أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حميد طولست - رد على منتقد -لولا الجنس لانقطع الجنس -















المزيد.....

رد على منتقد -لولا الجنس لانقطع الجنس -


حميد طولست

الحوار المتمدن-العدد: 4439 - 2014 / 4 / 30 - 16:57
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


رد على منتقد "لولا الجنس لانقطع الجنس "
هذا رد على ما جاء في تعليقات أحد الصحفيين (أحتفظ بإسمه) على شخصي بسبب مقالاتي المعنونة "لولا الجني لانقطع الجنس" .
إلى الصحفي القدير المحترم الأستاذ xxx
لاشك أنك ، أيها المحترم ، لم تستوعب كتابي ، وربما التمس لك العذر إذا كان السبب عائدا لقراءة مستعجلة تفرضها كثرة المواد الواردة على بريدك ، ولا اريد اتهامكم بعدم الفهم لأني حديث التعرف عليك ، ولا اعرف مستواه لديك – وأن كان ذلك لا يرفع عنك أبواب العتب لأنك لست مراهقا -. ومع ذلك وفي كلتا الحالتين ، سأبسط لك الموضوع وألخصه ، لعلك تتمكن من فهم قصدي الصحيح منه ، وقبل ذلك احب أن أصحح لك ما وقعت فيه من الخطأ الفادح ، وهو أنني مسلم ومن أب مسلم وفقيه جليل من علماء سوس العالمة ، ومن أم مسلمة لم يفتر لسانها عن ترداد الصلوات طيلة 95 سنة التي عاشتها في طاعة الواحد الأحد ، رحمة الله عليهما ، أقول لك هذا حتى أقطع عليك حبل المزايدات الإسلاموية ... ! ولعلمك فإني لا أكره المسلمين لأني واحد منهم ، ولست ضد الدين الإسلامي ، لأنه الذين الذي ولدت عليه ، أومن بالله الواحد القهار ، وأشهد ان محمدا عبده ورسوله ، وأمارس العبادات والصلوات ، وأتقرب إلى خالقي بالنوافل والصدقات وحب الناس ، دون حاجت إلى فتوى من شيخ جاهل لا يحسن سوى ملاحقة من يخالفونه الرأي ، بالكفر أو الزندقة.. وقد رأيت ، كما كل عاقل غيري ، أن ظاهرة الاجتهاد أو استصدار الفتاوى باسم الدين التي كانت منتشرة في عصر الانحطاط العربي الإسلامي خلال العصور الوسطى، قد عادت اليوم وكأن التاريخ يعيد نفسه، فاستهجنت ارتفاع وتيرة ظاهرة إصدار الفتاوى الرخيصة والغريبة ، التي يصدرها بكل أسف شديد ، من يعتبرون أنفسهم علماء ومصلحين ويصدقهم الجهلة الذين تستهويهم الفتوى ، فتتحول إلى فتن يتصدع بسببها المجتمع وتتزعزع أركانه ويعود معها عصر الانحطاط الإسلامي من جديد ..
بالله عليك ، هل يرضيك أن يصبح العالم العربي والإسلامي عبارة عن سوق يعج بمثل هؤلاء الشيوخ المتخصصين في فتاوى الجنس والمرأة لا غير ، وكأن مجتمعاته تحولت إلى جسد أنثوي عليهم محاصرته ، وأن الجنس هو الهاجس الوحيد الذي يشغل عقول شيوخ ، الذين لا يجرؤ أشجعهم على توجيه انتقاد أو إصدار فتاوى واحدة بحق رؤوس الفساد من القادة والزعماء والشيوخ والأمراء في العواصم العربية ، بل نجدهم على العكس من ذلك يباركون القادة والزعماء والشيوخ ودوائر الفساد التي يقتاتون من انتشارها ، ويصدرون الفتاوى التي تبرر انحرافهم .
ربما يرضيك ذلك ، وذاك من حقك ولا ينازعك فيه أحد ، لكن الذي ليس من حقك هو التشكيك في اسلام أي إنسان ، وتلبيسه توجها أو مذهبا أيا كان ، لأن أمر الالتزام بالدين أي دين مسألة شخصية ولا توجد قوة على الارض تفرض على أي كان الالتزام بأي دين ، واذا افترضنا أن وجودت تلك القوة ، فلن تستطع الولوج الى نفس الانسان أو الى بيته لتفرض عليه ذاك الالتزام ، قد تستطيع هذه القوة فرض الالتزام بالدين ظاهريا كما في بعض الدول ذات نظام الحكم الديني ، وهي قليلة في العالمين العربي والاسلامي و تعد على اصابع اليد الواحدة .
أما فيما يخص سؤالك هل انا علماني ؟ فيشتم منه انك ربما من الذين يخلطون بين العلمانية والاسلام ؟ ولذلك لن اجيبك عنه ، لما يحمل من احتكار المعرفة والحقيقة وفرض الرأي ، بمعنى أنك في سؤالك ذاك "تحمل الدين ومعه العصا" كما يقولون . كان عليك إذا أردت الدخول في حوار ديني جاد مع أي كان ، أن تجرد نفسك مما ألبستها به من ثقافة توجهك والتزامك ، وتتقيد بالحيادية ، أهم مبادئ الصحافة وأساسياتها ، وأن تنخرط في الانتقاد الأفكار كاجتهاد بشري شخصي بعيد عن الحديث باسم الله من أجل فرض سيطرك على غرك وإخضاعه لوجهات نظرك ، لأن الأمر نسبي وليست له أية قداسة وليست له أية حصانة .. وأنك لست أكثر تدينا من غيرك ، والله وحده المطلع على ما في الصدور ..
أعتذر إن كان ردي قاسيا ، لأنه رد عامر بمشاعر الأسف والحسرة من محاولتك إهانتي بالطعن فس إسلامي دين ، المحاولة التي لم تضرني - وإن كنت فد ثأرت بعباراتك غير المحسوبة- بقدر ما كشفت لي عن هشاشتك الأخلاقية والتعليمية ، وسطحية ما تدعيه ، من تقوى واحتشام ومحافظة ، وفضحت ما تتاجر به من مفاهيم مزيفة للدين والإنسانية الفارغة ، المخالفة للحقيقة الإسلامية الصحيحة ، أنه لا يمكن أن نكون مسلمين حقيقيين إلا إذا سلم الناس من لساننا وأيدينا ، و رعينا حرمة أفكار الآخرين .. فهل فعلت ؟؟
