أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي ياسين عبيدات - ترجمة قصيدة الشتاء للإيراني مهدي أخوان ثالث















المزيد.....

ترجمة قصيدة الشتاء للإيراني مهدي أخوان ثالث


علي ياسين عبيدات

الحوار المتمدن-العدد: 4440 - 2014 / 5 / 1 - 16:33
المحور: الادب والفن
    


* ترجمة قصيدة الشتاء للإيراني مهدي أخوان ثالث *
ترجمها عن الفارسية وعلق عليها
علي ياسين عبيدات


يقول العلامة يوسف بكار:الترجمة تطفل على الإلهام..!



الشاعر:
مهدي أخوان ثالث...1928- 1990

ولد الشاعر والناقد والموسيقي مهدي أخوان ثالث في مدينة مشهد الايرانية، وعاش في كنف عائلة ايرانية محافظة، فكان والده "علي اخوان ثالث" يعمل في العطارة ويملك محلاً يزاول فيه مهنته كعطار وعشّاب.

تعلم مهدي في مدارس مشهد وأنهى هناك تعليمه الابتدائي والمتوسط، وتعلم الموسيقى هناك ايضاً، فقد كان مهدي مولعاً بالموسيقى والعزف وكان يتعلمها ويعزفها سراً ودون أن يعلم والده، ليجبر في النهاية على ترك الموسيقى والإتجاه نحو الشعر، وقد ساعده في هذا معلمه "برويز كاويان". فقرأ مهدي الشعر الخراساني (حقبة أدبية مهمة في تاريخ الأدب الفارسي) ومن الأعلام الذين تأثر مهدي بأسلوبهم: شاعر الفُرس الأكبر وصاحب ملحمة الشاهنامة "الفردوسي" وشاعر آخر من فحول الشعر الفارسي "منوچهري دامغاني". وبدأ مهدي يشق طريقه الشعري مستخدماً القوالب الشعرية الكلاسيكية، وكان هذا قبل أن يستخدم القوالب الشعرية الحديثة(الشعر النيميائي، وهو رديف الشعر الحر عند العرب).

اختار مهدي لنفسه اسم التخلص (والتخلص هو الاسم الذي يختاره الشاعر لنفسه ليكون رمزاً له ولشعريته) فكان اسمه "م.اميد" وأقرب معنى للإسم هو الآمل او المتفائل، ومن بعدها كتب مهدي ديوانه الأول "آرغنون" ونُشر في سنة 1951. ثم نشر ديوانه "زمستان" في 1956، واستمرت أعماله الشعرية منذ ذلك الحين حتى وفاته، وكتب مهدي في النقد، وله سبع مؤلفات في النقد الأدبي، واما دواوينه الشعرية فهي خمس عشر ديواناً شعرياً منشوراً.

انتقل مهدي إلى طهران وعمل فيها معلماً، وبدأ شعره يُزعج السلطات وقد سُجِن غير مرة، وأبعدته السلطات عن طهران ونقلته إلى مدينة كاشان، وفي عام 1950 تزوج مهدي من إبنة عمه "خديجة" وأنجب منها ثلاث فتيات (لاله، لولى، تنسقل) وثلاث فتيان (زردشت، مزدك علي، توس) وقد ماتت ابنته "تسقل" عندما كان عمرها اربع أيام، وماتت الكُبرى "لاله" غرقاً في أحد السدود.

واصل مهدي رفضه لسياسات الشاه والدولة ليعود إلى السجن في 1954. وما أن أفرِج عنه حتى انتقل للعمل في الإذاعة والتلفزيون، وبقي على هذا الحال حتى عاد إلى طهران في 1974 ليعمل في الإذاعة الوطنية، وبعد عام عُين في جامعة طهران كمدرس للأدب الفارسي (لم يكن يحمل شهادة الدكتوراة او حتى الماجستير لكن اسمه كاف). بقي مدرساً فيها حتى 1981 ليفصل منها دون أن ينال أي حق من حقوق التقاعد، لا سيما أنه شاعرٌ غير مرضي عنه، فهو لا يجيد شعر المدائح والتملق للحكام، وهناك قصة يتداولها الايرانيون بهذا الشأن، فقد اتصل على خامنئي بمهدي أخوان ثالث بعد قيامهم بالثورة الإسلامية، وقال له: لقد قمنا بالثورة واسقطنا الشاه الذي كنت تهاجمه، فمالك لا تؤيد الثورة المباركة ولا تدعم طريقتنا في حكم البلاد؟ فرد عليه مهدي وقال: أنا دائماً ضد السلطة ولست معها..!

طُرِد مهدي من العمل، وارتحل إلى بعض البلدان الأوربية ليقدم هناك أمسيات شعرية، وما أن عاد حتى كتب وصيته وأوصى بأن يُدفن بالقرب من حبيبه الفردوسي في مدينة مشهد، وبالفعل دُفن هناك في سنة 1990 ليتجاور شعراء الحماسة القديمة والجديدة. مات مهدي تاركاً خلفه إرثاً شعرياً كبيراً ورصيد محبة عند الإيرانين وكل قرائه....

