأولى وفي المجلس النيابي ومجلس الأعيان، وكانوا يعملون كباقي السكان في دوائر الدولة وفي القطاع الخاص. شاركوا ابتداءً من النصف الثاني من العقد الرابع في الحياة السياسية الحزبية بصورة محدودة، وابتداء من بداية الأربعينيات ازدادت تلك المساهمة في الأحزاب والتجمعات السياسية السرية مثل الحزب الشيوعي العراقي، وفي أعقاب الحرب العالمية الثانية شاركوا في أحزاب أخرى مثل الحزب الوطني الديمقراطي وحزب الشعب أو التحرر الوطني أو غيرها. وكان لهم دور تثقيفي ملموس في الحزب الشيوعي وتعرضوا للكثير من المضايقات والسجن بسبب نشاطهم الوطني. شاركت صحافة يهود العراق بصورة ملموسة في التبشير بمبادئ الحرية والديمقراطية والمجتمع المدني وبالمساواة بين المواطنين ودافعوا عن شعار الدين لله والوطن للجميع كما دافعوا عن حق المرأة في المساواة مع الرجل. لقد كان نشاطهم علماني واضح ومهم. منذ العشرينات ظهرت بعض النشاطات الصهيونية ولكنها كانت محدودة وتبلورت في الأربعينيات، ولكنها لم تكن مقبولة من غالبية اليهود، فيهود العراق كانوا يعيشون العروبة، فهم عرب ديانتهم يهودية، كما كان يهود كردستان كرد وديانتهم يهودية. كانوا يكتبون بالعربية ويفكرون بها ويمارسون حياتهم العامة بها.
وفي الحقل الثقافي لعب اليهود دوراً مهماً لنشر ذات المبادئ إضافة على حب الوطن والشعب والتراث العربي، وقد برز منهم كتاب وشعراء مبرزين منهم مثلاً:
وبين الأسماء البارزة نشير إلى سالم إسحاق (1877-1949م)، سلمان شينة (1998-1978م)، المحامي أنور شاؤول (1904-1984م) الذي لم يترك العراق إلا في عام 1971م بعد أن أصبح جحيما لا يطاق. ومراد ميخائيل (1906-1986م)، ومير بصري (مواليد 1911م)، وسلمان درويش (1910- 1982م)، وشالوم درويش (1913- 1997م)، ويعقوب بلبول (1920- 2003م)، ونسيم رجوان (مواليد 1924م)، وإسحاق بار موشيه (1927- 2003م)، ومنشي زعرور، وسمير نقاش (1938- 2004م)، والبروفسور سامي (شموئيل) موريه وحسقيل قوجمان، ويوسف هارون زلخة (كاتب سياسي). لقد كتب اليهود الشعر والقصة والمقالة والنثر الأدبي باللغة العربية ولم يتركوا تراثاً يهوديا متميزاً وخاصاً في هذا المجال، بل كان جزءاً من الأدب العربي ولكن مكتوب من مواطنين يهود عرب من العراق.
حاولت أن أتطرق إلى الفاجعة الحزينة التي مر بها اليهود عام 1941م، ومن ثم قانون إسقاط الجنسية العراقية عن اليهود الذي ساهمت في صياغته ثلاث قوى هي المنظمات الصهيونية العالمية والحكومة البريطانية والحكومة الملكية العراقية وساعدت على ترويجه القوى القومية والإسلامية المتطرفة في يمينيتها وتعصبها القومي والديني. لقد حاولت في هذا الكتاب استعادة ذاكرتي العراقية الفردية، ومعها الذاكرة الجمعية للعراقيين، وحاولت أن أذكر بأن جزءاً من شعبنا، هم يهود العراق، طردت غالبيتهم من العراق شر طردة لا تستحقها بأي حال من الأحوال، وهي جريمة بشعة ارتكبت بحقها في حينها، وهي خسارة للشعب العراقي، كما أنها كانت خسارة لليهود بالذات إذ فقدوا وطنهم العراق في حينها.

