أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جوتيار تمر - صور من ذاكرة شاب/ الانفال















المزيد.....

صور من ذاكرة شاب/ الانفال


جوتيار تمر
كاتب وباحث

(Jotyar Tamur Sedeeq)


الحوار المتمدن-العدد: 4440 - 2014 / 5 / 1 - 16:33
المحور: الادب والفن
    


صور من ذاكرة شاب
جوتيار تمر
عاد الى مدينته، شعر الجميع بتوتره وانفعاله، كان يعيش حالة قلق غريبة، لم يتكلم كثيراً في يومه الاول، ظن الجميع بان احواله في الخدمة العسكرية اثرت على سلوكياته، واثرت على نفسيته لذا فهو يحتاج الى وقت ليتكيف مع اجواء البيت مرة اخرى، في صباح اليوم الثاني استيقظ شيرزاد بوجه اخر، اجتمع مع اهله وقال لهم علينا ان نحزم امتعتنا لنحلق باقربنائنا في القرية ونغادر في اسرع وقت، صدم الجميع بما سمع، وبدأ الكل يتمتم هل جًن شيرزاد..؟ لكنه لم يدع دهشتهم تطول وقال بانه سمع من احد الضباط في الجيش بان الحكومة تفكر بالقيام بعمليات واسعة تشمل جميع المناطق في الشمال.
هذا الامر كان سري جداً ولايعرفه الا المقربين من السلطة وقتها، فكيف عرف شيرزاد بالامر..كان شيرزاد الشاب في الخامس والعشرين من عمره وقتها متزوج من ابنة عمه وله ثلاثة اطفال الاول عمره تجاوز الثلاث سنوات، والاخر سنتين والاخير عمره سنة مما يعني ان زواجه مر عليه على الاقل اربع او خمس سنوات لانه حسبما يقول هو بان لم يتزوج من وقت طويل..كان شاباً طويلاً ابيض البشرة، لطيفاً في تعامله، وهادئ في سلوكه، وصادق في قوله دائما، ومع طباعه هذه كان محباً للقراءة والمطالعة ويكتب احياناً، فضلاً عن كونه كان في كتاباته ينتقد اي شيء يسيء الى الانسان او يخرج الانسان من انسانيته، وفي الخدمة الالزامية(العسكرية) جذب انتباه احد قادة الفرقة التي التحق بها، فقام بتوظيفه في مكان مهم وحساس جداً ( القلم السري)، وطوال فترة عمله هناك لم يصدر منه اي شيء يسيء الى عمله او يجعل من احد يشك باخلاصه في عمله، ولان مكانه حساس ومهم في آن واحد فانه كان يطلع على جميع الاوامر التي تصدر عن الفرقة والتي تتلقها وتأتي الى الفرقة ايضاً، وفي الاونة الاخيرة كانت تمر عليه بعض الاوامر التي تقلقه وتجعله يعيش حالة من التيه بين قسوتها وبين موقفه منها، وهذا ما ظهر على ملامحه في تلك الفترة وبل وانعكس ذلك على سلوكه وتعامله ايضاً حيث كان دائما مهموماً منطوياً منعزلاً مع قلة كلامه لايتكلم اطلاقاً..حتى تساءل اصدقائه عن مابه وما حل به.
بعد سنوات تحدث هو بنفسه عن تلك الفترة وقال بانها كانت اصعب فترة مرت بحياته واتعس فترة عاشها، لانه كان يقرأ ويأخذ تلك الاوامر بنفسه الى قائد الفرقة ولم يكن بيده شيء بل لم يكن بوسعه فعل شيء حيال ذلك، اما ماذا كانت تلك الاوامر فدعونا نسمعه:" اول امر وصل للفرقة جعلني اشعر بالقلق كان هو الصادر من قيادة عمليات الشمال والتي فيها امر قيادة فرقتنا بالتهيء والاستعداد لامر سيصلهم قريباً.. مثل هذا الامر لم يكن قد صدر من قبل وهذا ما جعلني اقلق ويدب في رأسي الف سؤال... ولم تمضي فترة طويلة حتى وصل امر اخر فيه تفاصيل اكثر فمع الاستعداد تم ابلاغ قائد الفرقة باختيار افضل رجالاته واكبر عدد منهم للقيام بعمليات متوقعة وقريبة.. فزاد ذلك من قلقي لكوننا بعيدين عن ساحة المعركة التي كانت تدور في الجنوب بين قوات الحكومة مع الدولة المجاورة التي كانت اصلا قد اخذت احدى المدن المهمة في الجنوب..اذا لماذا هذا الاستعداد ولماذا افضل الرجال واية عمليات يمكن ان تكون هذه..كلها اسئلة لم اجد لها اجوبة تشفي غليلي بل انها اسئلة جعلتني اعيش انسان بنصف عقل تهت في معمعة لانهاية لها..وكلما الوقت كان يمضي كلما كنت اعيش وضعاً متردءاً اكثر..