أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامح سليمان - هكذا تنهض المجتمعات و ليس بالتطبيل و الشعارات ج 2















المزيد.....


هكذا تنهض المجتمعات و ليس بالتطبيل و الشعارات ج 2


سامح سليمان

الحوار المتمدن-العدد: 4434 - 2014 / 4 / 25 - 14:16
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


بسبب الأرتكاز والأعتماد والركون الى سلطه ومرجعيه فكريه قديمه لنعتبرها مقياساً للصواب والقيمه ونستمد منها الأسانيد والمبررات ، كالكتب التراثيه الصفراء الباليه مهترئة الأوراق من فرط القدم المحصنه والممنوعه عن النقد أو المراجعه ـ التى كتبت فى زمن كان به الناس يؤمنون بأن المطر هو عباره عن دموع الملائكه والبرق والرعد هو غضب الألهه والزلازل سببها أن الثور الذى يحمل الكره الأرضيه قد نقلها من احدى قرنيه الى القرن الاخر، والجروح تتم معالجتها بالبصق عليها ـ المشكوك فى صحه جميع ما جاء بها من تفسيرات وتصورات وأحداث تاريخيه وقيم وتقييمات أخلاقيه ونظم وتشريعات أجتماعيه ومعتقدات فكريه،والمسببه لأكثر ما نعانى منه
من أمراض فكريه ونفسيه وأجتماعيه، والتى لا تتناسب بأى شكل من الأشكال مع الواقع الحالى لشدة التناقض والأختلاف بين طبيعة الأنسان والحياه والمجتمع والظرف التاريخى الذى كتبت فيه وبين طبيعه الأنسان والحياه والمجتمع والظرف التاريخى فى الوقت الحالى، بل ومشكوك فى صحة نسبتها لكاتبيها، بل وحتى مشكوك فى وجودهم التاريخى من الأصل ـ والعادات والتقاليد والحكم والأمثال الشعبيه، وخلق أرتباط شرطى حتمى لا ينفصل بين مدى صحه أى فكرة جديدة وبين مدى أتساقها وتقاربها ومحاكاتها وتماهيها مع أقوال وقيم وعقائد ومعتقدات ومبادئ وأفكار وثوابت ومسلمات وتشريعات الأقدمين والأولين النموذجيه المعجزيه الأعجازيه المعصومه . !!
راندا قسيس : ـ يعيش المجتمع العربي ككائن ثابت،يرفض التحولات والتغيرات التي تطرأ عليه،يرفض الآخر ويرفض الارتباط به،فيبدأ بالتمييز بينه وبين المجتمعات الاخرى،لينتهي به الامر الى التمييز بين افراده. تعيش هذه المجتمعات حالة من الغيبوبة،فقد شلت حركتها واداؤها،نظرا الى الانتكاسات القديمة التي مرت بها منذ قرون.كما ان سقوط بعض الايدلوجيات الفكرية مؤخرا، ساهمت في ادخال هذه المجتمعات في هستيريا دينية واخلاقية،جعلتها تمر في حالة غيرواعية الى التحولات التي يجب تبنيها لتجديد نفسها. هاهي اليوم تمر بمرحلة ما قبل الوعي، كالطفل في مرحلة الطفولة، وهاهم صور تاريخها من انتصارات و انتكاسات تبدأ بالظهور لتحيى من جديد في
كل كائن انساني ينتمي اليها. تحاول عبثا الهروب من الآلام والاحباطات التي مرت بها، فتدفنها في الاعماق ، وتتوج نفسها اكليلا من الاخلاق و المبادئ، فتوهم ذاتها بانها حبيبة الله،وتبشر افرادها بمجد عظيم قادم. تستند هذه المجتمعات الى ثقافات قائمة على الكبرياء،
و شرف الانتماء، فنراها منعزلة، منغلقة على نفسها،لا تتوقف برهة عن اتهام المجتمعات الاخرى بالعنصرية،فتنسى ان تتوقف لحظات امام المرآة لترى عنصريتها البغيضة تجاه الآخرين، و كراهيتها القاسية الى كل فرد او مجتمع يختلف عنها. فمن الناحية النفسية،
