أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ليديا يؤانس - عصفوري














المزيد.....

عصفوري


ليديا يؤانس

الحوار المتمدن-العدد: 4434 - 2014 / 4 / 25 - 07:20
المحور: الادب والفن
    


صوته المُتنوع النغمات عزف علي أوتار قلبي لحن الحنين فرقصت خلجات نفسي بالشوق والمُناجاة إشتياقاً للقاؤه.
صوته يُغازل أذني وكأنني أستمع للسيمفونية التاسعة للموسيقار الألماني "بيتهوفن" والتي تتميز بالإبداع ومن أجمل مؤلفاته الموسيقية حيث كتبها وهو أصم.
صوتة يناديني يهز كياني الذي أصبح كالأصم لكل ماحولي فيما عداه، وكأنني في سبات عميق منتظرة رجوعه ليُضرم فيّ لهيب الحياة من جديد. أغمضت عيوني لأستمتع بطيفه وأتفرس في محياه لعلي أجتر الذكريات!

زقزق العصفور بنغم حزين في توقيت غير متوقع، فتحت عيوني لأري العصفور الذي تعودت أن أراه مع رفيقته علي شجرة "القيقب" أي "maple tree" بحديقة منزلي طوال أيام السنة فيما عدا فصل الشتاء، وحيداً يُدير رأسه الصغير الدقيق بطريقة حلزونية، رأسه مغطي بريش لونه أحمر يبهج العيون مع لونين أخرين يُغطيان بقية جسده، الفستقي والسماوي.
العصفور عيونه زائغة شرخت قلبي، تنظُر إلي الخلاء تارة وإليّ تارة أخري مُتوسلاً مُتسائلاً عن رفيقته! دمعت عيناي، وكلت يداي عن تقديم المساعدة له ولنفسي!

الشتاء مازال يجُر أزياله للرحيل، وبالرغم من ذلك صممت علي أن آخذ قهوة الصباح في الحديقة، مازالت الحديقة مُغطاه ببساط أبيض من الثلوج، ولسعه خفيفه من البروده تُداعب وجهي، وبالرغم من ذلك أشعر بحرارة جسدي تذيب الثلوج من حولي وتقف شامخة مُتحدية أي تحديات.

رشفت رشفة من فنجان القهوة، وشفتاي تبتسمان فسالت بعض القهوة علي ذقني، بظهر يدي مسحتها وأغمضت عيوني لأسبح في بحر ذكرياتي.

شفتاك جميلتان جداً، ضحكتك تذوب ثلوج الشمال، صوتك فيه أنوثة تُحرك الجبال، قلبك طفل برئ يرتع بين نهديك يُريد الإنطلاق لإستكشاف كل ماهو مجهول، عقلك مثل شرطي المرور يُحدد مسار أفكارك ورغباتك.
ضحكت ونظرت اليه نظرة حالمة، أحسست بكياني يحلق في الفضاء مُغرداً مثل العصفور، صوبت نظرة فاحصة لعيونه أريد حل لغز المكتوب بهما، ولكنني لم أكتفِ بلغة العيون وصممت علي أن استكشف ما بداخله، فوجدت نفسي أغوص في حنايا قلبه، أتراقص علي أوتار قلبه فأسمع بأذني نبضات قلبه مؤكدة محبته لي.
يبدو أنه فهم ما يجول بخاطري، فأقترب مني يحتويني بذراعيه، واقترب بأنفاسه الملتهبه من أذني وقال: بحبك .. بحبك .. بحبك!
فضحكت وقلت "لغاية إمتي؟" لغاية آخر نفس في عمري .. نحن نسيج واحد!

سنوات مرت وأحسبها لحظات من فرط السعادة والحب، ولكن مؤخراً بدأت أسمع أعذار ومُبررات، عندي شغل، لازم أسافر، مهام عمل، لابد من عمل دراسات!

بدأ يغيب ويقل كلامه، وبدأت تفتر المشاعر، وبدأت أشم رائحة الخيانة العفنه!
ولكنني صممت علي التحدي والحفاظ علي حبي، وخصوصاً بعد أن عرفت من هي هذه الدبورة التي طارت وراؤه لتلدغه. إكتشفت أنني أعرفها وللأسف إنخدعت فيها، فهي تُجيد التمثيل وتعرف كيف تُثمن نفسها جيداً وأهم شئ عندها أنها بنت ربنا!!!
ولكن هُوّ أعرفه جيداً! ذكي جداً وليس عديم الخبرة، ولكن كما يقولون "ما يقعش إلا الشاطر!" وخصوصاً مع هذه الدبوره ذو الخبرات والعلاقات المُتعدده، فهي كما يقولون "علي كل لون" مش فارق معاها الشكل ولا اللون ولا الجنس! فتجد من معارفها الهندي والسندي والعربي والأجنبي والأبيض والأسود، أهم شئ عندها راجل وفلوس!

لم ولن أواجهه، أُصلي من أجله وليس من أجلي! حبي له يجعلني أفتقد سلامته هو وليس أنا! أعلم أنه غير راضي عن نفسه وأعرف أنه يعلم جيداً أنه رمي نفسه في حضن الشيطان كحُب إستطلاع أو نزوة! ولكنه قريباً سيسترد قوته مثل شمشون ويهد معبد الرزيله علي رأس الشيطان!

سمعت جلبة وزقزقة العصافير، أفقت من ذكرياتي المؤلمة لأجد عصفوري رجعت إليه رفيقته، فملآ الدنيا بهجة وتغريداً، يرفرفان بأجنحتهما، يتقاربان ويتباعدان وكأنهما يتراقصان ويتعانقان.

سمعت جرس الباب يدق، هرولت لأفتح، وإذ به أمامي!
تركته علي الباب وجريت إلي الداخل، إعتقد أنني أرفض رجوعه ولكن الواقع غير ذلك فقد كنت ليس في كامل زينتي ومَلبسي كما تعودت معه دائماً فأردت ألا يراني هكذا.
جذبني إليه فقلت "أنا" .. وضع اصبعه علي فمي ليمنعني من الحديث وقال، "أنا بحبك" بحبك لغاية آخر نفس في عمري .. نحن نسيج واحد!



#ليديا_يؤانس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- باراباس !!! باراباس !!!
- كاسين !!!
- ثوك تاتي جوم
- نسوان الإرهابية
- ميكس X ميكس
- حوار مع 7 جثث !!!
- دفء المحبة وسط الثلوج
- يُغازلون السيسي !!!
- صفعة علي قفا ......
- لا مكان لك عندنا !!!
- قلب لحم
- اعطيني حبة بطاطس
- يا سيسي .. فاض الكيل !!!
- رفِعَتْ الجلسة !!!
- إحسبوه فرح!
- الذبح الحلال
- السيسي معبود الجماهير
- برهامي والأنبا والطيب
- بكَيت حُزناً و فرحاً
- دين الدولة!


المزيد.....




- هتستمتع بمسلسلات و أفلام و برامج هتخليك تنبسط من أول ما تشوف ...
- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ليديا يؤانس - عصفوري