هناك العديد من الدراسات التي أصدرها كتاب عراقيون يهود هجروا من وطنهم، بعضهم يقيم في إسرائيل، حول تأريخ اليهود في العراق ونشاطاتهم الثقافية والفنية، بالإضافة إلى العديد من الروايات والمذكرات التي تتحدث بحنين إلى الوطن الأم، ما الذي أضافه كتابك؟

كاظم: في كتابي حاولت أن أستعيد الماضي العراقي، أن أقرأ التاريخ بصورة عقلانية، كما أدعي، وأن أتبين من خلاله موقع اليهود في التاريخ العراقي. واقع اليهود وحياتهم ومشكلاتهم وعلاقاتهم بالبشر، إنجازاتهم ومتاعبهم والتمييز الذي تعرضوا له عبر تاريخ العراق بصورة مكثفة، ثم علاقاتهم بالناس وعلاقات الناس بهم. حاولت أن استعيد ذاكرتي التي كادت أن تمحى منها حضور اليهود في تاريخ العراق والنتائج التي ترتبت عن ذلك وكيف نشأ هذا العداء إزاء اليهود ولماذا؟ وهل سببه الشعوب أم الحكام ورجال الدين والقوى القومية المتطرفة في الطرفين؟ وما علاقة ذلك بفلسطين وقرر التقسيم والأحكام المسبقة إزاء اليهود.
لقد تبين لي بأن يهود العراق في القرن العشرين قد عاشوا مراحل ثلاث:
المرحلة الأولى التي تميزت بالصفاء والعلاقات الودية مع المجتمع ومن جانب الدولة والحكم وامتدت حتى النصف الثاني من العقد الرابع.
المرحلة الثانية التي بدأت من النصف الثاني من العقد الرابع وانتعاش الفاشية في ألمانيا والقومية العربية اليمنية في العراق وتداخلها مع المعارك السياسية في فلسطين.
وأخيراً المرحلة الثالثة حيث اشتد العداء القومي ضد اليهود، وحيث صدر قرار تقسيم فلسطين ثم صدر قانون إسقاط الجنسية عن يهود العراق وهجرة قسرية لما يقرب من 140 ألف يهودي على امتداد الفترة التي بدأت أعوام 1949/1950م حتى سقوط النظام الدكتاتوري الدموي في العراق عام 2003م، إذ كانت أوضاع اليهود على قلتهم في الآونة الأخيرة تتدهور أكثر فأكثر. وفي الفترة بين 1950- 1951م وحها هجر قسراً أكثر من 115 ألف يهودي، ثم توالت في السنوات اللاحقة.

ماذا يعني هذا السيل من الذكريات الغابرة حول الوطن ألام، وهو العراق،في ذاكرة اليهود العراقيين الذي هجروا قسرا من وطنهم، هل هو حنين إلى الذاكرة الفتية أم إلى وطن افتقدوه أم إلى مرابع الصبا أم هي محاولة استرجاع الذاكرة الجمعية التي افتقدت لاحقا؟

