أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مجدى خليل - تليفون صبرى جوهرة الصامت















المزيد.....

تليفون صبرى جوهرة الصامت


مجدى خليل

الحوار المتمدن-العدد: 4439 - 2014 / 4 / 30 - 20:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تليفون صبرى جوهرة الصامت
18 نوفمبر 1941-25 أبريل2014

بعد رحلة مرض قصيرة جدا لا تتجاوز أسبوعين ،رحل فجأة دون أن يودعنا، الأستاذ الدكتور صبرى فوزى غبريال جوهرة وذلك يوم الجمعة 25 أبريل فى مركز ميموريال سلون كيترينج للسرطان بنيويورك. قبل رحيله بأسبوعين أرسل لمجموعة من الأصدقاء رسالة يقول فيها أنه أكتشف وجود سرطان بالمعدة وأنه سيذهب إلى نيويورك حيث توجد أكبر مستشفى فى أمريكا لعلاج هذا المرض. اتصلت به لأطمئن عليه حيث كنت بالصدفة فى زيارة لنيويورك وقلت له أننى ارغب فى زيارته مع وفد من منظمة التضامن القبطى ،فرد قائلا أنا موجود فى أوهايو وسأصل نيويورك غدا ولكن اسمعنى يا مجدى أرجو أن تبلغ النشطاء وترتب من الآن لجنازتى معهم كما رتبتم للنشطاء الراحلين ،وسوف تصلك اخبارى من وديع أخى،وخد رقم وديع الآن حيث أننى لن استطيع الرد عليك من المستشفى لأن تليفونى سيكون سايلنت أى صامت. تعجبت من كلامه هذا وقلت له يا دكتور صبرى المرض فى المرحلة الأولى ودا شئ أنت تعلم أنه ليس بهذه الخطورة،قال لى نفذ اللى قلته وخلاص..تابعنا حالته عبر الرسائل التى كانت تأتينا مطمئنة من المهندس وديع شقيقه،وفجأة وصلنا نبأ رحيله وكان خبرا صادما لنا، لقد رحل نتيجة التهاب رئوى ناتج عن مرض قديم بالرئة قبل أن يبدأ أولى خطوات علاج السرطان. يا الهى هل تصل شفافية بعض الناس قبل الرحيل بمعرفتهم بقرب الأنطلاق للسماء؟، وهل سيبقى تليفون صبرى جوهرة صامتا مع تليفونات احبائى الذين رحلوا ولم امسح نمرهم من ذاكرة تليفونى ومن قلبى وعقلى؟، هل سأفتقد هذا الصوت الحماسى المشجع الذى ساندنى كثيرا فى رحلة غربتى منذ أن تعرفت عليه فى نيويورك عام 1997؟.
وصبرى جوهرة لمن لا يعرفه كان يعمل قبل رحيله استاذا لجراحة القلب بكلية طب توليدو بأوهايو وكان نائبا لعميد الكلية لشئون الطلاب،وقبل ذلك كان جراحا للقلب فى أحدى مستشفيات نيويورك، وقد تخرج من كلية طب القصر العينى عام 1964 وترك مصر عام 1968 ، ثم أكمل تعليمه وتخصصه فى جراحات القلب فى لندن وكليفلاند سنتر وفى تكساس بالولايات المتحدة. وتزوج مبكرا منذ 46 عاما من زميلته الدكتورة أميرة فلتاؤس جوهرة، العميد السابق لكلية طب توليدو بأوهايو،كما أن له أبنتان هم الدكتورة ميريام المحامية التى تخرجت من كلية القانون بجامعة هارفارد،والدكتورة منى الطبيبة التى تخرجت من كلية الطب بجامعة ييل. والدكتور صبرى جوهرة هو حفيد المعلم ملطى من ناحية الأم، رئيس دار القضاء فى عهد الاحتلال الفرنسى، وزوجته الدكتورة أميرة هى حفيدة العلامة القبطى الشهير فلتأؤس عوض.
من ناحية العمل القبطى يعد دكتور صبرى جوهرة أحد أبرز النشطاء من الرعيل الأول،حيث بدأ نشاطه مبكرا مع الدكتور شوقى كراس فى الهيئة القبطية الأمريكية ثم لاحقا أحد الأعضاء المؤسسين فى منظمة التضامن القبطى ومنتدى الشرق الوسط للحريات،ولم يتخلف عن مؤتمر قبطى طوال حياته،وقد كنت شاهدا على حضوره مؤتمر عام 1997 فى نيورك بنيوجيرسى تحت رعاية المرحوم الدكتور شوقى كراس،ثم مؤتمر زيورخ عام 2004 ومؤتمر واشنطن عام 2005 تحت رعاية المرحوم المهندس عدلى أبادير،ثم مؤتمر مونتريال عام 2006 تحت رعاية المرحوم الدكتور سليم نجيب، ثم مؤتمر أفتتاح منتدى الشرق الأوسط للحريات عام 2007 بالقاهرة، ثم مؤتمرات منظمة التضامن القبطى بواشنطن أعوام 2008-0009-2010-2011-2012-2013.وفى عام 2011 حضر معنا مرة أخرى للقاهرة لتأسيس منظمة التضامن المصرى الديموقراطى هناك.وقد اتصلت به مبكرا لأخبره بميعاد مؤتمر منظمة التضامن القبطى فى يونيه 2014 وفرح لأن المؤتمر سيتناول هذه السنة مشكلة مسيحى الشرق الأوسط وقال سوف احجز تذكرتى سريعا للحضور،ولكن القدر لم يمهله للحضور هذه المرة.