القصيدة
لم تترجم قصائد مهدي أخوان ثالث إلى العربية - كغيره من شعراء الفرس - وهذا امتداد لتردي حال الأدب المقارن في عالمنا العربي، وضياع الأولويات الضائعة أصلاً! فمهما بحث المرء لن يجد مقالاً او قصيدة مترجمة عن الفارسية لمهدي أخوان ثالث -الا ما ندر- وبمعية محرك البحث "جوجل" فقد عثرتُ على ترجمة يتيمة للقصيدة التي أقدمها لكم، لكنها للأسف بعيدة كل البعد عن الترجمة وحرفيتها، وخصوصاً ترجمة الشعر، ولا أزعم بأن ترجمتي ستكون خالية من الأخطاء رغم اهتمامي وتعبي عليها وطول بحثي عن المفردات التي تليق بالمفردة الفارسية وتمثلها خير تمثيل، لا سيما أنني أترجم عن لغة تختلف كل الاختلاف عن لغتنا العربية، فلكل لغة خصوصيتها واسلوبيتها وبنيتها، فالعربية لغة اشتقاق والفارسية لغة تركيب، وبين أن تّحلِب المعنى في الأولى وأن تُقطِعه وتّجمعُه في الثانية - تكمن المشكلة- وهذا بخلاف الذائقة العربية والأخرى الفارسية، وكيفية مخاطبة العربي بلغة شعرية ألفها واعتاد على تآلفاتها وتقابلاتها.

تعتبر قصيدة الشتاء(1956) لمهدي أخوان ثالث من القصائد المشهورة والتي رفعت من شأن مهدي أخوان ثالث وجعلته يتزعم الحركة الأدبية في ذلك الوقت المليء بالكبار كسهراب سبهري شاعر الماء والتصوف الجديد، وشهريار كشاعر حداثي بقالب كلاسيكي، وفروغ كثائرة على السائد ونيما يوشيج أبو الشعر الفارسي الحديث، فبوسع قارئ القصيدة أن يدرك جماليات الشتاء كفصل كئيب ومليء بالوجوم(هكذا يراه الايراني) وبوسعه أن يرى تخبط الدولة واختناق الشعب والكبت والتعذيب والاعتقالات(ثورة مصدق وقتل واعتقال الشيوعيين) التي كانت تسود المشهد الايراني (ثقافي واجتماعي وسياسي) ولعل مهدي اخوان ثالث يختزل كل تلك الحقبة في هذه القصيدة لما فيها من اشارت ودلالات تعبر عن الطابع النفسي للشاعر والطابع العام للمجتمع، فنراه ناجحاً في مزج عناء الإنسان بسبب الشتاء كفصل بارد، مع خوف و مهادنة وعناء المواطن وهو يتجرع برد الشتاء كنظام سياسي يحكمه.
كتب مهدي هذه القصيدة بعد أن أطلق سراحه من سجنه - سجن أكثر من مرة - وقد تحدث عن إحجام الناس عنه وصدهم له، لا سيما أن سجنه تكرر وصار عدواً للسلطة وسيسبب المتاعب لمن هم حوله، ليستغنوا عنه وعن صداقته في النهاية ولا يعيرونه أدنى اهتمام. وفي قصيدة تتخذ من التأويل عصباً لها لا يسعنا أن نفهم القصيدة من هذه الزاوية فقط، فالشاعر أيضاً يصف انشغال الناس مع مصالحهم وعدم اكتراثهم لما يحدث(مهادنون) فكل واحدٍ منهم يتدبر شؤونه ولا يراعي ما يحدث ولا يجرؤ حتى على أن يقول رأيه او يستهجن ما يحدث له، وهذا امتداد لسياسات الاختناق التي تستخدمها الدولة وتُكبل فيها أفواه الشعب.



النص بالفارسية :

زمــســتـــان

« سلامت را نمي¬خواهند پاسخ گفت
سرها در گريبان است
كسي سر بر نيارد كرد پاسخ¬گفتن و ديدارِ ياران را
نگه جز پيش پا را ديد، نتواند
كه ره تاريك و لغزان است
وگر دستِ محبت سوي كسي يازي
به اكراه آورد دست از بغل بيرون
كه سرما سخت سوزان است

نفس، كز گرمگاه سينه مي آيد برون، ابري شود تاريك
چو ديوار ايستد در پيش چشمانت
نفس كاين است، پس ديگر چه داري چشم
ز چشم دوستان دور يا نزديك؟
مسيحاي جوانمرد من! اي ترساي پيرِ پيرهن¬چركين!
هوا بس ناجوانمردانه سرد است ... آي!
دمت گرم و سرت خوش باد!
سلامم را تو پاسخ گوي، در بگشاي!