بل وصل بي الحال ان طلبني قائد الفرقة وسألني هو بنفسه عن ما بي فلم اجد جواباً سوى اني مريض في هذه الفترة لكني لم استطع ان ابلغه حتى اخفف العمل الذي كلفني هو به، وهو اختيار اسماء افضل الرجال في الفرقة من حيث الالتزام والجهد والرتب..فضحك وقال لاتقتل نفسك من الان..استغربت لكلامه وقال اصبر هذا الاسبوع فنحن ننتظر امر مهم وبعدها خذ اجازة.. بعد ثلاثة ايام وصل الامر بالتوجه الى مقر قيادة العمليات في الشمال ..قال لي اذهب للبيت بعدها وخذ اهلك وغادروا..سألته لماذا وكيف..قال بُنيّ اسمع كلامي وافعل ما قلته لك..حينها تأكدت بان تلك الاستعدادات هي للقيام بعمليات ضد مناطق الشمال الا انني قطعاً لم اعرف كيف ومتى ولماذا...".
ولهذا عندما عاد كان متوتراً وقلقاً وعندما من اهله الخروج انما فعل ذلك ليقينه بان هناك عمليات لكنه لم يكن يعرف كيف ومتى.حمل اهله اغراضهم وتجهزوا للرحيل ولكن هذا لم يخفف من عبء الامر عليه بل زاده وجعاً كيف ينقذ اهله فقط وباقي العالم ترى كيف سيقول بتبليغهم..ان فعل وسمع افراد الامن او الاستخبارات بذلك فسيقومون باعدامه باعتبارها خيانة..ومن ثم سيقومون بمنع الناس من الخروج من المدينة وهذا سيزيد الامر سوء وبشاعة.. عاش في هذا التوتر المميت وهذا القلق القاتل لايام طويلة فحتى بعد خروجهم من المدينة لم يستطع ان يتجاوز الامر.. كل ما استطاع فعله وقتها انه ابلغ اقربائه واصدقائه بالامر وما هو عازم عليه بالمغادرة وبعض افراد من جيرانه، البعض اخذ الامر بجدية والبعض قال بانه مجرد اشاعة.. المهم في الامر كله ان شيرزاد بعدما اوصل اهله الى اقربائه في القرية عاد بنفسه الى مدينته.. ليبلغ بعض اصدقائه الاخرين لكنه لم ينجح هذه المرة لان امر القيام بالعمليات تلك قد صدر بالفعل وما كان منه الا ان يعود مسرعا الى القرية ليخرج الجميع في تلك القرية والقرى المتاخمة الى الحدود.
الحكومة وقتها كانت قد اعلنت عن القيام بعمليات الانفال في الشمال واذا ما سأل احدهم لماذا الانفال فلأنها ارادت ان تصبغ عملياتها بصبغة دينية تقوم على ابادة المقابل واباحة ماله وعرضه من خلال القتل والسبي..بدأت تلك العمليات بشراسة فخرج من خرج ووقع في اسر القوات الحكومة من وقع، ولاتكمن الحكمة في كيفية فرار البعض، انما تكمن بما حصل لمن وقع في الاسر، حيث ارتكب ابشع الجرائم بحق البشرية وقتها، من قتل متعمد وامام الجميع واغتصاب متعمد امام الجميع وحرق متعمد امام الجميع واستخدام للاسلحة المحرمة امام الجميع وادخال الناس في مخيمات ومجمعات سكنية قسرية محاطة بالاسلاك الشائكة على مساحة مختلفة تتراوح بين اربع الى خمس دونمات احيانا وفي احيان اخرى مساحات اكبر، دون تمتلك ادنى مستويات الامن الغذائي والصحي لاسيما انها في الاصل هيأت لتكون سجون كبيرة تأوي اعداد هائلة من الناس والابشع من كل هذا كان اعتمادهم حرب نفسية قاتلة وذلك من خلال فصل النساء عن الرجال والاطفال عن الامهات وذلك عبر ارسالهم الى معكسرات مختلفة وبعيدة بعضها عن البعض..وممارسة عمليات التصفية الداخلية بحيث تم قتل اغلب الرجال والشباب الواقعين في الاسر الا ما ندر منهم، وسيقت النساء الى تجمعات وفصلت الفتيات عن المتزوجات..ولاكمال الصورة الوحشية للنظام وقتها فقد تم اختيار ابشع الجنود والضباط للقيام بهذه العمليات ولذلك كان الضباط احيانا يسيقون بعض العوائل الى سجن منفرد ويقومون بتجميعهم معاً وذلك لقتل ما في انفسهم من امل وايمان..وكانوا يغتصبون امام انظار الاباء والامهات الفتيات بمشهد وحشي بدائي غريب على الاباء والامهات..وعادي لامثالهم..كما كانوا يقومون بفصل الامهات عن الاطفال الرضع ويضعونهم في زنزانات متقابلة بحيث تسمع الام صوت بكاء الرضيع دون ان تستطيع ان تقدم له شيء، ويستمر الامر لحين موت احدهم من البكاء والصراخ والقهر والجوع، هذه المشاهد وغيرها خلقت فجوات نفسية اثرت على الكثيرين فيما بعد.