على المستوى الإنسانى كان دكتور صبرى جوهرة متواضعا بجد ورجلا بحق،فالتواضع ليست عبارات تردد بطريقة آلية ولكن احساس تشعر به عندما تتعامل مع الشخص، فالتواضع يكسر الحواجز بين البشر ويشجع صغار النفوس ويتعامل مع الصغير والكبير باحترام،والرجولة ليست كلاما اجوفا ولكن مسئولية ومشاركة وفعل وتضحية ومواقف،فرغم مشاغله الكثيرة كطبيب ناجح لم يعوقه ذلك عن المشاركة والعطاء للعمل الحقوقى لأنه يدرك مسئوليته تجاه شعبه فى مصر،ولهذا لم يرفض لنا طلبا ولم يتأخر عن عمل جاد يخدم القضية ابدا،بل أننى عندما دعوته للقاهرة حضر مرتين وسط مشاغله الكثيرة. كان أيضا بشوشا طوال الوقت حيث تفتح ابتسامته وتواضعه الطريق بسهولة أمام التواصل الإنسانى معه. ومن ناحية الحماس كان اكثرنا حماسا وعاطفية تجاه مشاكل المضطهدين بمصر.
ولكى نعرف كيف كان يفكر دكتور صبرى جوهرة انقل لكم بعضا مما جاء فى شهادته عن مشاكل الأقباط التى نشرت فى كتابى أقباط المهجر عام 1999. عن رؤية المهاجر لمصر يقول " إن البعد الجغرافى عن البلاد يتيح لنا رؤية شاملة بانورامية لما يجرى هناك، كما أننا نتبنى طرق بلاد المهجر فى التفكير والنظر للأشياء وهذا يضفى على إدراكنا وتفاعلنا أساليب مختلفة بعض الشئ". وعن تجاهل تاريخ وحضارة الأقباط فى مصر يقول " من من المصريين المسلمين يعلم من هو أوريجانوس واكليمندس واثناثيوس أو كيرلس الأول أو انطونيوس الكبير أو حتى كيرلس الرابع أو السادس،هؤلاء الرجال العظام الذين انجبتهم مصر وذاع صيتهم فى أركان العالم وفى كل الأزمنة ما عدا فى بلادهم". وعن ما اكتشفه المصريون مؤخرا قاله صبرى جوهرة منذ عقدين "وبعد أن اتضح للجميع أن أعداء الأقباط هم أعداء مصر كلها لا يوجد مبرر أن تدافع السلطة عن نفسها وتترك الأقباط فريسة لهذه الجماعات،لقد كان من العدل أن تدافع السلطة عن نفسها وعن الأقباط، فالدولة أثبتت أنها قوية عندما تعرض رموزها للخطر،ولكن السبب الأقرب للحقيقة لترك الأقباط عرايا فى مواجهة هذه الجماعات هو إصرار الدولة على التفرقة ضد الأقباط بدافع الفساد أو التعصب". وعن دور الكنيسة يقول "الكنيسة القبطية لا تعمل فى السياسة والأقباط لا يريدون لها مثل هذا التردى، فالكنيسة فوق السياسة،ودور الكنيسة فى اصلاح الوطن دور مهم ولكنه غير مباشر،فالكنيسة تساعد على خلق الإنسان الصالح، وهى بهذا تعطى للوطن أفضل المواطنين وأصلحهم. وليس للقبطى أن يتفضل على كنيسته وإلا فقد الذات التى يحاول بإصرار وشجاعة أن يؤكدها". وعن التنوع يقول " لقد كانت مصر منذ خمسة آلاف عام مقسمة إلى 44 إقليما وكل إقليم له إلهه الخاص،ومع هذا لم تكن هناك تفرقة بسبب الدين. علينا الاستمتاع بالفروق بدلا من اتخاذها ذرائع للتفرقة مما يؤدى إلى التقهقر للخلف،فالحياة تستحيل بدون وجود الفروق،فالتنوع لا يعطى للحياة رونقها فقط بل هو أساس لاستمرار الوجود". وعن رؤية المهاجر يقول " رغم سهولة الحياة لنا فى المهجر إلا أننا لا ننسى مطلقا المعانأة التى يقابلها المصرى المسلم والقبطى معا،لذلك سنستمر فى العمل من أجل حياة أفضل للجميع،وطريقنا هو العمل السلمى القانونى".
عندما اتصلت لتعزية دكتورة أميرة قالت لى أنت تعرف أن روحه كانت فيكم وفى منظمة التضامن القبطى..قلت لها يا سيدتى ونحن بالتأكيد أيضا نبادله هذا الشعور.
وداعا صبرى جوهرة.... وداعا حفيد شهداء أخميم الأبطال... وداعا أبن الكنيسة القبطية العريقة فى المجد.. وداعا أيها الرجل العظيم المتواضع... وداعا حبيبنا صبرى إلى سماء الخلود ومواضع الراحة والنياح.



