أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالرحمن مطر - سوريا والغرب وإعادة التكوين














المزيد.....

سوريا والغرب وإعادة التكوين


عبدالرحمن مطر
كاتب وروائي، شاعر من سوريا

(Abdulrahman Matar)


الحوار المتمدن-العدد: 4436 - 2014 / 4 / 27 - 17:00
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    




سوريا هي موقع القيادة، أو الحلبة التي تواجه فيها كل القوى بعضها مع البعض الآخر، ويكون لذلك عقابيل – جيدة أو سيئة – في كل أنحاء العالم. ستُدمَّر الثورة السورية أو أنها ستَغرِسُ لها موطئ قدم، وهذا لايمكن حدوثه بدون مساعدة خارجية. ينبغي على العالم بأسره أن يرى بأنه يواجه خياراً خطيراً.
هذه الرؤية يدفع بها بعض أهم مثقفي الغرب بشكل عام والأمريكي بشكل خاص اليوم، من توينبي الى شارلز هيل، وتتمحور حول الأهمية التاريخية لسوريا، عبر العصور، وصولاً الى المساهمة الأساسية لمايحدث في سوريا اليوم من تغيّرات عميقة، إن تمّت في منطقة الشرق الأوسط، فإنها تعتبردّالة على إمكان المضي قدماً في طريق إعادة التكوين السياسي والاجتماعي للمنطقة، في ظل رهاب الاسلاموية.
ثمة مسألتان جوهريتان، الأولى تكمن في أهمية سوريا دوراً ومكانة، والثانية أن مايحدث فيها صراع قوى اقليمية ودولية، فما الدلالة على مبلغ التدخل في الوصول الى حل يحقق شروط التغيير في المنطقة ؟
الواقع نستطيع أن نرى في مايحدث أنه ضرورة من وجهة نظر المجتمع الدولي، من أجل انضاج ظروف موائمة لإحداث التغيير. ليس الهدف هو ايقاف مايجري بقدر ماهو ضرورة تاريخية واجتماعية في المسارات الاستراتيجية للدول الكبرى المحركة لعمليات التغيير، ولايمكن فصلها عن الحلقات المتتابعة، التي لم تنتج اهدافها المرحلية في الوصول الى شرق أوسط جديد كبير.
إعادة التكوين، أو محاولات إعادة التكوين السياسي والاجتماعي ، ترتطم بجدار التاريخي الاسلامي في المنطقة، كما تعتقد القوى الساعية الى فرض تغيير يستند الى أفكار من خارج، تستهدف تغيير بنى وعلاقات الداخل، في المنطقة الأكثر تعقيدا والاكثر عمقا في التوليد الحضاري، ذلك أن فهم العلاقات المتشابكة بين التاريخي والديني والسياسي، وارتباطهما بالمكوّنات الاجتماعية للمجموعات البشرية، مايزال فهماً يستند الى رؤية الغرب ذاته، حتى وإن استعان ببحّاث شرق أوسطيين، وكذا الحال بالنسبة لسوريا جوهرة المنطقة والعالم، وجمرة الصراع الدولي.
لاأعتقد ان الذهنية الغربية معنية بما يحدث في سوريا، لو كانت كذلك لدفعت باتجاه ابتكار آليات فعّالة لإيقاف الخراب العميم. قد يكون مثار لامبالاة بانحدار القيم الانسانية التي يتمظهر الجتمع الغربي بالانتماء اليها.القيم الفردية للحقوق والحريات، لاحقوق المجتمعات. كل ماهو فردي مؤلّه. لكن مايحدث لشعب ومجتمع سوري بأكمله لايثير حفيظة على مستوى مؤسسات المجتمع المدني الغربي، بالكيفية التي تدفع بصنّاع القرار للمساهمة الفعّالة بإيجاد حل .
ثمة شعور يعبّر عنه الرأي العام السوري، بأن الغرب إذ يتعامى عن جرائم الأسد ونظامه، فهو إذن لايمانع في استمراره، على النقيض من الدعوة الوطنية السورية لإسقاطه. هذا المجتمع الغربي يسوق الإسلاموية كمظلّة، أو مروحة للمخاوف التي يثيرها، بعد تمدد الحركات الاسلامية المتشددة في المنطقة.
عودة الى تلك المخاوف، منشؤوها أن الغرب الذي ساهم في دفع الأصوليات الإسلامية للنهوض في مجتمعات أقتضت مصالحه السياسية ذلك، ارتدّت إليه في مراحل مختلفة, وأماكن متعددة ولّدت في أوساطه فوبيا من الإرهاب . لم يكن ذلك ناتجاً سوى عن سوء تقدير في الاستراتيجيات وقصور في الرؤى، وفي الأصل بنيت تلك السياسات اعتماداً على مبدأ الحاجة الى مايحقق مصالحها هي فقط، دون اعتبار للنتائج التي يمكن لسياساتها أن تقود إليه في مجتمعات القوى الاسلامية الحاضنة لنموها وانتشارها .
إن الغرب الذي يتخذ من مخاوف انتشار الارهاب، سبباً لتردده في اتخاذ موقف حازم من المجازر التي تشكل عاراً على الانسانية بمثل هذا الكم والكيف الذي تجري به، هو غرب مؤسسات، يعيش أزمة في الفكر الأخلاقي، حين تتعارض القيم التي يتخذ منها منهجاً لمجتمعه الضيق، ويحميه بقوة القانون وسيادة المؤسسات، مع التطبيق الذي يمارسه على المستوى الدولي ، حين تتعارض سياسات المصالح واللامبالاة تجاه شعوب اخرى، دفعت ثمناً باهظاً لرفاهية الغرب وتقدم مجتمعاته، فلم يتشكل حتى اليوم رأياً عاماً غربياً " اميركياً وأوروبياً " فاعلاً مؤثراً، ضاغطاً وإيجابياً تجاه القضية السورية.
هذه اللامبالاة، شكل آخر للدعم الذي يتلقاه نظام الأسد. يتجاوز الأمر حقيقة أن الغرب لايدعم الثورة السورية، لا أصدقاء سورية تفي بوعودها، ولا مؤسسات المجتمع الدولي تنهض بمسؤولياتها تجاه السوريين . لذلك نجد أن الحكومات والدول لا تضع في سلم أولوياتها جدية اتخاذ مواقف حاسمة تجبر الأسد وحلفائه على إيقاف القتل والتدمير.
أن العالم المتعامي عن حقوق الشعوب وحرياتها، لايمكن أن يقدّر مدى وحشية النظام الذي يهطل المدن بالموت. لنلاحظ أن صحفاً عالمية أميركية كبرى، كالواشنطن بوست على سبيل المثال ماتزال تتساءل عما إذا كان النظام حقاً يستعمل الكيمياوي ضد شعبه ..هو عالم لايمكن التعويل عليه.
الحقيقة نحن ضعفاء، بالقدر الذي لايمكننا الاستغناء فيه عن التدخل الاقليمي والدولي في قضيتنا السورية، التي يرى فيها الآخر، حركة تاريخية واجتماعية نحو التغيير الممكن في المنطقة والعالم . انهم يعملون حقاً نحو تكوين جديد، ولو أدى ذلك لإذابة أحلام السوريين في الحرية والكرامة .
ليس للسوريين إلا ثورتهم ..إلا أنفسهم وبعضهم ، كي تورق أحلامهم!