اما شيرزاد وعائلته والكثير من العوائل الاخرى الذيت استطاعوا من الفرار فقد وصلوا بعد ايام واسابيع الى المناطق الحدودية وتم ادخالهم كلاجئين الى معسكرات خاصة هي الاخر محاطة بالاسلاك الشائكة بفرق ان من يقومون بحراستها يحمونهم وليس مثل العوائل الاخرى التي سيقت الى تلك المجمعات القسرية تحت حماية جنود يقومون بتعذيبهم ومنعم من الفرار حتى يبيدوهم عن بكرة ابيهم.
في مخيمات الفارين استطاعت تلك الدول ان تقدم بعض الخدمات من المأكل والخدمات الصحية ولكن لكثرت اعداد الفارين لم تتمكن من السيطرة على عدم انتشار وتفشي بعض الامراض بالاخص الكوليرا والملاريا وامراض اخرى كالاسهال وسوء التغدية..ومع ذلك فكان الناس تعيش على الاقل بدون خوف من ازلام النظام الذين اقتادوا اقرانهم الاخرين الى معسكرات القتل الجماعي والابادة الجماعية، والغريب في الامر بان هولاء في معسكرات الدول كانوا يعيشون على امل العودة ذات الى بيوتهم ومدنهم وقراهم..بينما الذين في معسكرات النظام لم يكونوا يأملون شيء غير الموت السريع ليتخلصوا من تلك الاوضاع السئية جداً ومن ذلك التعسف والظلم والاضطهاد..لذا كان الموت ارحم لهم بالبقاء تحت سوط عذابهم اللاانساني.
ظل شيرزاد وعائلته في تلك المخيمات مع باقي الاسر الفارة..لسنوات ولم يفكروا بالعودة، بل اندمج البعض منهم في تلك المجتمعات واصبحوا يجيدون لغتهم ويعملون في بعض الاعمال الزراعية والصناعات الخفيفة واجادوها وقتها..وبذلك استطاعوا ان يأمنوا بعض حاجياتهم الاساسية ويربوا ولادهم بعيدا عن الخوف من الجوع ورصاص النظام وزبانيته.
في المقابل استمرت معاناة الاهالي الذين وقعوا في الاسر وبعد اسابيع من القمع اقتيد بعضهم الى بعض القلاع المعدة اصلا كسجون او مأوى للجنود ..وقد سمعت من احدهم وصف دقيق لاحدى تلك القلاع مع انه اغفل عن تسميتها وقتها لكنه وصفها بدقة وقال " كانت القلعة عبارة عن بناية ضخمة من طابقين مشيدة بالطابوق والاسمنت تشغل مساحة كبيرة من الارض وبشكل مستطيل يتوسطها ساحة كبيرة.. وكان كل طابق من الطابقين يحتوي على قاعات كبيرة تقارب ال(26) قاعة مع الكثير والعديد من الغرف التي وصلت الى (53) غرفة بالاخص في الطابق الاول اما الثاني فانه كان يتكون من (19) قاعة و(36) غرفة فضى عن وجود (6) ابراج مراقبة على اطراف القلعة ووسطها لغرض السيطرة الكلية علىها وعدم فسح المجال لاي حركة ان تخرج عن سيطرتها...واضاف بانه تم ادخالنا في تلك القلعة وتوزعنا فيها مثل الجراد..واصبح كل واحد يعيش وكأن لاغد له..بدون غذاء منظم وقلة المباه مع شدة البرد في الشتاء..والامر الاكثر وجيعة كان انه بين الحين والاخر كانوا يجمعوننا وسط الساحة ويبدأون باخذ البعض منا فيقومون باذلالهم واهانتهم امام عوائلهم والاخرين كما انهم كانوا يجرون النساء امام الاعين الى وسط الساحة فيتحرشون بهن ومن ثم يقتادون بعض الفتيات الى غرف الضباط ليتغتصبوا امام عوائلهم التي لم تكن تستطيع فعل شيء امام صرخاتهن...".
وهذا لم يكن كل شيء فقد استمرت عمليات الجيش بكل اصنافه بالقيام باعماله في جميع المناطق وكانت الطائرات الحربية والسمتية بقصف الكثير من القرى بالاسلحة الكيماوية بالاخص الواقعة على الطريق العام لغرض السيطرة عليها تمهيداً لحملات وعمليات برية تهدف ابادة الاهالي والسيطرة على تلك القرى وسبي اهاليها..ومن ثم تسخيرهم لاغراضهم الدنيئة، وهذا ما حدث عندما ذكرت احدى الناجيات قائلة:" بانها خرجت من قريتها مع بعض رجال من اهلها وذلك لغرض جلب عروس من قرية قريبة منهم لابنها، وفي الطريق سمعوا اصوات طائرات فاختبئوا بين الاشجار..