وإذا كنت لم تفعل ، فستكون قد ضيّعت صفتين من أبرز وأهم الصفات التي يجب أن يتحلى بهما المسلم الحقيقي ، وفقدت أمارتين من الأمارات الظاهرة التي تدل على إسلام المرء وعلى إيمانه وآثار شعائره وأماراته ، وأولهما كما يتضح من الحديث الشريف "المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده "هو : كفُّ أذى اللسان واليد عن المسلمين ، فلا يصل إليهم منه إلا الخير والمعروف ، وثانيهما : احترام الميت وعدم الإساءة له ، كما في الحَدِيث الشريف الذي رواه أبو داود في الأدب ، والترمذي ـ:" اذْكُرُوا مَحَاسِنَ مَوْتَاكُمْ ، وَكُفُّوا عَنْ مَسَاوِيهِمْ " .
وذلك حين تجرأت على الإساءة لذلك الإطار النقابي *المتوفى رحمة الله عليه للميت ، واغتبنه وأنت تعرف قول النبي صلى الله عليه وسلم : "ليس المؤمن بالطعان ولا باللعان ولا الفاحش ولا البذيء " ، وأفشيت سره وسر أسرته (وقذفت اهله ظلما) ، وذلك بفضحك لما أأتمنت على ما حدث في بيته الذي استضافك ، حين ضربت لي مثالا عن العلمانية وقلت فيه : "وهذه قصة من الواقع أسردها لك حتى تعيها نفسك....منذ مدة غير الهينة كان علماني على فراش الموت وهو من إطارات العمل النقابي بفاس. دخلت عليه ابنته العلمانية المتبرجة كعادتها ب(الميني جوب) لأنه كان يكره الحجاب...فسرعان ما تغير لونه وانتفخت أوداجه وصرخ في وجهها أمام زواره وقال لها بالحرف الواحد" ارتدي ملابسك ارتدي الحجاب حرام ما تفعلينه بنفسك يا بنتي...."" الشجاع والمصر على مواقفه أن ..."انتهى كلامك .
يبدو من سلوكك المحرم في الإسلام هذا ، أنك تجهل أن "إفشاء الأسرار " من آفات اللسان الخطيرة التي لا تعصف بالأفراد فقط ، ولكن تعصف بالأسر وبالمجتمعات ، لأن القضية ليست عند إفشاء السر فحسب ، ولكن لما بداخله من خيانة الأمانة ، ودخول بيوت الناس لا يتم إلا على أساس الثقة ، وإفشاء أسرار تلك البيوت المستضيفة ، خيانة للأمانة ، المحرمة على كل إنسان مكلف ، بدليل قول الله قوله تعالى : " إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْأِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً" الأحزاب:72.
. ولكننا ، مع الأسف ، أمام أناس لا يستطيعون التحكم في ألسنتهم ولا يملكون زمامها ، فتنفلت منهم بسرعة ويقعون في أعراض الناس ، وقد لا يكفون عن همزهم ولمزهم ، ويمزقون لحومهم بالسب والشتم واللعن ويكشفون أسرارهم ، أحياء كانوا أو أمواتا !! وهي ليست من أخلاق الشرفاء ، كما قال المهلب:
أدنى أخلاق الشريف كتمان السر، وأعلى أخلاقه نسيان ما أسر إليه.
وهكذا أخلاق الكرام من الرجال:
وترى الكريم إذا تصرَّم وصله .. ... ..يخفي القبيح ويُظهر الإحسانا
وترى اللئيم إذا تقضي وصله .. ... ..يُخفي الجميل ويُظهر البهتانا
*ــــــــ إن الإطار النقابي الذي أسأت إليه وأهله وأفشيت سره ، وتطاولت عليه ونعتته بزهو مرضي "بالعلماني" وقلت فيه : "كان علماني على فراش الموت وهو من إطارات العمل النقابي بفاس " ولم يشفع له عندك أنه كان معواناً للناس يسعى في قضاء حوائجهم ، التي هي من الأخلاق الإسلامية العالية الرفيعة التي ندب إليها الإسلام وحث المسلمين عليها ، وجعلها من باب التعاون على البر والتقوى الذي أمرنا الله تعالى به في محكم تنزيله : " وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ" . الخصلة التي قال نبينا الكريم عن أصحابها الحديث : "وخير الناس أنفعهم للناس "، وقد كان رحمة الله عليه من أكبر المناضلين النقابيين الذين تقضى على أيديهم حوائج الناس ، كما قال الشاعر:
وأفضل الناس ما پين الورى رجل . . . . . تقضى على يده للناس حاجات
فكيف تسيء لميت قد كان محافظاً على أداء الصلوات ، ويؤدى حق الله في ماله فيدفع الزكاة المفروضة ، وقد يزيد عليها ، وقد حج بيت الله الحرام .. لاشك انك أذنبت في حق صدقي وزميلي في النضال "محمد تيتنا" أكثر مما فعلت معي حين شككت في إسلامي ، فعليك أن تستغفر الله وتندم على ما اقترفت من آثام عظيمة لا يكتمل معها إسلام المرء ، لأنه لا يكتمل إسلام العبد وأيمانه ، حتى يحب المسلمين جميعا ويترك إيذاءهم بلسانه ، ويترك إيذاءهم بيده ، ويشغلهما -اللسان واليد- في الأعمال التي يكون فيها نفع له ولغيره من عباد الله في الدنيا .
وأختم ردي بالدعاء التالي : اللهم اجعلنا من الذين يكتمون أسرار الناس ، ولا يهتكون أستارهم ، ولا يكشفون ولا يفشون أسرار موتاهم ، إنك على ما تشاء قدير..
مع متمنياتي الصادقة من مدينة الأنوار باريس أخوك في الإسلام حميد طولست
حميد طولست [email protected]



