أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - منذر خدام - هل يقبل الشعب السوري بقاء النظام من جديد














المزيد.....

هل يقبل الشعب السوري بقاء النظام من جديد


منذر خدام

الحوار المتمدن-العدد: 4434 - 2014 / 4 / 25 - 22:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ربما كان الشعب السوري من أكثر الشعوب العربية التي تابعت انتفاضة الشعب التونسي، ومن بعدها انتفاضة الشعب المصري على وجه الخصوص، قبل نحو ثلاثة أعوام من الآن، حتى صار لا يفارق وسيلة إعلامية مرئية إلا إلى أخرى ليتابع الأخبار المتعلقة بانتفاضات الشعوب العربية التي بدأت تندلع كالنار في الهشيم متنقلة من بلد عربي إلى آخر، والسؤال الوحيد تقريبا الذي كان يتردد على ألسنتهم في حينه هو: دور أي بلد عربي غداً؟ ومتى يحين دور سورية؟
لم تكن الأوضاع في سورية تختلف كثيراً عن الأوضاع في بقية البلدان العربية ، بل إن الظروف الموضوعية فيها كانت كافية لتفجر أكثر من ثورة، لولا عمق الخوف الذي راكمه النظام الحاكم في النفوس على مدى عقود بصورة منهجية حتى كاد يصير عضويا، ترعاه وتسهر عليه أجهزة أمنية أخطبوطية، لا تراعي أية معايير قانونية، أو أخلاقية، أو سياسية، في عملها. فالفساد صار معمما شاملا جميع أجهزة الدولة والمجتمع حتى فقد المجتمع أي خط أمان يلجأ أليه، والفقر انتشر حتى شمل نحو 33% من الشعب السوري بحسب المراجع الرسمية، والحياة السياسية كانت معدومة حتى بالنسبة لأحزاب السلطة ذاتها، وفي مقدمتها حزب البعث الذي كان الضحية الأولى لما سمي بالحركة التصحيحية في عام 1970 ، وذلك من خلال تحويله والأحزاب المتحالفة معه إلى مجرد أجهزة للسلطة. لقد كانت الأسباب كثيرة لكي يثور الشعب السوري على نظامه، لكن كان ينقصه كسر حاجز الخوف لديه، الأمر الذي تحقق له بفضل التحفيز الكبير الذي قدمته الشعوب العربية المنتفضة ضد حكامها. وما هي إلا أشهر قليلة حتى كانت الساحات والميادين في كثير من المدن والبلدات السورية تغص به وهو يطالب بالحرية والكرامة والديمقراطية التي حرم منها على مدى عقود من السنين.
اليوم وبعد مرور ما يقارب الثلاث سنوات على بدء انتفاضة الشعب السوري في سبيل الحرية والديمقراطية صار البلد في أزمة وطنية شاملة جره إليها بصورة واعية نظام مستبد شديد المحافظة. لقد كان باستطاعة قادة النظام، بل شخص واحد فيه، تجنيب الشعب والبلد هذا الامتحان الرهيب الذي تعرضا له، ويدخلون التاريخ كمصلحين لكنهم لم يفعلوا. لقد تسببت القراءة الخاطئة للنظام لطبيعة الحراك الشعبي، وعمق وأصالة رغبته في التغيير، وان حراكه السلمي لا يعدو كونه سؤال كبير في التاريخ يتعلق أساساً بأزمة النظام الاستبدادي، وليس مؤامرة كونية عليه، هي التي قادت البلد إلى هذه الأزمة الوطنية الشاملة. إن اعتماد النظام للنهج الأمني العسكري في الرد على مطالب الشعب الثائر المشروعة والمحقة، وما رافقه وتسبب به من تعقيدات هو المسؤول عن جعل سورية مكشوفة أمام كل متدخل في شؤونها. لقد حول عنف النظام سورية إلى بيئة جاذبة للتطرف من كل لون وخصوصا اللون القاعدي، وإلى ساحة صراع وتصفية حسابات دولية.
إن حصيلة نحو ثلاث سنوات من العنف في سورية كانت كارثية بكل المعاني. فحسب ما جاء في تقرير صادر عن المركز السوري لبحوث السياسات، ومركزه دمشق، فإن خسائر الشعب السوري طيلة أكثر من 37 شهراً من النزاع المسلح قد بلغت أبعاداً كارثية لم يسبق حصولها منذ الحرب العالمية الثانية ولم يكن بمقدور أحد توقعها. تحدث التقرير عن أن 4,4 مليون سوري هم تحت خط الفقر الآن، وأن نسبة البطالة بلغت نحو 48,6 بالمائة من مجموع السكان. كما أشار المركز في تقريره الذي أجرى مسوحاته بالتعاون مع وكالة غوث اللاجئين- الأونروا، ووكالة التنمية التابعتين للأمم المتحدة إلى أن نحو 36,9 بالمائة من سكان سوريا قد غادروا سكنهم الطبيعي.
وأشار التقرير الأنف الذكر أيضاً إلى أن الوفيات المرتبطة بالنزاع المسلح ازدادت بنسبة 67% في النصف الأول من عام 2013، لتصل إلى زهاء 100 ألف حالة وفاة خلال فترة النزاع المشار إليها، كما يقدر أن ما يقرب من 400 ألف شخص تعرضوا للإصابة أو التشويه، وتالياً فإن أكثر من 2% من السكان قتلوا، أو أصيبوا، أو جرحوا. وقد قدر المركز قيمة الخسائر الاقتصادية حتى الربع الثاني من العام 2013 بنحو 103,1 مليار دولار.
مع تحفظنا على دقة الأرقام التي وردت في تقري المركز السوري لبحوث السياسات، والتي هي بالتأكيد أقل بكثير من واقعها الحقيقي، لابد من أن يضاف إليها أيضاً حرمان أجيال بكاملها من الدراسة والتعليم، عداك عن كثير من الأمراض الاجتماعية والنفسية التي تسبب الصراع المسلح بانتشارها في أوساط السوريين والتي سوف تحتاج إلى عقود من السنين لعلاجها. في ظل هذه المعطيات والظروف فإن السؤال الذي يكتسب وجاهة الطرح هو: هل سوف يقبل الشعب السوري أن يحكمه النظام ذاته من جديد، ويستكين؟!!.
لا شك بأن الشعب السوري قد تعب كثيراً من جراء الصراع المسلح الجاري بين أبنائه ومن قبل آخرين على أرضه، وهو يتوق بالتأكيد إلى أن يفضي مسار مؤتمر جنيف 2 التفاوضي إلى حل يوقف هذه الحرب العبثية، لكنه في مجمل الأحوال، وفي الأغلب الأعم، لن يقبل أن يحكه النظام ذاته، ولن يرضى بديلا عن نظام ديمقراطي كامل، أو شبه كامل، يقرر الشعب فيه من يحكمه، وكيف يحكمه.