منم من، ميهمان هر شبت، لولي¬وشِ مغموم
منم من، سنگ تيپاخورده¬ي رنجور
منم، دشنام پست آفرينش، نغمه¬ي ناجور

نه از رومم، نه از زنگم، همان بيرنگ بيرنگم
بيا بگشاي در، بگشاي، دلتنگم
حريفا! ميزبانا! ميهمان سال و ماهت پشت در چون موج مي¬لرزد.
تگرگي نيست، مرگي نيست
صدايي گر شنيدي، صحبت سرما و دندان است.

من امشب آمدستم وام بگزارم
حسابت را كنار جام بگذارم
چه مي¬گويي كه بيگه شد، سحر شد، بامداد آمد؟
فريبت مي¬دهد، بر آسمان اين سرخيِ بعد از سحرگه نيست.
حريفا! گوش سرما برده است اين، يادگار سيلي سرد زمستان است.
و قنديلِ سپهرِ تنگ¬ميدان، مرده يا زنده
به تابوت ستبر ظلمتِ نه تويِ مرگ¬اندود، پنهان است.
حريفا! رو چراغ باده را بفروز، شب با روز يكسان است.

سلامت را نمي¬خواهند پاسخ گفت.
هوا دلگير، درها بسته، سرها در گريبان، دست¬ها پنهان
نفس¬ها ابر، دل¬ها خسته و غمگين
درختان اسكلت¬هاي بلور¬آجين
زمين دلمرده، سقف آسمان كوتاه
غبار¬آلوده مهر و ماه
زمستان است.










النص بالعربية:


الـشـتـاء



لا يّرُدونَ عليكَ التّحيةْ
وكلٌ رأسهُ في معطفه..

لا يرفعُ أحدُهم رأسه ليرُد التّحية و ليُلاقي الأحِبةْ
ولا يسعهُ أن ينظر إلا لِموضِع قدمهْ
فالطريقُ مُظلِمٌ و مُنزلق..

إن مددت يدَّ التّحابِ لأحدِهمْ
لأخرِج يده مِنْ مِعطّفِهِ مكْرّهاً
فالبردُ قارصٌ وفي منتهى الشِدَّةْ....

النفسُ الخارجُ من أعماق الصدر كسحابةٍ سوادء
يقفُ كجدارٍ قُبالةَ عينيك
النفسُ على هذا الحال، فماذا ترجو من قريب أو بعيد..!
صديقي المسيحي الشهم! أيها الراهب الرثْ!
أوآآه ... الجو باردٌ حد الدنائة..

فلتهنأ بأوقاتِكَ الدافئة
رُدَّ السلام عليَّ ، فلتفتح الباب..!

هذا أنا، ضيفُك الدائم، كغجريٍ حزين
هذا أنا، حجرٌ مطروحٌ مُعنى
أنا لعنةُ الخلقِ الدنيئة واللحن النشاز..

لستُ رومياً، لستُ زنجياً، أنا الذي لا لون له
تعالَ وافتح البابَ، إفتحه، فصدري منقبضْ
يا نديمي!
يا مستضيفي!
أنا ضيفك الدائم، وكالموجِ أرتجفُ خلف الباب
ما من بردٍ وما من موت..!
فالصوتُ الذي تسمعهُ ليس إلا تطاحن الأسنان من البرد..

جئتُ الليلة لأوفي نذراً
ولأضع ثمن كأسِك بِقُربه
فلماذا تقول: تأخرنا، طلع الفجرُ، وأصبح الصبحُ؟
تخدعك حُمرة السماء، فنهاية الليل لم تحِنْ.
يا نديمي!
أطاحَ البردُ بأذني، وهذا ذكرى صفعة الشتاء..!

قنديل السماء حيٌ أم ميتٌ(منيرٌ أم مُنطفئ)؟
فهو ملتحفٌ بنعش الظلام الكبير و الداجي و المتشحُ بالموت.
يا نديمي!
أشعِل قنديل الشراب فالليل والنهار سيان..

لا يرُدون عليك التحية
الجو كئيب، الأبواب موصدة، الرؤوس مطئطئة، الايادي متوارية
، الأنفاس كالغيم، والقلوب مُتعبةٌ و بائسة،
الأشجار هياكلٌ بلوريةٌ مرصوفة،
والأرض ميةُ القلبِ، وسقف السماء قريبٌ من الأرض،
والغبار يكلل الشمس والقمر..
إنه الشتاء...

شعر: مهدي أخوان ثالث.
ترجمها عن الفارسية: علي عبيدات.



#علي_ياسين_عبيدات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا
- “بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا ...
- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...
- الإعلان الثاني جديد.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 الموسم ا ...
- الرئيس الايراني يصل إلي العاصمة الثقافية الباكستانية -لاهور- ...
- الإسكندرية تستعيد مجدها التليد
- على الهواء.. فنانة مصرية شهيرة توجه نداء استغاثة لرئاسة مجلس ...
- الشاعر ومترجمه.. من يعبر عن ذات الآخر؟


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي ياسين عبيدات - ترجمة قصيدة الشتاء للإيراني مهدي أخوان ثالث