أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - عماد فواز - الديمقراطية بين التحضر والفوضى














المزيد.....

الديمقراطية بين التحضر والفوضى


عماد فواز

الحوار المتمدن-العدد: 4435 - 2014 / 4 / 26 - 16:53
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


بعد سيطرة الإرهاب والفوضى على جميع ثورات الربيع العربي تقريبا بادعاء دعم ونشر الديمقراطية.. بات لزاما علينا أن ننظر بعين الجد إلى نظرية "جيرفوسون"، في تعريف الديمقراطية أولا تعريفا صحيحا، ثم تطبيق الديمقراطية بين حقوق الإنسان وواجباته في ضوء القوانين الملزمة للجميع، سعيا إلى ما حققته الثورة الفرنسية – بعد عشر سنوات من الإرهاب- من ديمقراطية أدت إلى التطور والحضارة.. فلا بد أن نبدأ من حيث ما وصلت الثورة الفرنسية إليه من نتائج بدلا من السير في نفس المضمار بطولة وسنواته ودمائه للوصول إلى النتيجة التي كان من الممكن أن نبدأ منها دون تكبد خسائرها.

ففي أعقاب الثورة الفرنسية عام 1789م، صاغ "تواس جيفرسون" لأول مرة في تاريخ البشرية الحديث مبادئ الديمقراطية في عبارات ذات صبغة إنسانية، واعتبرها "حقائق واضحة بذاتها وضوحا يجعلها في غير حاجه إلى دليل او برهان.. فجميع الناس خلقوا متساويين، وقد وهبهم الخالق حقوقا ذاتية كامنة فيهم، ولا يجوز التنازل عنها بأي حال من الأحوال.. ومن هذه الحقوق، حق الحياة وحق الحرية وحق السعي وراء السعادة".

ويري إمام عبد الفتاح إمام في كتابه "الأخلاق والسياسة" أن تواس جيفرسون كان يري أن كل شيء يمكن أن يتغير إلا حقوق الإنسان التي لا يجوز المساس بها لأنها مقدسة، فهي جزء من جوهره وضعه الخالق، ولا يحق لأحد أن ينتزعها منه، لأنه بذلك يهدم الإنسان، ويدمر ما أبدع الخلاق العظيم.. وقد تكون هذه الحقوق في بدايتها "مبادئ أخلاقية" لكن لا يجوز استخدامها على النحو الذاتي، فلا يكفي أن نقول أن "الإنسان حر" ونقف عند هذا الحد وان نستنتج أن له أن يفعل ما يشاء، فتلك هي الفوضى بعينها، أو أن من حقه أن يحيا كيفما اتفق.. الخ، بل لابد من "تقنين" هذه الحقوق، أي وضعها في قوانين محددة، فالحرية هي ما تجيزه القوانين كما قال "مونتسكيو" بحق، وعندما توضع الحقوق في صورة قوانين تصبح "موضوعية"، وتنتفي منها الصفة الذاتية فلا يستطيع احد أن يفسرها على هواه.. ومعنى ذلك أنها لابد أن تلتحم في نسيج اجتماعي عام ينظم سلوك الجماعة وهو ما نسميه "بالنظام السياسي".

لقد انقلبت "الثورة الفرنسية" العظيمة إلى إرهاب يجز رقاب الناس لأن القائمين عليها رفعوا شعارات ومفاهيم أخلاقية فقط: كالحرية والمساواة والعدالة والإخاء.. الخ، دون تقنين لها، فساد "قانون الاشتباه" كما يقول هيجل بحق، وبدأت المقصلة تتعامل مع الذين لم يوافقوا على الإعدام، ثم المعارضة أيا كانت، ثم المشتبه في أنهم معارضة، ثم المحتمل أن يكونوا معارضة.. وغرقت فرنسا في بحر من الدماء..!.. والسبب استخدام مفاهيم أخلاقية جوفاء في مجال السياسة الذي ينبغي أن تسوده الأخلاق المدعومة بالقوانين والملاصقة لها.