#حميد_طولست (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لولا الجنس لانقطع الجنس (5)
- لولا الجنس لانقطع الجنس (4)
- لولا الجنس لانقطع الجنس (3)
- لولا الجنس لانقطع الجنس (2)
- لماذا فقدنا الابتسامة ؟؟..
- لولا الجنس لانقطع الجنس (1)
- لماذا تُذل المرأة نفسها وتتهم الرجل بذلك ؟؟
- حين تهان المرأة ممن يفترض فيه حمايتها !!؟؟؟؟؟؟؟؟
- الإنسان السعيد لا يشيخ !!
- الدراجة الهوائية وسياسينا !!
- لماذا أدمن ركوب القطار !! (5)
- لماذا أدمن ركوب القطار !! (4)
- الإعدام جزاء من جنس جريمة !!
- فضيحة الشكلاطة
- رد على اللواتي اتهمن حاسوبي بالتحامل عليهن!!
- المراحض العمومية والسياسة !!
- لماذا أدمن على ركوب القطار ؟؟؟ (3)
- هل تحرن الحواسيب هي الأخرى ، كالحمير !!
- لماذا أدمن على ركوب القطار ؟؟؟ (2)
- سحقا لك حظي الوغد ، ما أتعسك !


المزيد.....




- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حميد طولست - رد على منتقد -لولا الجنس لانقطع الجنس -