أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اكرم هواس - التغيير... حلم كاذب...؟؟..!!!..














المزيد.....

التغيير... حلم كاذب...؟؟..!!!..


اكرم هواس

الحوار المتمدن-العدد: 4436 - 2014 / 4 / 27 - 08:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    




في علم النفس هناك مفهوم الوعي الذي نسمع به كثيرا و يستخدمه الجميع لأغراض مختلفة و متناقضة... لهذا السبب استحدث بعض المفكرين الماركسيين (انجلز و اخرون فيما بعد) مفهوم الوعي الكاذب False Consciousness و الذي يشير الى التأثير الخادع للأيديولوجيا و لدور المؤسسات في النظام الرأسمالي على البروليتاريا ....

ربما تجاوز الزمن هذا الكلام لكن من المؤكد ان دور الاعلام قد توسع كثيرا في العالم اجمع و اصبح تأثيرها اكثر عمقا في نفوس الناس و في وعيهم و العراق ليس استثناء ... و هذه الحقيقة تطرح الكثير من التساؤلات حول الخطاب السياسي للأحزاب و التكتلات و خاصة في موسم الانتخابات... كما انها تعيد طرح فكرة دور المفاهيم و علاقتها بالتطور الاجتماعي...

و رغم ان هذه التساؤلات تشمل الخطاب السياسي لجميع الأحزاب لكن ادري كيف ينظر الماركسيون اليوم الى هذامفهوم الوعي الكاذب و هم ينشطون في ترسيخ نظام متهرئ من احلام "ديمقراطية" ليس لها علاقة بالواقع... فهم مثل غيرهم يتحدثون عن التغيير شعارا سياسيا غير قابل للتحقيق ... لا في الدنيا و لا في الآخرة ... اي لا في ظل الحكومات القائمة و لا في ظل من قد يأتي لاحقا..

لكن لكي نعطي الموضوع مصداقية اكبر لابد ان نلقي نظرة عامة على المشهد حيث يكثر الكلام هذه الأيام في العراق عن التغيير...لا بئس في ذلك... فنحن في موسم الانتخابات و في المواسم تتحدث الناس عن أشياء لا تعنيها... في موسم الأعياد يتحدث الناس عن الأفراح و الأحلام و المشاريع الوهمية ... و في لحظات الأحزان يظهر الناس معاني الأخوة و الجدية في التضامن و تطلق وعود تنتهي اجلها مع رفع خيام مجلس التأبين ...

هل تعكس طبيعة هذا النوع من لغو الكلام او لهو الحديث ( نقتبس من القرآن) وعيا حقيقيا ام كاذبا..؟؟... ربما الفاصل بين الوعي الحقيقي و الوعي الكاذب هو معرفة الحدود بين فكرة التغيير و الإمكانيات الواقعية لتحقيقه... فالوقائع على الارض يتم تجاوزها بوعي او من دونه و يتم سلخ مؤشراتها في الحياة اليومية للناس و يتم زرع وعود و احلام في مخيلة الناس لا تنتمي الى عالم وعيهم الحقيقي...

هكذا هي أيضاً حال موسم الانتخابات فالاحزاب و الشخصيات المرشحة و اتباعهم و أسيادهم يتحدثون عن ضرورة التغيير لان الجميع يشعر انها حاجة ضرورية لحياة الناس لكن الواقع لا يتعلق فقط عن استحالة التغيير بسبب الصعوبات الواقعية و إنما أيضاً بسبب مفهوم التغيير نفسه لانه ببساطة يعني أشياء متعارضة و متناقضة مع بعضها فما يعنيه هذا الحزب او ذاك بالتغيير هو في الغالب معاكس تماماً لما يعنيه غيره و لذلك في المحصلة النهائية فان رغبات الأحزاب المختلفة تنتهي عند الحفاظ على الوضع كما هو لان ذلك يضمن بقاء وجودها كما يضمن الحد الأدنى من المصالح... و على هذا الأساس يتحول التغيير من هدف يسعى الجميع لتحقيقه وفق الخطاب السياسي الى عدو يتهرب للجميع من مواجهته فور البدء في رفع الصور و الشعارات من الشوارع بعد انتهاء الانتخابات...

هنا يعود الجميع الى لعبة التوافق او لعبة المؤامرات و الدسائس ... كل حسب ظروفه و غلته من الأسهم و المصالح... هكذا جرت في الانتخابات السابقة و هكذا ستجري الامور بعد ايام و ربما في المستقبل أيضاً طالما ان الامور تترسخ كل يوم... الطائفية و الديمقراطية التوافقية و حكم المليشيات و الاوليجاركية الاقتصادية وثقافة عسكرة التكفير و الأحقاد التاريخية و التشظي الاجتماعي...