و بسبب الانتكاسات العديدة، احتفظت المجتمعات العربية بشعور الهزيمة، ليتحول بعدها هذا الشعور الى نصر ضائع، فتقف في حالة تأهب دائم ضد كل من يختلف عنها، فتخيط لذاتها ثوبا من الخوف، و تعلن حربا على معتقدات الآخرين، فتشتد عليها وتيرة التأهب، فيضيع هدفها الرئيسي، و هو الارتقاء بالفرد و المجتمع الى اعلى درجات الانسانية. " غيبوبه المجتمع العربى : الحوار المتمدن "
محمود كرم : ـ قد لا أحتاج إلى الأدلة والبراهين لكي أثبت أننا أمة مغرمة بالماضي عن جدارة وافتتان ، وبشكل عام نستحضره دينياً وخطابياً وثقافياً وحتى سلوكياً،ونستحضره بكل مكوناته ومحتوياته المشهدية والروائية والنقلية والشفهية ، لنقيم فيه وننغلق عليه ونبني منه حاضرنا ، ونتكيء عليه في مستقبلنا القريب والبعيد ، وليسَ ثمة مشكلة في أن تستحضر أية أمة ماضيها لتستمد منه تجاربها الانسانيه...، بيد أن المشكلة المريعة في أن يبقى الماضي مهيمناً على الحاضر،يسلبه إرادة الحركة والتغيير، ويسلبه منطقية العصر ، ويدفع به في دائرة الانغلاق والتعصب ، ويلقي عليه قيوده وأغلاله وأسوأ ما فيه من دمامات ثقافية وسلوكية...، علينا أن نعترف أن التخلف الذي يضرب بأطنابه في كل ناحية من نواحي مجتمعاتنا، يأتي من توريث الحاضر عقد الماضي ومشاكله وسياقاته الثقافية والسياسية ودماماته السلوكية التاريخية، إنها الماضويات المهيمنة بقوة موروثاتها الدينية والمجتمعية، إنها الماضويات التي تلغي العقل والإرداة الحرة والتفكير النقدي وتسلب من الفرد حقه في تجاوزها ، وتلغي قيمه الذاتية لتجره إلى منطق الجماعية ومنطق المسلمات الماضوية وتذيبه في كياناتها المجتمعية ذات الطبيعة الإلغائية للفكر ، وكما هو معروف أن حاضر أية أمة يرتبط بماضيها، وما لم يتم تجاوز الماضي الذي يكبل حاضرها،فإنها من الطبيعي أن تجد نفسها تدور في فراغات ذلك الماضي وفي متاهاته وأمراضه ودماماته ، تستحضره دائماً وتبحث فيه عن مضادات حيوية لحاضرها المريض الذي لم تعد تنفع معه تلك المضادات الفاقدة للصلاحية والاستخدام ، ويكفي أن ننظر اليوم إلى واقع العراق وغيره كأمثلة على خطورة استدعاء الماضويات القبيحة وتفعيل أدواتها التراثية ضمن سياقاتها التاريخية في واقع اليوم، حيث التقاتل والتباغض المذهبي الطائفي مسيطراً هنا وهناك، مستحضراً الماضويات ذات النكهة الاحترابية والاشكالية لإثبات كل فريق أحقيته المطلقة في امتلاك الحقيقة ، ويكفي أيضاً أن ننظر إلى النماذج الإرهابية التي تتمثل في قوى التطرف الديني وإلى الثقافات الدينية والقومية التي تتغذى على الكراهية والعدائية والغباء والسذاجة التلقينية والشعارات البلهاء والدمامات السلوكية وعلى تراكم الهزائم النفسية والأمجاد الزائفة والذاكرة النرجسية والتي أنتجتها بغزارة الماضويات المهيمنة ." الحوار المتمدن" بخلاف ما يحدث على مر العصور قديماً وحديثاً من تأليه للشخصيات،وخلق الأسياد الوهميين أصحاب الفضائل والبركات والكرامات، وأختلاق القصص الأسطوريه عن قدرتهم على صنع المعجزات والخوارق والأعاجيب والتحدث مع شخصيات وكائنات خفيه غير مرئيه ذات قدرات خرافيه وأستحضارها عند الحاجه،وحل كافة المشكلات وتلبية نداء الضعيف وأستغاثة المحتاج وتجاوز وخرق كافة قوانين المنطق والطبيعه والحياة . وصناعة الأيقونات والرموز المقدسه المحصنه المعصومه الممنوعه عن النقد أو المسأله أو المجازاه .