واذا بتلك الطائرات تقوم بقصف القرية وبعدما انتهى القصف ورحلت الطائرات اسرعنا الى القرية فوجدنا بان اهاليها تعيش حالة فوضى سيئة جدا فالكثير منهم كانت تسيل من انوفهم السوائل الغريبة..بل ان البعض اصيب بحالة جنونية غريبة.. ومن الصدف ان عروستنا كانت سليمة فاخذنها ورجعنا مسرعين خوفا من عودة الطائرات من جهة ولتبليغ اهالينا بما رأينها من جهة اخرى لغرض اخذ الاحتياطات اللازمة..وبالفعل تم تبليغ الجميع بضرورة ترك القرية وتوجهنا الى المناطق الحدودية الا ان البعض اخبرونا بان المنافذ قد اغلقت وان الطائرات تقصف الطرق الحدودية فالتجانا الى الكهوف لايام الا ان خصلت المؤن لدينا وخوفا من الموت جوعاً بالاخص موت الاطفال والشيوخ من الرجال والنساء قررنا ان نسلم انفسنا للقوات الحكومية التي قامت بوضعنا في سيارتهم العسكرية من نوع كانوا يطلقون عليه (زيل عسكري) ونقلونا الى داخل قلعة كبيرة وقاموا بتعذيبنا بشتى انواع التعذيب..".
ولم يكتفي تلك الزمرة بذلك فقط وردت عن هذه الحفنة الحاكمة انهم تاجروا باعراض الناس بالاخص الفتيات القاصرات وارسلن الى دولة صديقة لها بحيث اجبرن على العمل في الدعارة.كما ان ازلام النظام وبامر من قيادتهم العليا قاموا بتدمير البنية التحتية للقرى انذاك حتى ان الحيوانات لم تنجوا من اعمالهم الاجرامية.. ومن ضمن الحصيلة التي ذكر احدهم لي حين سألته كم قرية بنظرك قد تم تدميرها فرد قائلاً ما يفوق (2450) قرية حسب علمي وقد تم محوها من على وجه الارض نهائياً وأضاف بان الالاف من المدارس التي استخدمت كحاميات للجنود وقتها وبعدما انتهوا من عملياتهم قاموا بتدميرها وحتى دور العبادة لم تنجوا من افعالهم الشنيعة حيث دمروا ما يفوق الالفين منها..وما زاد من اوجاع الاهالي انهم في سجونهم كانوا يعلمون بان مصيرهم هو الموت وان لاسبيل للنجاة لاسيما ان قوات النظام قاموا بتدمير كل ما يتعلق بالحياة في قراهم ومدنهم بل انهم قاموا بردم الابار والعيون التي كانت تمدهم بالمياه للشرب وتقتل ظمأهم، كما احرقوا اغلب الاراضي التي مروا بها فضلا عن تلغيم باقي الاراضي وذلك للحد من عودة البعض او حتى التفكير بالعودة..واثناء هذه العمليات ظلت الممارسات الشنيعة داخل المعسكرات والمجمعات السكنية القسرية واتباع سياسة الترحيل من منطقة الى اخرى حالة قائمة فضلاً عن سماع الناس احيانا صوت الرصاص وكأنهم كانوا يعدمون مجموعات رمياً بالرصاص ويدفنونهم في مقابر جماعية وذلك عبر حفر خنادق كبيرة وطويلة ورمي تلك الجثث فيها وسكب التراب عليها حتى دون ان يفصلوا بين الجثث، ومن ثم كانوا يقومون بتعديل الارض والتراب واخفاء معالم تلك المقابر الجماعية التي لم يصعب بعدها اكتشافها او حتى تحديد هوية المقتولين فيها.
كل هذا كان يحدث امام انظار دعاة الانسانية الحديثة، دون ان يقدموا شيئا لهولاء، وفي تلك الاثناء كانت بعض الاذاعات ترصد القليل من الاحداث وتبثها..وهذا ما كان يجعل شيرزاد بالذات من المترقبين لها والراصدين لكل ما يتعلق بتلك الاحداث، وكم كان في غربته يبكي لاسيما اثناء عمله في احدى المزارع حيث كان احيانا يسند ظهره الى غصن شجرة ويضع رأسه بين ركبتيه ويذرف الدمع بغزارة حتى انه احيانا كان صوت نحيبه يعلو فيسأله البعض ممن معه مابك شيرزاد هل حدث مكروه ل كاو لاحد من عائلتك..فكان يرفع رأسه وينظر الى السماء ويتمتم ترى ما حال من تركتهم في الوطن دون تحذير..متى سنتهي عذاباتهم...ترى هل سياتي يوم ويغفرون لي.. وكأنه في نفسه كان يحملها ذنب ما هم فيه، ولم يكن يعلم بانه لم يكن باستطاعته فعل شيء امام تلك الالة البشرية البدائية التي لاتؤمن بسماء ولا انسان انما فقط بدعوة جدهم الاول قابيل.. ومعلمهم الاول الغراب.

