أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - سيلوس العراقي - يوحنا 23 البابا الطيب ومهرّب اليهود














المزيد.....

يوحنا 23 البابا الطيب ومهرّب اليهود


سيلوس العراقي

الحوار المتمدن-العدد: 4437 - 2014 / 4 / 28 - 16:46
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


البابا يوحنا الـ 23 (1958 م ـ 1963 م) الذي تم اعلانه قديساً في الكنيسة الكاثوليكية يوم الأحد الماضي 27 نيسان 2014 ، يعتبر أحد أهم البابوات الكبار في تاريخ الكنيسة، خاصة وأنه الوحيد الذي تمكنّ وفكّر بتجديد الكنيسة، باعلانه لانعقاد مجمع مسكوني الذي سمي بالمجمع الفاتيكاني الثاني. ومعروف للجميع دور هذا المجمع في تجديد صورة الكنيسة في ذاتها وعلاقاتها مع باقي الكنائس والأديان المختلفة ومع العالم.
لهذا البابا مواقف جريئة وطيبة (وهو الملقب بالبابا الطيب) بشكل خاص مع الشعب اليهودي ، منذ أن كان مطراناً ومعتمداً بابوياً (سفيراً) في أنقرة ـ تركيا. على عكس سلفه البابا بيوس الثاني عشر.
انه أنجيلو جوزيبي رونكاللي (مواليد 25 نوفمبر تشرين الثاني 1881م ـ توفي في 3 حزيران 1963م) انتخب بابا في 28 اوكتوبر تشرين الأول عام 1958م.

علاقته الطيبة مع اليهود خلال الحرب العالمية الثانية :

صدر حديثا ، قبل أيام قليلة في فرنسا عن دار سيرف كتاب (شأن عائلي : يوحنا 23 ـ اليهود والمسيحيين)، يروي فيه كاتبه الصحفي الفرنسي اليهودي الشهير ، الكسندر ادلر ، حول علاقة عائلته وجدته بالبابا يوحنا 23.
انطلاقاً من بدء الاضطهادات ضد اليهود في 1940 ـ 1941 م ، حشد رونكاللي (من 1934 ـ 1944 م سفيراً للفاتيكان في أنقرة) كل جهوده وطاقته في سبيل انقاذ ومساعدة اليهود الذين يعانون الآلام والضيق والاضطهاد، بطريقة تسهّل اجلاء أكبر عدد منهم من أماكن الخطر.
في السنوات 1942 ـ 1943 م كرّس رونكاللي كل وقته ورسالته الشخصية ، وبمساعدة حاييم بارلاس (ممثل الوكالة اليهودية في تركيا) وبمساعدة ماريا باور جدة (الصحفي ) الكسندر، وبالمساعدة الأكبر والأكثر أهمية التي لقيها رونكاللي من القيصر بوريس ملك بلغاريا ومن الكنيسة الاورثوذكسية البلغارية التي كانت معترضة على اضطهاد الشعب العبري ـ اليهود.
في هذه الفترة قام رونكاللي باستخدام كل نفوذه وجهوده في انقاذ يهود اوربا الشرقية من الاضطهاد الواقع عليهم، وقام بتسهيل دخولهم الى تركيا التي كانت في وقتها على الحياد في الحرب العالمية.
ويقول الكسندر في كتابه " ان رونكاللي جعل من استانبول مقراً لمؤسسة انقاذ لم يسبق لها مثيل".
ويذكر الكاتب بعض التفاصيل : ان جدتي كانت تذهب للقاء رونكاللي في المكاتب التي لديه خلف الكنيسة الكاثوليكية في حي بيرا Pera حيث الكاتدائية اللاتينية. وفي تلك الحقبة ـ بحسب شهادة الجدة ماريا دائماً ـ التي كانت في نفس الوقت مديرة (أو رئيسة) لمنظمة ويزو (المنظمة الصهيونية العالمية للنساء)، كان الفضل لرونكاللي في انقاذ حياة اليهودي اليكس وايزنبرغ قائدة الاوركسترا الروسية الشهير وكان في وقته من أفضل عازفي البيانو في العالم. كما كان لرونكاللي الفضل في انقاذ المئات من اليهود غيره بتسهيل عبورهم من بلغاريا الى تركيا ، ويعود الفضل ايضاً للحكومة التركية التي سمحت لهم ايضا بالدخول بعد الطلب الذي سعى اليه السفيررونكاللي وجهوده في المتابعة. وكانت تعتبر تركيا بالنسبة لليهود الهاربين من اوربا الشرقية كمحطة فقط للذهاب الى اسرائيل ـ الارض المقدسة.
وفي هذا الخصوص لم يتورع السفير رونكاللي وبشجاعة (منقطعة النظير) غير مسبوقة كان يجهز اليهود بوثائق الهجرة وبشهادات المعمودية ـ المزورة ـ ليتمكنوا من الخروج من تركيا بسهولة على أنهم مسيحيون ، كما كان يجمع التبرعات المالية والملابس للمهاجرين الهاربين اليهود، وحشد منظمة الصليب الاحمر لمساعدتهم، كما كتب للعديد من المؤسسات الاوربية والمسيحية لمساعدتهم.
كما كان لرونكاللي علاقة طيبة مع سفير الرايخ الثالث لدى تركيا في انقرة ، فرانز فون بابين ، الكاثوليكي الملتزم، غير المتفق مع رئيسه هتلر (سراً ) في أعماله الدموية الوحشية ضد اليهود، لذلك قام بمساعدة رونكاللي الذي تمكن هكذا في انقاذ الآلاف من اليهود.
كان السفير البابوي في استنبول واعياً جداً بأن عمله "مهرباً لليهود" لم يكن خالياً من المخاطر : فانه استقبل زملاءه ماريا باور وحاييم بارلاس، لوحدهما في مقر السفارة من دون حضور أي من موظفيه أو أحد من السكرتارية الدبلوماسية لسفارة الفاتيكان. كان يسمع ويصغي اليهما بهدوء، وكان يطلب منهما أن يقولا له ويخبراه بالأمور بكل دقة وتحديد.
وحدث أثناء احدى لقاءاته مع زميليه المذكورين أعلاه ـ ماريا وحاييم ـ حينما كان حاييم يتحدث عن الكارثة ومصير الاطفال اليهود في سلوفاكيا ، شحب لون وجه رونكاللي ورفع عينيه تجاه ايقونة للمسيح كانت موجود في المكتب ، وبدأ يردد أولى الآيات من كتاب سفر حزقيال حول العظام اليابسة الميتة التي ستعاد اليها الحياة . وفي لقاء لهما مرة أخرى مع السفير رونكاللي حين تم تسليمه "بروتوكول اوشفيتز" وحال انتهائه من قراءة البروتوكول ، دمعت عيناه وبكى فهطلت دموعه.
وفي عام 1944 م حينما تم تسمية رونكاللي سفيرا للفاتيكان في فرنسا، ذهبت السيدة ماريا باور لمقابلته وزيارته وقالت له : نحن نشكرك ونعترف بجميلك الأبدي لكل الأعمال التي قمت بها".
كما أن الصحفي الكسندر "مؤلف الكتاب" حين كان له من العمر 8 سنوات ، يتذكر يوم انتخاب انجيلو كرونيللي كبابا روما، صرخ بكل براءة "انه بابانا ". البابا يوحنا صديق اليهود ومنقذ الفارين من الجحيم النازي.