إن مجتمعاتنا التلقينيه الاعتقاديه المحكومه والمبتلاه بداء الأذعان والرضوخ والتقبل التلقائى والأنسياق تعانى بشده من التزايد المستمر لقوائم المقدسات والمحرمات وتعدد سجون الموروثات والمسلمات والثوابت، وألارتفاع المتتالى لسياج الممنوعات، والأنخفاض الشديد لسقف المحظورات المانع لطرحها على كافة افراد المجتمع وتناولها من جميع جوانبها وعرض كافة وجهات النظر والرؤى والمعالجات بدون تشويه او تحيز او انتقائيه او منع او تقييد لحرية الدعوه والتداول لوجهات النظر والافكار والرؤى، ومناقشتها بجرأه وحريه ومصداقيه كامله وحقيقيه،وكثرة القوانين والتشريعات المقيده لكثير من الحريات خاصة حرية النقد والأنتقاد والتعبير عن الرأى مهما كانت درجة أختلافه او تناقضه مع ما هو سائد ورفضه لكل ما هو مقبول ومسلم به، فلا يحدث تبعاً لذلك إلا أستمرارية الدوران التلقائى ـ الأجبارى فى بعض الأحيان ـ خوفاً من الابتعاد او الزلل أو الشطط أو الأنحراف عن الخط المسموح به والمرسوم مسبقاً من جانب المجتمع بمؤسساته المختلفه ابتداءً بأكثر المؤسسات تاثيراً فى حياة الفرد وهى مؤسسة الأسره، وتجنباً وتحاشياً لتبعيات الأعلان عن الرفض من أرهاب فكرى ونفسى وأكراه أجتماعى ـ فى فلك نفس الأطروحات وتفسيراتها وطريقه معالجتها من نفس زواية الرؤيه ، وبنفس المفردات والطرق والوسائل والأدوات التى سبق أستخدامها وسبق أيضا معرفة مدى تفاهتها وعقمها وعجزها وفشلها الذريع وأعادة سرد وأنتاج وأفراز وأستنساخ ذات الأطروحات وتفسيراتها والمقولات والأفكار والمصطلحات القميئه السقيمه العتيقه المتهالكه الباليه المهترئه ، ألتى كثيراً ما أثبتت فشلها وعدم جودتها أو صلاحيتها أو ملائمتها ومواكبتها لمستحدثات العصر ومستجداته الفجائيه السريعه المتلاحقه فى كثير من الأحيان،والتطورات والتغيرات السياسيه والأقتصاديه الناتجه عن حركه التطور العلمى والتكنولوجى وتغير وأختلاف مقاييس وموازين القوة ـ تبعا لتغير من بيده القوه ـ التى ينتج عنها حتما وبالضروره وبالتبعيه تغيرات فى التركيبه والمنظومه والبنيه الثقافيه والفكريه والعقائديه والأجتماعيه بالنسبه لاكثر دول وبلدان ومجتمعات العالم،والتى على أساسها يتحتم تعديل أو تغيير او استبدال المنوال الفكرى والثقافى والنظام الاقتصادى والأجتماعى بما هو اكثر صلاحيه وأعتماد منهجيه جديدة للتفكير والتقييم والتصنيف وأدارة الأزمات ومواجهه التغيرات وأعادة البناء وأستشراف وأستقراء المستقبل لكى يتغير ما نحصدة من نتائج وردود أفعال .