كل هذه الامور و أشياء كثيرة اخرى رسمت تاريخاً و حفرت حقائق من الصعب تجاوزها.... عندما فكر الأمريكيون في اعادة بناء مؤسسات الدولة العراقية كان نوري رئيساً للوزراء و لذلك اصبح هو المحور الذي تدور حوله عجلة اعادة البناء... فتم ربط المدارات العسكرية و الاجتماعية به... و نجحت الفكرة و التجربة تطورت مع الأيام ... ترسخت و توسعت ... و كل ما فعله المنافسون هو انهم سعوا الى بناء بدائل لا تختلف عن جوهر هذه التجربة... فظهرت مأسسة محلية و طائفية هنا و هناك... دارت صراعات سياسية و دموية و ما تزال تدور لكن الجميع توصل الى نوع من توازن الرعب مبني على أساس قناعة ان لا احد يستطيع ان يزيح الاخر و لذلك لابد من التعايش التوافقي او المصلحي ...

هذه هي تجربة الولايات المتحدة ... التعايش المصلحي بين الحزبين الجمهوري و الديمقراطي رغم الصراعات و الاختلافات التي قد تؤدي في بعض الأحيان الى الإزاحة القسرية لبعض الوجوه (قتل كندي و استقالة نيكسون) لكن الحالة التوافقية لم تتغيير أبدا و الوجوه تتغيير وفق ضرورات اللحظة التاريخية للحفاظ على النظام العام داخليا و الهيمنة العالمية خارجيا...

في العراق يملك البعض طموحات للهيمنة خارج الحدود بينما يسعى الجميع للهيمنة على الاخر داخليا و لكن دون ان يلغي او يغير توازن الرعب او التعايش التوافقي المصلحي.... رغم ان هذا التوازن يكلف العراقيين الكثير من الدماء و يكلف الفقراء لقمة عيشهم... و لذلك فان موسم الانتخابات هو في أحسن الأحوال سوق عكاظ تفتح فيه منابر الخطابة و الشعر السياسي تسعى الأحزاب من خلالها الى الحفاظ على اسمها اكثر من اي شيء اخر لان البرلمان ... كما يعرف الجميع... ليس له اي دور حقيقي... بينما تتخذ القرارات بالتوافق بين الأحزاب بعيدا عن البرلمان..

هذا هو الواقع الذي نراه...و لا ندري ان كنا ندري او لا ندري... فان كنا في وعي كاذب فكل ما نقوله هو نابع من تصورات وهمية... اما اذا كنا في وعي حقيقي فالكلام عن التغيير هو هروب من الواقع و بالتالي هو كلام عن حلم كاذب...

هل هناك من يدري... ؟؟... حبي للجميع..



#اكرم_هواس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفيليون و مفهوم الجينوسايد القانوني...
- جينوسايد قانوني ...؟؟!!..
- المرأة و اشكالية إلانا السياسية....
- دولة المنتصرين...1
- العسكر و الديمقراطية...
- السلطان والانتخابات ... لعبة دموية..؟؟!!..
- مانديلا ... و الدرس الواقعي..
- الشعب يريد بناء الوطن...
- حوار.. لحظة وداع..
- اشكالية المفاهيم المؤسسة للثقافة العراقية..
- المؤتمر القومي الكوردي...2
- تونس... التي كانت خضراء..
- الأفيون و المثقف ...مرة أخرى ..
- المفاهيم ... أفيون المثقفين...؟؟!!..
- المؤتمر القومي الكردي...1
- الوهم العظيم...
- الكون و الكونية و بينهما العشق..
- الانقلاب ....نموذج ديمقراطي جديد..؟؟..
- البرزاني وذاكرة الطائرات الحربية....
- مندلي ما زالت تنتظر...3


المزيد.....




- وزير الدفاع الأميركي يجري مباحثات مع نظيره الإسرائيلي
- مدير الـ -سي آي إيه-: -داعش- الجهة الوحيدة المسؤولة عن هجوم ...
- البابا تواضروس الثاني يحذر من مخاطر زواج الأقارب ويتحدث عن إ ...
- كوليبا: لا توجد لدينا خطة بديلة في حال غياب المساعدات الأمري ...
- بعد الفيتو الأمريكي.. الجزائر تعلن أنها ستعود بقوة لطرح العض ...
- السلاح النووي الإيراني.. غموض ومخاوف تعود للواجهة بعد الهجوم ...
- وزير الدفاع الأميركي يحري مباحثات مع نظيره الإسرائيلي
- مدير الاستخبارات الأمريكية يحذر: أوكرانيا قد تضطر إلى الاستس ...
- -حماس-: الولايات المتحدة تؤكد باستخدام -الفيتو- وقوفها ضد شع ...
- دراسة ضخمة: جينات القوة قد تحمي من الأمراض والموت المبكر


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اكرم هواس - التغيير... حلم كاذب...؟؟..!!!..