#سيلوس_العراقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حاخام بابلي يختصر التوراة بجملة واحدة
- من قال للصّبر حدود ؟ صبر الحاخام البابلي بلا حدود
- حمارُ الحاخام حكيمٌ أمّا حماري أنا فحمار
- قلبك قاسِ كحجر الماسِ
- برّ وتوكلات حكماء صهيون (4) الرابي وحمار الأعرابي
- بر وتوكلات حكماء صهيون ( 3 ) الحاخام فنحاس وكيسي الشعير
- بر وتوكلات حكماء صهيون 2 رابي يهوشع والقصاب
- بر وتوكلات حكماء صهيون 1 رابي عقيبة : رحلة مع ديك وحمار
- زنبيل بيض النصراني يقتل خليفة أموياً
- أول رابي امرأة في التاريخ كانت عراقية وليس ألمانية
- الدجاجة في اليهودية
- صور رائعة ومشرقة من تاريخ الكنيسة الروسية
- ميزات الهوية الارثوذكسية للشعب الروسي
- جوهر الحكمة أن تُدرك كم أنك بعيد عن الحكمة
- لليهود تاريخ في شبه جزيرة القرم واوكراينا
- الزوجات يصنعن الرجال والحكومات من يصنعها ؟
- رسل : حامل صليب السلام وحب البشرية
- من تاريخ يهود روسيا : يهود جبال القوقاز
- الألعاب الأولمبية الشتوية على أرض الابادة الجماعية للشركس
- النبي ايليا وجمال المرأة


المزيد.....




- شاهد رد مايك جونسون رئيس مجلس النواب الأمريكي عن مقتل أطفال ...
- مصادر تكشف لـCNN كيف وجد بايدن حليفا -جمهوريا- غير متوقع خلا ...
- إيطاليا تحذر من تفشي فيروس قاتل في أوروبا وتطالب بخطة لمكافح ...
- في اليوم العالمي للملاريا، خبراء يحذرون من زيادة انتشارالمرض ...
- لماذا تحتفظ قطر بمكتب حماس على أراضيها؟
- 3 قتلى على الأقل في غارة إسرائيلية استهدفت منزلًا في رفح
- الولايات المتحدة تبحث مسألة انسحاب قواتها من النيجر
- مدينة إيطالية شهيرة تعتزم حظر المثلجات والبيتزا بعد منتصف ال ...
- كيف نحمي أنفسنا من الإصابة بسرطانات الجلد؟
- واشنطن ترسل وفدا إلى النيجر لإجراء مباحثات مباشرة بشأن انسحا ...


المزيد.....

- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي
- فريديريك لوردون مع ثوماس بيكيتي وكتابه -رأس المال والآيديولو ... / طلال الربيعي
- دستور العراق / محمد سلمان حسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - سيلوس العراقي - يوحنا 23 البابا الطيب ومهرّب اليهود