أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - عماد فواز - وصدقت نبوءة العقاد














المزيد.....

وصدقت نبوءة العقاد


عماد فواز

الحوار المتمدن-العدد: 4435 - 2014 / 4 / 26 - 20:30
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


بعض الناس قد أساءوا فهم الديمقراطية، وظنوا أنها حرية الصغير في تجريح الكبير، وان المساواة القانونية تلغي الفوارق الطبيعية، وان الثورة على الحكام المستبدين معناها الثورة على كل ذي مكانة من العظماء، فكثر التطاول على كل عظمة إنسانية، وانهار كل مبدأ وكل صاحب مبدأ، وشاع بين الجميع عادة إلصاق اتهامات العمالة والخيانة إلى كل صاحب فكرة ورأي ومبدأ يدافع عنه، فبدت الساحة السياسية والأدبية والفنية في مصر وكأنها مأوي للصغار، واختفى العظماء وأصحاب العقول الرشيدة من المشهد تماما، كما تنبأ الأستاذ العقاد بأكثر من نصف قرن!.

وفي هذا الصدد يقول الكتاب جمال بدوي، أن الأديب العظيم الراحل عباس العقاد كان من المؤمنين بالعظمة والمبشرين بالعبقرية التي ترقى بأصحابها وترتفع بهم في صفوف العامة إلى مراتب العلية النادرين، ثم اقتربت من العقاد في كتبه، وعايشت إبطاله المرموقين فوجدته "محاميا" بليغا يصول في محكمة التاريخ بصوته الجهوري، وحججه القوية، وعباراته اللاذعة، مدافعا عن أبطال الإنسانية وقادتها وعظمائها، كاشفا عن جوانب العظمة والسمو في شخصياتهم، ماسحا ما علق بهم من افتراءات الجهلة وتجنيات الحاقدين، رغم ثقته بأن أبطاله ليسوا في حاجه إلى دفاع، فيكفيهم مجدا أنهم أدوا رسالتهم، وقالوا كلمتهم واحتلوا مكانا عليا في مراتب الخلود.. إنما كان العقاد يهمه أن تعرف الإنسانية أن قيمتها لن تتحقق ما لم تعرف لعظمائها السالفين واللاحقين حقهم من الاحترام والتقدير.

وكان اشد ما يؤلم العقاد أن تتفشى تلك الجراثيم الخلقية عند الناشئة، فتجنح بهم إلى الغض عن قيمة البطولة والاستخفاف بالعبقرية الفردية، التي هي قيمة مغروسة فى النفس قبل أن تبرزها الأعمال والتجارب، وكان من اخطر هذه النزعة المريضة أن اصبح التطاول على العظماء موضة تقدمية يتباهي بها الجهلاء والحاقدون.

وإذا سألت العقاد عن سر تمجيده للبطولة والأبطال فسوف تجد عنده الجواب الأوفى: إن إيتاء العظمة حقها، لازم في كل آونة وبين كل أمة، ولكنه في زماننا هذا ألزم منه في أزمنة سالفة، وعالمنا المعاصر أحوج ما يكون إلى المصلحين النافعين لشعوبهم وللإنسانية كافة، ولكن كيف يتاح لمصلح أن يهدي قومه وهو مغموط الحق، معرض للجحود والنكران؟!.. وهل تستطيع الإنسانية أن فرز أبطالا جددا ما لم توف أبطالها السالفين حقهم من التوقير؟!.

لقد هال العقاد كما هال كل غيور، أن يرى الناس قد اجترءوا على العظمة رغم حاجتهم إلى هدايتها، وأفزعه أن يرى الجهلاء والدهماء والغوغاء يغضون من قيمة الأبطال، وينالون من مكانتهم، ويتجنون على أقدارهم، وتلحق بهم المثالب والنقائص.. وهذا التجني له عند العقاد مسببات كثيرة، أهمها ذيوع الحقوق العامة وشيوع نزعة المساواة، مما أغرى صغار النفوس بإنكار الحقوق الخاصة للعظماء الذين يصنفهم التمييز وتظلمهم المساواة.

وقد تنبأ العقاد بتلاشي دور العظماء من المجتمع مع مرور الوقت واستمرار ظاهرة الحط من الموهبة واتهام الفكرة ومحاكمة وجهات النظر، فتنعزل العقول المستنيرة ويسيطر على المشهد العام في مصر صغائر الناس ومعدومي الموهبة والرؤية، ويصبح صاحب الصوت العالي والفكر المسمم في صدارة المشهد، بل وسيصبح هؤلاء أمام صمت المتجمع وعدم إدراك الكارثة قضاة وجلادين يلاحقون كل من يبتكر بالاتهامات والبذاءات.. وقد صدقت نبوءة العقاد.



#عماد_فواز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الديمقراطية بين التحضر والفوضى
- تاريخ التفجيرات: قليلا من البطولة كثرا من الخيانة!
- كلهم في -العار-عبد القادر!
- اكاذيب الثورات وأصحاب الثروات!
- دولة أصحاب المصالح.. ومصالح أصحاب الدولة!
- تاريخ الفساد في حضرة أهل الثقة!
- تعددت الأسماء والقمع واحد!
- على مشارف ثورة الانتقام من الشرطة
- الجنرال الكاذب وأحلام السذج
- الرقص على جثة عصفورة ذبيحة
- العدالة العرجاء في دولة -القاضي عدلي-!
- الرحمة قبل العدل يا قضاة الاسكندرية
- الحكومة المصرية تكشف للسودانية حقيقة مخطط صهيوني لزرع الفتنه ...
- سلطات الأمن المصرية تفرج عن البلطجية لحسم الإنتخابات البرلما ...
- زيادة الإعتصامات والمظاهرات يدفع جنود الشرطة إلى الهرب من ال ...
- 288 ألف معتقل في السجون المصرية.. موقوفين لأجل غير مسمى
- أحمد عز تمرد عليه وصفوت الشريف منعه من حضور مؤتمر السياسات و ...
- تحقيقات -وهمية- مع قيادات الأمن بالقاهرة المتورطين في الإعتد ...
- الشرطة في الدقهلية تحمي البلطجية لأن الضحية فقير..!!
- الإتجار في المخدرات داخل السجون ظاهرة لن تنتهي..!


المزيد.....




- اختيار أعضاء هيئة المحلفين في محاكمة ترامب في نيويورك
- الاتحاد الأوروبي يعاقب برشلونة بسبب تصرفات -عنصرية- من جماهي ...
- الهند وانتخابات المليار: مودي يعزز مكانه بدعمه المطلق للقومي ...
- حداد وطني في كينيا إثر مقتل قائد جيش البلاد في حادث تحطم مرو ...
- جهود لا تنضب من أجل مساعدة أوكرانيا داخل حلف الأطلسي
- تأهل ليفركوزن وأتالانتا وروما ومارسيليا لنصف نهائي يوروبا لي ...
- الولايات المتحدة تفرض قيودا على تنقل وزير الخارجية الإيراني ...
- محتال يشتري بيتزا للجنود الإسرائيليين ويجمع تبرعات مالية بنص ...
- نيبينزيا: باستخدامها للفيتو واشنطن أظهرت موقفها الحقيقي تجاه ...
- نتنياهو لكبار مسؤولي الموساد والشاباك: الخلاف الداخلي يجب يخ ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - عماد فواز - وصدقت نبوءة العقاد