د . مصطفى حجازى : ـ المجتمع المتخلف مجتمع تقليدى جامد،متوجه نحو الماضى،يضع العرف كقاعده للسلوك وكمعيار للنظر الى الامور.والانسان المتخلف كائن تتحكم به التقاليد وتقيد كل حركه او انطلاقه نحو المستقبل لديه،فعنصر القهر واضح فى المجتمع التقليدى
الذى يمتلك ابناءه ويلغى مبادراتهم.انه يقولبهم فى صيغ جامده وثابته...،ويتوسل المجتمع وخصوصا الفئه ذات الامتياز فيه وسائل عديده لتعزيز التقاليد وفرض الجمود على حركة الفرد وبنية الجماعه .معظم هذه الوسائل ذات طابع قمعى اساسا.يضاف اليها تفسير الكون من خلال التقاليد والبنى العلائقيه والمرتبيه الاجتماعيه السائده،حتى ليبدو الامر وكانه الطبيعه الواحده للحياه،وان كل مساس بها هو مساس بقوانين الحياه التى يجوز ان تمس . فرضوخ المراه واستعبادها ليس استغلالا لكائن مقهور،بل هما طبيعة المراه ذاتها ،
او هكذا يصور،وبالتالى فهو امر طبيعى عليها ان تتقبله كخاصيه اساسيه من خصائص كيانها البيولوجى..،واستغلال الاباء لابنائهم
والتحكم بمصائر بناتهم والاتجار بهم حق مقدس لا يجوز ان يمس .غنى المتسلط وفقر الكادح عباره عن قسمه طبيعيه للارزاق والمقامات،لا يجوز المساس بها وليس من سبيل سوى تقبلها والدفاع عنها . ويتوسل المتسلطون الدين من اجل ترسيخ العرف الشائع الذى يخدم مصالحهم قبل كل شئ . ويعززون سطوة التقاليد من خلال ايات واحاديث لا مجال للشك فيها،والا تعرض ايمان الانسان المغبون للخطر وامله الوحيد فى عزاء دنيا الاخره للتلاشى...،وهكذا يصبح كل ما هو عصرى يساعد الانسان على تحرير ذاته وامتلاك زمام مصيره بدعه ، وكل توكيد على الحق والعداله والكرامه وممارستها زندقه . ويتحول الدين الى سلاح مسلط على المغبونين .
وهذا افعل سلاح لدفعهم الى الاستسلام والاذعان لانه يهدد املهم الاخير فى الخلاص والعزاء فى ثواب الاخره . خلاص وثواب وحدهما يجعلان حياة القهر ممكنه . المجتمع التقليدى بما يشيع فيه من عرف وتتحكم فى افراده من عادات،وما يفرضه على عملية التفاعل الاجتماعى والتحرك السلوكى من جمود،يخدم مصالح فئه ضئيله هى التى تحظى بمعظم الامتيازات،وتستفيد من الحفاظ على الوضع القائم
الوظائف الدفاعيه للتمسك بالتقاليد متعدده فهى اولا تؤمن نوع من الاستقرار الحياتى،وباعتبارها كذلك،تعطى الانسان شيئا من الطمانينه للوضع الراهن ذى الابعاد المعروفه والتحديات المالوفه التى يمكن التكيف بحسبها،كما انها تؤمن الحمايه الذاتيه،وهى تبعد عن الانسان المقهور خطر مجابهة قلق المجهول،وقلق التغيير .فمن تمسك بالتقاليد لا ضير عليه ولا خطر يتهدده فى الظروف العاديه...، كما ان المتسلط الذى يعزز وطاة التقاليد يؤمن للانسان المقهور الحد الادنى من الحمايه عادة نظرا لحاجته اليه كاداه لخدمة اغراضه،وكعنصر لاستغلاله،ويبدو الامر كانه جزء من طبيعة الحياه ( الحمايه مقابل الرضوخ والتمسك بالتقاليد والاعتراف بسلطة المتسلط وامتيازاته).