#منذر_خدام (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غزوة - الأنفال- في الساحل لاسوري
- مسار التفاوض الموازي
- أزمة أوكرانيا امتحان للقطبية الروسية
- مشروع دستور للجمهورة العربية السورية
- اعادة احياء البنى الأهلية في سورية
- تفكيك النظام السوري
- مركزية الرئيس في النظام السياسي السوري
- مشروع دستور مقترح
- السياسة عندما يرسمها الأمنيون
- مؤتمر جنيف2 وأراء الناس به
- المعلن والمستور في الخطاب الدبلوماسي الأمريكي
- جهل مركب أم حملة إعلامية ظالمة
- الواقعية السياسية تنتصر أخيراً
- أوهام تعاند السقوط
- مؤتمر جنيف2 وسقوط الأوهام
- حظوظ مؤتمر جنيف2 بين النجاح والفشل
- ويبقى للتاريخ قول....
- أسئلة مشروعة
- بانوراما الثورة
- مذكرة تنفيذية لرؤية هيئة التنسيق الوطنية للحل السياسي التفاو ...


المزيد.....




- بسبب متلازمة -نادرة-.. تبرئة رجل من تهمة -القيادة تحت تأثير ...
- تعويض لاعبات جمباز أمريكيات ضحايا اعتداء جنسي بقيمة 139 مليو ...
- 11 مرة خلال سنة واحدة.. فرنسا تعتذر عن كثرة استخدامها لـ-الف ...
- لازاريني يتوجه إلى روسيا للاجتماع مع ممثلي مجموعة -بريكس-
- -كجنون البقر-.. مخاوف من انتشار -زومبي الغزلان- إلى البشر
- هل تسبب اللقاحات أمراض المناعة الذاتية؟
- عقار رخيص وشائع الاستخدام قد يحمل سر مكافحة الشيخوخة
- أردوغان: نتنياهو هو هتلر العصر الحديث
- أنطونوف: واشنطن لم تعد تخفي هدفها الحقيقي من وراء فرض القيود ...
- عبد اللهيان: العقوبات ضدنا خطوة متسرعة


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - منذر خدام - هل يقبل الشعب السوري بقاء النظام من جديد