مؤيد بركات حسن
استاذ جامعي
(Dr Muayad Barakat)
الحوار المتمدن-العدد: 4440 - 2014 / 5 / 1 - 13:01
المحور:
التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية
الانتخابات كعملية ديمقراطية وتوجه سياسي تسعى الى الإصلاح والتغير في البنية السياسية والإدارية في هيكلية الدولة، في محاولة للقضاء على التوجهات الدكتاتورية المتسلطة الطامعة في الديمومة في الحكم والسلطة.
وربما كان اليونان خير أمة مثلت الاتجاه الديمقراطي في إدارة شؤون البلاد وبصورة خاصة ( مدينة اثينا ) التى اشتهرت بانها هي منبع الديمقراطية .
ولكن قد يتبادر الى اذهاننا سؤالاً مفادى ما الفرق بين ديمقراطية الأمس الديمقراطية الاثينية, وديمقراطية اليوم في دولة كالعراق ؟
اعتقد ان الفرق كبير جدا اذا ان الديمقراطية الأثينية كانت تحتم على الفرد شروط المواطنة الكاملة التى تتضمن الالتزام بنظام تربوي منتظم ودقيق كسبيل لحصول الفرد على هوية الانتماء, والحصول على شرف المواطنة ، اذ ليست المواطنة بالأمر السهل؛ لانها تتطلب الوفاء للدولة والعمل من اجل المجموع قبل العمل بنزعة انانية فردية , وكانت تتطلب في السياسي ان يتحلى ببعض الصفات المهمة, مثل البلاغة ؛ اذ يتوجب على من يرغب في السلطة او المناصب السيادية ان يكون خطيباً جيدا لدية القدرة على التاثير في الاخرين , ان تكون لديه خبرة سياسية واجتماعية واقتصادية في اغلب الاحيان والاهم من كل ذلك ان يكون لديه ولاء وطني.
اما في العراق فالمشاركة في العملية السياسية لا تتطلب سوى ان يكون لك ولاء لحزب معين او مجموعة من الاشخاص لا اكثر, فهي بالغة السهولة , اذ لا تتطلب الخبرة السياسية , ولا البلاغة اللغوية , بل يفضل ان يكون اخرساً لا يجيد الكلام , ولكن يجب ان يكون مستعماً جيداً, وان يكون بارعاً في الطاعة العمياء, ان لا تكون لديه مقترحات ابداً وان لا يكون مخططاُ لانه سيكون حجر عثرة في طريق البعض.
رغم كل المحاسن التى اتصفت بها الديمقراطية الاثينية؛ الا انها كانت بنظر افلاطون نظام سياسي سلبي؛ لان ياتي باشخاص لا يستحقون الى مناصب مهمة لا يفقهونه منها شيئاً, لان الادارة حسب رايه تتطلب الخبرة العملية والتجارب الحياتية الكثيرة, التى يتوجب ان تكون واضحة المعالم عند رجل الدولة والسياسة, ولكن هل يتوفر 1% من تلك الصفات الواجب توفرها في رجل الدولة الاثيني التى ذكرناها في السياسي العراقي ؟ الجواب وبكل اختصار كلا .
كيف لنا ونحن على وعي وادارك كامل بالاخطاء الكبيرة التى نجدها في التوجههات السياسية التى اصبحت لا تعير اهتماماً بشي اكثر من مصالحها الخاصة ومكاسبها الشخصية , الى متى نبقى ننتظر يقظة الوعي لدى الفرد العراقي ؟ سؤال اترك جوابه لدى القارى الكريم.
#مؤيد_بركات_حسن (هاشتاغ)
Dr_Muayad_Barakat#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