يشكل التمسك بالتقاليد اواليه دفاعيه بالقدر الذى يتيح تصريف العدوانيه المتراكمه نتيجه للقهر المفروض على الانسان المقهور .
ان اكثر العناصر استلابا وقهرا فى المجتمع المتخلف هى اشدها عدوانيه وعنفا على من حاول التمرد على التقاليد وتحدى المعايير وخرقها،فهناك فى المجتمع المتخلف تعبئه نفسيه ضد كل من يخرج على التقليد،انها الفضيحه تلاحقه،وهو يستباح فى سمعته ورزقه،
وياخذ العدوان عليه طابع التشفى والبطش والتشهير،يتحالف الكل للنيل منه . وفى كل ذلك تصربف واضح لما تراكم عند كل فرد من افراد الجماعه من حقد وعدوانيه..،وفى هذا الحقد المتشفى الذى يصب على العنصر الخارج على العرف ( خصوصا اذا كان امراه )
احساس بشئ من الاعتبار الذاتى من خلال توكيد الانتماء للجماعه والتمسك بمعاييرها،وفيه بالاضافه الى ذلك نوع من الشعور بالكبرياء والتعالى من خلال صب العار على الضحيه التى لحقت بها فضيحة المساس بشرف التمسك بالمعايير والاعراف...،كل ذلك يجعل الانسان المقهور يتمسك بالتقاليد بشكل متزمت يتخذ احيانا طابعا قهريا مرضيا . وهو فى ذلك يقف ضد الحقيقه فى تغيير علاقة القهر وتطوير بنى المجتمع وما يعتريها من جمود ، وهو بالتالى يتحول من خلال تمسكه الدفاعى بالتقاليد الى اداه تخدم مصلحة المتسلط ." التخلف الاجتماعى مدخل الى سيكولوجية الانسان المقهور "
للأسف الشديد لا يوجد لدينا أى مهرب أو مفر من الأعتراف والأقرار بأن الأنسان فى العالم أجمع بصفه عامه وفى مجتمعات وبلدان العالم الثالث بصفه خاصه وبصوره اكثر وضوحا واتضاحا، لم يصل حتى الأن فى رحلة تطوره وأرتقائه وأنفصاله التدريجى عن طبيعته القديمه الأصليه الى درجة التغير ومستوى التطور الكافى والأرتقاء والأنفصال الكامل أو حتى شبه الكامل عن المملكه والطبيعه الحيوانيه
ـ فليس أختلاف المظهر الخارجى كافياً كدليل على التطور والأرتقاء الكافى والتميز والأفضليه ـ إن أهم ما يميز الأنسان عن الحيوان بخلاف القدره على المشى المنتصب على قائمين وأمكانية التعبير بأستخدام الكلمات المنطوقه والمكتوبه،هو التعقل والتفكير والأبتكار المتجدد الناتج عن الأدراك والوعى بالوجود والتفاعل القائم على الفكر فى رحلة السعى لتلبية أحتياجاته ومواجهة ما يعترضه من معوقات فى العالم المحيط به،وليس فقط مجرد تفاعل تلقائى عفوى بيولوجى غريزى قائم على أشباع الغريزه والأحتياجات الاساسيه، فالأنسان هو الكائن الوحيد الذى له تاريخ وحضاره ومنتج علمى وأدبى يختلف من عصر لاخر،ومن حقبه زمنيه لحقبه زمنيه اخرى.