#عبدالرحمن_مطر (هاشتاغ)       Abdulrahman_Matar#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرقة تذبح بصمت
- الرقة على أعتاب كارثة انسانية
- اتحاد الديمقراطيين السوريين / أفكار أولى حول التجربة
- دعوات مشبوهة لدور اسرائيلي في الأزمة السورية
- سمات العمل السياسي للمعارضة السورية
- خليل صويلح في ” سيأتيك الغزال ” : سيرة العطش،وشغف الأحلام وا ...
- سُحب الغواية
- دمشق
- اجتماع اتحاد الديمقراطيين السوريين / نتائج وتوصيات
- حوار مع د.أحمد طعمة رئيس الحكومة المؤقتة
- شحّاذ التدخل
- الكأسُ الأُخرى
- أيُّ امرأةٍ أنتِ !
- الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية : تحديات وإشكا ...
- الرقة : انتفاضة المستقبل - نداء الى الرأي العام
- حصارٌ و صمتْ !
- شريد
- سطوة السلاح
- الجماعات الإسلامية المتشددة في المناطق المحررة - الرقة نموذج ...
- لاجئون سوريون بلا ..عمل أو أمل !


المزيد.....




- نقار خشب يقرع جرس منزل أحد الأشخاص بسرعة ودون توقف.. شاهد ال ...
- طلبت الشرطة إيقاف التصوير.. شاهد ما حدث لفيل ضلّ طريقه خلال ...
- اجتياج مرتقب لرفح.. أكسيوس تكشف عن لقاء في القاهرة مع رئيس أ ...
- مسؤول: الجيش الإسرائيلي ينتظر الضوء الأخضر لاجتياح رفح
- -سي إن إن- تكشف تفاصيل مكالمة الـ5 دقائق بين ترامب وبن سلمان ...
- بعد تعاونها مع كلينتون.. ملالا يوسف زاي تؤكد دعمها لفلسطين
- السيسي يوجه رسالة للمصريين حول سيناء وتحركات إسرائيل
- مستشار سابق في -الناتو-: زيلينسكي يدفع أوكرانيا نحو -الدمار ...
- محامو الكونغو لشركة -آبل-: منتجاتكم ملوثة بدماء الشعب الكونغ ...
- -إيكونوميست-: المساعدات الأمريكية الجديدة لن تساعد أوكرانيا ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالرحمن مطر - سوريا والغرب وإعادة التكوين