28/4/2004



#جوتيار_تمر (هاشتاغ)       Jotyar_Tamur_Sedeeq#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أُم ايبو / الهجرة المليونية
- دلبرين في شهرزاد / عامودا
- الحكومة الاعلامية
- فوضى الاعلام تمتزج بفوضى الاحزاب
- قراءة نقدية في نص- عبودية- للشاعرة ايلينا المدني / جوتيار تم ...
- قراءة في نص- عذراً منك- للشاعرة ريم هاني
- الوعي السالب للبناء في كوردستان
- قراءة في احدى نصوص الشاعرة رنا اسعد/ جوتيا رتمر
- دمشقيات
- قصص قصيرة جدا
- قراءة في نص - مطر من الارض- للشاعر شكري اسماعيل/ جوتيار تمر
- رسالة البابا الى الحكام
- قراءة في نص - وقفة - للشاعر هلكورد قهار / جوتيار تمر
- الفعل بالضرورة / مسرحية
- قراءة في نص- لاجدوى- للشاعر شعبان سليمان/ جوتيار تمر
- عندما يصنع الموت حياة / قصة
- قراءة في نص (الوحوش داخلي نائمة) للشاعرة سوزانة خليل/ جوتيار ...
- الحقيقة (مسرحية)
- انثى القلق
- قراءة في لاوعي قصيدة- منذ آدم- للشاعر التونسية ضحى بوترعة / ...


المزيد.....




- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...
- -جوابي متوقع-.. -المنتدى- يسأل جمال سليمان رأيه في اللهجة ال ...
- عبر -المنتدى-.. جمال سليمان مشتاق للدراما السورية ويكشف عمّا ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- يتصدر السينما السعودية.. موعد عرض فيلم شباب البومب 2024 وتصر ...
- -مفاعل ديمونا تعرض لإصابة-..-معاريف- تقدم رواية جديدة للهجوم ...
- منها متحف اللوفر..نظرة على المشهد الفني والثقافي المزدهر في ...
- مصر.. الفنانة غادة عبد الرازق تصدم مذيعة على الهواء: أنا مري ...
- شاهد: فيل هارب من السيرك يعرقل حركة المرور في ولاية مونتانا ...
- تردد القنوات الناقلة لمسلسل قيامة عثمان الحلقة 156 Kurulus O ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جوتيار تمر - صور من ذاكرة شاب/ الانفال