#مجدى_خليل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سقوط الإعلام العربى فى الاختبار
- مأساة المسيحيين السوريين
- أوضاع الأقباط بعد ثورة يناير
- أسئلة حائرة فى مصر؟
- نيافة الأنبا ميخائيل: المطران الناسك
- الأزمة الأوكرانية ومخاوف التصعيد
- أسامة الغزالى حرب ووزارة الثقافة
- لماذا ندعم السيسى رئيسا؟
- ربيع التفجيرات فى بيروت
- إحتفاء عالمى غير مسبوق بالرجل الكفتة
- الشبكة الجهنمية التى قتلت فرج فودة
- المال السياسى بعد ثورة 25 يناير
- مبادرة حسن نافعة: انقاذ الاخوان وتدمير مصر
- الجدل حول برنامج الصندوق الأسود
- تساؤلات حول ثورة 25 يناير
- وداعا دكتور سليم نجيب(13 نوفمبر 1933-5 يناير 2014)
- صراع الإسلاميين فى تركيا
- ماذا يعنى إعلان جماعة الاخوان جماعة إرهابية؟
- سعيد العشماوى(1932-2013) على خطى كبار المصلحين
- لماذا احتفى العالم بنيلسون مانديلا؟


المزيد.....




- لاكروا: هكذا عززت الأنظمة العسكرية رقابتها على المعلومة في م ...
- توقيف مساعد لنائب ألماني بالبرلمان الأوروبي بشبهة التجسس لصا ...
- برلين تحذر من مخاطر التجسس من قبل طلاب صينيين
- مجلس الوزراء الألماني يقر تعديل قانون الاستخبارات الخارجية
- أمريكا تنفي -ازدواجية المعايير- إزاء انتهاكات إسرائيلية مزعو ...
- وزير أوكراني يواجه تهمة الاحتيال في بلاده
- الصين ترفض الاتهامات الألمانية بالتجسس على البرلمان الأوروبي ...
- تحذيرات من استغلال المتحرشين للأطفال بتقنيات الذكاء الاصطناع ...
- -بلّغ محمد بن سلمان-.. الأمن السعودي يقبض على مقيم لمخالفته ...
- باتروشيف يلتقي رئيس جمهورية صرب البوسنة


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مجدى خليل - تليفون صبرى جوهرة الصامت