وإذا صح ما قاله "جيرفوسون" من أن مبادئ الديمقراطية حقائق واضحة بذاتها لأنها ترتكز على حقوق الإنسان الأساسية، لكان معني ذلك أن الديمقراطية كنظام سياسي ضرورة تحتمها ماهية الإنسان وطبيعته.. وإذا كان الخلط بين "الأخلاق والسياسة" إبان الثورة الفرنسية هو الذي أحالها إلى إرهاب، فربما ذلك يفسر نفس النتائج التي وصلت إليها ثورة 25 يناير 2011 في مصر وما أعقبها من موجه ثورية ثانية في 30 يونيو 2013، وأيضا الثورات العربية أو ما أطلق عليها مسمى"الربيع العربي" التي ساد الإرهاب جميع زواياها، فكل تلك الثورات سيطر عليها الإرهاب والفوضى كما سيطر من قبل على الثورة الفرنسية، والنتائج غالبا واحده.

إذن مما سبق بات لزاما علينا أن ننظر بعين الجد إلى نظرية "جيرفوسون"، في تطبيق الديمقراطية بين حقوق الإنسان وواجباته في ضوء القوانين الملزمة للجميع، سعيا إلى ما حققته الثورة الفرنسية بعد عشر سنوات من الإرهاب من ديمقراطية أدت إلى التطور والحضارة.. فلا بد أن نبدأ من حيث ما وصلت الثورة الفرنسية اليه من نتائج بدلا من السير فى نفس المضمار بطولة وسنواته ودمائه للوصول إلى النتيجة التي من الممكن أن نبدأ منها دون تكبد خسائرها.



#عماد_فواز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تاريخ التفجيرات: قليلا من البطولة كثرا من الخيانة!
- كلهم في -العار-عبد القادر!
- اكاذيب الثورات وأصحاب الثروات!
- دولة أصحاب المصالح.. ومصالح أصحاب الدولة!
- تاريخ الفساد في حضرة أهل الثقة!
- تعددت الأسماء والقمع واحد!
- على مشارف ثورة الانتقام من الشرطة
- الجنرال الكاذب وأحلام السذج
- الرقص على جثة عصفورة ذبيحة
- العدالة العرجاء في دولة -القاضي عدلي-!
- الرحمة قبل العدل يا قضاة الاسكندرية
- الحكومة المصرية تكشف للسودانية حقيقة مخطط صهيوني لزرع الفتنه ...
- سلطات الأمن المصرية تفرج عن البلطجية لحسم الإنتخابات البرلما ...
- زيادة الإعتصامات والمظاهرات يدفع جنود الشرطة إلى الهرب من ال ...
- 288 ألف معتقل في السجون المصرية.. موقوفين لأجل غير مسمى
- أحمد عز تمرد عليه وصفوت الشريف منعه من حضور مؤتمر السياسات و ...
- تحقيقات -وهمية- مع قيادات الأمن بالقاهرة المتورطين في الإعتد ...
- الشرطة في الدقهلية تحمي البلطجية لأن الضحية فقير..!!
- الإتجار في المخدرات داخل السجون ظاهرة لن تنتهي..!
- أنا بريئ..!


المزيد.....




- الفصائل الفلسطينية بغزة تحذر من انفجار المنطقة إذا ما اجتاح ...
- تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه ...
- الذكرى الخمسون لثورة القرنفل في البرتغال
- حلم الديمقراطية وحلم الاشتراكية!
- استطلاع: صعود اليمين المتطرف والشعبوية يهددان مستقبل أوروبا ...
- الديمقراطية تختتم أعمال مؤتمرها الوطني العام الثامن وتعلن رؤ ...
- بيان هام صادر عن الفصائل الفلسطينية
- صواريخ إيران تكشف مسرحيات الأنظمة العربية
- انتصار جزئي لعمال الطرق والكباري
- باي باي كهربا.. ساعات الفقدان في الجمهورية الجديدة والمقامة ...


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - عماد فواز - الديمقراطية بين التحضر والفوضى