وأفكار وطرق لمواجهة أى أخطار تهدد سلامته،والتكيف مع ما يطرأ على العالم المحيط به من أحداث تتغير بمرور الزمن وبتغير طبيعة الحياة ولكن ولكن تتسبب مجتمعاتنا العربيه فى تقييد واعاقه تواصل واستمرارية تطور الانسان وارتقائه بسبب ما يحدث بها من تسلط وطغيان مجتمعى يتمثل فى تشويه وتزييف وتحجيم وتحديد وبرمجه شامله ومكثفه لوعى الفرد منذ الطفوله وتوريثه توريثاً تلقائياً أجبارياً لكافة مفاهيمنا وأفكارنا وقيمنا ومرجعياتنا ومنهجنا فى التقييم والتصنيف والتحديد للصواب والخطأ والمقبول والغير مقبول ، ومبادئنا وعقائدنا ومعتقداتنا دون أعطائه أى فرصه أو قدره أو أمكانيه لدراسة تلك الأفكار والقيم والمبادئ والعقائد والمعتقدات بحريه ومقارنتها بكافه القيم والأفكار والمعتقدات والعقائد الأخرى ، ورفضها ونبذها وتركها كافةً اذا اكتشف وتوصل الى أقتناع وقتاعه بأفضلية الأفكار والقيم والمعتقدات والعقائد الاخرى ، وأتاحة الفرصه أمامه لأعتناقها بدون أى تهديدات أو معوقات بل والسماح له بالدعوه الى ما يعتنقه والسعى الى أعتناق الأخرين لما يؤيده من عقائد وأفكار غير مهدده لسلامه الوطن والمواطنيين ، أو تكونت لديه قناعه بفساد وتفاهة وسخافة وضحالة ما أجبرناه على أعتناقه وقمنا بتلقينه وتوريثه إياه من قيم وطريقه ومنهج ومرجعيه للتقييم والتصنيف الاخلاقى ومفاهيم ورؤى وأفكار وتصورات عن الإنسان والحياه والكون، ومعتقدات ذات اصل اسطورى خرافى قبلى بدائى. وتقييد وارهاب وقمع ومصادرة امكانية وحرية الفكر والتفكير النقدى الغير مشروط ومنع الخروج عن دائرة المسموح والمقبول والخط المرسوم المتفق عليه والمعد سلفا قبل ولادة الفرد نفسه بمئات السنيين، فمجتمعاتنا العربيه ذات العقليه الاعتقاديه الدوجماطيقيه تبرمج الفرد منذ نشاته على النظر للاشياء بنظره ثنائيه الابعاد وتقييمها وتصنيفها على اساس مفاهيم مطلقه جامده غير مرنه وغير نسبيه، بالرغم من ان كثير من الافكار والسلوكيات والممارسات المحرمه والمرفوضه حاليا كانت مقبوله ومشروعه وتعد من الممارسات الطبيعيه والمستحبه فى فترات زمنيه سابقه فى نفس المجتمعات ، وكانت تمارس بكل حريه وبلا اى غضاضه او استهجان ، لدرجة ان الاقدام على اتيان البعض منها كان لا يلقى من المجتمع المحيط به الا التاييد والاطراء والاثناء على من يؤتيها بل واحيانا كان يتم وصفه بالبطوله والاستحقاق للافتخار ومازالت تمارس بحريه بدون منع او تحريم فى مجتمعات اخرى اكثر تحضر ورقى وتقدم وعقلانيه وثقافه ونضج فكرى وازدهار علمى.