كاظم: إنها والحق يقال كل ذلك. تصور نفسك وقد فرض عليك العيش في المنفى بعيداً عن مسقط رأسك وملاعب الطفولة ومرابع الصبا وبداية تفتح القلب والعقل للحب، إنه المحيط الذي نشأت فيه ودرست وترعرعت وتكونت فكرياً، إنه الأصدقاء والأحبة والحدائق والشجار والهواء الذي تتنفسه والماء الذي تشربه والنهر الذي تسبح فيه... أنه الحياة كلها. لقد انتزع منك كل ذلك ودفعت إلى محيط آخر لم تفكر ولم ترغب به، مع أناس لا تعرفهم ولا تعرف لغتهم الرابط الوحيد معهم هو الدين، وهو غير كاف للتعويض عن كل ما فقدته في الوطن. لقد فرض عليك وطن آخر. فكيف يكون شعورك؟ هل ستنسى كل ذلك أم يبقى الحنين والذاكرة الحية تطاردك ليل نهار. هذه هي الحقيقة وهكذا كانت أوضاع اليهود في السنوات الأولى من هجرتهم القسرية إلى إسرائيل. وهكذا أفهم أيضاً وضع العرب الذين طردوا من فلسطين وهجروا في الشتات. لقد كان يهود العراق جزءاً من الشعب العراقي.. ولدوا وترعرعوا ودرسوا وعملوا في كل الوظائف والمهن، اضطهدوا وتعرضوا للتمييز، فرحوا وحزنوا تماماً كبقية العراقيات والعراقيين ودفنوا موتاهم، فكيف يمكن للإنسان العاقل أن ينسى كل ذلك؟
لهذا فان الحنين والحب هو ليس فقط لأرض العراق لدى من تبقى من يهود العراق القدامى الذين ولدوا في العراق فحسب، بل هو الحب للشعب الذي كانوا منه وعاشوا معه 25 قرناً متلاحقة ودون انقطاع.
إنها المأساة والمهزلة ما حصل في الشهر الثالث من عام 1950م حين صدر قانون إسقاط الجنسية العراقية عن يهود العراق واتخذت كل الإجراءات الكفيلة بتعجيل التهجير القسري. لقد كان وراء كل ذلك قوى ليست خفية وأشرت إليها في مكان آخر من هذا الحوار.

http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=42393

سميرة الغامديّ العراقيّ «Victorious Stranger»- تحية فاتح أيار 2014م من شاطىء القنال الانجليزي.



#سميرة_الغامدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كاظم وكتاب وكربلاء 3
- كاظم وكتاب وكربلاء 2
- كاظم وكتاب وكربلاء 1
- تحت شمس بغداد اللاهبة
- تحت شمس Tokio وBerlin
- تقرير مجلة The New Yorker
- المُؤمن بالإنتخابات يُلدغ من جحرها مرتين!
- الفضاء الإلكتروني Cyber Space
- دلالات تواريخ الربيع قراءة بعمق Closereading
- قراءة بعمق Closereading
- عراقية، أقدم أغنية في التاريخ
- النبي رائعة البديع «جبران خليل جبران»
- النبي واللون والمرض
- حدثنا ابن عباس
- اُهْزوجة ُ * عيد الربيع
- صَلْعَة في سنها الهرمة
- شيخ المستشرقين الألمان Theodor Nö-;-ldeke
- بالفصيح والدارج
- أبوان للدنيا منبتا الحضارة
- ردّ المُحدَّث


المزيد.....




- إيران:ما الذي ستغيره العقوبات الأمريكية والأوروبية الجديدة؟ ...
- الرئيس السابق للاستخبارات القومية الأمريكية يرد على الهجوم ا ...
- وزير خارجية الأردن لنظيره الإيراني: لن نسمح لإيران أو إسرائي ...
- وسائل إعلام: إسرائيل تشن غارات على جنوب سوريا تزامنا مع أنبا ...
- حرب غزة| قصف مستمر على القطاع وأنباء عن ضربة إسرائيلية على أ ...
- انفجارات بأصفهان بإيران ووسائل إعلام تتحدث عن ضربة إسرائيلية ...
- في حال نشوب حرب.. ما هي قدرات كل من إسرائيل وإيران العسكرية؟ ...
- دوي انفجارات قرب مطار أصفهان وقاعدة هشتم شكاري الجوية ومسؤول ...
- أنباء عن -هجوم إسرائيلي محدود على إيران- وسط نفي إيراني- لحظ ...
- -واينت-: صمت في إسرائيل والجيش في حالة تأهب قصوى


المزيد.....

- قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي / محمد الأزرقي
- حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش. / عبدالرؤوف بطيخ
- رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ ... / رزكار عقراوي
- ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث ... / فاطمة الفلاحي
- كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي ... / مجدى عبد الهادى
- حوار مع ميشال سير / الحسن علاج
- حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع ... / حسقيل قوجمان
- المقدس متولي : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- «صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية ... / نايف حواتمة
- الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي / جلبير الأشقر


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - سميرة الغامدي - كاظم وكتاب وكربلاء 4