يجب ايضا ان لا ننسى ان جميع الاديان الابراهيميه التى يدين بها اكثرية سكان مجتمعاتنا العربيه كانت توصف فى بداية ظهورها بالكفر والضلال واللامنطقيه وكان المجتمع انذاك يتهم مؤسسيها وكل من يدعوا الى اعتناقها بالخيانه والمروق والعصيان والجنون وإتباع الشيطان والخروج عن قيم وتقاليد وتعاليم الاباء والاجداد والسعى الى هدم ثوابت المجتمع ولكن بمرور الوقت ومع انتصار الاديان على الوثنيه تغير الحال واصبح كل ما سبق او لحق الاديان المعترف بها والمقبول بدرجه او باخرى بوجودها فى المجتمع يعد كفر وجهل واساطير وخرافه ويجب محاربة اتباعها ومعتنقيها وتجريم كل من يدعوا الى اعتناقها او يعرضها لازاله اى لبس او مغالطه او حتى يقوم بالدفاع والرد على ما يوجه الى عقيدته من اتهامات، بالرغم من ان الاديان الابراهيميه بدرجة ما لم تدعوا الى ذلك ـ وتكفير من يمتلك شجاعة اختراق وتجاوز حاجز الخوف من الشطط والزلل واجتناب الصواب والتعدى على اجماع الاحياء والاموات من افراد المجتمع، وافصح واعلن باسلوب حضارى عن نقده واعتراضه ورفضه علانية ودعى الى اعتناق ما يراه اكثر صوابا وعقلانيه وتقدميه وإنسانيه وتطبيق ما يراه افضل لصالح وطنه ومجتمعه على المدى الطويل حتى إن اختلف وتناقض مع ما يؤمن بصحته وصوابه الاكثريه،مما يؤدى الى عدم ازدياد درجة التطور اللازم حدوثها لدى البشر ليصبحوا كائنات انسانيه افضل واكثر تطورا وارتقاء ، وربما ايضا كائنات فوق انسانيه بمرور الوقت وبخلق وتهيئة المناخ والبيئه الصحيه الملائمه واللازمه لحدوث والوصول لتلك الدرجه من التطور والارتقاء .



#سامح_سليمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المجتمع العربى و لعنة القولبه و التكرار 1
- المجتمع العربى و لعنة القولبه و التكرار 2
- نصائح واقعيه صادقه لكل شاب و كل فتاه ج 1
- أقتباسات هامه ل عبد الله القصيمى و الماركيز دى ساد 1
- حرية النقد أساس النهضه ج 1
- حرية النقد أساس النهضه ج 2
- اقتباسات هامه جداً تتعلق بالمرأه ج 2
- أرض الأكاذيب ج 9
- ارض الأكاذيب ج 8
- أرض الأكاذيب ج 7
- أرض الأكاذيب ج 6
- أرض الأكاذيب ج 5
- أرض الأكاذيب ج 4
- أرض الأكاذيب ج 3
- أرض الأكاذيب ج 2
- أقتباسات هامه جداً تتعلق بالمرأه ج 1
- أرض الأكاذيب نسخه كامله منقحه و مزيده ج 1
- الزواج بحسب سامح سليمان
- الإنسان مفتري و مفترى عليه ج 2
- الإنسان مفتري و مفترى عليه ج 1


المزيد.....




- فريق سيف الإسلام القذافي السياسي: نستغرب صمت السفارات الغربي ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف مواقع العدو وتحقق إصابات ...
- “العيال الفرحة مش سايعاهم” .. تردد قناة طيور الجنة الجديد بج ...
- الأوقاف الإسلامية في فلسطين: 219 مستوطنا اقتحموا المسجد الأق ...
- أول أيام -الفصح اليهودي-.. القدس ثكنة عسكرية ومستوطنون يقتحم ...
- رغم تملقها اللوبي اليهودي.. رئيسة جامعة كولومبيا مطالبة بالا ...
- مستوطنون يقتحمون باحات الأقصى بأول أيام عيد الفصح اليهودي
- مصادر فلسطينية: مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى في أول أيام ع ...
- ماذا نعرف عن كتيبة نيتسح يهودا العسكرية الإسرائيلية المُهددة ...
- تهريب بالأكياس.. محاولات محمومة لذبح -قربان الفصح- اليهودي ب ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامح سليمان - هكذا تنهض المجتمعات و ليس بالتطبيل و الشعارات ج 2